اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رغم الحرمة الدينية.. لبنانية "تؤجر" رحمها لصديقتها وتنجب لها توأمتين

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • رغم الحرمة الدينية.. لبنانية "تؤجر" رحمها لصديقتها وتنجب لها توأمتين

    رغم الحرمة الدينية.. لبنانية "تؤجر" رحمها لصديقتها وتنجب لها توأمتين

    لا تمانع تكرار التجربة على حساب مشاعرها المتأرجحة بين الأمومة والصداقة


    رغم تحريم رجال الدين الإسلامي والمسيحي "القاطع" لما يُعرف بـ "تأجير الرحم"، إلا أن ذلك لم يمنع سيدة لبنانية من "تأجير" رحمها لصديقتها، لتحمل لها توأمين من الأطفال، بعدما تأكد، طبياً، استحالة حمل الصديقة وإنجابها.

    بدأت القصة في 8 يونيو 1998، حين تأكد الزوجان (أ.ن) و(ح.ن) من استحالة إنجابهما أطفالا، إثر خضوع الزوجة لعملية استئصال للرحم بعد إصابته بالورم.

    وكان سبق للزوجين محاولة إنجاب الأطفال، من خلال عملية طفل لأنبوب، لكن المحاولات الخمس التي كرراها خلال 3 سنوات، باءت كلها بالفشل.

    بعد تأكد استحالة حمل الزوجة، لجأ الزوجان لاستئجار رحم "أم بديلة"، لتجدها في صديقتها (ع.ع)، التي قبلت بالخضوع لتلقيح اصطناعي، وحملت بتوأمين. في بداية الشهر التاسع من الحمل، خضعت الصديقة الحامل لعملية ولادة قيصرية، لتنجب طفلتين دون أية مضاعفات صحية.

    اليوم، تعيش الطفلتان، وقد بلغتا السنة الواحدة من العمر، مع عائلتهما الأولى، بينما تعيش الصديقة، التي "أجّرت" رحمها، مع عائلتها الأساسية، المؤلفة من زوج وأولاد.

    الصديقة (ع.ع)، تحدثت لصحيفة "القبس" الكويتية، الاثنين 9-1-2006، مؤكدة أنها لم تتلقَ المال مقابل حملها، مشيرة إلى أنها قامت به لشعورها "بالحزن العميق" على صديقتها التي حُرمت من الإنجاب.




    الحمل

    عن المشاعر التي انتابتها خلال فترة الحمل، تقول: "كنت أشعر بأحاسيس مختلفة. أغلبها خوف من عدم اكتمال اشهر الحمل، أو فشل العملية والإجهاض، إلى جانب ترقبي للقاء وجه جديد سيولد في حياتي، لكنه ليس لي" وتضيف: "كنت أدرّب نفسي على مواجهة شعور الأمومة نحو الطفل القادم. لأني أعرف مسبقاً أنني أم الطفل القادم، لكنه لزوجين، لست أنا احد طرفيه".

    وبين الضحك والبكاء تقول: "كلّفني هذا الشعور الكثير من العذاب النفسي والتعب، وتعب الجسد كان سهلاً أمام الشعور الرهيب، بأني أحمل جنيناً في أحشائي، لكنه، بعد تسعة أشهر، لن يستمر ابني".

    وتؤكد (ع.ع) أن الشعور الذي انتابها حين رأت التوأمتين لأول مرة كان "شعوراً هائلاً، مختلف عن أي شعور آخر، ويختلف حتى عن شعوري حين رأيت أطفالي".

    وتقول: "كنت دائما أتساءل عما يعنيه أن أنجب طفلا ليس ابني. وقد حيرني ذلك، حتى شعرت أني أعيش داخل جسدين، جسد للحياة وجسد للإنجاب".

    وتؤكد (ع.ع) أنها لا تستطيع الابتعاد عن التوأمتين، "فهما مني. إنهما مع أهلهما، لكنهما في بالي وأيامي دائماً". ولا تنكر صعوبة شعورها، "فحين ازورهما اتمسك بإرادتي جيدا وأقاوم عاطفة الأمومة التي تنمو في داخلي".




