رحمه الله تعالى
ورد مجلة البحوث الإسلامية العدد 50 ص 7- 17 مقال للشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- بعنوان (بيان حقوق ولاة الأمور على الأمة) نذكر منه:
(أما ما يقوم به الآن محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم ، وهم دعاة شر عظيم ، وفساد كبير ، والواجب الحذر من نشراتهم ، والقضاء عليها ، وإتلافها ، وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن ؛ لأن الله أمر بالتعاون على البر والتقوى لا بالتعاون على الفساد والشر ، ونشر الكذب ، ونشر الدعوات الباطلة التي تسبب الفرقة واختلال الأمن إلى غير ذلك .
هذه النشرات التي تصدر من الفقيه ، أو من المسعري أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر والفرقة يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها ، ويجب نصيحتهم وإرشادهم للحق ، وتحذيرهم من هذا الباطل ، ولا يجوز لأحد أن يتعاون معهم في هذا الشر ، ويجب أن ينصحوا ، وأن يعودوا إلى رشدهم ، وأن يدَعوا هذا الباطل ويتركوه .
ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدَعوا هذا الطريق الوخيم ، وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه ، وأن يعودوا إلى رشدهم ، وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم ، والله سبحانه وعد عباده التائبين بقبول توبتهم ، والإحسان إليهم ، كما قال سبحانه : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) وقال سبحانه : (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) والآيات في هذا المعنى كثيرة . )أهـ
و كذلك ذكر الشيخ عبد العزيز بن باز في (جريدة المسلمون والشرق الأوسط - 9 جمادى الأولى 1417هـ) أن أسامة بن لادن من المفسدين في الأرض، ويتحرى طرق الشر الفاسدة وخرج عن طاعة ولي الأمر.
الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى
في لقاء مع علامة اليمن الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله في جريدة - الرأي العام الكويتية بتاريخ 19/12/1998 العدد : 11503 قال الشيخ مقبل -رحمه الله-( أبرأ إلى الله من بن لادن فهوشؤم وبلاء على الأمة وأعماله شر).
و في نفس اللقاء السائل : الملاحظ أن المسلمين يتعرضون للمضايقات في الدول الغربية بمجرد حدوث انفجار في أي مكان في العالم ؟
أجاب الشيخ مقبل : أعلم ذلك ، وقد اتصل بي بعض الأخوة من بريطانيا يشكون التضييق عليهم ، ويسألون عما إذا كان يجوز لهم إعلان البراءة من أسامة بن لادن ، فقلنا لهم تبرأنا منه ومن أعماله منذ زمن بعيد ، والواقع يشهد أن المسلمين في دول الغرب مضيق عليهم بسبب الحركات التي تغذيها حركة الإخوان المفلسين أو غيرهم ، والله المستعان .
السائل : ألم تقدم نصيحة إلى أسامة بن لادن ؟
أجاب الشيخ : لقد أرسلت نصائح لكن الله أعلم إن كانت وصلت أم لا ، وقد جاءنا منهم أخوة يعرضون مساعدتهم لنا وإعانتهم حتى ندعو إلى الله ، وبعد ذلك فوجئنا بهم يرسلون مالا ويطلبون منا توزيعه على رؤساء القبائل لشراء مدافع ورشاشات ، ولكنني رفضت عرضهم ، وطلبت منهم ألا يأتوا إلى منزلي ثانية ، وأوضحت لهم أن عملنا هو دعوي فقط ولن نسمح لطلبتنا بغير ذلك )أهـ.
قال الشيخ مقبل في كتاب (تحفة المجيب) من تسجيل بتاريخ 18 صفر 1417 هـ تحت عنوان (من وراء التفجيرات في أرض الحرمين؟) وكذلك إسناد الأمور إلى الجهال، فقد روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّ الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتّى إذا لم يبق عالمًا اتّخذ النّاس رءوسًا جهّالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا )).
