المؤلف : أبو إسماعيل حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الأزدي البغدادي المالكي (المتوفى : 267هـ)
المحقق : د. أكرم ضياء العمري
الطبعة : الأولى ، 1404 هـ
عدد الأجزاء : 1
ليس بالمطبوع ترقيم للأحاديث
[ترقيم صفحات الكتاب موافق للمطبوع وهو ضمن خدمة تخريج الأحاديث]
(/)
قُرِئَ عَلَى الشَّيْخِ الْفَقِيهِ الْإِمَامِ الْعَالِمِ الْحَافِظِ التَّقِيِّ مُحْيِي السُّنَّةِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ الْخَلَفِ بْنِ مَعْزُوزِ بْنِ فتوحٍ التِّلْمِسَانِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالْكُوفِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ فِي شَوَّالٍ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ بِمُنْيَةِ بَنِي خَصِيبٍ وَمِنْ أَصْلِهِ نَقَلْتُ، أَخْبَرَكُمُ الشَّيْخُ الْإِمَامُ حُجَّةُ الْإِسْلَامِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْخَشَّابِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي جَامِعِ بَغْدَادَ حَمَاهَا اللَّهُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ قَالَ: أنا الشَّيْخُ أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّاءِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَخَمْسِمِائَةٍ قَالَ: أنا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عَلَّانَةَ قَالَ: أنا أَبُو طَاهِرٍ -[47]- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْمُخْلِصُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، فَأَقَرَّ بِهِ فِي جَامِعِ الْمَنْصُورِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ: ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: " قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ شِئْتَ أُعْطِيتَ خَزَائِنَ الْأَرْضِ مَا لَمْ يُعْطَهُ أَحَدٌ قَبْلَكَ، وَلَا يُعْطَاهُ أَحَدٌ بَعْدَكَ، وَلَا ينْقُصُكَ مِنَ الْآخِرَةِ شَيْئًا قَالَ: اجْمَعُوهُمَا لِي فِي الْآخِرَةِ، فَنَزَلَتْ: { §تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا } [الفرقان: 10] " حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أنا يَحْيَى بْنُ -[48]- أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " عَرَضَ عَلَيَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ لِيَجْعَلَ لِي بَطْحَاءَ مَكَّةَ ذَهَبًا، فَقُلْتُ: لَا يَا رَبِّ، وَلَكِنْ §أَشْبَعُ يَوْمًا وَأَجُوعُ يَوْمًا، فَإِذَا جُعْتُ تَضَرَّعْتُ إِلَيْكَ وَذَكَرْتُكَ، وَإِذَا شَبِعْتُ حَمِدْتُكَ وَشَكَرْتُكَ " حَدَّثَنَا بِهِ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَرَضَ عَلَيَّ رَبِّي "، فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " أَجُوعُ يَوْمًا وَأَشْبَعُ يَوْمًا " حَدَّثَنَا بِهِ، أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: ثنا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، بِإِسْنَادِهِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: " أَشْبَعُ يَوْمًا وَأَجُوعُ يَوْمًا "، أَوْ قَالَ: ثَلَاثًا، أَوْ نَحْوَ هَذَا - كَذَا قَالَ -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ -[49]- سَلَمَةَ قَالَ: ثنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنَّ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَنَبِيُّ عَبْدٌ أَمْ نَبِيُّ مَلِكٌ ؟ قَالَ: " لَا، §بَلْ نَبِيُّ عَبْدٌ " قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَشْكُمُكَ عَلَى ذَلِكَ إِنَّكَ أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ، وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: ثنا الْمُعَلَّى، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: وَثنا الْمُهَاجِرُ، مَوْلَى أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: نَزَلَ إِسْرَافِيلُ وَلَمْ يَنْزِلْ قَبْلَهَا فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ يُخَيِّرُكَ بَيْنَ أَنْ تَكُونَ نَبِيًّا عَبْدًا، وَبَيْنَ أَنْ تَكُونَ مَلِكًا، فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِيَدِهِ - قَالَ حَمَّادٌ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ الْمُعَلَّى يَقُولُ: وَكَانَ جِبْرِيلُ لَهُ نَاصِحًا - قَالَ: فَقُلْتُ: " نَبِيًّا عَبْدًا " قَالَ: " فَشَكَمَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَوَاضَعْتُ لَهُ، وَجَعَلَنِي §سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ، وَأَوَّلَ شَافِعٍ "
