Tweet
ما أكثر ما أغفلت الأخبار وأغفل الرواة و المؤرخين الكثير من الأعلام ، فشخصيه مثل شخصيه حمارويه غفل عنها التاريخ و غابت شخصيته عن سير الأعلام و عن أخبار الحمقى و المغفلين و عن أخبار الحكمة إذا أتت من المجانين ، فإذا كان نذير امه الكلاب هي الحجاره فإن نذير أمه حمارويه هي العصا المغلظة بجلد الثيران و البعارين .
فقد سأل بعضهم حمارويه ماذا يتمنى قبل الموت ، قال أتمنى أن أكل الثريد و الرمان و أن اشرب الماء و النبيذ ، فسألوه لماذا؟ فقال كي ألقى ربي شبعان و ريان و بمزاج عال العال .
ولم يغب حمارويه عن المشهد الثقافي ، فقد سأله بعضهم عن تغريده صالح الشيحي التي أثارت ضجة كبيره ، فقال لهم هو حر في تغريداته ، فسألوه عن ردود الأفعال من تلك التغريده ، فقال لهم ، هم أحرار في ردود أفعالهم ، فقالوا له إذا لا يوجد مشكله ، فقال بل يوجد مشكله كبيره ، الا و هي انه لا يوجد حريه من الأساس .
هكذا هو حمارويه دروشه و حكمه و بساطه و حمق ، فهو صاحب شخصية كونيه تتكرر كثيرا عبر المجتمعات و الأزمنة الغابره و اللاحقه ، فقد كان جده التاسع لأبية ، يقطن فوق أعلى قمم الجبال ، و إذا أتى الصيف هبط إلى تهامه و إذا أتى الشتاء رجع إلى أعلى قمم الجبال ، فكان بتلك الرحلات يبقى بعيدا عن الناس ، حتى أنهم وجوده ميتا و قد علق على جدار بيته من الداخل لوحه كتب عليها ( الآخرون هم جهنم ) ، لذلك عاش وحيدا و مات و حيدا و لا نعلم كيف استمر نسله إلى أن خرج علينا حمارويه .
فقد كان لحمارويه رؤى كثيره ، من بينها تغيير مسمى مجلس الشورى الى مجلس الاقتراحات ، فعلى حد تعبيره بان الاقتراحات و التصويت عليها هو العمل الحقيقي لمجلس الشورى ، و يقترح تغيير مسمى مجلس الخبراء الى مجلس الشورى ، فهو أحق بهذه التسمية ، و لم يتناول مجلس الوزراء بأي رؤية ، فحمارويه يعلم بأنه فقد ينفذ و لا يقترح .
ولم يغب رأي حمارويه عن المشهد السياسي ، فقد قال عن الثورات بأنها ليست ثورات بل انقلابات شعبية بعضها ناعم و بعضها عنيف ، و ان تلك الانقلابات صنعها الشباب و أكل ثمارها كبار السن ، فعلى حد تعبير حمارويه بأن من ينتقد الثورات و يمجد الانظمة سيكون ملعون و عار و نفعي ، و هنا لا يوجد معنى للحرية التي تدعيها الثورات ، فقد أصبحت تلك الثورات مقدسه و اقرب للهولوكوست اليهودي ، فأين الحرية التي تدعيها هذه الثورات .
تعليق