    "لا أمانع تكرار التجربة"

    وعن الأم التي تربي الطفلتين، تقول (ع.ع) إنها تتعامل معها "بكل حب وامتنان، وتحاول مراعاة شعوري وعاطفتي نحوهما". وتضيف: "أفرح لرؤيتها سعيدة، مع طفلتين تشعر انها بالأمومة والحياة".
    كما يظهر الزوج امتنانه للصديقة التي حملت طفلتيه، "وهو دائما يقول لي، لولاك لما كنا في هذه السعادة".

    ورغم قوة المشاعر التي انتابتها لا تنفي (ع.ع) إمكانية أن تكرر "تأجير رحمها"، رغم اعتراضها على التسمية، مشترطة أن تكون الحالة "إنسانية حقيقية ويكون دوري فيها من اجل إسعاد من حرم من السعادة، سعادة الأبناء والحياة العائلية التي أوصى الله بها".




    نظرة طبية

    ويقول الطبيب النسائي المتخصص بالجراحة النسائية والتقنيات المساعدة للحمل زاهر نصار، الذي أشرف على حال الأم والتوأمتين منذ ولادتهما، أن "التقنيات المساعدة للحمل، خاصة التي تشمل طرفا ثالثا Third Party Donation، كوهب البيوضات أو الحيوانات المنوية أو استئجار الأرحام، تعتبر تحدياً بالغاً، لما تتسبب به من إشكالات اجتماعية ودينية وقانونية". ويركز نصار على أنه من المهم التمييز بين نوعين من عملية استئجار الأرحام:

    1 - الحالات التقليدية Traditional Surrogacy، حيث يلجأ الزوجان للاعتماد على امرأة أخرى لوهب البويضات، وحمل الجنين داخل بطانة الرحم. ويجري ذلك، عادة، بعد حقن السائل المنوي داخل رحم المرأة، من دون اللجوء إلى إجراء عملية طفل الأنبوب حيث تجري مراقبة الإباضة لتحديد اليوم المناسب للحقن.

    2- حالة Gestatconal Surrogacy، والتي تكون فيها المرأة حاملة للجنين فقط أو حاضنة له. وذلك بعد إجراء عملية طفل الأنبوب عبر تنشيط الإباضة للمرأة العاقر، لمدة تتراوح بين 8 الى 14 يوما. بعدها تُسحب البويضات وتُلقح بالحيوانات المنوية للزوج.

    وخلال هذه الفترة تعطى المرأة ذات الرحم المستأجر العقاقير الهرمونية لتحضير بطانة الرحم، وتجري متابعة الاثنين عند إجراء تصوير صوتي وفحوصات مخبرية. وبعد سحب البويضات، بفترة يومين إلى 4 أيام، تُنقل الأجنة إلى بطانة رحم المرأة وتعطى حقن Progesterone لمدة أسبوعين، حتى تاريخ إجراء فحص دم الحمل.




    محرمة في الإسلام والمسيحية

    وفيما لم تعرف على وجه الدقة ديانة الأم وصاحبة الرحم المستأجر إلا أن رجال دين إسلامي ومسيحي في العالم العربي عبروا عن رفضهم لما يُعرف بـ "الرحم المؤجَّر"، ففي الثاني من ابريل 2001، أصدر مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، برئاسة الشيخ محمد سيد طنطاوي، قرارا بتحريم تأجير الأرحام، حيث إن وضع ماء الرجل وبويضة المرأة في رحم أجنبية كطرف ثالث أمر يرفضه الشرع.

    وجاء التحريم بعد مناقشات استمرت أكثر من ثلاث ساعات، وأيدته هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف "مجمع البحوث الإسلامية"، والمجمع الفقهي بمكة المكرمة، والمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في الكويت، وأيضا المؤتمرات الإسلامية الدولية التي تناولت قضايا الإخصاب الطبي. وهو أيضاً رأي أيدته الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية برئاسة البابا شنودة بابا الإسكندرية.






تشغيل...
X