اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحوار بين الأديان ...حقيقته وأنواعه

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • الحوار بين الأديان ...حقيقته وأنواعه

    12-5-2005

    بقلم أبو زيد بن محمد مكي


    الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :


    فإن الغرب إذا شعر بظلمه للمسلمين , وبخوفه من انتقامهم , أو ارتبطت بهم بعض مصالحه فخاف عليها , رفع مباشرة شعار التعايش السلمي , والتسامح ونسيان الماضي , والتقارب , والتحاور , ونحو ذلك من الشعارات , ليأمن على نفسه ومصالحه بذلك , وينشر دينه وثقافته كذلك .


    ومما يؤسف له أن تجد بعض من ينتسب للفقه الشرعي- فضلاً عن غيرهم من العصرانيين — يسارع في الإجابة , ويتهم غيره بالتقوقع والانغلاق وضيق الأفق , ثم قد تنكشف لبعضهم الحقيقة , فيعود محذراً , وكثيراً منهم يستمر في عماه , بل ويؤول النصوص الشرعية لتوافق مراد الغرب الكافر , والله المستعان .


    ولهذا أحببت أن أكتب في موضوع " الحوار بين الأديان : حقيقته وأنواعه " , وفق الخطة التالية : قسمت البحث إلى مبحثين , لكل مبحث مطالبه كما يلي :


    المبحث الأول : حقيقة الحوار بين الأديان , وفيه ثلاثة مطالب :


    المطلب الأول : معنى الحوار لغة و اصطلاحاً .


    المطلب الثاني : معنى الحوار بين الأديان .


    المطلب الثالث : حقيقة الحوار بين الأديان في المنظور الغربي .


    المبحث الثاني : أنواع الحوار بين الأديان , وفيه ستة مطالب :


    المطلب الأول : حوار التعايش والتسامح .


    المطلب الثاني : حوار الدعوة والبلاغ .


    المطلب الثالث : حوار التقريب .


    المطلب الرابع : حوار الوحدة .


    المطلب الخامس : حوار الاتحاد .


    ثم اختتمت البحث بخاتمة , ذكرت فيها أهم النتائج ,أسأل الله تعالى بمنه وكرمه الإعانة والتوفيق والإخلاص .


    المبحث الأول : حقيقة الحوار بين الأديان .


    وفيه ثلاثة مطالب :


    المطلب الأول : معنى الحوار لغة و اصطلاحاً .


    أولاً معنى الحوار لغة :


    الحِوَار في اللغة : مشتق من الحَوْر , وهو الرجوع . قال تعالى : ( إنه ظن أن لن يحور . بلى )(1)فالحوار هو : مراجعة الكلام (2) .


    والمحاورة : المجاوبة (3) .


    وأحار الرجل الجواب أي ردَّه .


    وما أحاره أي : ما ردَّه (4) .


    ثانياً : معنى الحوار اصطلاحاً .


    الحوار اصطلاحاً : هو لفظ عام يشمل صوراً عديدة منها المناظرة والمجادلة (5) ويراد به : مراجعة الكلام والحديث بين طرفين , دون أن يكون بينهما ما يدل بالضرورة على الخصومة (6) .


    وقد يكون مرادفاً للجدل , كقوله تعالى : (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (المجادلة:1) وقد يفترقان حين يتحول الحوار إلى لدد في الخصومة , فهو حينئذ يسمى جدالاً لا حواراً (7)وقد يكون الحوار مرادفاً للمناظرة , لأن المتناظرين يتراجعان الكلام في قضية ما , بعد النظر فيها بعين البصيرة , إلا أن المناظرة أدلُّ في النظر والتفكر , كما أن الحوار أدل في الكلام ومراجعته(8).


