اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

همس الفوانيس ،، ٣

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • همس الفوانيس ،، ٣


    الهمسة الخامسة :

    دماء بلا دليل ،،

    ينغمس الجميع في الصمت إلا طنين الأقداح وطقطقات الأكعاب العالية التي تغازل فيك الكبث الدفين لتسرق النظر خلسة إلى هذه الدمى المؤنثة و المؤتثة لهذا الفضاء بتغنجها الفائق حدود المألوف ،، فتغض النظر طواعية في حضن صحيفة اليوم و هي تطالعك بكوارث الطرق ومن صاروا خبرا عاجلا على فضائيات النبأ ،، وأرقاما في محاضر مسترسلة مديلة لكود تابوث و صك الدفن ،، إهمالا و تجاوزا ممن عاثوا حمقا و عنادا في رسم معالم الموت و نفث دخان العظام وهي تحترق هنا وهناك بل تتطاير حد تطاير العقل جنونا من هول الأرقام التي تحاصر سلوكيات الفرد منا وهو ينجذب لسحر وسخط المقود ،، وصدى العجلات وهي تجتر طبقات الأسفلت المتآكل الثائر على تسميته و دفتر التحملات رافضا انتمائه لخارطة الطرق لعجزه السافر حين تآكله الغش و زور عروض الأثمان ،، وقد أفحمت بالأطرفة الصفراء المنتفخة انتفاخ بطونهم المتورمة بأوجاعنا و نكباتنا المتتالية ،، التي شهدناها حربا ضروسا بعيدا عما لقنا من قانون السير و دروس السياقة و أبجديات أخلاقها التي تجاوزناها تمردا و طيشا ،، تجسد خروقات و تصرفات خرقاء على طول الطريق غير آبهة بحقك في السلامة و الأمان مغتصبة إياه كرها و غيضا ،، تؤشر بحبر أحمر على هذا الكم الهائل من الخروقات المميتة أو الاختراق الذي يطال أمنك و سلامتك ويهضر سكينتك وأنت على الطريق العام ،، الذي صرنا نهابه اليوم ونرتابه ونحن نتهيأ لمشاركة الأسفلت و المدار و تقاسم الطرق الوطنية مع الآخر الذي قد يكدر صفوك و صفائك مشاكسا غافلا لإشارات و علامات التشوير و النظام الطرقي ليظيف إليها من جديد لوحة كبيرة خط عليها بالخط العريض : حتى لاننسى !!! ،،
    حتى لا ننسى هذه الفاجعة أو تلك الكارثة في هذا المسلك أو ذلك المنعرج ،، لأننا صرنا نلون كل الطرق بدماء أبنائنا،، رماد أجسادهم تحترق بيننا لأننا سهونا أو افرطنا ،، حتى صار دخانها وهي تشتعل يطاردنا كاللعنة حين تاهت عنها ملامحها و غابت معالمها،، حين تتجاوز حدود العقل و المنطق ،،


    الهمسة السادسة ،،

    انتحار ضمير :
    تجاوزت طابور المصطفين هنا على نخب الكؤوس لأغير مكاني بعيدا عن مكبرات الصوت التي تغازل في الصداع لأرتمي في الزاوية بين تلك المناديل المنمقة التي تزين موائد الصالة الممتلئة بالأشباح الضالة عن الصراط و التقويم الهجري ،، بعيدة عن حسابات التاريخ و الزمن و الأشهر الحرام و انتظار الهلال ،، خارج حساباتها المنتفخة و معاملاتها المشبوهة في جنح الظلام ،،

