اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فضل كلمة التوحيد وشروطها

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • فضل كلمة التوحيد وشروطها

    فضل كلمة التوحيد وشروطها

    التوحيد الذي دعا إليه رسول الله يتمثل في كلمة تسمى كلمة التوحيد وهي لا اله إلا الله ، ومعناها لا معبود بحق إلا الله وهذه الكلمة تتكون من نفي واثبات ، فلا اله : نفي لجميع المعبودات الباطلة ، وإلا الله : إثبات للمعبود الحق وهو الله عز وجل . وهذا المعنى كان لا يخفى على المشركين من العرب ، ولهذا لما قال رسول الله لمشركي قريش " قولوا لا اله إلا الله تفلحوا وتملكوا بها العرب وتدين لكم بها العجم " فهموا معناها لا فيها نفي للآلهة أي الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله ، واثبات ألوهية الله عز وجل ، فقالوا كما اخبر الله تعالى عنهم : " اجعل الإلهة إلها واحدا أن هذا لشيء عجاب " سورة ص آية 5 .

    ان كلمة التوحيد لها أسماء كثيرة وفضائل عظيمة ، فمن أسمائها العروة الوثقى التي ذكرها الله تعالى في قوله " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليهم " البقرة 256 .

    قال سعيد بن جبير والضحاك العروة الوثقى لا اله إلا الله .

    وهي الكلمة الطيبة المضروبة مثلا في قوله تعالى " ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء " إبراهيم 24 .

    قال ابن عباس رضي الله عنهما : الكلمة الطيبة هي لا اله إلا الله عز وجل .

    وهي القول الثابت الذي ذكره الله تعالى في قوله " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة " إبراهيم 27 .

    روى البخاري عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله ، فذلك قوله " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة " .

    وهي كلمة التقوى الذي ذكرها الله تعالى في قوله " والزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها أهلها " الفتح 26 .

    قال قتادة : " والزمهم كلمة التقوى " قال : لا اله إلا الله .

    ومن فضائل كلمة التوحيد أنها سبب النجاة من النار ، كما في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع مؤذنا يقول : " اشهد أن لا اله إلا الله " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خرجت من النار "

    وهي كذلك سبب في دخول الجنة ، فمن قالها مخلصا ادخله الله الجنة " رواه البزار بل قائلها يدخل الجنة من أي أبوابها الثمانية شاء كما ثبت في الصحيحين عن عبادة ابن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال اشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبد الله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وان الجنة حق وان النار حق ادخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء " .

    وكذلك من قال كلمة التوحيد وعمل بشروطها كان من اسعد الناس بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة . روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال : لا اله إلا الله خالصا مخلصا من قلبه " ومن قالها كذلك عصم ماله ودمه ، ومن يأباها فماله ودمه هدر. روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله علي وسلم " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله ، وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم ، إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله " .

    وكلمة التوحيد من افضل شعب الإيمان ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا اله إلا الله و أدناها إماطة الأذى عن طريق والحياء شعبة من الإيمان " . رواه مسلم .

    وهي افضل الذكر ، فعن جابر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال :

    افضل الذكر لا اله إلا الله ، وافضل الدعاء : الحمد لله " رواه الترمذي حديث حسن .

    وعن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : افضل الدعاء دعاء يوم عرفة ، وافضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا اله إلا الله وحده لا شريك له " رواه مالك حديث حسنه " الألباني"

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : احب كلمة إلى الله " لا اله إلا الله " .

    من الأحاديث السابقة يتبين لنا فضل كلمة التوحيد التي لأجلها أرسل الله تعالى الرسل عليهم الصلاة والسلام ، كما قال الله تعالى " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه انه لا اله إلا أنا فاعبدون " الأنبياء الآية 25 .

    فلا اله إلا الله عنوان التوحيد وأساسه لا يقبل الله عملا إلا بها ، وهي كلمة الله العليا ، وهي ملة أبينا إبراهيم عليه السلام سيد الموحدين وأمام المتقين .

    من قال كلمة التوحيد " لا اله إلا الله " في الدنيا يحكم بإسلامه ، ولكن هذه الكلمة لا تنفع قائلها في الآخرة عند الله تعالى إلا بثمانية شروط ، تسمى علامات قبول لا اله إلا الله يوم القيامة وهي :

    أولاً : العلم : أي العلم بمعنى لا اله إلا الله ، ومعناها لا معبود بحق إلا الله ، أي لا يستحق العبادة إلا الله تعالى ، والدليل على ذلك قول الله تعالى " فاعلم انه لا اله إلا الله " ولما رواه مسلم في صحيحه عن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من مات وهو يعلم انه لا اله إلا الله دخل الجنة " .

    ثانياً : اليقين المنافي للشك : أي أن يكون قائلها مستيقنا بمدلول هذه الكلمة يقينا جازما لان من الناس من يقولها وهو شاك فيما دلت عليه من معناها ، ودليل هذا الشرط قول الله تعالى " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا .." الحجرات الآية 15

    فاشترط في صدق إيمانهم كونهم لم يرتابوا أي يشكوا .

    وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اشهد أن لا اله إلا الله و أنى رسول الله لا يلقى بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة " .

    قال : يا أبا هريرة و أعطاني نعليه قال : اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا اله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة " فاشترط في دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقنا بها قلبه غير شاك فيهما ، وإذا انتفى الشرط انتفى المشروط .

