اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أبى الله إلا أن يفضحهم : تقرير اخواني .. لكنه يفضح قادة حماس

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • أبى الله إلا أن يفضحهم : تقرير اخواني .. لكنه يفضح قادة حماس

    أبى الله إلا أن يفضحهم ( تقرير اخواني .. لكنه يفضح قادة حماس في غزة المنكوبة )
    ( 1 )
    تكمن خطورة هذا التقرير الذي نشره موقع " إســـــلام أون لاين " والذي يحظى بدعم من " يوسف القرضاوي " ، بأنه يكشف " تكتيكات " حركة حماس اثناء المجازر الصهيونية في غزة ، ورغم أن الموقع المقرب من جماعة " الاخوان المسلمين " حاول أن يشيد بهذه التكتيكات باعتبار أن مقاتلي حماس " لم يرموا أنفسهم إلى التهلكة " في مواجهتهم للحرب الإسرائيلية نقلاً عن صحف أمريكية .
    وهو ما أكدته " حماس " في بيان احصائي بعد اعلان اسرائيل وقف اطلاق النار من جانب واحد
    نقول أن هذا التقرير يطرح الكثير من التساؤلات حول ما اذا كانت حماس ضحت بدماء الآلاف من أبناء غزة لكي تبقى محافظة على قوتها العسكرية .
    فما فائدة هذه القوة اذا لم تستخدم في مجزرة بشعة كهذه ؟ .
    وهل هذه القوة فقط للسيطرة على غزة وقمع " معارضي " حماس ؟ .
    ولماذا استبسلت المقاومة الفلسطينية وسجلت ملحمة بطولية في مخيم جنين
    ابان الانتفاضة الثانية في حين امتنعت حماس بزج مقاتليها للدفاع عن أهل غزة وايقاع أكبر عدد من الضحايا بين صفوف الجنود الصهاينة ؟ .
    ولماذا اختفي قادة حماس كما ورد في هذا التقرير .. أخوفاً على حياتهم أو قيادتهم ؟ وهل هم أفضل من الأبرياء الذين سفكت دماءهم .. وما هي أصلاً فائدتهم اذا كانوا غير قادرين على قيادة الفلسطينيين والدفاع عنهم في ابشع المجازر الذين يتعرضون لها .
    ومع ايقاف النار فمن الواجب أن نطرح هذه الاسئلة على كل ذي عقل ..
    وهي اسئلة مشروعة و " حماس " ليست حركة مقدسة .. .. ..
    وبدون خجل أو مواربة وبدون تأييد أعمي وعاطفي بعيداً عن العقل الذي يسأل هل ستذهب دماء الشهداء الذين سقطوا في غزة هدراً .
    هذا هو نص التقرير الذي نشره موقع " اسلام أون لاين " ونترك للقارئ التعليق على ما جاء فيه

    أخبار وتحليلات .. .. .. الاثنين 19 / يناير / 2009

    تعكس الآية تكتيك حماس العسكري الذي يتكتم على قدراتها ويفرق بين الاستشهاد والتهلكة

    " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " .. سر صمود حماس

    إسلام أون لاين . نت ـ افتكار البنداري


    " وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ " البقرة 195 .. آية قرآنية تبناها مقاتلو حركة حماس في تكتيكات مواجهتهم للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ، وهو ما كشف عن تغيير جذري في إستراتيجيتها القتالية ، والتي نجحت بها في تقليل خسائرها إلى أقل حد ممكن ، وفق ما ذكرته صحيفة أمريكية ، وأيدته الحركة في بيان إحصائي أعلنته اليوم عن نتائج الحرب .
    وأكدت صحيفة " نيويورك تايمز " الأمريكية في تقرير نشرته الأحد 18 / 1 / 2009 : أن ما تسميه إسرائيل بانتصارها في الحرب على غزة " لا يبدو واضحا " على أرض الواقع ، مستدلة على ذلك بـ " بقاء قوة حماس على ما كانت عليه تقريبا ، خاصة فيما يتعلق بصفوفها الأولى .

    وردت الصحيفة هذا ـ نقلا عن مصادر قريبة من الجانبين ـ إلى ( تغيير حماس أسلوبها القتالي ، ومن ذلك عدم الدفع بمقاتليها بأعداد كبيرة إلى أرض المعركة ، وتخفي قادتها الكبار عن الأنظار ، وعدم إظهار قوتها التسليحية كاملة أمام عدوها ) .