كما يقال: العالم الفلاني ما يعرف عن الواقع شيئًا، أو عالم جامد، تنفير، كما تقول مجلة "السنة" التي ينبغي أن تسمى بمجلة "البدعة"، فقد ظهرت عداوتها لأهل السنة من قضية الخليج.
وأقول: إن الناس منذ تركوا الرجوع إلى العلماء تخبطوا يقول الله عز وجل: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرّسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الّذين يستنبطونه منهم }، وأولي الأمر هم العلماء والأمراء والعقلاء الصالحون.
وقارون عند أن خرج على قومه في زينته قال أهل الدنيا: {ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنّه لذو حظّ عظيم * وقال الّذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحًا ولا يلقّاها إلاّ الصّابرون }.
والعلماء يضعون الأشياء مواضعها: {وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلاّ العالمون }، {إنّ في ذلك لآيات للعالمين }، {إنّما يخشى الله من عباده العلماء }، {يرفع الله الّذين آمنوا منكم والّذين أوتوا العلم درجات }.
فهل يرفع الله أهل العلم أم أصحاب الثورات والانقلابات وقد جاء في "صحيح البخاري" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل: متى السّاعة؟ فقال: ((إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر السّاعة)).رئيس حزب وهو جاهل.
ومن الأمثلة على هذه الفتن الفتنة التي كادت تدبر لليمن من قبل أسامة بن لادن إذا قيل له: نريد مبلغ عشرين ألف ريال سعودي نبني بها مسجدًا في بلد كذا. فيقول: ليس عندنا إمكانيات، سنعطي إن شاء الله بقدر إمكانياتنا. وإذا قيل له: نريد مدفعًا ورشاشًا وغيرهما.
فيقول: خذ هذه مائة ألف (أو أكثر) وإن شاء الله سيأتي الباقي.
…….
فأنصح كل سني بأن يصبر على الفقر وعلى الأذى حتى من الحكومات، وإياك أن تحدثك نفسك وتقول: سنقوم بثورة وانقلاب، تسفك دماء المسلمين، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {ومن يقتل مؤمنًا متعمّدًا فجزاؤه جهنّم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذابًا عظيمًا }.
وأقول: إن المجتمع الذي نعيش فيه محتاج إلى تربية، ومحتاج إلى ألف شخص مثل الشيخ ابن باز، وألف شخص مثل الشيخ الألباني، يربونهم على العلم الصحيح وعلى التوحيد وعلى الدعوة إلى الله برفق ولين، وهذان العالمان الفاضلان يتنكر لهما الحزبيون، ائتوني بحزبي لا يبغض هذين الرجلين.
……….
وقيادة الدعوة إنما تكون بأيدي العلماء، وانظروا إلى دعوة أهل السنة باليمن، هل رأيتم سنيًا فجّر تفجيرًا واحدًا، وأما القبور المشيدة فلنا معها يوم إن شاء الله سواء رضيت الحكومة أم لم ترض، وليس على الحكومة ضرر من تخريب القبور التي تعبد من دون الله.
ودعوة أهل السنة تعتبر رحمة يصدق عليها قول الله عز وجل: {وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين }، وإن كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد مات، فإن سنته باقية وهي تعتبر رحمة، بخلاف الحزبيين فإنّهم يتربصون بنا الدوائر.
وبهذا التفجير الذي يحتمل أن يكون من الرافضة، وأن يكون من الطائشين تقر به أعين أعداء الإسلام ليبقى الشباب مع حكوماتهم في صراع، ويشغلون الشباب عن مواجهة أعداء الإسلام، ثم هب أنك قتلت مائة أمريكي فماذا عساه يفعل، فنحن نريد توعية وتجهيز جيش إلى إسرائيل أو إلى أمريكا. ثم إفزاع الآمنين فإنّهم الآن مفزوعون.
……..