    ثالثاً : القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه: ولقد حدثنا القرآن أن الله تعالى عذب المكذبين من الأمم السابقة الذين رفضوا هذه الكلمة واستكبروا عنها قال الله تعالى " انهم كانوا إذا قيل لهم لا اله إلا الله يستكبرون ويقولون إنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون " الصافات 35، 36 .

    فعذبهم الله تعالى وكان سبب تعذيبهم هو استكبارهم عن قول لا اله إلا الله وتكذيبهم من جاء بها.

    رابعاً : الانقياد لما دلت عليه كلمة التوحيد : ويكون الانقياد لكلمة التوحيد بالعمل بما فرضه الله وترك ما حرمه الله والتزام ذلك ، لان حقيقة الإسلام أن يسلم العبد بقلبه وجوارحه لله تعالى وينقاد له بالتوحيد والطاعة كما قال الله تعالى " ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى " لقمان 22 .

    يسلم وجهه أي ينقاد ، وهو محسن أي موحد ، والعروة الوثقى لا اله إلا الله .

    خامساً : الصدق المنافي للكذب: وهو أن يقولها صدقا من قلبه ، يوافق قلبه لسانه ، لما روى البخاري عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من أحد يشهد أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار "

    ومن لم يقلها صدقا من قلبه ولم يوافق قلبه لسانه ، كان منافقا لان المنافقين يقولون كلمة التوحيد ، ولكن لم يطابق قولهم ما في قلوبهم فصار قولهم كذبا ونفاقا لمخالفة الظاهر الباطن ، كما اخبر الله تعالى عنهم " يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم فهم كاذبون في قولهم ، يبطنون غير ما يعلنون .

    سادساً : الإخلاص المنافي للشرك : وهو تصفية العمل بصالح النية عن شوائب الشرك ، فان من لم يخلص أعماله كلها لله فهو مشرك شركا ينافي الإخلاص ، قال تعالى :

    " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء " البينة 5 .

    سابعا : المحبة لكلمة التوحيد : ولما اقتضته ودلت عليه هذه الكلمة ، والمحبة لأهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها ، وبغض ما ناقص ذلك قال الله تعالى : " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا اشد حبا لله " البقرة جزء من آية 165 .

    الكفر بما يعبد من دون الله تعالى: لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من قال لا اله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل " رواه مسلم

    شروط لا اله إلا الله فلا تنفع قائلها يوم القيامة إلا إذا جاء بها كاملة وليس المراد قولها باللسان مع الجهل بمعناها والعمل بمقتضاها ، فان المنافقين يقولون كلمة التوحيد وهم تحت الكفار في النار يوم القيامة كما قال الله تعالى " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار " النساء جزء من آية 145 .

    فالله الله يا عباد الله اعرفوا معنى كلمة التوحيد وشروطها واستقيموا عليها وادعوا الناس إليها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم .

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

    يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الأوهام والظنون، ولا تغيره الحوادث، ولا يصفه الواصفون، يا عالماً بمثاقيل الجبال، ومكاييل البحار، وعدد قطر الأمطار، وورق الأشجار، وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار، ولا تواري منه سماءُ سماء، ولا أرخى أرضا، ولا جبل ما في وعره، ولا بحر ما في قعره.

    أسألك أن تجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك، وخير ساعاتي مفارقة من دار الفناء إلى دار البقاء، التي تكرم فيها من أحببت من أوليائك وتهين فيها من أبغضت من أعدائك.

    أسألك إلهي عافية جامعة لخير الدنيا والآخرة، مناً منك علىّ وتطولاً، ياذا الجلال والإكرام.

  • #2
    جزاك الله خير أخي الفودري ...
    على هالحديث الطيّب والمفيد ..مازلنا نحتاج للمعرفه ولسنا فوق النصيحه
    أو طلب المعرفه بالدين والتعمق في دلائله ومعانيه وحكمه .
    الله يعطيك العافيه .وتسلم يمناك .
    وأرجو أن تعم الفائده للجميع .
    اخوكم
    جلال الخالدي
    آخر اضافة بواسطة جلال الخالدي; 17-04-2001, 10:22 PM.
    ليلي .. طويـل ..؛

    (( إضغـط هنـا لتصفـح ديوانـي الإلكترونـي ))
    [/CENTER]

    تعليق


    • #3
      المعذرة على هذا الإنقطاع لأمور خارجة عن إرادتي

      وجزى الله خيراً من بذا أنامل يديه من الكتابة في هذا المنتدى
      "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله"
      من كلام أمير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه
      almistanis@hotmail.com

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم


        =======

        سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
        يا من لا تراه العيون، ولا تخالطه الأوهام والظنون، ولا تغيره الحوادث، ولا يصفه الواصفون، يا عالماً بمثاقيل الجبال، ومكاييل البحار، وعدد قطر الأمطار، وورق الأشجار، وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار، ولا تواري منه سماءُ سماء، ولا أرخى أرضا، ولا جبل ما في وعره، ولا بحر ما في قعره.

        أسألك أن تجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك، وخير ساعاتي مفارقة من دار الفناء إلى دار البقاء، التي تكرم فيها من أحببت من أوليائك وتهين فيها من أبغضت من أعدائك.

        أسألك إلهي عافية جامعة لخير الدنيا والآخرة، مناً منك علىّ وتطولاً، ياذا الجلال والإكرام.

        تعليق

        تشغيل...
        X