سمحت الدولة العثمانية لليهود بممارسة شعائرهم الدينية قبالة حائط البراق ( المبكى وفق عُرف اليهود) على نطاقات ضيقة، وكانت تشترط عليهم مثلًا الوقوف وعدم السماح بجلب أي مقاعد أو طاولات، ومنعت كذلك إدخال الأطعمة و الأشربة واستخدام الأبواق في الصلاة.
بعد الاحتلال الصهيوني لمدينة القدس عام 1967 ابتدأ الخطر المباشر بالمساس بالمسجد الأقصى، فخلال ثلاثة أيام فقط من الاحتلال تلقى الجيش الصهيوني أوامر بمصادرة ما حول حائط البراق؛ للتهيئة لما يزيد على الألفيّ مصلٍ ينوون التجمع معًا -لأول مرة- مع مقاعدهم وأبواقهم وستائرهم احتفاء بعيد نزول التوراة، وكان الثمن مجزرة رهيبة ارتكبت بحق سكان حي المغاربة، ومجزرة أخرى تاريخية بحق أربعة معالم مقدسية أثرية تم هدمها.
وابتدأت بعدها مباشرة سلسلة من الحفريات السرية تحت المسجد الأقصى المبارك وحول أسواره انطلاقًا من ساحة البُراق.
وبعد سلسلة طويلة من الحفريات والأنفاق المتشعبة تحت المسجد، ( تحت مبنى قبة الصخرة وصحنها تحديدًا بحثًا عن التابوت) تقلَّص الحلم اليهودي بإيجاده، وأصبح عنوان الحفريات الجديد هو البحث عن بقايا المعبد الذي بناه سليمان، وأخذت الحفريات تتركز تحت أسوار المسجد وخارج الأسوار بمسافات قصيرة
ثم تقلَّص العنوان مرَّة أخرى للبحث عن أي قطعة أثرية مهما صغرت تحمل كتابات عبرانية قديمة، وعندما لم يجدوا أي أثر، أصبح الهدف هو التسريع في بناء المعبد وفق النبوءة اليهودية التي تقول: "عندما يرضى الرَّب عن شعبه المختار، يُرسل زلزالًا في الأرض يطهِّر جبل المعبد من كل ما هو غير يهودي، وتكون الإشارة لشعب الرب: أني راضٍ عنكم فابنوا معبدي من جديد.."
إلاَّ أن الخطر الذي يحيط بالأقصى، آخذ بالتصاعد يومًا بعد يوم في ظل تخطيط الجهات الرسمية الصهيونية لحادثة انهيار تبدو وكأنها طبيعية تُصيب المسجد، تكون بها قد ضمنت ردة فعل إسلامية خافتة، وحققت من خلالها نبوءة التوراة بتدخل الرب في إسقاط المعابد غير اليهودية في المدينة، وعندها لن يستطيع أحد أن يمنع من بيده القوة والسيطرة المطلقة على القدس من تنفيذ عملية تطهير للأقصى وتهويدٍ له بشكل كامل
خريطة العام 2007
في هذه الجهة توجد سبعة مواقع للحفريات، منها أربعة مواقع نشطة أكبرها وأخطرها هو الطريق الهيرودياني الذي يمتد مسافة 600 أفقيًا، ويربط ساحة البراق بالمدخل الجنوبي لما يعرف باسم مدينة داوود الواقعة خارج أسوار الأقصى.
هذا الطريق يمهَّد ليشكل مستقبلًا المدخل الجنولي لمدينة "أورشليم المقدسة"، ويدخل منه المستوطنون القادمون من البؤر الاستيطانيّة في سلوان ومن مستوطنات "تلبيوت الشرقيّة و"جيلو" و"هار جيلو" و"هار حوما" جنوب البلدة القديمة في القدس.
تُعدّ هذه الجهة العصب الرئيس للمدينة اليهوديّة التي يبنيها الاحتلال تحت المسجد الأقصى، فهي تحتوي على عشرة مواقع للحفريّات، منها موقعان نشطان، هما حفريّات ساحة البراق وشبكة أنفاق الحائط الغربيّ، وهي تُعدّ أكثر الحفريّات نشاطًا وعمقًا، وتمتد طويلًا لتصل إلى أسفل باحات المسجد القبلي ومسجد قبة الصخرة المشرَّفة وتهددهما بالانهيار.
الهدف من هذه الحفريات ليس معلومًا على وجه الخصوص، لكنه يتوقع أن يكون للتمهيد لوصول بعض الحاخامات الذي أخذوا فتاوى دينية بجواز الصلاة قرب "صخرة المعراج" المسمّاة في العقيدة اليهودية "قدس الأقداس".
ويسعى الاحتلال لجعل هذا المكان نقطة العبور للمدينة اليهودية من الجهة الشمالية، ومحاولة منه للحصول على بعض الشرعية الدينية للمدينة من خلال ربطها بالتاريخ المسيحي.
أساساته وتهدد كل محيطه إلا أنها ذهبت أدراج الرياح لأنها لم ترافقها وقفة حازمة، وقد أبانت الحفريات عن تشويه للآثار العربية والإسلامية وإتلاف العديد من الأبنية ذات الأهمية في تاريخنا، بهدف طمس أي تواجد لتاريخنا وإضفاء الطابع اليهودي على الأقصى وكل محيطه.
على بعد عشرات الأمتار من الجدار الغربي للمسجد الأقصى وعلى أنقاض منازل حارة الشرف، أبرز الأحياء الإسلامية التي احتلت عام 1967 وتم تحويلها إلى حي يهودي، يجثو كنيس "هاحوربا"، أو ما يسمى بكنيس "الخراب" الذي دشن يوم 16 مارس 2010.
وهي خطوة اعتبرتها الجماعات اليهودية تحقيقًا لإحدى النبوءات لإقامة الهيكل الثالث المزعوم، ليكون بذلك بحسب المعتقدات اليهودية، الخطوة الممهدة للبدء في بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.
هو إذن استئصال المسجد الأقصى وكذا القدس من تاريخهما وتغيير ملامحهما وطمس هويتهما وإضفاء طابع يهودي على المدينة ومقدساتها وإلغاء أي واقع أو طابع عربي وإسلامي.
وهذه الحملة المسعورة وهذا العمل بهذه الوتيرة المتسارعة تدنيس شبه يومي تضييق إبعاد تفريغ المدينة من أهلها، إن دل على شيء فهو يدل على خشيته مما يحمله الربيع العربي من مفاجآت قد تقوض مشروعه التهويدي.
مرئيات :
- الحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى (1)
http://www.youtube.com/watch?v=0RWzV...feature=relmfu - الحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى (2)
http://www.youtube.com/watch?v=9jv65...feature=relmfu - الحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى (3)
http://www.youtube.com/watch?v=ReLTM...feature=relmfu - الحفريات والانفاق تحت المسجد الاقصى (4)
http://www.youtube.com/watch?v=FP9sU...feature=relmfu - شاهد فلاش مخطط الإحتلال تقسيم الاقصى على
http://www.saaid.net/flash/Qudsweb.htm - فيديو حتى لا يهدم عن الأنفاق الإسرائيلية
مجلة PDF من اعداد رسالة فلسطين :
- الانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك اعتداءات ومخاطر1967-2005 م
- حفريات تهدد الاقصى
شبكة فلسطين للحوار
موقع أخوات من أجل الأقصى
تعليق