    المطلب الثاني : معنى الحوار بين الأديان


    الحوار بين الأديان من المصطلحات الحادثة المجملة , وهو يتنوع بحسب أهدافه وأغراضه إلى عدة أنواع , منها ما هو حق , إذا كان الهدف شرعياً , ومنها ما هو باطل , إذا كان الهدف مذموماً شرعاً . ولذلك فإن هذا المصطلح لا يرد مطلقاً لأننا بذلك نرد الحق الذي فيه , ولا نقبله مطلقاً لأننا بذلك نقبل الباطل الذي فيه .


    ومما تقدم , يمكننا أن نقول أن للحوار بين الأديان عدة معاني بحسب أهدافه وأغراضه منها:


    1-حوار الدعوة أو التنصير .


    2-حوار التعايش أو التسامح .


    3-حوار التقريب .


    4-حوار الوحدة .


    5-حوار الاتحاد(9).


    وسيأتي بمشيئة الله تعالى , بيان معنى كل نوع من هذه الأنواع في العالم الإسلامي وفي العالم الغربي , وأبرز المؤسسات أو الشخصيات الداعية له .


    المطلب الثالث :حقيقة الحوار بين الأديان في المنظور الغربي :

    الحوار بين الأديان في المنظور الغربي بكل أنواعه وسيلة تنصيرية , واستعمارية , ومناورة سياسية لوقف القتال بعد تحقيقهم لبعض المكاسب .


    ذكر دانيال آر بروستر , في محاضرة له بعنوان " الحوار بين النصارى والمسلمين " عدة حقائق توضح حقيقة الحوار عند النصارى منها :


    1-في عام 196 م , رفع مجلس الكنائس العالمي الحوار مع المسلمين , وكان يعتبر هذا الحوار وسيلة مفيدة للتنصير , فإن الحوار الذي هو وسيلة لكشف معتقدات وحاجيات شخص آخر هي نقطة بداية شرعية للتنصير .



    2-وفي عام 1968 م , نقل الحوار خارج محيط التنصير ,واكتفى بالإقرار بصحة الديانة النصرانية , وفتح أبواب الصداقات , والمشاركة في الحياة على وفق ما يراه النصراني .


    3-إن الهدف من الحوار هو إقناع الآخرين باتخاذ قرارات معينة , فإن بدر منهم ذلك فدعهم يسمونه ما يشاءون (1).


    وذكر هيوكيتسكل — زعيم حزب العمال البريطاني — في كتابه " التعايش السلمي والخطر الذي ينتابه " تعريف التعايش بأنه : " مناورة خالصة , وهي ظاهرة مؤقتة , قد تقتضي تحوير السياسة بوقف القتال , وتخفيف الضغط "(11).


    ومما جاء في الكتاب الصادر عن الفاتيكان عام 1969 م :


    1-هناك موقفان لا بد منهما أثناء الحوار : أن نكون صرحاء , وأن نؤكد مسيحيتنا وفقاً لمطلب الكنيسة .


    2-سيفقد الحوار كل معناه إذا قام المسيحي بإخفاء أو بتقليل قيمة معتقداته التي تختلف مع القرآن.


    3-لا يكفي أن نتقرب من المسلمين , بل يجب أن نصل إلى درجة احترام الإسلام على أنه يمثل قيمة إنسانية عالية وتقدماً في التطور الديني بالنسبة للوثنية .



    4-إن الحوار بالنسبة للكنيسة هو عبارة عن أداة ,وبالتحديد:عبارة عن طريقه للقيام بعملها في عالم اليوم(12).


    ولذلك صرح أهل العلم ممَّن درس مفهوم الحوار عند الغرب , سواء بمسمى الزمالة أو الصداقة أو التقارب أو نحو ذلك من المسميات بأن هذه الدعوى جوهرها وهدفها في الحقيقة هو أن يكسب اليهود والنصارى اعترافاً من المسلمين بصحة دينهم , وهذا له دور كبير في صد النصارى واليهود عن الدخول في الإسلام(13).


    ---------------------------------

    (1)- سورة الانشقاق : 14


    (2)- انظر: مقاييس اللغة لابن فارس ( 2 / 117 ) .


