في الاطراف الصحراوية لمدينة أبوظبي يقع سجن مختلف عن باقي السجون حيث يتم تشجيع النزلاء على عرض مواهبهم الابداعية لتخفيف كآبة وجودهم في السجن.

يقع سجن الوثبة المركزي المترامي الاطراف والذي افتتح رسميا عام 1982 على بعد نحو 40 كيلومترا من أبوظبي ويضم نحو 1500 سجين.

وعقد السجن مثل سجون اخرى في المنطقة معارض للاعمال الفنية للسجناء خارج مبناه. لكن هذا العام قرر عبد الرحمن العطاس رئيس قسم اعادة التأهيل في السجن اقامة معرض للفن داخل السجن ليتيح للسجناء رؤية اعمالهم الفنية المعروضة. وعندما دعا السجناء الذين لديهم ميول فنية الى المشاركة تطوع 17 منهم بالمشاركة في المعرض.

وكانت النتيجة عرضا فريدا ومميزا لاعمال النحت والحفر والرسم والتطريز قام بها 17 رجلا وامرأة منحوا حرية ابداع اعمال فنية وسمح لهم بالحرية وتنظيم كل شيء من تحديد أماكن وضع الاعمال الفنية الى تصميم موقع المعرض.

وكان لدى العطاس قسم مهجور من السجن فحوله الى قاعة عرض مؤقتة وكل شيء في هذه القاعة من مساقط المياه الى التشكيلات الصناعية للصخور على الجدران هي من تصميم النزلاء.

وقال العطاس لرويترز "في نفس الوقت حاولت قدر استطاعتي ان اجعله ينظر الى هذه المواهب بعينه بنفسه. ممكن كان لنا معارض في الخارج كثيرة ولكن النزيل نفسه ما كان يشوفها ما كان يبصرها. ولكن نحن داخل المنشأة سوينا المعرض من اجل ان الجمهور يوم يحضر يشوف النزيل مدى اعجاب الجمهور بالاشياء التي سواها والانتاجات التي سواها".

وقسم المعرض الى خمس غرف على أساس الموضوع تشمل معرض احتفاء بالشيخ زايد يضم صورا فوتوغرافية ورسومات للحاكم السابق للامارات العربية المتحدة وقاعة للفنون والاعمال التقليدية تحتوي أعمالا خشبية ومنحوتات وحجرة لاعمال النساء تضم التطريز وصنع الملابس والتصميمات الداخلية وحجرة اخرى جدرانها الاربعة مغطاة تماما برسومات رائعة تصور عددا من الموضوعات من الخيول الى الخط العربي، واخيرا معرض بعنوان "تراث" طلب فيه من السجناء تصميم مجلس بدوي.

وخفف المعرض عن فنان سوري موجود في سجن الوثبة منذ اربعة شهور حيث سمح المعرض له بمواصلة ابداعه المشغولات المعدنية والخط العربي. وعمله الرئيسي المعلق في حجرة "تراث" يمثل لوحة مؤثرة من البرونز والنحاس بها ايات من القران ومزينة بالنقوش.

وقال الفنان السوري الذي يبلغ من العمر 37 عاما "اكيد هون ما حسيت بالوقت ابدا نهائيا. طالما باشتغل ما حسيت بالوقت نهائي. غير هيك ينمي المواهب وما بتنسيها لان فيه شخص دخل في موهبي ولا شيئ خلاص بعد ايام ينسيها. اما وقت اتمارسيها الحمد لله بتظل تحافظ عليها. وماقصروا هم بالصراحة الادارة اي طلب نطلبه بجيبولنا اياه".

ويستمر المعرض مدة غير محددة وهو مفتوح الان للزيارة من جانب السياسيين والمسؤولين. لكن العطاس يعتزم فتح أبواب المعرض للطلاب الى جانب الجمهور العادي من أجل القضاء على الفكرة المسبقة بأن جميع السجناء هم مجرمون خطرون يمثلون تهديدا للمجتمع

العربية نت