    وقال مراسل الصحيفة في غزة " إيتان برونر " : ( ربما لا يكون واضحا بشكل أكيد من المنتصر ومن المنهزم ، ولكن الواضح هو أن الأمنية التي أعلنتها إسرائيل بزوال حكم حماس لم تتحقق حتى الآن ؛ لأن معظم قادة الحركة ورموز سلطتها ما زالوا أحياء ، وما زال يربطهم بمواطنيهم في غزة رباط وثيق ) .

    وأضاف : ( إن قادة إسرائيل أنفسهم قالوا الأحد في إحاطات أرسلوها لحكومتهم ، إنه بالرغم من أن مباني حماس تم تدميرها بشكل كبير ، فإن مقاتليها ما زالوا يحتفظون بقدرتهم على إصابة البلدات الإسرائيلية بصواريخهم ) .

    ولفت إلى عدد من الأسباب التي قللت من خسائر الحركة على المستوى البشري والعسكري ، منها اختيارها أسلوب القتال من على بعد ، وفي الخفاء ، حتى في الأماكن التي توغلت فيها القوات البرية الإسرائيلية داخل غزة .

    " حرص كبير "

    وفي هذا الاتجاه اعتبر المراسل أن الحركة كانت بكل المقاييس ( قادرة على حفظ جزء كبير من قوتها ، والدليل على ذلك أن ما تم قتله من أفرداها بحسب التقارير المنشــورة لم يتجاوز المئات " تقدره حماس بالعشرات " ، وهذا لا يعني كثيرا في ضوء التقديرات الإسرائيلية التي تقول إن الحركة تضم آلاف المقاتلين ) .
    وأضاف أن من يعرف حماس في غزة يقول إنها كانت تتصرف بحرص كبير في هذه الحرب مقارنة بالمرات السابقة .

    ونقل شهادات عن عسكريين إسرائيليين في هذا الصدد قالوا فيها إنهم كانوا يرون أعدادا قليلة من مقاتلي حماس على أرض المعركة ، بحيث كانوا يرون في المواجهات واحدا أو اثنين فقط في كل عملية ، ( كما ظهر في معركة جبل الريس ) .

    ونقل عن رجل قريب من حماس ـ رفض ذكر اسمه ـ أنه في المرات السابقة كانت الحركة تلقي بمقاتليها في مواجهة العدو : ( كان نوعا من محبة الشهادة أن يتنافس الكثيرون للخروج سويا ، والتصدي للدبابات ؛ مما كان يؤدي لاستشهاد معظمهم ) .

    ويواصل : لكن في هذه المرة الأمر مختلف ، ( لقد بدا أن لديهم خبرة أكبر ، لقد تعلموا كيف يعيدون التفكير في إستراتيجيتهم ، لقد أطلقوا الصواريخ من بين المباني ، وليس من مناطق مكشوفة ، وما يلبث المقاتل في نصب الصاروخ إلا ويجري مهرولا قبل أن ترصده طائرات الاحتلال .. إنهم يطلقونها بسرعة شديدة ، وبعدها لا يظهرون ) .

    وأشار في هذا الصدد إلى آية قرآنية أصبحت حماس تسترشد بها وهي " وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ " البقرة 195 ، وهذا سبب من أسباب أن حماس ( لم تخرج أو تظهر كل قوتها لإسرائيل خلال هذه الحرب ، والمفاجآت التي وعدت بها أخرجتها واحدة واحدة ) .

    وأضاف الرجل الحمساوي : ( يجب علينا أن نحفظ قوتنا ، إسرائيل لا تعتمد في حربها على مواجهتنا وجها لوجه ؛ ولذلك بقينا بعيدين عن نظرها ، وإسرائيل بنفسها قالت إنها كانت تحارب أشباحا ) .