    (3)- انظر : القاموس المحيط للفيروز آبادي ( 2/ 23 - 24 ).


    (4) -- انظر: مختار الصحاح , للرازي ( 161 ).


    (5)-انظر:لسان العرب,لابن منظور( 3 / 383 -385 ), والمصباح المنير للفيومي ( 156 ).


    (6) - انظر : الحوار : أصوله المنهجية , وآدابه السلوكية , لأحمد الصويان (17) .


    (7) - انظر : أصول الحوار , الندوة العالمية للشباب الإسلامي , (9) .


    (8) - انظر : كيف تحاور , لطارق الحبيب ( 8 - 1 ) .


    (9) - انظر : الحوار مع أهل الكتاب : أسسه ومناهجه , لخالد القاسم ( 18 ) .


    (10) - انظر : الحوار مع أهل الكتاب , لخالد القاسم ( 112 - 143 ) , ودعوة التقريب بين الأديان , لأحمد القاضي ( 347 - 35 ) .


    (11) - انظر : التنصير , خطة لغزو العالم الإسلامي , الترجمة الكاملة لأعمال المؤتمر التبشيري الذي عقد في مدينة جلين آيري بالولايات الأمريكية عام 1978( 767 - 783 ).


    (12) - التعايش السلمي (3) .


    (13) - انظر : كتاب الفاتيكان : توجيهات من أجل حوار بين المسيحيين والمسلمين , نقلاً عن كتاب " التنصير " لعبد الرحمن الصالح ( 62 - 66 ) .
    مدونة للمشاركات عبر المنتديات
    http://aboabdulazizalslfe.blogspot.com/


  • #2
    الرد: الحوار بين الأديان ...حقيقته وأنواعه

    المبحث الثاني : أنواع الحوار بين الأديان


    المطلب الأول : حوار التعايش والتسامح


    المسألة الأولى : المراد بالتعايش والتسامح في الدين الإسلامي :


    لم ترد لفظة التعايش والتسامح في القرآن أو السنة , ولكن ورد لفظ البر والإحسان والقسط (14).


    فالحوار المتعلق بالعلاقة المعيشية البحتة بين معتنقي الأديان , ويهدف إلى تحسين العلاقة بين شعوب أو طوائف , وربما تكون أقليات دينية(15), فإن الإسلام يرحب به , ويدعو إليه من خلال الإحسان والبر والقسط , ولا يتنافى مع نصوص الشرع الناهية عن موالاة الكفار(16).


    قال تعالى : (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (الممتحنة:8)


    فمفهوم التسامح والتعايش في الإسلام هو : التعامل مع غير المسلم وفق الحكمة واللين والمعروف سواء في ذلك التعامل في الخطاب , أو في مطلق التصرف , وفق الضوابط الشرعية(17).




    فإذا حارب أو اعتدى فعلى المسلمين أن يحاربوه ويردعوه(18).


    فأهم ضوابطه ثلاثة (19):


    1-مراعاة جانب الولاء و البراء .


    2-إقامة العدل .


    3-الحكمة في الدعوة أو المعاملة .


    المسألة الثانية : المراد بالتعايش والتسامح في العالم الغربي .


    لقد رفع الغرب شعار التعايش والتسامح مع العرب والمسلمين في اليوم السادس من نوفمبر 1973 م بعد الأحداث التالية(2) :


    1-نشوب الحرب يوم العاشر من رمضان — السادس من أكتوبر — وقيام القوات العربية بعمليات حربية لتحرير الأراضي العربية المحتلة , ونجاحها في إنزال ضربات قوية بالمحتل الإسرائيلي .


    2-قرار وزراء النفط العرب يوم السابع عشر من أكتوبر في الكويت : فرض الحصار النفطي على الولايات المتحدة الأمريكية , وتخفيض مستوى الضخ حتى يتحقق الجلاء عن الأراضي العربية المحتلة , وتؤمن الحقوق الوطنية لشعب فلسطين .


