هل فكرنا يوما في ما يكفينا مؤونة التفكير في المستقبل واستحداث منهاج لكل ما يعرض من الأفكار والمتغيرات والآراء والأنماط ..
أعلم أنه يبدو من العسير على عاميين من أمثالنا وضع مثل الشؤون ضمن الاعتبارات اليومية التي يكفينا حقا ما يعرض لنا
منها ..

ولكنني ملح في عرض هذا الأمر في بضعة أسطر لا تعدو عندي أن تكون تذكرة أو نصيحة ..

وخير لنا حقا أن نتخذ في ما نكتب أ و يكتب في هذا المنتدى سبيل المذكر والمتذكر والناصح والمنصوح ، فإني أعتقد تماما بأن ذلك هو أجمل ما ينبغي على المنتدى انتهاجه في ما يقدم ويقدمه أعضاؤه الكثر من حين إلى حين ..

بيننا وبين التفكير في شأن ( الأمة ) العقلي شأو بعيد لا نبلوه إلا كما يبلو العامي من حديث العالم والمفكر والكاتب ، حينما يختصر ( مشاركته ) في شأن عظيم الخطر كهذا باختياره واحدة من اثنتين :
إما أن يوافق ، وإما أن يعارض .. وقد نتبع سبيلا آخر غير هذين ، فنمتنع حتى عن إظهار موقف ما .. بين الموافقة والمعارضة .. وهذا في ما أظن هو الملمح الذي نتميز به هذه الأيام أكثر من غيرنا .. اخترنا لا ندري وآثرنا العافية ..يدفعنا له في ما نبدي كثير ، منه أعباء الحياة المادية العسيرة ، ومنه احتمال هم الولد والبيت والتربية ، ومنه الوظيفة والعمل .. ويكرهنا عليه في حقيقة الأمر مما نخفي قليل ، أوله الجهل وثانيه الازورار ..

كذلك دأبنا حينما اعتقدنا أننا منصورون ، وحينما أتى علينا خطأ توهمنا الضال بأننا في خير فمالنا في الاحتفال بأمر ( أمتنا ) العقلي أو الثقافي أو العلمي أرب مبين ، لأننا معافون ، ولأن أمرنا في عقلياتنا وثقافاتنا وعلومنا منسجم مطرد إلى خير وكمال وتألق !

هكذا أخاف حقا ، وهكذا أضطرب حقا ، وهكذا أطرق وأتذكر قول الله سبحانه وتعالى : (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير ))

وأتذكر قول الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم : ((مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقاً، ولم نؤذ من فوقنا! فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعا))

ثم لا أرى علي من البأس شيئا عندما أجد من نفسي الحكم على مجتمعاتنا (( الشرقية )) في أعم أطيافها بأنها مجتمعات(مدللة) أفسدها الدلال ، وأفسدها البعد عن الأصالة ، وأفسدها بعد ذلك كله تأثر القوم في كل ما يسلكون ويختارون، إن كان في حقيقة الأمر تأثر الضال للضال في ضلاله ، والفاسد للفاسد في فساده ، دونما أدنى ثقة في ما عندنا من الأصل المتين ، أو تقدير لما عندهم من الفرع العملي العصري الذي إنما كان لنسخره لأمورنا و ما ألقي على عواتقنا من الواجب ، واؤتمنا عليه من الأمانة ..