عرف بالفروسية والشدة والحزم والدهاء ، ارسلته قريش ليعيد من هاجر من المسلمين الى الحبشة فرارا بدينهم ، ليعيدهم الى مكه , الا ان النجاشي رفض طلبه , كان اول عمل بطولي قام به عمرو بن العاص بن وائل السهمي بعد اسلامه , هو الانتصار على قضاعه التي ارادت مهاجمة المدينه فيما عرف بسرية ذات السلاسل .
ولاه عمر بن الخطاب قيادة جيش من الجيوش الاربعه التي توجهت لفتح بلاد الشام ، ففتح المدن الفلسطينية الواحدة تلو الاخرى ، شارك في معركة اليرموك التي اندحر فيها الروم , وكان ممن استقبلوا الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قدم الى القدس وتسلم مفاتيحها , وكان احد شهود العهدة العمريه مع كل من خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف ومعاويه ابن ابي اسفيان , اقنع عمر بن الخطاب بغزو مصر , وكان له ذلك بعد ان تردد عمر بن الخطاب في الامر ، قال عنه عمر بن الخطاب : ( رمينا ارطبون الروم بارطبون العرب ) .
لعب دورا كبيرا في الفتنة ما بين علي ومعاويه , فكان في صف معاويه , وهو الذي اشار عليه برفع المصاحف على رؤوس الرماح في معركة صفين بعد ان رجحت كفة علي في القتال ، وكان احد الحكمين مع ابي موسى الاشعري في موضوع التحكيم ما بين علي ومعاويه .
اقصاه عثمان بن عفان عن ولاية مصر ، وولى مكانه عبد الله بن ابي السرح ، حيث عاد بعدها الى المدينه ، ولما تولى معاوية الحكم اعاده بجيش الى مصر واستلم الولاية من محمد بن ابي بكر .
لما أراد عمرو بن العاص الاتجاه نحو الاسكندريه لفتحها , وكان قد خيم في مكان قرب القاهرة حاليا , اراد الجنود تقويض خيمته وطيها تمهيدا للرحيل , عثروا على يمامه عششت في طرف الخيمه , بعد ان وضعت بيضها , فامرهم عمرو بالابقاء على الخيمة في مكانها حتى لا يزعج اليمامه , وهنا تتجسد المروءة والرحمة باسمى معانيها , وسميت مدينة الفسطاط تبعا لذلك بهذا الاسم تيمنا بخيمة عمرو بن العاص ( الفسطاط ) , وقد بنيت الفسطاط على ساحل النيل سنة 641 م , بناها عمرو بن العاص ، وخططها تخطيطا جيدا ، في ذلك المكان الذي وضعت فيه اليمامه بيضها , عند حصن بابليون , وهو حصن روماني بني في القرن الثاني الميلادي من قبل الامبراطور الروماني تراجان في فترة احتلال الرومان لمصر ، وقد اصبحت الفسطاط فيما بعد منارة اسلاميه ومركزا حضاريا تجاريا هاما , وكان قد قال عمرو في موضوع اليمامه التي وضعت البيض في احد اركان خيمته : ان اليمامه قد التجأت اليه ، فهي تطلب حماه وعليه ان يجيرها , والخيمة أو الفسطاط كانت وما زالت في الاعراف العربيه ملجأ الأمان لمن يلجأ اليها مستجيرا ؟؟ ، فعلى من يملك الخيمة ان يجيره ويحميه , ولو كلفه ذلك حياته ؟؟ هنا نجد ان القسوة والشده لا تعني خلو القلب من الرحمة والرأفة في المواقف التي تتطلب ذلك ، فعند الحديث عن الرجال يجب ان نعرف عمن نتكلم ، فلكل مقام مقال ، ولكل زمان رجال ، ولكل موقف تبعاته واصوله .
تعليق