    وكانت قوات الاحتلال قد أعلنت قبل أسبوع من انتهاء الحرب على غزة أنها قتلت نحو 350 من رجال المقاومة مقابل مقتل 10 جنود إسرائيليين ، بينما أعلنت كتائب القسام ـ الجناح العسكري لحركة حماس ـ في مؤتمر عقدته اليوم الإثنين بغزة استشهاد 48 فقط من مجاهديها مقابل 80 جنديا إسرائيليا ، بينهم 49 رصدتهم أعين المجاهدين بشكل مباشر ، والبقية تقديرات تخص جنودا سقطوا في عمليات للمقاومة استهدفت تجمعات ودبابات .

    وقال أبو عبيدة ـ المتحدث باسم الكتائب ـ خلال المؤتمر : ( يقول الصهاينة إنهم دمروا قوة حماس العسكرية ، وأقول لكم بكل مصداقية ودقة إن ما خسرناه كان ضئيلا جدا ، ورممناه قبل انتهاء الحرب ) .

    " منضبطة ومؤثرة "

    وأشار مراسل " نيويورك تايمز " إلى شهادة من عسكري إسرائيلي شارك في ميدان المعركة قال فيها : إن حماس قوة " منضبطة ومؤثرة .. نعم بالتأكيد .. ومقاتلوها كانوا يعملون باحتراف كبير .. في كل مدينة لديهم قائد وكتائب ، إنهم منظمون جدا ، وإن كان سقط كثير منهم في أرض المعركة ، إلا أن قادتهم ما زالوا موجودين " .

    وعلق على ذلك شلومو بروم ، الباحث في معهد الأمن القومي بتل أبيب وهو قائد عسكري متقاعد ، قائلا : " إنه كان من الخطأ أن نعتبر جماعة حماس مجرد عصابة مجانين متعصبين " ، مشيرا إلى أنه والحال هكذا : " فإنني لا أرى نهاية حقيقية قريبة لهذه الحرب " .

    ويخلص مراسل " نيويورك تايمز " من التصريحات الإسرائيلية والحمساوية السابقة إلى أن ملامح التدمير الحقيقية التي نالت من حماس ظهرت بشكل محدود ؛ لأنها تصرفت هذه المرة بـ " حذر شديد ، ومن المثير للسخرية أن تكون هذه هي النتيجة التدميرية التي حققتها إسرائيل بجيشها ، الذي يعد من أقوى جيوش العالم تسلحا ، وبهجماتها المتواصلة برا وبحرا وجوا على مدار أيام الحرب " .

    كما لفت إلى أن من ملامح فشل الهدف الإسرائيلي المعلن لشن الحرب على غزة وهو إسقاط حماس ، أن هناك " مؤشرات ضئيلة " على أن الناس المكلومين في القطاع يريدون أن ينقلبوا على حكم حماس .

    " بعيد المنال "

    وفيما يخص النتائج المستقبلية للحرب أشار المراسل ـ نقلا عن شهادات من غزة ـ إلى أنه حتى لو نجحت إسرائيل في الحصول على هدوء نسبي مع الفصائل حاليا بعد إعلان وقف إطلاق النار ، فإن غضب ذوي الشهداء والجرحى سيدمر هذا الهدوء وسينخرطون في حروب مستقبلية جديدة مع إسرائيل ، التي لم تترك في صدرهم متسعا ليتركوها تنعم بالسلام .

    ونقل المراسل عن محمد أبو محسن ( 35 عاما ) من سكان جنوب رفح والمنتمي إلى حركة فتح أنه " إذا استطعت أن تعقد سلاما مع مقاتلين فلسطينيين تعبوا وملوا من أصوات تفجير القنابل وهدير الطائرات الحربية والمواجهات ، فلن تستطيع ذلك مع الناس الذين فقدوا أطفالهم وأحبتهم ؛ لأنهم لن يستطيعوا أن يسامحوك " .

    وأدت آلة الحرب الإسرائيلية على غزة والتي ظلت تدور على مدى نحو 23 يوما إلى استشهاد 1300 شخصلا، بينهم 410 أطفال و140 امرأةلا، وإصابة 5340 بينهم 1855 طفلا و795 سيدة ، كثير منهم حالتهم حرجة .