    3-فرض الدول العربية الحظر النفطي على هولندا يوم العشرين من أكتوبر لموقفها العدائي من العرب . فهذا الشعار عبارة عن مناورة خالصة , وظاهرة مؤقتة , من أجل وقف القتال , أو تخفيف الضغط(21).


    ثم تطور هذا الشعار حتى أصبح دعوى فكرية تخفي وراءها أهدافاً عديدة :


    عقدية وثقافية , واجتماعية , وسياسية , واقتصادية (2), ومن أمثلة ذلك :



    1-اتخاذه وسيلة للتنصير وتشويه حكم الردة في الإسلام .


    2-اتخاذه وسيلة لمحاربة مفهوم الجهاد في الإسلام , وإضعاف عقيدة الولاء و البراء .



    3-المحافظة على المكاسب المتحصلة , وامتصاص غضب العرب والمسلمين من الظلم الحاصل عليهم .


    4-المطالبة بالحصول على المناصب الهامة داخل الدولة المسلمة(23).


    وفي عام 1415هـ ( 1995 م ) أعلنت هيئة الأمم المتحدة أن هذا العام هو عام التسامح, وأصدرت نشرة خاصة عن ذلك , وكان أبرز ما فيها الدعوة إلى التسامح بين الأديان , ويريدون به الدعوة إلى زمالة الأديان , وجعل القاسم المشترك بينها البيان العالمي لحقوق الإنسان , والتأكيد على الحرية الدينية , واعتبار حكم الردة في الإسلام منافياً لهذه الحرية(24).


    وقد قام بعد ذلك بالدور على أتمه و أكمله المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم و الثقافة ( إيسسكو )


    فأصدرت كتاباً باسم " مفهوم التعايش في الإسلام "(25) أثبت فيه أن الإسلام يقر بالديانات السماوية , وأنه مهيمن عليها لا بمعنى ناسخ لها , وإنما بمعنى مراقب , فهو يرصد ما تتعرض له تلك الديانات من تحريف عن أصلها الحق(26)


    , ثم يقول : " لا انفتاح ولا حوار , وبالتالي لا تعايش بدون كيان شخصي وهوية خاصة , أي بدون المحافظة عليها , مما يقتضي عدم التنازل عنهما , وفي طليعتهما : الدين , وإلاَّ فلا يكون انفتاح ولا يكون حوار , ولا يكون تعايش , وإنما تكون الهيمنة والتسلط ...



    والإلحاح على مثل هذا الحوار راجع إلى أمرين :


    الأول : لتحقيق المزيد من التفاهم المفضي إلى التعايش .


    الثاني : لتقوية الإيمان بالله في النفوس , خاصة بعد أن طغت المادية , وتفشت قيمها المسيطرة على الشباب في جميع أنحاء العالم "(27).


    ثم أصدرت اليونسكو بياناً بمعنى التسامح وأنه : " احترام الآخرين وحرياتهم , والاعتراف بالاختلافات بين الأفراد , والقبول بها ...


    والتسامح هو تقدير التنوع الثقافي , وهو الانفتاح على الأفكار والفلسفات الأخرى بدافع الاطلاع , وعدم رفض ما هو غير معروف "(28).


    ثم قامت كتابات عربية أخرى تؤكد على هذا المعنى من التسامح , وتقصد به حرية الردة عن الإسلام , وحرية السلوك والأخلاق .


    فهذا محمد الطالبي يقول بأنه : لا يرى سنداً في الإسلام لما يعرف بحكم الردة(29).


    وهذا عبد الفتاح عمر يتسائل : هل الظاهرة الدينية ستقوم على ترسيخ قيم الاحترام والتسامح , أم أنها ستنبني على التطرف والعنف والتكفير والتدخل فيما للغير من معتقدات وماله من سلوكيات ؟


    هل الظاهرة الدينية ستساعد على ترسيخ الحرية الدينية , أم هل أنها ستعصف بها في آخر الأمر(3) . ا


    لمسألة الثالثة : أمثلة على حوار التعايش في الواقع المعاصر .


