Tweet
يعيش بعض الناس في بيئة توفر له كل متطلبات الحياة ويحضى بالإحترام والتقدير من المحيطين به ويشعر من
يمتلك قدرا جيدا من الذكاء بالإستغراب حيال هذا التقدير له وخصوصا ممن هم اكبر منه سنا فهو يرى ان هناك
خلل في الموازين وخاصة عندما يسمع كلمات المديح والإطراء التي لا يسمعها تقال لمن حوله فماذا يميزه عن
غيره وهو لا يعلم بخوافي الرجال فمن اجل عين تكرم مدينة ومن اجل مدينة تكرم مدائن كما يقول اهل الحجاز
ثم تتغير الأحوال ويموت المعيل للعائلة وتقسم التركة فيحصل على النصيب فيخرج الى الشارع ويصادف من
كانوا يجلونه ويحترمونه فيشيح الأول بوجهه عنه ويتظاهر انه لم يراه فيلتمس له العذر اعتقادا انه لم يراه وهو
ربما قرأ رقم حذائة كما فعل بوش مع منتظر الزيدي فيصادف الثاني فيفعل معه مثل الأول ثم يصادف العاشر
والعشرين وكلهم على نفس شاكلة الأول ثم يلتقي وجها لوجه مع آخر فيمسك بيده ليسلم عليه فينظر له الرجل
بإستغراب ويقول له من انت فأنا لم اعرفك وقد كان معه على صحن واحد قبل ايام فيخبره انه فلان ابن علان
فيبتسم الرجل ويقول له عرفتك لكنني في عجلة من امري وتضمحل كلمات الإطراء والمديح فيسير بالشارع
المزدحم بالمارة فلا يشعر ان هناك احد بالشارع فهو يعتقد ان الشارع خال من المارة فلا كلمات المديح ولاهم
يحزنون فيتذكر تلك الايام عندما كان يساوره شك في ذلك الاحترام فيدرك ان شكوكة صائبة فيقرر ان يتدارك
نصيبه من التركة فيجد ويجتهد ويكدح وينسى كلمات المديح وكل كلمات النفاق وكل المنافقين وتربح تجارته
ويتحول الى صفوف الأغنياء ويعاشر من لا ينافقون ومن ربهم يخافون وتمر الأيام فيعود منافقوا الامس ليعيدوا
الكرة ثانية فيمسك احدهم بيده ويقول له انا فلان هل عرفتني فيرد عليه نعم وشكرا لك فقد لقنتني درسا لن
انساه لكنني نسيت المنافقين امثالك فشكرا لك على هذا الدرس وينتزع يده وينصرف وهو يضحك ويقول لنفسه
امر عجيب حتى المنافقين لهم فوائد.
الكاتب:ddeef123
تعليق