  • #2
    الرد: أبى الله إلا أن يفضحهم : تقرير اخواني .. لكنه يفضح قادة حماس

    لا حول ولا قوة الا بالله
    فسر الكلام كما تشاء
    لكن شيء واحد واضح أن الحقد قتلك والاسرائيلين أن أعداء الله اليهود لم يستطيعوا أن يوقعوا مقتلة كبيرة في المجاهدين
    ولا أنسى أن أقول لك لابد لك أن تراسل أحد أبناء فلسطين ممن يعيشون في فلسطين لكي يخبرك لمن البيوت والمنازل والمؤسسات التي قصفت؟
    ولمن يتبع معظم المجاهدين الذين ارتقوا في القصف شهداء؟
    وسأقول لك سر
    حينما تقول حماس أن 48 من مقاتليها ارتقوا في الاشتباكات مع العدو فهي لم تحسب المجاهدين الذين قتلوا في القصف في المؤسسات الأمنية والمواقع دون مواجهة مباشرة وهم بالمئات.
    وهذا الكلام حتى يرى الجميع أنه في المواجهة المباشرة كان القتلى في الجانب اليهودي أكبر
    ثم بخصوص عدم الزج بالمقاتلين في المعركة هباءا فهل هذا نا تتمناه؟ وهل هذا ما تريده؟ وهل هذا من تكتيكات المعركة؟
    أرجو أن تفهم ان استطعت

    تعليق


    • #3
      الرد: أبى الله إلا أن يفضحهم : تقرير اخواني .. لكنه يفضح قادة حماس

      الجهاد في سبيل الله ليس أمرًا سهلاً يقاس بمقاييس التجارة وإنما هو تضحية صعبة واجبة أساسها بذل الدم في سبيل إعلاء راية لا إله إلا الله ونحن في فلسطين غير مخيرين في السلام والحرب لأن أرض فلسطين جميعها هي ملك للمسلمين ولا أحقية للكيان الصهيوني في دولته المغتصبة لأرض المسلمين وبذلك فكل من ينتسب لهذه الدولة أعداء حربيون لا فرق بين عسكريهم ومدنيهم ولا بين رجلهم وامرأتهم فكلهم قدموا من بلادهم بقصد احتلال أرض المسلمين .
      وهذه مقالة الكاتب الكبير فهمي الهويدي أهديك ياها كي تعرف من حماس
      غزة وحقيقة المطلوب والمعروض *
      فهمي هويدي


      فهمي هويديعلى كثرة ما كتب في موضوع غزة، أزعم أن القصة الحقيقية لم ترو بعد، وأن الجزء الغاطس في الموضوع أكبر بكثير مما ظهر على السطح.
      (1)