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ -[50]- سَلَمَةَ قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ،: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَنَا §أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ وَلَا فَخْرَ "
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مَالِكٍ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: ثنا مَعْنٌ، قَالَ: ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: " §إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا " - زَادَ فِيهِ مَعْنٌ، وَابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، مَا شَاءَ، وَلَمْ يَذْكُرْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ " - وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ " فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: " فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا يَا رَسُولُ اللَّهِ " فَتَعَجَّبْنَا لَهُ، وَقَالَ النَّاسُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ، يُخْبِرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَبْدٍ يُخَيَّرُ، وَهُوَ يَقُولُ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ -[51]- الْمُخَيَّرُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمُنَا بِهِ "
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، §وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ " وَقَالَ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: " إِلَّا خُلَّةُ الْإِسْلَامِ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلَّا خَوْخَةَ أَبِي بَكْرٍ " وَقَالَ الْقَعْنَبِيُّ: " إِنَّ مِنْ أَمَنِّ "
(1/51)
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبْلِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، مَوْلَى الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِي مُوَيْهِبَةَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَقَالَ: " يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ إِنِّي قَدْ §أُمِرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأَهْلِ هَذَا الْبَقِيعِ، فَانْطَلِقْ مَعِي " فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ قَالَ: فَلَمَّا وَقَفَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ قَالَ: " السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْمَقَابِرِ لِيَهْنَ لَكُمْ مَا -[52]- أَصْبَحْتُمْ فِيهِ مِمَّا أَصْبَحَ فِيهِ النَّاسُ، لَوْ تَعْمَلُونَ مَا نَجَّاكُمُ اللَّهُ مِنْهُ أَقْبَلَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يَتْبَعُ آخِرُهَا أَوَّلَهَا، الْآخِرَةُ شَرٌّ مِنَ الْأُولَى " ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: " يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ إِنِّي قَدْ أُوتِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا، وَالْخُلْدَ فِيهَا ثُمَّ الْجَنَّةَ، خُيِّرْتُ بَيْنَ ذَلِكَ وَبَيْنَ لِقَاءِ رَبِّي وَالْجَنَّةِ " قَالَ: فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَخُذْ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الدُّنْيَا وَالْخُلْدَ فِيهَا ثُمَّ الْجَنَّةَ قَالَ: " لَا وَاللَّهِ يَا أَبَا مُوَيْهِبَةَ، لَقَدِ اخْتَرْتُ لِقَاءَ رَبِّي وَالْجَنَّةَ " ثُمَّ اسْتَغْفَرَ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَبُدِئَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجَعِهِ الَّذِي قَبَضَهُ اللَّهُ فِيهِ حِينَ أَصْبَحَ "
(1/52)
حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: ثنا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: ثنا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوِ اتَّخَذْتَ فِرَاشًا أَوْثَرَ مِنْ هَذَا فَقَالَ: " مَالِي وَلِلدُّنْيَا، وَمَالِي وَلِلدُّنْيَا، وَمَالِي وَلِلدُّنْيَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا §مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا "
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُطَيِّنُ حَائِطًا أَنَا وَأُمِّي، فَقَالَ: " مَا هَذَا يَا عَبْدَ اللَّهِ " ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَيْءٌ أُصْلِحُهُ قَالَ: " §الْأَمْرُ أَسْرَعُ مِنْ ذَاكَ "
