قصه تجسد واقع عاشه الكثير والكثير
بقلم خالد الفردي
.................... .....
أعترف لي عاشق بهذه اللكمات
قال
...
كنا أطفالٌ نلهو ونمرح معاً
عشنا في حضن براءة الطفولة
كنا أبناء عمومة
أيضاً أبناء ديرةٌ واحدة
نشأة بيننا ألفة ومحبة منذ نعومة أظافرنا
مرت الأيام وتلاحقت السنوات
كبرنا نحن وكبرت محبتنا معنا
وحان أن نتوج هذه العلاقه بإرتباط رسمي
وكان هذا
تمت خطبتنا
كنت حين ذاك أكاد أن أطير من الفرحة
كانت السعادة تغمرني لدرجة انني أمتنعت عن الطعام لبضع ايام من الفرحة
حتى هزل جسمي وخرت قواي وسقطت من الضعف
...................
مرت علينا مرحلة الدراسة في سعادة
وكان من حسن حظنا أننا كنا ابناء الصف الواحد
تلاحقت الأحداث ومرت السنوات كعادتها
تخرجنا من الدراسه
وكانت المفاجآت في إنتظارنا
كنا ننتظر إتمام مراسم الزفاف في اقرب وقت
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفنُ
وكانت المفاجأه الكبرى
وفاة جدنا
وكانت هذه نقطة التحول في قصتنا
حيث ان جدنا كان هو سندنا الأول والأخير
فالوالدان كانا لا يرغبان في هذا الأرتباط من اأساس ولكن جدنا هو من أقر به
والدي وعمي والد حبيبتي كانا أخوين دائما الشجار
منذ كانا أطفال وهذا أستنبطناه من قصص جدي عنهما وهم صغارا
................
مرت أيام الحزن بسرعة ومر على وفاة جدنا أكثر من شهر
وحانت اللحظة التي ينتظرها أبي وعمي
توزيع التركه (الميراث)
ولم يكن المال هو شغلهم الشاغل بقدر ما كان العناد هو الأساس في علاقتهم
وكعادتهم أحتدم الخلاف بينهم لكنه في هذه المرة ليس ككل مرة
بل أنه كان مقصود من الاثنين
ليس توزيع التركه هو سبب خلافهم ولكن سببه كان ارتباطنا نحن
وكانت التركة بمثابة السبب الذي طال إنتظاره وطال البحث عنه من الأثنين
وبسبب خلافات ليس لها معنى قرر الوالدان مقاطعة بعضهم البعض
بل لم يكتفوا بذلك
ولكنهم نقضوا عهد جدي وأنهوا علاقتنا
.................
وصل العناد بينهم أن عمى بادر بإرغام أبنته (خطيبتي في السابق) على الزواج من شخص آخر
وكانت هي لا حول لها ولا قوة
وجاء دور والدي وهذا طبعاً لإكمال مسلسل العناد بينهم
جاء يعرض عليّ أن أتزوج أبنة صديقه
رفضت فقال أختر من تشاء وأن أزوجها لك
لكنني كنت أملك الشجاعه والشخصيه التي تفقدها أبنت عمي
ورفضت عروض أبي المتتالية...............
مرت السنوات وأنا لم أتزوج
ولا انكر أن مشاعر الماضي لازالت تطاردني
وإن كان ضميري يأنبني دائماً لأنني أعرف تماماً أن التفكير في هذا الماضي ليس من حقي الآن
إلا أنني أسهو وأهيم وأجد نفسي منقاد إلى ذكريات الماضي دون أن أشعر
............
والآن أريد أن أُكون بيتٌ وأسرة
حيث أنني بلغت الثلاثون من عمري
..........
أخاف أن أكون مهيأ نفسياً لإستقبال أي قلب يبوح لي بكلماتٍ جميلة
أو انني إذا تزوجت زواج تقليدي
ستطاردني ذكريات الماضي
وتكون المقارنه بينه وبين الحاضر هي سيدة علاقتنا المستقبلية
أنا في حيرة انا في حيرة
....................
وأنهى هذا العاشق إعترافه بهذه الحيرة
صورة واقعية تجسدت بقلم
خالد الفردي
تعليق