قبل عامين.. نشرت بعض المواقع الإلكترونية تقريراً طريفاً نقلاً عن مراسلة (بي بي سي نيوز في مدريد، قالت فيه إن البرلمان الأسباني أقر صيغة (عقد زواج) يجبر الرجال علي أخذ قسط من الأعمال المنزلية بالإضافة إلي العناية بالأطفال والمسنين من أفراد العائلة وهو ما اعتبره البعض ثورة في الدور الذي يلعبه الرجل خاصة وإن نصف الرجال الأسبان تقريباً يعترفون بعدم قيامهم بأي عمل منزلي. قلت لنفسي: ماذا لو صدر مثل هذا القانون الأسباني في عالمنا العربي.. حينها ستكتظ أقسام الشرطة والمحاكم بآلاف الشكاوي والقضايا من الزوجات ضد أزواجهن لإجبارهم علي المشاركة في تحمل الأعمال المنزلية مثل الطبخ وغسل الصحون وتنظيف السجاد وتغيير البامبرز للأطفال. ولا غرابة في إساءة بعض الزوجات لاستخدام هذا الحق في إرهاب الزوج وتطليقه لأي سبب مثلما حدث بعد تطبيق قانون الخلع.. عندئذ سيضاف إلي أسباب تفكك الأسر وانهيار بيوت الزوجية سبب جديد وقوي. مساعدة الزوج لزوجته في أعمال المنزل ليست عيباً ولا تقليلاً من قدره وقيمته.. بل علي العكس هي نوع من المشاركة بين الاثنين لإنجاح حياتهما الزوجية، ولنا في مواقف رسولنا الكريم (صلي الله عليه وسلم) القدوة والمثل في مساعدته لزوجاته، فقد كان عليه الصلاة والسلام يخصف النعل ويرقع الثوب ويخدم في أهل بيته ويقطع معهن اللحم . طبعاً .. الإعلام العربي ساهم بقدر ما في التحقير من صورة الرجل الذي يشارك زوجته في أعمال المنزل، عندما صورته بعض الأفلام والمسلسلات في موقف الرجل الضعيف.
عزيزي الزوج.. هل تقوم حقاً بمشاركة زوجتك في أعمال المنزل مثلما تشاركها الراتب الذي تتقاضاه من عملها لمواجهة أعباء الحياة؟ إذا لم تكن كذلك .. فنصيحتي المخلصة لك بمشاركتها طواعية.. بدلاً من أن تفاجأ بقانون جديد مثل القانون الأسباني يجبرك علي تنظيف البيت وغسل الصحون .. وسلامات يا سي السيد!!.
فضفضة أخيرة:
تنفق المرأة عشر سنوات لتغيير عادات الرجل، ثم تشكو من أنه رجل آخر غير الذي تزوجته.
تعليق