فكيف بمن يقتل عشرين أمريكيًا ثم يروّع شعبًا كاملاً، فيجب أن يبصر طلبة العلم، وهؤلاء الطائشون يجب أن يؤتى لهم بعلماء يعلمونهم مثل الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ ربيع بن هادي، والشيخ صالح الفوزان، وأمثال هؤلاء الأفاضل، ويبيّنوا لهم أن الدين لا يؤخذ عن مثل أسامة بن لادن، أو المسعري، أو غيرهما، بل يؤخذ عن العلماء.)أهـ.
الشيخ أحمد النجمي
حفظه الله تعالى
سئل الشيخ أحمد النجمي أحسن الله إليك هذا سائل يقول قد صح النبي عليه الصلاة و السلام أنه قال (لعن الله من آوى محدثاً)،هل هذا الحديث ينطبق على دولة طالبان و خاصة أنهم يؤون الخوارج ويعدونهم في معسكر الفاروق الذي يشرف عليه أسامة بن لادن و فيه أربعة فصائل:الفصيل الأول فصيل المعتم،وفصيل الشهراني،و فصيل الهاجري،وفصيل السعيد،و هؤلاء الأربعة هم الذين فجروا في العليا،و يكفرون الحكام و يكفرون العلماء في هذه البلاد؟
فأجاب الشيخ -حفظه الله-:لا شك أن هؤلاء يعتبروا محدثين،و هؤلاء الذين آووهم داخلون في هذا الوعيد الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم و اللعنة التي لعنها من فعل ذلك،(لعن الله من آوى محدثاً)فلو أن واحداً قتل بغير حق و أنت أويته و قلت لأصحاب الدم ما لكم عليه سبيل و منعتهم،ألست تعتبر مؤوياً للمحدثين!)أهـ.
الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى
قال الشيخ صالح آل الشيخ في (جريدة الرياض) بتاريخ 8/11/2001 :
( في جانب الانحراف في فهم الإسلام، هذا له أسباب كثيرة جداً، لكن من أهمها أن المعلم في التعليم ما قبل الجامعي يحتاج إلى نظرة جادة، أنا لست مع الذين يقولون إن المشكلة في المناهج، إن المشكلة في المعلم والمعلم الآن يعطي منهجاً مختصراً، وهذا المنهج لو أتينا ونشرحه مثلاً خذ منهج العقيدة في المتوسط هذا المنهج يمكن أن نقرأه في يوم كله من أوله إلى أخره لأنه كله عشرون صفحة أو ثلاثون صفحة، وهو الآن (المعلم) يعلّم هذا المنهج لمدة سنة أو كل يوم ساعة، هنا الشرح الذي سيكون، أن بعض المعلمين عندما يعطي المعاني غير الصحيحة وأنا واجهت هذا عند أولادي حيث يأتون ويقولون إن هذه معناها كذا وكذا ومفهومها كذا وتطبيقها بهذا الشكل، ويكون هذا خلاف الصحيح حتى في مسائل التوحيد والعقيدة يطبقونها بشكل خاطئ، والمنهج هو نفس المنهج الديني الذي درستموه كلكم..فلماذا قبل ثلاثين سنة لم يؤد إلى انحراف أو غلو ديني ولم يعط إلا خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة؟ وفي الخمس عشرة سنة الأخيرة صار هناك اندفاع كبير جداً من الشباب يحتاج إلى علاج. ومن أهم أسبابه هو المعلم، ولهذا أقول من الضروري أن يكون المعلم للموضوعات الشريعية والدينية معداً إعداداً صحيحاً وليس كل متخرج في كلية شرعية أو من كلية إسلامية يصلح لأن يعلم.إن المعلم يحتاج حتى تضبطه إلى إعداد أولاً ويحتاج إلى كتاب معلم مفصل لا يخرج عنه، وإذا خرج عن كتاب المعلم هذا يحاسب عليه لأن كتاب المعلم لا وجود له في المسائل الدينية، هناك كتاب الفقه، كتاب التوحيد، كتاب التفسير، لكن أين الشرح ومن أن يأتي به يعطونك مدارس كثيرة جداً. حتى إنه في هذه الأزمة ربما سمعتم بعض المدرسين يمجد أسامة بن لادن وهذا خلل في فهم الإسلام)أهـ.
