Tweet
الشيخ القاسمي والجزيرة العربية
تغطية محمد الزيد
أقام مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية محاضرة بعنوان (لمحات من تاريخ الخليج العربي) لسمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الفائز بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لعام 1422ه وذلك في قاعة المحاضرات التابعة للمركز بمبنى مؤسسة الملك فيصل الخيرية.وقد بدأت الأمسية بتقديم المحاور الأستاذ عبدالله بن صالح العثيمين للمحاضر الذي شرع في محاضرته بعرض صورة مكبرة للخليج العربي وقال: ربما يتخيل المشاهد لخارطة الخليج بأنه فلق بين إيران وشبه الجزيرة العربية أو قد يتخيله البعض نهراً عظيماً يصب في بحر العرب وبعدها انحسر إلى العراق ولكن الحقيقة ان الخليج نتج عن تحرك في قشرة الأرض حدث قبل خمسة ملايين عام، ثم عرض المحاضر صورة للكرة الأرضية توضح كيف ظهر الخليج.وأشار إلى الخريطة وقال ان الجبال المتكونة شرق الجزيرة هي صخور جيرية أو رملية أو بركانية تكونت في تلك الحقبة ويوجد بها معادن كالذهب والنحاس وغيرها، ونلاحظ أن وجود القواقع في قلب الجزيرة العربية كما في الرياض يعطينا دلالة على أن شبه الجزيرة العربية خرجت من قاع البحر.وعن سكان منطقة الخليج يذكر الشيخ القاسمي أنه قبل خمسة عشر الف سنة غطت الثلوج شمال القارة بما يسمى بالعصر الجليدي وكانت شبه الجزيرة العربية بها جنان أعظم منها الآن وبعد دفء الأرض تبخر الجليد وبدأ سقوط الأمطار وازدهار الزراعة في الشمال حيث امتد جنوباً وبدأ ظهور القرى التي بدأ أهلها بتدجين الحيوانات واتجهت بعض القبائل التي كانت تقطن الهلال الخصيب شمال الجزيرة العربية إلى الجنوب الغربي لشبه الجزيرة ويذكر المؤرخون بأن هناك رجلا يسمى مالك بن فهم الأسدي اتجه بعد ظهور الاسكندر المقدوني إلى عمان وأقام بها.. كما اتجهت قبائل مثل تميم وبني سعد إلى الامارات وما حولها، وكان لمالك ابن يقال له سليمة قتل أباه واتجه إلي بلاد فارس واستطاع أن يقضي على الملك ويملك تلك المنطقة واستنجد باخوته الذين قدموا إليه واستوطنوا تلك المنطقة شرق الخليج العربي إذ استوطن العرب من قبل الميلاد بثلاثمائة سنة منطقة هرمز وشرق الخليج العربي، وإذا تتبعنا شخصية ذي القرنين المذكور في القرآن الكريم وجدنا بعض المؤرخين يرى أنه الاسكندر المقدوني وأنا أرشح هذا الكلام فقد وجدت في انجيل دانيال هذه العبارة (ذو القرنين الذي كان فاتحاً وكان ملك فارس) ومن قراءة الكتب القديمة ان الاسكندر المقدوني كان يضع قرني خروف على رأسه، وتذكر الكتب القديمة أن والده طرده وأمه وبعد وفاة والده عاد ملكاً ومكّن الله له في الأرض ولابد أن نتتبع رحلة ذي القرنين التي وردت في القرآن الكريم كي نستطيع رسم الخريطة.. قال تعالى: {ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا.. إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا.. فاتبع سببا..} الآيات فقد رحل ذو القرنين إلى شمال أوروبا ليخمد بعض الاضطرابات ثم اتجه إلى فارس لنفس المهمة ثم إلى سيبيريا وهناك سمع بأن ملك الهند قد خبأ ذهباً عظيماً في قاع النهر فاتجه إلى هناك وفي طريقه صدف باجوج وماجوج وحدث معهم ما ذكر في كتاب الله الكريم ثم عاد إلى مقدونيا.ويضيف الشيخ القاسمي بأن المؤرخين القدماء عندما وقفوا على الخليج العربي لم يكونوا يعرفونه لذا قالوا هذا خليج فارس، ولكن ما اسم الخليج العربي؟ منذ عام 1500م إلى عام 1600م وجدت خرائط تعنى بهذه الحقبة ووجدت مسميات كثيرة منها بحر فارس وخليج القطيف وخليج البصرة والبحر الأخضر وكان الانجليز يحاولون مجاملة الناس هناك فيجعلون في الخريطة الواحدة أكثر من مسمى لهذا الخليج وبما أن أكثر الخرائط قد كتبت خليج فارس فقد طالب شاه إيران ببعض الجزر في الخليج العربي ومنها البحرين مدعياً أحمد اقتداري انها فارسية حتى ادعى أيضاً أن أحمد بن ماجد فارسي وقد أكد لي هذه المعلومة المؤرخ الإيراني أحمد اقتداري ولكنني ذهبت إلى البرتغال ووجدت مخطوطة للملك شاه قال فيها (أنا محمد شاه عربي من سبأ وكنا في عمان وجمعت القوم كلهم وقلت لهم ان اسلافنا كانوا في تلك المنطقة وكان لهم ملك أضاعوه ولابد أن نرحل هناك ونستعيده) وبعد أن قرأت الوثيقة سألت مدير مركز الوثائق هل جاءك أحمد اقتداري واطلع على الوثيقة قال: نعم عندها اتصلت بأحمد أنبه على افترائه فقال: أنا أكتب ما تمليه علي السلطة.ويضيف الشيخ القاسمي بقوله: نستنتج بأن ملوك هرمز أصولهم عربية انطلقوا من عمان، وحتى البلوش دائماً يرددون بأنهم عرب.. هذه نبذة مختصرة عن تاريخ وجغرافية الخليج العربي.وفي نهاية المحاضرة أجاب الشيخ القاسمي على أسئلة الحضور واستمع إلى مداخلاتهم وأشاد الحضور كثيراً بالمحاضرة.
تعليق