بكل الحزن والأسف نشاهد كل يوم صحفنا وهي تتحفنا بأروع العناوين والمنشتات الصحفية التي تتحدث عن انتقال لاعبين سعوديين للعب في الخارج فقد تعودنا منذ مدة على اسلوب الاثارة الفارغة ولم نعد نستغرب ابدا اذا قرأنا خبر انتقال عبيد الدوسري لبنفيكا البرتغالي بمليوني دولار أو خبر انتقال نواف التمياط للعب في هولندا او انتقال احمد الدوخي الذي قيل اكثر من مرة انه سيلعب في اندلخت البلجيكي او عبدالله سليمان الذي انتقل لفريق (كان) الفرنسي ولكن هناك خلافا بسيطا جدا.. جدا.. بينه وبين الفريق الفرنسي على آخر بنود العقد فالفرنسيون يقترحون على عبدالله استخدام سيارة (بيجو) في تنقلاته داخل أحياء باريس أما عبدالله فمتمسك بسيارة BMW !!!!.
هذا طبعا قليل من كثير فكل صباح نجد لاعبا سعويا انتقل للعب في اوروبا او على الأقل في اليابان هذا بخلاف مانشستر يونايتد وجوفنتوس واياكس امستردام الهولندي الذين (انبحت اصواتهم ونشفت ارياقهم وهم يلاحقون لاعبينا) هذه الأخبار اصبحت بالنسبة لصحفنا اخبارا بديلة ففي حالة عدم وجود اخبار تحرك الساحة يخرج أحد الصحفيين (العباقرة) بخبر جديد يحرك به الوسط الرياضي الراكد فبعض الصحف (تشربنا السراب يوميا) لكي توزع اكثر وفي النهاية لا نجد أحدا من نجومنا انتقل للعب في الخارج وانا متأكد ان (حبايبنا) الصحفيين الآن يعدون العدة لأن وقت الصفقات الوهمية قد حان خصوصا مع نهاية الموسم وشح الأخبار وسترون صدق كلامي بعد نهايةالمباراة الختامية لكأس خادم الحرمين الشريفين وستجدون ان جميع نجومنا احترفوا في الدوري الايطالي والدوري الانجليزي هذا بخلاف موجة الانتقالات المحلية فعبيد الدوسري سينتقل للاتحاد بعشرة ملايين ريال وعبدالله سليمان ينتقل للهلال بخمسة ملايين ريال وابراهيم المفرج سينتقل للأهلي بمليوني ريال وكأن الريال تحول لروبية هندية..
ضحكت كثيرا عندما قرأت خبر يقول بأن نادي باريس سان جرمان الفرنسي طلب لاعب النصر علي يزيد هذا الخبر بحد ذاته يحفز على الضحك ولكن الأعجب والأكثر غرابة ان علي يزيد صرح بانه لا يمكن ان يترك ناديه ولن ينتقل للعب في الدوري الفرنسي مهما كانت الاغراءات واعتقد انكم ايضا سمعتم او قرأتم خبر انتقال صالح السلومي للعب في الدوري الياباني بداية الموسم الحالي.
كلنا نعرف ان هذه الصفقات مجرد كلام في كلام وانها صفقات على الورق وليس حتى ورق رسمي بل ورق جرايد وان الصفقات الحقيقية ليست سوى ثلاث صفقات في تاريخ السعودية وهي انتقال فهد الغشيان للعب في هولندا وانتقال فؤاد انور للعب في الصين واخيرا المفاوضات الساخنة بين سامي الجابر ونادي نوتنقهام فورست اما غيرها فكلها صفعات وليست صفقات. لا أدري من المستفيد من كل هذه الصفعات واللكمات والخبطات الاحترافية ومن سيجني ثمار الكذب والفبركة وخداع القراء وهل خلت الساحة الرياضية من الموضوعات التي تستحق النقاش لنتحول لمجرد سماسرة تستفزنا لغة الأرقام فأصبحت الصفحات الرياضية أشبه ما تكون بحراج بن قاسم (كم نقول.. من يزود) ولن نكتف بذلك بل تحولنا لروائيين نسبح في فضاء اعلامنا الرياضي دوره كمساهم فعال في تطور الكرة السعودية وهل مازلنا نجهل او نتجاهل ان الاعلام يجب ان يساهم في تنوير المتابعين ونقل الحقائق لهم وليس من مهامه ابدا .. ابد ا تضليل الناس والتمويه عليهم والتوزيع لفترة قصيرة تفقد بعدها المطبوعة مصداقيتها عند القراء..
الدهام.. وطني !
لم أجد سببا مقنعا واحدا لتلك الحملة التي يشنها بعض الصحفيين والكتاب بين فترة وأخرى ضد الاستاذ عبدالرحمن الدهام امين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم فقد تفرغوا لتصعيد اخطائه وكأن الطبيعة الانسانية تخلو من وجود الأخطاء فكما نعلم ان اكثر الناس اخطاء أكثرهم عملا فالانسان الذي لا يعمل بكل تأكيد لن يخطىء لذلك فالحملة في غير محلها فالدهام مثال رائع للمواطن السعودي المخلص والمتفاني في عمله وهذه الميزة يجب ان نشجعه عليها لا ان نستخدمها ضده وكأن الاجتهاد في العمل اصبح جريمة تستحق العقاب.
همسة:
ذهبت وحيدا ...
لركن العاشقين..
تعصف بي الذكريات..
يقتلني الحنين...
كان طيفها يلف المكان..
يبعث الحياة في ركن العاشقين..
أصبحت اتنفس عطرها...
اسمع ضحكاتها...
ولكني رجعت لا أحمل سوى...
أصداء صوتي الحزين...
------------------
alawad23@yahoo.com
تعليق