      لا أدعي أنني على إحاطة بكامل حقائق القصة، لكن ما توفر لدي من معلومات خلال الأسبوع الماضي أقنعني بأن الكثير مما تداولته وسائل إعلامنا، بعضه يفتقد إلى الصواب والبعض الآخر يفتقد إلى الدقة والبعض الثالث يفتقد إلى البراءة. وقبل أن أعرض ما عندي في هذا الصدد، ثمة خلفية يتعين استدعاؤها، لأنها تسلط الضوء على الحقيقة المغيبة، ذلك أنه من التبسيط الشديد والمخل للأمور القول بأن العدوان “الإسرائيلي” على غزة جاء نتيجة لإلغاء التهدئة، وإطلاق بعض الصواريخ على القطاع، وهذا الادعاء هو أحد الأكاذيب التي روجتها “إسرائيل”، ونجحت في دسها علينا، حتى أصبحت أحد محاور خطابنا الإعلامي.
      وللعلم، فإن الذي فضح هذه الأكذوبة وفندها هو الكاتب والباحث الأمريكي اليهودي، هنري سيجمان، في مقالة مهمة وكاشفة بعنوان "أكاذيب إسرائيل" نشرتها له مجلة "لندن ريفيو أوف بوكس"(عدد 29 يناير/ كانون الثاني)، وكانت خلاصة مقالته أن “إسرائيل” هي التي نقضت التهدئة وليست حماس، عبّر عن هذا الموقف أيضا البروفيسور جون ميرزهايمر أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو الذي كتب مقاله بعنوان “حرب أخرى.. خسارة أخرى، في مجلة "ذا اميريكان كونسيرفاتيف" (26 يناير/ كانون الثاني) قال فيها: إن سبب الحرب ليست صواريخ حماس، بل متابعة “هدف إسرائيل الكبرى”.
      صحيح إن حرب المشروع "الإسرائيلي" في فلسطين عمرها مائة عام، إلا أن النتائج المفاجئة لانتخابات المجلس التشريعي في عام 2006 كانت بمثابة نقطة تحول في المسيرة، ذلك أن تصويت الجماهير للمقاومة وحصول حركة حماس على أغلبية المجلس قلب الموازين وصدم الجميع، إذ أفاقت “إسرائيل” على حقيقة أن مشروعها للتسوية السياسية أصبح في خطر.
      تماما كما أن جماعة السلطة في رام الله أدركوا أن احتكارهم لصدارة المشهد الفلسطيني أصبح بدوره في خطر، وهو ما أحدث توافقا على ضرورة إلغاء نتيجة الانتخابات، والتخلص من حماس وما تمثله بكل السبل، فتولت “إسرائيل” اعتقال أغلب ممثليها في المجلس التشريعي المنتخب، بمن فيهم رئيسه، وكان على أجهزة السلطة في غزة أن تسقط الحكومة المنتخبة، وبدأت المناكفات بمقاطعة الحكومة، ثم الاشتراك في حكومة للوحدة الوطنية، التي لم يتوقف أبومازن عن مقاطعتها من جانبه، في حين تولت الأجهزة الأمنية التابعة له على إثارة الفلتان الأمني بهدف إفشال تجربتها، الأمر الذي اضطرت معه الحكومة إلى الاستيلاء على مقار تلك الأجهزة لإجهاض مخططاتها وإنهاء تمردها.
      وقد وثق الدور الأمريكي في عملية الانقلاب على الحكومة وإفشالها الصحافي، ديفيد روز، في التقرير المثير الذي نشرته له مجلة "فانيتي فير" (عدد أبريل/ نيسان 2008)، وحين فشل الانقلاب الداخلي الذي قادته الأجهزة الأمنية لجأت “إسرائيل” إلى حصار القطاع، ولم ينجح التجويع في إثارة الفلسطينيين وانقلابهم على الحكومة، كما كان مرجواً، وإزاء فشل كل هذه المحاولات لجأ "الإسرائيليون" إلى السلاح لتحقيق الهدف الذي طال انتظاره. ومن ثم كانت العملية العسكرية التي بدأت في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2008 للقضاء على المقاومة وإزالة آثار انتخابات عام 2006.