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، قَالَ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: ثنا زُهَيْرٌ، قَالَ: ثنا أَبُو خَالِدٍ، يَزِيدُ الْأَسَدِيُّ قَالَ: ثنا عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَقِيلٍ، قَالَ: انْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْنَاهُ، فَأَنَخْنَا بِالْبَابِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَبْغَضُ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ نَلِجُ عَلَيْهِ، فَمَا خَرَجْنَا حَتَّى مَا فِي النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ رَجُلٍ دَخَلْنَا عَلَيْهِ قَالَ: فَقَالَ قَائِلٌ مِنَّا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا سَأَلْتَ رَبَّكَ مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ، فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ: " فَلَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَفْضَلَ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ، إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا أَعْطَاهُ دَعْوَةً فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَ بِهَا دُنْيَا فَأُعْطِيَهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ إِذْ عَصَوْهُ فَأُهْلِكُوا بِهَا، §وَإِنَّ اللَّهَ أَعْطَانِي دَعْوَةً فَاخْتَبَأْتُهَا شَفَاعَةً لِأُمَّتِي "
(1/54)
(1/55)
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: -[56]- ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قُعَيْسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا خَرَجَ كَانَ آخِرُ عَهْدِهِ فَاطِمَةَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَإِذَا رَجَعَ كَانَ أَوَّلُ عَهْدِهِ بِفَاطِمَةَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَلَمَّا رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ وَقَدِ اشْتَرَتْ مُقَيْنِعَةً، فَصَبَغَتْهَا بِزَعْفَرَانٍ ، وَأَلْقَتْ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا، أَوْ أَلْقَتْ فِي بَيْتِهَا بِسَاطًا ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ فَأَتَى الْمَسْجِدَ، فَقَعَدَ فِيهِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى بِلَالٍ فَقَالَتْ: " اذْهَبْ فَانْظُرْ مَا رَدَّهُ عَنْ بَابِي ؟ " فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُهَا صَنَعَتْ ثَمَّةَ كَذَا وَكَذَا فَأَتَاهَا فَأَخْبَرَهَا، فَهَتَكَتِ السِّتْرَ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْدَثَتْهُ، وَأَلْقَتْ مَا عَلَيْهَا، وَلَبِسَتْ أَطْمَارَهَا فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ: " §كَذَلِكَ كُونِي فِدَاكِ أَبِي وَأُمِّي " قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قُعَيْسٍ، بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، وَحَدِيثُهُ أَتَمُّ
قَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ: هَكَذَا قَالَ: عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قُعَيْسٍ، عَنْ نَافِعٍ، -[57]- قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ وَثنا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ: ثَنَاهُ أَيْضًا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ إِلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ فَرَجَعَ وَلَمْ يَدْخُلْ، وَجَاءَ عَلِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " §إِنِّي رَأَيْتُ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا وَمَالِي وَلِلدُّنْيَا " قَالَ: وَكَانَ السِّتْرُ مَوْشِيًّا قَالَ: فَذَكَرَ ذَلِكَ عَلِيُّ لِفَاطِمَةَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَقَالَتْ: يَأْمُرُنِي بِمَا أَحَبَّ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عَلِيٌّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " ابْعَثُوا بِهِ إِلَى آلِ فُلَانٍ فَإِنَّ بِهِمْ إِلَيْهِ حَاجَةً " قَالَ: وَحَدَّثَنَا بِهِ، جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الشَّامِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْمَنْبَهِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ كَانَ آخِرُ عَهْدِهِ مِنْ أَهْلِهِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ عَلَيْهَا إِذَا قَدِمَ، فَقَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ ، وَقَدْ عَلَّقَتْ مِسْحًا ، أَوْ سِتْرًا عَلَى بَابِهَا، وَحَلَّتِ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ قُلْبَيْنِ مِنْ فِضَّةٍ فَقَبَّضَ وَلَمْ يَدْخُلْ، فَظَنَّتْ أَنَّمَا مَنَعَهُ أَنْ يَدْخُلَ مَا رَأَى، §فَهَتَكَتِ السِّتْرَ، وَفَكَّكَتِ الْقُلْبَيْنِ عَنِ الصَّبِيَّيْنِ فَبَكَيَا، وَقَطَّعَتْهُ بَيْنَهُمَا، فَانْطَلَقَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمَا يَبْكِيَانِ فَأَخَذَهُمَا مِنْهُمَا فَقَالَ: " يَا ثَوْبَانُ اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى فُلَانٍ، أَوْ إِلَى أَبِي فُلَانٍ قَالَ: -[58]- أَهْلُ بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ إِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلَ بَيْتِي أَكْرَهُ أَنْ يَأْكُلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا، يَا ثَوْبَانُ اشْتَرِ لِفَاطِمَةَ قِلَادَةً مِنْ عَصْبٍ وَسِوَارَيْنِ مِنْ عَاجٍ "
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ طَلْحَةَ، وَهُوَ طَلْحَةُ النَّصْرِيُّ، قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلْنَا الصُّفَّةَ، وَكَانَ يَجْرِي عَلَيْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدٌّ مِنْ تَمْرٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ، وَكَانَ يَكْسُونَا الْخُنُفَ ، فَصَلَّى بِنَا يَوْمًا الْعَصْرَ فَنَادَاهُ أَهْلُ الصُّفَّةِ يَمِينًا وَشِمَالًا: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ تَخَرَّقَتْ عَنَّا هَذِهِ الْخُنُفُ وَأَحْرَقَ بُطُونَنَا هَذَا التَّمْرُ، فَصَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " لَقَدْ أَتَى عَلَيَّ وَعَلَى صَاحِبِي، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ، بِضْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا §مَالَنَا مِنْ طَعَامٍ إِلَّا الْبَرِيرُ " قَالَ دَاوُدُ: فَقُلْتُ لِأَبِي حَرْبٍ: وَمَا الْبَرِيرُ ؟ قَالَ: طَعَامُ سَوْءٍ وَاللَّهِ ثَمَرُ الْأَرَاكِ فَقَدِمْنَا عَلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الْأَنْصَارِ وَعُظْمُ طَعَامِهِمْ هَذَا التَّمْرُ، فَوَاسَوْنَا فِيهِ، وَاللَّهِ لَوْ أَجِدُ لَكُمُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ لَأَشْبَعْتُكُمْ مِنْهُ، وَلَكِنْ سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ، أَوْ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ، يُغْدَا وَيُرَاحُ عَلَيْكُمْ بِالْجِفَانِ ، وَتَلْبَسُونَ مِثْلَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ "
(1/58)
(1/59)
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، وَعَارِمٌ، قَالَا: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَا يَخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَالِي وَلِبِلَالٍ مِنْ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبِطُ بِلَالٍ "
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ، وِإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ أَيُّوبُ: أُرَاهُ خَالِدَ بْنَ عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ، يَخْطُبُ فَقَالَ: " §أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ ، وَوَلَّتْ حَذَّاءَ ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ يَصْطَبُّهَا صَاحِبُهَا، أَلَا وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ لَا زَوَالَ لَهَا، فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ فَلَقَدْ ذُكِرَ لِي أَنَّ الْحَجَرَ يُرْمَى بِهِ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ فَيَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا مَا يَبْلُغُ قَرَارَهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَتُمْلَأَنَّ أَفَعَجِبْتُمْ ؟ وَلَقَدْ ذُكِرَ لِي أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ قَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ مِنَ الزِّحَامِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا الشَّجَرُ أَوْ وَرَقُ الشَّجَرِ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا وَلَقَدْ وَجَدْتُ أَنَا وَسَعْدٌ بُرْدَةً ، فَشَقَقْنَاهَا بَيْنَنَا إِزَارَيْنِ ، فَمَا مِنَّا أَيُّهَا السَّبْعَةُ أَحَدٌ حَيٌّ إِلَّا أَمِيرٌ فِي مِصْرٍ مِنَ الْأَمْصَارِ ، وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ إِلَّا تَنَاسَخَتْ حَتَّى يَكُونَ آخِرُهَا مُلْكًا، وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي كَبِيرًا وَفِي أَنْفُسِكُمْ صَغِيرًا، وَسَتَبْلُونَ الْأُمَرَاءَ بَعْدِي "
يتبع صفحه (2)
تعليق