في نَعْيِهَا ،،
آهٍ لأمٍ عذبٌ اسمُهَا وكمْ جميلٌ نَطْقُهَا مُطَرَّزٌ رحمةً منْ صفاتِ ربِّها
آهٍ لأمٍ صرختُ في بُعْدِها رَحَلَتْ في غفلةٍ دون عِلْمِهَا
كلُّ العيون تَبْحَثُ بين الوجوهِ عن وجهِهَا مَنْ يقدرُ أن يَحْجُبَ حين الوجومِ دَمْعهَا
كمْ صرختُ يومَ الرَّحيلِ لِفقْدِها أَيَقْدِرُ القلبُ أن ينبضَ بعدَ اليوم في بُعْدِهَا
أهٍ لأمٍ هَجَرْتْ كُرْهاً وَحِيدهَا وَ مَا لِي في كُلِّ النساء مثلُ نَبْضِهَا
تسيرُ في سكونٍ لِقَبْرِها و نبيتُ في شوقٍ لِحُضْنِها
هيَ أُمِّي على أكتافي حملتُ نَعْشَهَا وَ نَعُودُ بعد الدفنِ شَوْقاً لذِكْرِهَا
كلُ الوجوهِ تَرْقُبُ في خشوعٍ وَدَاعَهَا و ما لي بعدَ الرِّضَى شيءٌ لِعِيدِهَا
أَ أُمِّي حينَ ماتتْ نَعَيْتُهَا أمْ نبعُ الحنانِ جفَّ و نضب حليبُهَا
كَفَفْتُ الدمعَ بِحُزْنِ فِرَاقِهَا و نسجتُ لها كَفَناً مِنْ جميلِ خصالها
طفلاً كنتُ أشدو في قُرْبِهَا و قدٍ غزاني اليومَ الشِّيبُ لِهَجْرِهَا
أَ أُمِّي منْ عَجَزَتِ الأشعارُ عنْ نَظْمِهَا أمْ هِيَ التي تاهتِ الأفواهُ عَنْ نُطْقِهَا
أُمِّي و قدْ غابَ الشروقُ عنْ مَهْدِهَا و اكْتَنَفَ العبوسُ في أفولٍ أهلهَا
هيَ أُمِّي و قدْ حارَ العُرْبُ في لفْظِهَا أَلَيْسَتْ مَنْ وَضَعَ الله الفردوسَ تحتَ قَدمِهَا
أَيَكْفِينِي الدمع في بكاءِ أمي و رثائهَا هي أمي و إنْ جَفَّتْ عَبَرَاتِي مِنْ عُيونِكُمْ اسْتَعَرْتُهَا
ماتَتْ مَنْ أَكْرَمَنِي اللهُ لِأَجْلِها و هلْ لي في سُكُونِهَا دعاءٌ يُعَانِقُ بِرَّهَا ،،
هيَ أمي منْ تَوَجَّهْتْ بالدعاءِ لربِّهَا في سَقَمِي و قَدْ جَفَاهَا النوم وَ إنْ أَسْدَلَ العياءُ جَفْنَهَا
أَتُنْسَى منْ ضاهتِ السماءَ في غَيْثِهَا أَلَيْسَتْ هي التي إنْ حَمَلْتَهَا وَجَدْتَ الجِنَانَ في خَطْوِهَا ،،
هي أمي و إن غابَ عَنِّي وِصَالُهَا سَيَبْقَى في عُنُقِي دونَ الزمُرُّدِ طَوْقهَا
هي أمي و إنْ فَارَقَتْنِي بَسْمَتُهَا و قُبَيْلَ رَحِيلِها ما فارَقَتِ الله في ذِكْرِهَا
أتَشْهَدُ آياتُ الذِّكْرِ و تشفعُ اقرأٌ لها و هِيَ منْ زَهَدَتِ الدنيا خاشعةً في بيْتِها
آهٍ لِأُمٍ عذبٌ اسمُهَا وكمْ جميل ٌ نَطْقُهَا مُطَرَّزٌ رحمة منْ صفاتِ رَبِّها
عِطْرُها تسبيحٌ يفوحُ منْ عِبْقِهِ الذِّكْر
و تلاوة المُثْنِ قيامٌ ما هَجَرَتْهُ في سُقْمِها
نَعَيْتُهَا و هَزَّتِ الأركانَ صرخاتي هي الأقدارُ لها قَوْلُهَا و هلْ أعادَ الصراخُ روحاً قَبْلَ رُوحِها
هِيَ أُمِّي و قدْ حارَ العُرْبُ في وَزْنِهَا أَلَيْسَتْ منْ وضعَ الله الفردوسَ تحتَ قَدمها
* * *
رثاء لأمي الفاضلة رحمة مومن رحمها الله و نعي لها
دعواتنا بالمغفرة و الرضوان لها و لكل الأمهات
تعليق