روى البخاري والنسائي وغيرهما
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قالها إبراهيم عليه الصلاة والسلام
نقف مع هذا الحديث الوقفات الآتية :
والطمأنينة والراحة النفسية ،
من ركعات صلاتنا هي الاستعانة بالله والتوكل عليه:
وأنه حسب العبد وكافيه ،
ولا مغيث إلا هو ، ولا مصرف للكون إلا هو ،
خالق الخلق ومدبر شؤونهم ، والعالم بأحوالهم .
فالمتوكل على الله هو الذي يعتمد عليه ويثق به
ويلجأ إليه ويطمأن بموعوده .
ولعظم هذه المسألة في عقيدة المسلم أمر أن يتذكرها ،
وأن يستصحبها في جميع أحواله وشؤونه ،
فجاءت توجيهات الإسلام العامة ،
والخاصة بأشياء معنية بهذا الأمر الجلل ، يقول الله تعالى:
فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ" يونس84.
وقال تعالى عن نوح عليه السلام:
فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ ".
مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا
إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"
فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ *
فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ
وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ"
فالتوكل على الله عبادة جليلة ، يجب إخلاصها لله سبحانه ،
الوقفة الثانية :
لها أثار محمودة عظيمة فمن يريد تحصيلها
فليخلص قلبه في طلب هذا التوكل.
فالتوكل على الله تعالى يورث صاحبه قوة وشجاعة ،
وثباتاً واطمأناناً . تهون أمامه كل قوة ،
فهذا خليل الله إبراهيم عليه السلام
عندما ألقي في النار لم يزد على أن قال:
والتوكل على الله ينتج الرزق الواسع ،
والخير العميم ، والفضل الكبير ،
لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً ).
والتوكل على الله تعالى سبيل السعادة والراحة النفسية ،
قد جعل الله لكل شيء قدراً "
التوكل ( 2 - 2 )
تحدثنا في الحلقة السابقة
عن حديث ابن عباس رضي الله عنهما
الوقفة الثالثة :
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ودخل إلى المسجد ليصلي ،
إن من تمام عقيد المسلم تجاه التوكل أن يعلم أن
التوكل لا يعني ترك الأسباب المشروعة ،المأمور بها ،
(اعقلها وتوكل)،
وإن كان مشوباً بنوع من التوكل ،
وهذا معروف في الحياة فلا نسل بدون زواج ،
ولا ثمرة بدون زرع ،
إلا بها كلها كما ذكر ذلك ابن القيم وغيره .
وأفراح وأتراح ، وشدة وضيق ،
الخوف من المستقبل ،
وطلب شفاء أمراضهم منهم ،
وعدم الثقة بالله وبموعوده ،
والخوف على الرزق
والتعلق بالطبيب المعالج واعتقاد أن الشفاء عنده أو بأدويته ،
أو الخوف على رزق الأولاد ومستقبلهم ،
لطلب ما عندهم دون الله سبحانه ،
والتفكير السلبي المتشائم من المستقبل ،
كل هذه المظاهر وغيرها
وعدم إحسان الظن به .
تعليق