    لم أجد في هذا المكان دلك الإسكافي أو بعض من يبيعونك الورد المحمر خجلا أو من يوزعون قصاصات الكلمات المسهمة أو شبكة الكلمات المتشابهة لأن أحديتهم لا تحتاج التلميع كما تحتاج وجوههم لمساحيق التجميل و درء النتوء التي تغطي اللعنة التي توشح وجوهمم ،، هناك جاملني النادل بمقعد مجاور لأسماء منتقاة كانتقاء المشروبات التي تحف الطاولة من الزاوية للأخرى ،، ودخان السيجار بماركاته يغيم الفضاء ،، وما يتداول خلف الستار خلسة من العيون و الآذان ،، بعيدا عن المتربصين و المتلصصين ،، كأنك في ديوان مفوض بانتقاء ملفات عن أخرى تجادل فيها قرارات و أرقام وبعض الأسهم يتشاطرها الآخرون هناك في الركن أتعابا للجرأة و الانحلال كأنك في مزاد مفتوح تفوح منه رائحة الفساد و القرابين المهداة و المغلفة بالعملة الصعبة و آلاف الأمتار امتيازا و مجاملة لأجل تمرير ما عجز عن ختمه في مكاتبهم المكيفة ،، هنا العالم الساحر المدجج بالأختام و الوعود التي تدر ذهبا و تحول الطين صكوكا في حسابات خارج التغطية ،، صفقات بنيت أركانها بما جرع من الأقداح وما اجتر من لعاب المومسات ،،

    هناك بين هذه الشخوص حاولت تعديل مقعدي حتى لا يزعجني دخانهم و لا أزعج همسهم بين الفينة و الأخرى تعلو نبراتهم جدالا لإخراج الحوار للعلن لختمه و إنهائه دون أن تدري مآلاته وفحواه ،، قد تفقه بعض ألغازه من قفشاتهم وتهكمهم ،، وتلك الرسوم والأرقام وهم يخطونها تدليلا وتطويعا على هذه المناديل الورقية قبل حرقها وإخفاء معالمها ،، لتخبوا سراً في الأذهان دون إقرار !!


    الهمسة السابعة،،

    وحل من طين :

    ليستمر المجلس تهكما بين الغلاء و استعار الأسعار وبين ضعف الأجور وانكماشها خجلا هنا و هناك ،، وقوة الأجر و الثواب الذي يغازل الإيمان فينا بعيدا عن فتن الدنيا و بلاويها المتوارثة بفعل آفة المال وخبث الملذات ،، التي آثرناها طوعا ،، هكذا انجدبنا زاهدين بعيدا عن الاعتراض ضدا على الرفض و الاستنكار لأننا تعلمنا لغة الحساب والجبر وكيف نكسر كبريائنا ،، تعلمنا فن الطرح حين نشطب كل ما تجاوز راتب الشهر من كراريس و مصاريف العلاج وحتى ميزانية العيد أسقطناها بفعل الفتوى لأن العيد ذكرى ،،و لأن أولادنا يلعبون دائماً ،، ومعطلون دوما ،، لا يحتاجون للعيد ،،و الكراريس لأننا تعلمنا في أخبارنا التمهل و أن العجلة إسراف وتبذير و رجس من الشيطان ،، تعلمنا أن البر تكفف و عفاف وقطعة رغيف والشكر رضا من علينا حمدا و امتنانا أننا نحمل هوية الانتماء كفافا يعفينا التذمر احتجاجا على نعمة التقشف تصوفا،، بين الطرح و الزهد انتصبنا هناك في الركح ننتظر سدل الستار وتوقيع المخرج على المشهد الأخير من النص وكيف نتمدد في مشهد التشييع والدفن ،. وكيف نخرج من ثنايا الكفن بصرخة الوجود والميلاد انتسابا لهذا الطين المبتل بعرق الكادحين والمتوارين خلف النسيان ،، جادلنا المخرج بحذف المشهد و بتر النص الذي نجسده كرها ،، فما لتراجيديا النص مغزى لولا سمرة بشرتنا و أسمالنا البالية وتلك الدموع التي ندرفها والآهات التي تصل لآخر مقعد في الصالة ،، والتي بيعت تذاكر عند المدخل ،، قبل بدء العرض الأول ،، موشحة بالسواد ولطخات مبعثرة من الصباغ طلي بها وجهها وأقدام حافية جسدت خريطة البؤس و الضياع التي أدت مشاهدها بحرفية فائقة من بين الجموع أدت أول تفاصيل الكتابة و سردت بعض مشاهد النص ،،

    لاتغادروا نظاراتكم الطبية ،،
    لأننا باقون بالهمس ،،،
تشغيل...
X