    -1- الحوار بين الشمال والجنوب .


    والمقصود به الحوار بين البلدان المتطورة الغربية , ويرمز لها بالشمال , وبين بلدان العالم الثالث ويرمز لها بالجنوب , وذلك عندما فرض الشمال على الجنوب تعديل أسعار النفط , دون أن يدخل على النظام الاقتصادي أي تعديلات , وبعد مناورات دامت العامين , قبل الشمال إجراء الحوار مع الجنوب في هذا الموضوع , واضطر أن يضع نظاماً جديداً بعد ذلك(31).


    -2- الحوار العربي الأوروبي .


    كما تقدم , عندما شعرت أوروبا وأمريكا بانتصار المسلمين في حرب العاشر من رمضان 1973 , وممارسة العرب بعض الضغوط النفطية على أمريكا وهولندا , لجأت لإجراء الحوار امتصاصاً لغضب العرب , ومحافظة على مكاسبهم(32).


    المطلب الثاني : حوار الدعوة والبلاغ .


    المسألة الأولى : المراد به في الدين الإسلامي :


    الحوار مع أصحاب الديانات الأخرى من أجل دعوتهم للدين الإسلامي الخاتم والناسخ لجميع الأديان السابقة , وإيضاح محاسن الإسلام لهم , وبيان ما هم عليه من باطل , واستنقاذهم من ظلمات الشرك والجهل , هذا الهدف من أعظم ما يدعو إليه الإسلام , وبالتالي فهذا النوع من الحوار , مطلوب شرعاً وعقلاً(33).


    قال تعالى : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران:64).


    المسألة الثانية : المراد به في العالم الغربي :


    يراد بهذا النوع من الحوار عند الكنيسة الكاثوليكية , وعند مجلس الكنائس العالمي , وعند المستشرقين من النصارى عدة أمور :


    الأمر الأول : اتخاذه وسيلة للتنصير , وهذه كانت غايتهم الأولى , من إعلان الحوار مع المسلمين .


    الأمر الثاني : اتخاذه وسيلة لتشكيك المسلمين في دينهم , وفي نبيهم , صلى الله عليه وسلم.


    الأمر الثالث : اتخاذه وسيلة لأخذ الشهادة والإقرار بصحة دينهم , وجواز التعبد به لله تبارك وتعالى(34).



    ولهذا فقد وضع النصارى مقياساً يقاس به نجاح هذا النوع من الحوار مكوَّن من عشرة أمور كالتالي(35):


    (-7) — لا إدراك بالنصرانية .


    (-6) — إدراك بوجود النصرانية .


    (-5) — بعض المعرفة بالكتاب المقدس .


    (-4) — فهم مبادئ الكتاب المقدس الأساسية .


    (-3) — إدراك التضمينات الشخصية .


    (-2) — إدراك الحاجة الشخصية .


    (-1) — التحدي والقرار بقبول المسيح .


    (+1) — التحول .


    (+2) — تقييم القرار .


    (+3) — الاندماج في الزمالة النصرانية .



    ------------------------------------


    (14) - انظر الإبطال , لبكر أبو زيد ( 35 - 46 ) ,

    والتبشير والاستعمار لمصطفى الخالدي وعمر فروخ(257, والاتجاهات العقلانية الحديثة,ناصر العقل( 47 )


    (15) - انظر : تسامح الغرب , لعبد اللطيف الحسين ( 27 ) .


    (16) - انظر : دعوة التقريب ( 1 / 349 ) .


    (17) - انظر : تسامح الغرب ( 26 ) .


    (18) - انظر : التساهل مع غير المسلمين : مظاهره وآثاره . عبد الله الطريقي ( 7 , 8 ) , وتسامح الغرب ( 27 ) .