      (2)
      معلوم أن الوساطة المصرية أسفرت عن تهدئة مدتها ستة أشهر، انتهت في 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وخلال تلك الفترة أوقفت حركة حماس أي نشاط للمقاومة المسلحة ضد الاحتلال، وفاء بمقتضيات التهدئة، في حين لم تلتزم “إسرائيل” بشيء، سواء فيما خص فتح المعابر لتوفير احتياجات الناس المعيشية، أو في ما تعلق بوقف الأعمال العسكرية، حيث واصلت عمليات التوغل والتصفية، التي كان آخرها قيامها في الرابع من نوفمبر بقتل ستة من عناصر حماس بالقطاع. هذا الكلام ليس من عندي، ولكنه ورد في سياق شهادة للقائد "الإسرائيلي" السابق في القطاع، العميد شمويل زكاي، نشرته صحيفة "هآرتس" في عدد 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وقد ذكر الرجل في شهادته أن "إسرائيل" أساءت استخدام فترة التهدئة باستمرارها في حصار فلسطينيي القطاع، وكان يمكن أن تستمر التهدئة إذا لم تصر على الحصار، ولم تواصل قمع الفلسطينيين.
      حين حل موعد انتهاء التهدئة في 17 ديسمبر/ كانون الأول، لم يجر أي اتصال مع قادة حماس بخصوص ترتيبات المستقبل، وليس صحيحا أنهم وقتذاك نصحوا وحذروا من العواقب، كما ذكرت بعض التصريحات السياسية، وكان على فصائل المقاومة أن تحدد موقفا من المسألة، فعقد ممثلوها اجتماعات في غزة ودمشق أعلنوا بعدها أن الفترة المتفق عليها انتهت، وإزاء استمرار “إسرائيل” في الحصار وتصفية الناشطين، فإنهم أصبحوا في حل من التزاماتهم إزاءها.
      للدقة، فإن القاهرة أجرت قبل أسبوع من الحرب اتصالين هاتفيين مع الدكتور محمود الزهار، القيادي في حماس، بخصوص تجديد التهدئة، فكان رده أن حماس وفصائل المقاومة الأخرى في القطاع، لا يستطيعون القبول بالتجديد في ظل استمرار الحصار، ورغم تواتر الأنباء عن اتجاه "إسرائيل" إلى الهجوم على القطاع، فإن الدكتور الزهار تلقى اتصالا هاتفيا من القاهرة يوم الخميس 25/12 أبلغ فيه بأن "إسرائيل" لا تنوي القيام بعملياتها العسكرية. إلا أنها شنت هجومها المفاجئ والشرس في 27 يناير/ كانون الثاني أي بعد يومين اثنين فقط من الرسالة التي أبلغت إليهم.
      كان التقدير "الإسرائيلي" المبدئي أن العملية سوف تستغرق ثلاثة أيام، وأن القصف المكثف، والمجنون سوف يدفع المقاومة إلى التسليم. ولوحظت آنذاك ثلاثة أمور، الأول: أن الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب تحدد بعد خمسة أيام من بدء الحرب. الثاني: أن بعض رجال الأمن الوقائي الهاربين اتجهوا إلى رفح المصرية متوقعين أن قيادات حماس سوف تهرب من القطاع، وأن الساحة ستكون مهيأة لاستقبالهم. الثالث: أنه لم يجر أي اتصال مع قيادات المقاومة في الخارج، باستثناء اتصال هاتفي وحيد أجراه عمرو موسى أمين الجامعة العربية، مع نائب رئيس حركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة، المقيم في دمشق.
      في اليوم السادس - الخميس الأول من يناير/ كانون الثاني - تلقت قيادة المكتب السياسي في حماس اتصالاً هاتفياً من أحد مسئولي المخابرات العامة في القاهرة، دعا خلاله وفدا من الحركة لبحث الموقف في العاصمة المصرية، علماً بأن خطوط الاتصال ظلت مقطوعة بين الطرفين منذ رفضت الحركة حضور مؤتمر المصالحة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وحتى لا يفهم أن حماس متلهفة على وقف إطلاق النار، فإنها أخرت إرسال الوفد إلى الأحد 4 يناير/ كانون الثاني. في الوقت ذاته، بعد أسبوع من بدء الحرب، أجرى الفرنسيون والدنماركيون اتصالات مع قيادة المكتب السياسي في دمشق لتحسس احتمالات وقف إطلاق النار.
      هذه الاتصالات كانت تعني أمرين، أولهما: أن صمود المقاومة في غزة فاجأ الجميع، ولم يكن في الحسبان. وثانيهما: أن “إسرائيل” تريد أن تنهي الحرب بفرض شروط التسليم على حماس.
      الملاحظ في هذا الصدد، أن الغارات "الإسرائيلية" كانت تشتد وتزداد عنفا أثناء وجود ممثلي حماس في القاهرة، ولم تكن تلك الغارات سوى رسالة ضغط على المفاوضين لدفعهم للقبول بالتسليم، وهناك معلومات تشير إلى أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" إيهود أولمرت أجل خطاب إعلان قرار وقف إطلاق النار مرتين، انتظارا منه لما يمكن أن تسفر عنه اجتماعات القاهرة التي رفضت فيها حماس ما نقل إليها من إملاءات "إسرائيلية".

