السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قول وقول
إن تفوهت بقول قد يوافق حالا كان مستورا
فيبث في بعض النفوس انشراحا وسرورا
أو يناقض حالا غابت عنك منه أمورا
فيظن من يظن انك أردت به شرورا
لا تجعل كلام الناس المؤثر الرئيسي لتوجيه آو إدارة أفعالك حتى
لا يكون ما تفعله مجرد فعل أو رد فعل لما يصدر منهم, وهذا
حتى لا يخرجك عن البرنامج الذي وضعته لنفسك للسير عليه
لا باس أن تحسن وتغير وتعدل وتصحح الأخطاء.
ولا تقل أيضا: لا يهمني إن مدحوني الناس أو أشبعوني ذما على الإطلاق
فشهادة إخوتك وأخواتك الكرام لا بد أن تعتبره وسام تضعه علي صدرك
مقدرا كلماتهم وجهودهم. فإن النقد البناء يقوي بنيان عمل المجتهد ويصقله.
أما من يقذفك بحجارة بقصد الهدم استخدم تلك الأحجار لبناء صرح التسامح,
وإنما يرمي الذي فيه ثمر كما قال الشاعر:
كم في الأرض من خضر ويابس ولا يرمي إلا الذي فيه ثمر.
وقد قال احدهم سائلا صديقه الذي عاد لتوه من اجتماع غاب عنه السائل:
اذكرني احد منكم في ذاك التجمع بخير؟ رد عليه صديقه بلا
فسأله مرة أخرى: الم يذكرني احد بشر؟ فرد عليه صديقه مرة أخرى بالنفي.
فقال إذن أنا لست موجودا ما دام لا يذكرني احد بخير أو بشر!
ثم أن الذي يعيش في الدنيا لا بد وأن يرى مكروها
حتى انه عندما دعا شخص لآخر بقوله: لا أراك الله مكروها!
قال له أتدعوا علي بالموت؟ فقال الآخر:
وكيف ذلك وأنا لم ادعوا إلا بخير؟!
فأجابه: إن الإنسان لا بد وان يصيبه مكروها ما داما حيا يرزق.
وأنت حين دعوت لي قد يفهم من دعائك انك لا تريد لي الحياة!
نعم هكذا اذا!
ومن يضمن العيش مما يكره سالما ولا يمتحن
وقد شوهت حوادث الأيام كل من كان يأمن الفتن
الذي يختلط بالناس لا شك انه يخطئ ويصيب
وينشد بلوغ قول الشاعر:
من لي بإنسان إذا ما أغضبته وجهلت كان الحلم رد جوابه.
وقد أجبت على تسائل هذا الشاعر بالأبيات التالية:
خبر سائلا قال:
"من لي بإنسان اذا ما أغضـبـتـه وجهلت، كان الحلم رد جوابه"؟
إن أنت أحسـنت وتـجـاوزت عـمـن يُــغــضِـبـكَ بــجهلـه
وجـدتَ مـن يرد الجـمـيـل أو مَن يُـهـديـك بـعض صــوابــه
لا ترجــــوا خـيـرا إن كــان لا يُــرجَـي مـــنـــك مثله
فقد صار المعروف دَينا وخير الناس أضحي المُعطِي من فضله
إتـق شـر اللئيم وإن كــنــت ســـبــبــا فـي خــيــره
ولا تأْمــل مــــن الـعـدو بــرا وأنــــت تـتـمـنـي خرابه
ومـن الـنـاس مــن لا يُقَدِر لـلـمُـحْــسِـن حـق قــــــدره
ولا يَرحم المُخْطِئ فـيَـفــتَـح للظـلـم أوسـع أبـــوابـــه
وقد قال حكيم:
شر الناس إذا ما أحسنت لم يقدروك
وإذا ما أسئت لم يرحموك.
وهناك من كفى الناس شره
وخيره بان اتبع ما قيل في مثله:
إذا غاب لم يعرف وإذا حضر لم يفتقد
وعلى اثر هذه المقولة تحضرني قصة
رجل صالح من اليمن (سيدنا اويس)
كان قد اخبر عنه الرسول صلى الله عليه
وسلم وظهر في عهد عمر رضي الله
عنه والقصة فيها عبر إلا أنها طويلة
أيضا والمقال هنا يضيق عن سردها.
راجي
تعليق