    (19) - انظر : حقيقة العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين , سعد الصيني ( 25 - 26 ) .


    (2) - انظر : تسامح الغرب ( 38 - 53 ) .


    (21) - انظر : الحوار العربي الأوروبي , أحمد صدقي الدجاني ( 1 ) .


    (2) - انظر : التعايش السلمي , هيوكتسكل ( 3 ) .


    (23) - انظر : تسامح الغرب ( 17 ) .


    (24) - انظر : التساهل مع غير المسلمين : مظاهره وآثاره , وتسامح الغرب , والمسلمون والأوروبيون , نحو أسلوب أفضل للتعايش , سامي الخزندار .


    (25) - انظر : النشرة في آخر كتاب " دراسات في التسامح " من إعداد المعهد العربي لحقوق الإنسان بتونس ( 399 - 416 ) .


    (26) - تأليف : د. عباس الجراري .


    (27) - انظر : مفهوم التعايش في الإسلام ( 47 - 48 ) .


    (28) - مفهوم التعايش ( 52 - 53 ) .


    (29) - نقلاً عن تسامح الغرب ( 3 ) .


    (3) - انظر : مقالته بعنوان " الحرية الدينية حق من حقوق الإنسان أم قدر الإنسان " , ضمن كتاب دراسات في التسامح ( 3 ) .


    (31) - انظر : مقالته بعنوان : " الحرية الدينية " , ضمن كتاب دراسات في التسامح ( 57 ) .


    (32) - انظر : حوار الشمال والجنوب : أسسه ونتائجه , إشراف د جورج قرم ( 7 ) فما بعدها .


    (33) - انظر : الحوار العربي الأوروبي , هيفاء أحمد السامرائي ( 5 - 9 ) .


    (34) - انظر : الحوار مع أهل الكتاب , لخالد القاسم ( 112 - 117) , ومقالة د محمد بن عبد الله السحيم " دعوة أهل الكتاب " في مجلة التوعية الإسلامية عدد ( 152 ) ص ( 139 ) .


    (35) - انظر : التنصير , د. عبد الرحمن الصالح ( 62 - 72 ) .
    مدونة للمشاركات عبر المنتديات
    http://aboabdulazizalslfe.blogspot.com/

    تعليق


    • #3
      الرد: الحوار بين الأديان ...حقيقته وأنواعه

      المسألة الثالثة : أبرز المؤسسات الداعية له في العالم الغربي :



      1-الكنيسة الكاثوليكية :



      وهي الكنيسة التي اعتقدت قرارات مجمع نيقية المنعقد عام (325م) , ومقر قيادتها الفاتيكان , وهو مقام البابوات في روما , وقد أعلن مجمع الفاتيكان الثاني عام 1962م الدعوة إلى الحوار بين الأديان , وأصدر النشرات والكتب الموضحة لذلك , ووضع خطة لإعداد وتدريب المحاورين النصارى , ومن تلك الكتب :



      أ — نحو حوار مع الإسلام .



      ب — توجيهات في سبيل الحوار بين المسيحيين والمسلمين .



      وقد أولى البابا يوحنا بولس الثاني , والذي تزعم رئاسة هرم هذه الكنيسة من عام 1978, الحوار بين الأديان عناية فائقة , واعتبره في إطار المهمة الأساسية للكنيسة , وهي التبشير(36).



      2-مجلس الكنائس العالمي :



      يمثل هذا المجلس بقية الطوائف النصرانية غير الكاثوليكية من بروتستانت , و أرثوذكس , وقد ولد هذا المجلس نتيجة لقاءات عالمية لتلك الكنائس من أجل توحيدها , ويعتبر لهذا المجلس قوة ونفوذ تضاهي قوة الفاتيكان على الكنيسة الكاثوليكية .



