اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مشــــــاهد من الحـــــــياة

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • مشــــــاهد من الحـــــــياة

    مشاهد من الحياة
    • المشهد الاول
    يا الهي أدركوني انه لا يتحرك لقد توقف عن الكلام ولا يستجيب لي احضروا الطبيب اسرعو انه لا يتنفس.
    يأتي الطبيب ويمسك بيده فلا يجد فيها نبضا ويضع السماعة على صدره فلا يسمع دقات قلبه, نعم لقد توقف قلبه المتعب عن النبض ومات ويعلنها الطبيب مدوية بالمكان أسف لم استطع فعل شيء فلقد مات , ثم يعلو صوت البكاء والنحيب, ويسرع الإخوة إلى المغسل ويتم التجهيز للرحلة الأخيرة على وجه العجل وكل واحد منهم يقول اسرعو ولا تؤخروه فإكرام الميت دفنه ,
    يصلي عليه الإمام وتقوم الجموع بحمله على الأكتاف مسرعين مهرولين طالبين بذلك الأجر من الله .
    ثم تلوح من بعيد نافذة صغيرة تطل على حفرة مظلمة موحشة , نعم حفرة القبر أول دار قبل الآخرة عالم البرزخ ونهاية الحياة
    يسرع اثنين بالنزول في الحفرة ويدعون بصاحبهم فينزل إلى داره وبعد أن وسد له الثرى ووجه إلى القبلة قام احدهم بكشف الأكفان عن وجهه , يا الله ماهذا انه وجهي انه أنا , وهؤلاء إخوتي قد أنزلوني قبري ولكني لم أكن مستعدا بعد فعندي كثير من الآمال والأحلام لم أحققها عندي ذنوب لم أتوب منها وعندي حقوق لم أردها لأهلها بعد وعندي وعندي ولكن جسدي لا يتحرك اسمعهم ولا استطيع أن اكلمهم لا لا لا لاتغلقو هذه الحفرة لا تتركوني وحيدا المكان مظلم وموحش أرجوكم ولكن صوتي بلا صوت , وفجأة اسمع صوتا مزعج انه صوت منبه الساعة فأصحو من نومي لقد كان حلما الحمد لله إنني لم أمت بعد الحمد لله , وبعد لحظات من استرجاع الأنفاس وبعد هدوء الأعصاب أعيد التفكير في الحلم الذي رايته فأدرك أن الرحلة قصير والرحيل قد اقترب وأنني بغير زاد . ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين )
    • المشهد الثاني
    باب العيادة يدق
    دقات خفيفة ومتعبه, تفتح الممرضة الباب فتدخل العيادة امرأة عجوز تجر الخطى بثقل وتسند ظهرها المنحي بعكاز خشبي ملامح وجهها ليس له ملامح لقد ضيعتها السنين فما عدت تعرف من وجهها أي تعابير , تجلس أمامي منهكة فأسالها بعد أن القي عليها التحية كم عمرك يا والدتي أجابتني بصوتها الضعيف لا اعلم يابني فأيام ولدت لم يكن هناك تواريخ للميلاد ولكن تأكد باني كبيرة جد في السن فكل أترابي قد ماتوا ولم يبقى سوايا
    سألتها ومن ماذا تشكين يا والدتي , قالت جسمي كله يؤلمني يابني اشعر أنني لا استطيع أن أتحرك , ثم سألتها وأين أبنائك ثم وللمرة الأولي رأيت لوجهها تعابير لقد تحركت تجاعيد الزمان كلها من على وجهها لتترك للأسى والمرارة كل المكان وكل الزمان ليظهروا على وجهها وظلت صامته فكررت عليها السؤال أين أبنائك أم انك لم ترزقي بأبناء أجابتني وقالت لقد أنجبت يابني 3 ولكن أنا ليس لي أبناء . ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا )

    • المشهد الثالث
    صوت دقات خفيفة على الزجاج الجانبي للسيارة وأنا واقف أمام إحدى إشارات المرور , التفت يمينا لأجد طفلا صغيرا لم يتجاوز عمره الست سنوات حافي القدمين رث الثياب وجهه مغطى بالغبار وبالأسى شعره أشعث ويحمل بين يديه محارم ورقية , أنزلت الزجاج قليلا فقال لي اشتري مني ياعمو فقلت له قل لي أنت ماذا تفعل هنا اذهب إلى بيتك والعب مع إخوتك قال لي بما تبقى له من براءة الأطفال لو ذهبت للعلب لن نجد أنا وأمي عشاء الليلة فقلت له وأين أبوك يابني قال لي بابا مات أنا يتيم ياعمو , عندها توقفت الدنيا للحظات ولم اعد اسمع ما حولي , وبدأت أتخيل وجه ابني الصغير على جسد هذا الطفل بدأت أتخيله يجوب الشوارع لتمزق براءته حرارة الإسفلت وقسوة الناس أحسست أن قلبي يذبح بسكين واغرورقة عيناي بالدموع , أصوات عالية من حولي وافقت من هول الموقف على أبواق السيارات من حولي بدأت أتحرك وانظر إلى وجه ذلك الطفل الصغير في المرآة يتضاءل حتى اختفى . ( وأما اليتيم فلا تقهر )
    مع حبي / وائل مطير
    أتوب اليك الهى متابا *** ومهما ابتعدت ازيد اقترابا

  • #2
    الرد: مشــــــاهد من الحـــــــياة


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    تحية الاسلام

    جزاك الله جنة الفردوس الاعلى التي اعدت للمتقين
    نفع الله بك الاسلام والمسلمين وادامك ذخرا لمنبرنا الشامخ شموخ
    ارز لبنان
    ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والاجلال والتقدير
    لك مني عاطر التحية واطيب المنى
    دمت بحفظ المولى














    </I>


    تعليق


    • #3
      الرد: مشــــــاهد من الحـــــــياة

      ومازلنا نتابع حرف ونسير خلف كلماتك وأن كان التعب يرهقنا ويرهقها فجمال فكرك المتحرر يضيء يأخذنى الى درب الأبداع

      بديئات جميله

      بالتوفيق

      تعليق


      • #4
        الرد: مشــــــاهد من الحـــــــياة

        شكرا اخي وائل
        ثلاثة مشاهد تهز من لديه ضمير حي وإحساس
        ولكن مع الأسف نرى هذه المشاهد وكأننا ألفناها ةتعايشنا معها فلا نحرك ساكنا
        نسأل الله العافية والسلامه
        تحياتي

        تعليق


        • #5
          الرد: مشــــــاهد من الحـــــــياة

          الشاعر لطفي الياسيني
          حمادة الشاعري
          صقر النوايف
          لو ان لي سماء خاصة
          لكن منتدانا قمرها
          ولكنتم انتم نجومها
          شكرا جزيلا
          مع حبي / وائل مطير
          أتوب اليك الهى متابا *** ومهما ابتعدت ازيد اقترابا

          تعليق


          • #6
            الرد: مشــــــاهد من الحـــــــياة

            رائع أخي الكريم
            أبلغ من أن يعلق عليها
            ***تحياتي***

























            هذا اللون حصري لنرجسي

            تعليق


            • #7
              الرد: مشــــــاهد من الحـــــــياة

              دكتوروائل

              أخذتنا لقرأة مشاهد من الحيــــــاة

              فتحرك بنا بحر الإحسـاس


              إبـــــــداع وإمـــتاع
              يعــــجز القـــلم عن الوصـــف ... فــآعـذرهـ

              أسجل إعجابي هنا بك سيـــدي


              سكـــون آنثــــــى
              التوقيع

              تعليق

              تشغيل...
              X