الشيخ عبد المالك الرمضاني الجزائري
قال في شريط الأسئلة الأماراتية أسامة بن لادن معروف ، مع الأسف عُرِف بالشر لا بالخير . واشتهر بإراقة الدماء،تلك بصماته لا تزال باقية في دولة أفغنستان وهو الذي كان يمدّها بما أتاه الله من مال و كان ذلك المال لم ببذل فيما يصلح الأمة ، بل بما يفسدها.
و لا ريب أن مثله كمثل الذين قال الله تعالى فيهم(إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون و الذين كفروا إلى جهنم يحشرون) الأنفال :36.
فالشاهد هَا هُناَ أن الرجل لو كان على شيىء من الدين و العقل كان عليه أن يبذل ماله فيما يصلح الأمة و خاصة العلم .
و نحن الذي نريد ، أن نوجه إليه الناس ،اليوم الأمة بحاجة للعلم الشرعي و لو كانوا على شيىء منه ما كانت تتسرب إليهم هذه الأفكار الدخيلة.
……
و الذي أريد أن أقول ، أن هذا الرجل صرف أمواله في غير مرضاة الله عز و جل ؛ و لو صرفها في التبذير لكان أخف ، لكان إثمه أخف عند الله تعالى يوم القيامة من دماء الناس.
و أنا أعرف عن كثب من واحدٍ أتاني من المدينة النبوية ، وقال : أنا كنت مع الجماعة المسلحة في الجزائر ، وقد جاءنا رجلٌ هو مبعوث من أسامة بن لادن يجس نبض "الجهاد" في الجزائر ، و كان يريد أن يدخل أجهزة من أحدث ما أخترع اليوم ، حتى قال:" أن الدولة الجزائرية لا تملكها" كان يريد أن يدخلها إلى الجزائر ليزيد الفساد إفساداً.
لكن ، سبحان الله ، صرفه ربك و الحمد لله على هذا. لأن الرجل ـ المبعوث من بن لادن ـ قَتَلته الجماعة المسلحة (جيا) ،قطعته تقطيعاً، إرباً إرباً ؛ مما رأوا بأنه كان راجعا و في نفسه شيىء من هذه الجماعة، يعني أحس بأن هذا "الجهاد" فيه شيىء.
…….
و هذا الرجل تعرفون أنه بث الفتن و الفرقة في السودان و في غير السودان. و الحمد لله الحكومة السعودية سحبت منه "الجنسية" ، لأنه لا يستأهل ذلك و هو صاحب فتن.
لذلك لو كان على شيىء من الخير لكان يلجأ إلى العلماء و يستعين بهم ، و أن لايطعن فيهم .
هذا هو الذي ينبغي أن يكون عليه الذي يريد أن يعمل الخير.
ثم سأل الأخ السائل مرة أخرى ، فقال :
و هل يجوز شرعا فتح المجال في الوسائل الإعلامية لمثل هؤلاء ؟
أجاب :
أبداً ، لأنه ليس عالماً و ليس طالب علم ، و ليس فاعل خير، لا في العير و لا في النفير.
لأي شيىء يُدعى إذا دعوناه إلى و سائل الإعلام ؟لا عالم ، ولا طالب علم ، ولا فاعل خير)أهـ
..............
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم و إن العالم ليستغفر له من في السماوات و من في الأرض و الحيتان في جوف الماء،وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب،و إن العلماء ورثة الأنبياء و إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً و لا درهماً و لكن ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر).
و قال الله عز وجل (يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات)،
و قال (أمَّن هو قانتٌ آناء الليل ساجداً و قائماً يحذر الآخرة و يرجو رحمة ربه،قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون،إنما يتذكرُ أولوا الألباب).