      وقد قام أيضاً هذا المجلس بإقامة دورات تدريبية للمنصرين للقيام بمهمة لحوار , ولكنَّه لما لم ير جدوى من ذلك مال بالحوار إلى دعوى التقارب والزمالة بين الأديان , وأدرجه ضمن إطار العلاقات الدولية للمجلس (37).



      المطلب الثالث : حوار التقريب بين الأديان



      المسألة الأولى : المراد به عند العصرانيين :



      من أفضل من شرح فكرة التقريب من العصرانيين على حسب اطلاعي : د. عباس الجراري في كتابه " الحوار من منظور إسلامي " والذي نشرته " المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " (ايسيسكو ) وقدَّم له المدير العام للمنظمة شاكراً له حسن عرضه لوجهة النظر الإسلامية في هذا الموضوع , ويليه د. يوسف الحسن , في كتابه الحوار الإسلامي المسيحي ( الفرص والتحديات), والذي نشره المجمع الثقافي بالإمارات , وأبرز ما في فكرتهم ما يلي :



      1- شروط نجاح الحوار : الانطلاق من اعتراف كل طرف بالآخر , ويبدأ بالاستعداد النفسي للانفتاح عليه بتسامح , أي : بقبوله كما هو . ثم البحث أثناء الحوار عن مواطن الاتفاق,والبعد عن مواطن الاختلاف(38).


      2- قاعدة الحوار تتمثل في المعادلة التالية :



      أ — ما تريد أن يعرفه عنك الآخر , فأعرفه أنت عنه .



      ب- ما تريد أن يفعله معك الآخر , فافعله أنت معه .



      والمقصود بالآخر هو من يؤمن بعقيدة غير عقيدتك . ويقصدون بذلك السماحة ونيسان الماضي(39).



      3 — تأويل " الكلمة السواء " في قوله تعالى : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ)(آل عمران: من الآية64)بأنها فعل الصالحات والنافعات للبشرية,ومواجهة الطغيان ,


      وتحقيق معرفة ك طرف بالآخر, وإزالة سوء الفهم, دون المحاولة إلى إلغاء الخصوصيات(4).



      4- البعد عن جعل الحوار دعوة مبطنة سوء للإسلام أو للنصرانية ,والبعد عن التلفيق الديني, والبعد عن نوازع التشكيك , ومقاصد التجريح , بل لا بد من إشاعة المودة وروح المسالمة والتفاهم والوئام ,


      والتعاون فيما يقع التوافق فيه من أعمال النفع العام للبشرية(41).



      وكما نلاحظ أن هذا النوع قريب من حوار التعايش , إلاَّ أنه يزيد عليه المطالبة بإشاعة روح المودة والمحبة , وإزالة البغضاء والكراهية من النفوس , وأن تتقبل صاحب الديانة الأخرى كما هو, ولكنه يختلف عن الوحدة أنه لا يشترط فيه الإقرار بصحة الديانة الأخرى .


      -------------------

      36) - انظر : التنصير ( خطة لغزو العالم الإسلامي ) ( 775 ) .

      (37) - انظر : دعوة التقريب ( 1 / 46 - 461 ) .



      (38) - انظر : دعوة التقريب ( 2 / 463 - 499 ) .



      (39) - انظر : الحوار من منظور إسلامي ( 11 , 12 , 21- 23 ) .



      (4) -انظر : المصدر السابق ( 24 ) .



      (41) - انظر : الحوار الإسلامي المسيحي (43 - 44) .



      (42) -انظر : الحوار الإسلامي المسيحي (13) .
      مدونة للمشاركات عبر المنتديات
      http://aboabdulazizalslfe.blogspot.com/

      تعليق


      • #4
        الرد: الحوار بين الأديان ...حقيقته وأنواعه

        وقد استغل الكفار هذا للمطالبة بالاعتراف بأديانهم الباطلة في ظل غفلة كثير من المسلمين ...
        مدونة للمشاركات عبر المنتديات
        http://aboabdulazizalslfe.blogspot.com/

        تعليق

        تشغيل...
        X