اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة من مدينة

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • قصة من مدينة

    نهاية رجل شجاع.. اسمه عبدالواحد "العملاق"

    عبدالواحد الغرم.. لم يكن عملاقا فقط بطوله الفارع حد الافراط حتى استحق لقب (عملاق القصيم الأسمر).. بل انه كان عملاقا في كل شيء.. في شهامته, وفي كرمه, وفي عزة نفسه.. كان عملاقا في صراحته وبساطته وفي شجاعته النادرة وثقته بنفسه عاش منذ ساعات فطامه الاولى على شيم الرجال ومكارم الاخلاق وعلى الاقدام والسطوة.. وشارك اهالي قبة الافراح والاتراح حتى الاسم.. والعزوة.

    في لقاء سابق ذكرنا رحلة الحج وقصة موت والده وركوبه (الريل) وانتقاله مع امه وخالته الى المدينة المنورة وحياة التشتت والحرمان التي عاشها في بداية حياته ـ يرحمه الله.

    اذكر كيف ضحك حتى اغرورقت عيونه بالدموع وهو يتذكر اولى محاولات توطيد العلاقة بينه وبين قطعان الابل في مهنة الرعي وهو لا يزال في سن السابعة تقريبا عندما كانوا يمزجون له قطع السكر في الماء وحليب الخلفات حتى يألفها ويتعلق بها وهو ما تم فعلا بعد ذلك.

    يتذكر بعض اهالي قبة عبدالواحد فيتذكرون قصة الحريق الهائل في احدى رحلاته. عندما تراجع بعض الحاضرين فدفع هو بسجده الاسمر.. الى جوف النار ودخانها المتصاعد.. لينقذ المحاصرين ولم يتركهم حتى انسلخ نصف جسده وخرج عظم ساقه.

    يتذكرون قصة (البشوك) عندما اعترضته مجموعة من اللصوص وحيدا ومنعوا ابله ان تورد الماء. فانتفض.. وانتفضت معه عزوته.. (والله ان تشرب وانا اخو حسناء) فشربته مخضبا بدماء المعتدين بالفعل.

    في غرفته الطينية المسقوفة بالخشب (وعسبان) النخيل في قبة والتي ابقاها في ركن منزله وجعل منها بيتا يرتاح اليه ويستقبل ضيوفه.. سألته عن سر تمكسه بهذه الغرفة المتهالكة رغم وجود البديل الافضل؟

    قال: بنيتها بسواعدي ومن تراب ارضي بمعاونة رجال احبهم ويحبونني ما زالت اسمع اصواتهم واستذكر سيرتهم الطيبة واراهم في كل ركن من اركانها ولن اتركها الا وانا محمولا على النعش.

    لقد صدق يرحمه الله.. ففي ذلك الشتاء.. وفي ليلة جادت السماء بالغيث... صحت مدينة قبة فجرا على صوت دوي هائل أيقظهم من نومهم, فهرعوا الى مصدره ليجدوا غرفة عبدالواحد (متكفكفة) بحيطانها وسقفها ودلال قهوتها واباريقها لتحتضنه حضنة الموت الاخيرة.

    لقد كانت (وافية) هي الاخرى فقد استأثرت ان يغادرها عبدالواحد قبل ان تغادر دنياها ودنياه الفانية بعد ثلاثة وتسعين عاما. لم يغادر فيها عبدالواحد قبة الا زائرا.. او في طلب حاجة.






    JAWAD-1@MAKTOOB.COM
تشغيل...
X