قال أحمد بن حنبل -رحمه الله في مقدمة رده على الجهمية و الزنادقة:
(الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصـبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من تائه ضال قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثـر النـاس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عقال الفتنة فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهّال الناس بما يشبهون عليهم من فتن المضلين)أهـ.
قال الشيخ مقبل الوادعي -رحمه الله- في تحفة المجيب والعلماء يضعون الأشياء مواضعها: (وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلاّ العالمون )، (إنّ في ذلك لآيات للعالمين)، (إنّما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)،(يرفع الله الّذين آمنوا منكم والّذين أوتوا العلم درجات).
فهل يرفع الله أهل العلم أم أصحاب الثورات والانقلابات؟. وقد جاء في "صحيح البخاري" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم سئل: متى السّاعة؟ فقال: ((إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر السّاعة)).رئيس حزب وهو جاهل.)أهـ.
عن طاوس بن كيسان قال من السنة أن يوقر أربعة:العالم،وذو الشيبة و السلطان و الوالد).
قال علي بن أبي طالب محبة العلماء دينٌ يدان الله به).
و في موطأ الإمام مالك: عن مالك انه بلغه ان لقمان الحكيم أوصى ابنه فقال يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الله الأرض الميتة بوابل السماء).
و عن الشعبي قال صلى زيد بن ثابت على جنازة،ثم قربت له بغلة ليركبها،فجاء ابن عباس فأخذ بركابه،فقال له زيد:خلَّ عنه يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال ابن عباس:هكذا يفعل بالعلماء و الكبراء).
وعن عبدالله قال أغد عالما أو متعلما ولا تغد بين ذلك فإن لم تفعل فأحب العلماء ولا تبغضهم)رواه الطبراني في الكبير.
قال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ص 28 أن لحوم العلماء مسمومة،و عادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة،لأن الوقيعة فيهم بما هم براء أمره عظيم،و التناول لأعراضهم بالزور و الافتراء مرتعٌ وخيم،و الاختلاف على من اختاره الله منهم لنشر العلم خلقٌ ذميم)أهـ.
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب).
و قد طعن أسامة بن لادن و زمرته في أخص أولياء الله و أفضلهم و هم العلماء الربانيين،و وقعوا فيهم بالسب و الطعن القبيح و التجريح،كيف لا وهو إنسان جاهل،و الجاهل ليس له حجة لذا يلجأ للسب و الشتم والطعن،و إننا نعلم يقيناً أنه لا يعادي العلماء و يطعن فيهم إلا من كان في قلبه مرض.
قال بن لادن في برنامج أولى حروب القرن بتاريخ 03/11/ 2001 (فإذا قامت الضحية لتنتقم لأولئك الأطفال الأبرياء في فلسطين، والعراق، وجنوب السودان، والصومال، وفي كشمير، وفي الفلبين، قام علماء السلاطين وقام المنافقون يدافعون عن الكفر الظاهر -حسبي الله عليهم أجمعين- فالعوام قد فقهوا المسألة، وهؤلاء مازالوا يجاملون هؤلاء الذين تواطؤوا مع الكفار على تخدير الأمة عن القيام بواجب الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا)أهـ.
ما هذا المقياس المعكوس يثني على العوام بأنهم قد فقهوا المسألة،ويطعن في العلماء،فكيف يفقه العوام ما لم يفقهه العلماء??(قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون؟،إنما يتذكر أولوا الألباب)،و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)،فكيف يكون العامي الجاهل أفضل من العالم الذي رفعه الله و كرمه و أراد به الخير،هذا العامي الذي خاض فيما لم يخض فيه العلماء سماه الرسول صلى الله عليه وسلم(الرويبضة)،وهو من علامات الساعة.
و كيف تصف العلماء الربانيين بأنهم (علماء السلاطين)،احذر يا من تسميت بأسامة بن لادن،احذر من غضب الله،فإن لحوم العلماء مسمومة،هل لأن العلماء يفتون بطاعة ولي الأمر التي جاء بها القرآن و جاءت بها السنة تصفهم بهذا الوصف القبيح الشنيع!،قال الله عز وجل(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم)،و الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالسمع و الطاعة،و أن لا ننزعن يداً من طاعة،فاحذر يا هذا من التجرؤ على العلماء و الطعن فيهم.