      (3)
      هناك أسطورتان راجتا أثناء الحرب وبعدها هما:
      أن المعركة استهدفت التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة، وتلك شائعة "إسرائيلية" أرادت بها "إسرائيل" أن تحقق ثلاثة أهداف، الأول: تشويه صورة المقاومة الفلسطينية وتصويرها بحسبانها أداة في يد إيران. والثاني: استنفار العالم العربي الذي تتوجس بعض أنظمته من إيران، ومن ثم الإيحاء بأنها العدو الحقيقي للعرب وليست "إسرائيل"، وهو ما قالته صراحة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني. الثالث: تصفية الحسابات "الإسرائيلية" إزاء إيران التي تعتبرها الدولة العبرية أكبر تحد لها، خصوصا في ظل استمرارها في مشروعها النووي.
      المفارقة أن التلويح بأكذوبة التدخل الأجنبي الإيراني تتم في الوقت الذي تمسك فيه الولايات المتحدة الأمريكية بكامل الملف الفلسطيني. وهو ما اعترف به رسميا في اجتماع أنابوليس، ثم إن هذه المقولة لا تفرق بين الحليف والعميل، والذين يرددونها لا يعرفون أو يتجاهلون أن حماس رفضت الاشتراك في مؤتمر الفصائل الذي دعت إليه طهران أثناء انعقاد اجتماع أنابوليس، مما عكر صفو العلاقات بين الطرفين لبعض الوقت، كما أنها رفضت الملاحظات الإيرانية على اتفاق التهدئة الذي تم في شهر يونيو/ حزيران الماضي، وهي الملاحظات التي حملها مبعوث إيراني وصل إلى دمشق على طائرة خاصة آنذاك، وقيل له صراحة إن حماس حريصة على استمرار تحالفها مع إيران، لكنها أشد حرصا على استقلال قرارها، وهناك حالات أخرى مماثلة لا يتسع المجال لذكرها الآن، لكن الغريب أن الذين يتخوفون من مساندة إيران للمقاومة لا يبدون أي تحفظ على تحالف الأمريكيين و”الإسرائيليين” مع الطرف المقابل.
      الأكذوبة الثانية: تتمثل في الاعتقاد السائد في بعض الأوساط السياسية العربية بأن التحالف الحاكم في "إسرائيل" الآن ليفني - باراك أو كاديما والعمل هو أفضل للعرب من الليكود الذي يقوده بنيامين نتنياهو، ولهذا فإن هناك حرصا شديدا وتحركات مشهودة من جانب تلك الأوساط السياسية العربية لإنجاح التحالف القائم، وترجيح كفته في مواجهة الثاني وبصرف النظر عن جدوى تأثير هذه المحاولات على الناخب "الإسرائيلي"، فإن الذين يتعلقون بوهم المراهنة على تحالف يسار الوسط الحاكم هناك، ينسون أن كل الحروب التي شنتها "إسرائيل" ضد العرب قادها ذلك التحالف الخبيث، باستثناء ما جرى في عام 1982 حينما قاد شارون الليكودي آنذاك حملة اجتياح بيروت.

      (4)
      ربما لاحظت أنني لم أتحدث عن دور "القمم" التي عقدت أثناء الحرب وبمناسبتها في قطر والكويت وشرم الشيخ والرياض، وحتى في ذلك أنها لم تغير شيئا في السياسات، رغم أنها أسهمت في ترطيب الأجواء وأذابت الجليد بين الرؤساء المختلفين، بمعنى أنها كرست الانقسام العربي، وبالتالي فإنها عمقت من الانقسام الفلسطيني وسمحت باستمراره. ولم يحن الوقت بعد للخوض في تفاصيل ما جرى في اجتماعات تلك القمم وكواليسها.
      ما يهمنا في المسلسل الذي نحن بصدده أن الأهداف التي لم تحققها "إسرائيل" بالحرب، تحاول الآن بلوغها عن طريق الضغط والإملاءات السياسية، حيث يظل إخضاع حماس وإلغاء نتائج انتخابات عام 2006 هدفا لا تريد "إسرائيل" ومن لف لفها التراجع عنه، بالتالي فالمعروض الآن تحديدا هو العودة إلى الوضع الذي ساد قبل 27 ديسمبر/ كانون الأول، الذي يستدعي التهدئة التي تكبل المقاومة وتطلق يد "إسرائيل" مع الإبقاء على صورة محسنة للحصار، وتعليق كل شيء بعد ذلك، خصوصا الإعمار ورفع الأنقاض وإخراج ما تحتها من جثث، حتى توافق حماس على الخضوع وتقبل بكل ما رفضته في السابق، رغم كل ما سال من دماء وأبيد من بشر ودمر من عمران.
      ولأن هذا الكلام كتب قبل أن تتلقى القاهرة رد حماس على ما هو معروض عليها، وأيضا قبل أن تجرى الانتخابات "الإسرائيلية"، فإن الحديث عن سيناريو المستقبل يصبح مبكراً، ويغدو الترقب والانتظار فضيلة مستحبة.
      كاتب ومفكر مصري.
      الاردن سنية 100_100 ولاعزاء للرافضة ابدن

      تعليق

      تشغيل...
      X