صيام قلبي قد وجهني لغذاءِك , فلم اسألك من اين لك هذا الطعام ؟! او لماذا تطعمني في الاساس ؟! , لم اسألك لأين المسير ولم المح بالزواج ولا لوَّحتُ بالفراق , مع هذا كنت استمع لبراهينك على فنائِك فيَّ واستعدادك لتقبل الموت اذا كان الموت من اسباب حياتي , كنت تتمنى ان تسنح لك الفرصة لهذا , وكنت آخذ كلامك مأخذا سهلا , ويا ويل قلبي اليوم ينتظر الموت لا محال , كنت النار وكنت الكبريت تشعلني نورا لك كلما اقتربنا من بعضنا , كنت اسألك عن الحب والسؤال ما زال يؤرقني وكل اسئلتي كانت تتصل اواخرها بسكونك , انت لم تسأل عن تلك الفتاة الخام التي جاءت غير عابثة ولا مغامرة , تركتني استرجعك دائما , أُهدهد كلماتك وانا على فراشيَ الان لعلَّ في هذا مواساتي وانا على فراش الموت .
بالرغم من بدايتنا الجميلة , هي الان لا تهمني كما اصبحت لا اهمك , لانها لم تقدرني كما لم تكن انت تقدرني , ظننت ان ما كان يكفي لتلك البداية فكانت النهاية , والنهاية الان كل ما يهمني , فالتجميل في نظرك هو صورتي التي تزين الحائط , لم تعد ترغب بان تزين صورتي حياتك فوضعت ذكرياتنا بذلك الحائط وزينتها بصورتي , واصبحتُ الفعل كان ينقصه الحب والحنان .
تتوافد لعينيّ الان صور لا ابتغيها , حين غرقت بعيونك في داخل معانيها وذاب فؤادي داخلي ومضَيتَ فيَّ ومضيتُ فيك , اذا الان سأبكي دون دموع , دون دم وبكل خضوع , لن اعترض على حكم القوي لأنني من النوع القنوع , نوع مستعد لأن يموت من اجل لقاء ممنوع مع جزار .
أسمع الان بركان والدي العزيز , عاليا , مناديا , اخواني الاعزاء , ان يقتلوني وانا نائمة على هذا الفراش , ولكن لحظة انا لم اكلمك عن البركان الذي في داخلي , ان في داخلي عزيزي الجزار بركان يستمد القوت من فراقك , فكلما ايقنت انك مفارق لا محال , اذعنت لطلب اهلي ولم اعترض ابدا وانتظرت الموت بفارغ الصبر , ولا تنسي ان حارس البركان جزار مثلك ايها الجزار , أكل رمل البحر الذي بنيناه يوما , قصر احلامي الذي عمرته وحدي , لأسد جوع قلبي , عمرته على شاطئ دمواعي , والجزار لم يشبع من القصر , فهمَّ يرتشف الشاطئ , يسكَرُ منه , ولم يسد عطشه الشاطئ , ومضى ليرتوي من دمي.
ووددت لو دموعي تستجديك ولكنها انتهت الان وبدأت عيوني تسيل دما , دما حارا يزيد وردية خدودي واحمرار شفاهي ويكاد ينتهي دمي وانت يا جزار في منأىً عني وأبي الان يلفظني اخر نفس واخر امل وواداعا بلا لقاء عزيزي الجزار ..
* اتمنى من القراء ان يتحفونني بآرائهم سواء كانت ايجابية او سلبية , وانا مستعدة دوما لتقبل النقد البنّاء. وانا على ثقة بأن قراء هذا المنتدى هم مثقفون وفقط مثقفون وهذا ما دعاني لعرض قصتي هنا فأنتم أعلى الناس في جد وأحلاهم في هزل.
* هذه القصة هي اولى محاولتي في الكتابة القصصية مع العلم انني اكتب الشعر , وكتبتها في سياق تعليمي الاكاديمي كوظيفة .
شكرا ..
تعليق