ثم ثانياً إن الأطفال الذين تتباكى عليهم في جنوب السودان جزء كبير منهم نصارى ووثنيون و صوفية فماذا قدمت أنت لدعوتهم و هدايتهم عندما كنت في السودان،أم أن رسالتك في الانقلابات و التفجيرات و الاغتيالات قد شغلتك عن الدعوة إلى التوحيد??.
قال أسامة بن لادن في خطابه الذي وجهه للشيخ عبد العزيز بن باز بتاريخ التاريخ 27/07/1415هـ الموافق 29/12/1994م الصادر من هيئة النميمة و الإفساد ونحن سنذكركم ـ فضيلة الشيخ ـ ببعض هذه الفتاوى والمواقف التي قد لا تلقون لها بالاً ، مع أنها قد تهوي بها الأمة سبعين خريفًا في الضلال )أهـ.
يا إلهي ما هذا البهتان العظيم!!،فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز العالم الرباني الجليل الفاضل الذي شهد بفضله القاصي و الداني و الصغير و الكبير،صاحب قولة الحق،الذي انتشرت دعوته في جميع أنحاء العالم حتى في أصقاع أوروبا و أدغال أفريقيا،تزعم أن فتاواه تهوي بالأمة سبعين خريفاً في الضلال،أخرس الله لسانك يا كذاب،و من أنت لتقدح في هذا العالم!!،أين هي دعوتك و هدايتك للناس،بل أين هو علمك و كتبك التي نشرتها لفائدة الناس،أما تستحي.
فكيف تستعلون على العلماء فمثل السفيه الذي يستعلي على العالم كمثل هذا الجرو الذي نبح في بطن أمه على الأضياف.
قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في كتاب تحفة المجيب فكيف بمن يقتل عشرين أمريكيًا ثم يروّع شعبًا كاملاً، فيجب أن يبصر طلبة العلم، وهؤلاء الطائشون يجب أن يؤتى لهم بعلماء يعلمونهم مثل الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ ربيع بن هادي، والشيخ صالح الفوزان، وأمثال هؤلاء الأفاضل، ويبيّنوا لهم أن الدين لا يؤخذ عن مثل أسامة بن لادن، أو المسعري، أو غيرهما، بل يؤخذ عن العلماء.)أهـ. وقال الشيخ مقبل إن الأمة محتاجة لألف واحد مثل الشيخ عبد العزيز بن باز و ألف واحد مثل الشيخ الألباني)أهـ.
و قال بن لادن في نفس الخطاب إن الفتاوى السابقة لو صدرت عن غيركم لقيل بتعمد صاحبها ما تتضمنه من الباطل ، ويترتب عليها من أثار وأخطار ، ولكنها لما صدرت منكم تعين أن يكون سبب الخلل فيها غير ذلك من الأسباب التي لا ترجع إلى نقص علمكم الشرعي ، ولكن لعدم إدراك حقيقة الواقع ، وما يترتب على مثل هذه الفتاوى من أثار ، مما يجعل الفتوى حينئذ غير مستوفاة الشروط ومن ثم لا يصح إطلاقها )أهـ.
ما هذا الافتراء منك!!،نحن نعلم أن الشيخ عبد العزيز بن باز كثيراً ما كان يقول الله أعلم) أو (سنبحث في المسألة إن شاء الله)،و لا يفتي الشيخ ابن باز -رحمه الله- إلا إذا توفر له العلم بكافة ملابساتها و ظروفها،وقد تأخذ المسألة من هيئة كبار العلماء زمناً طويلاً من المباحثة و الدراسة و الاستقصاء قبل أن يبتوا فيها،فكيف بك أن تتهمه بعدم معرفة الواقع،قال الله عز وجل(و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً و إثماً مبيناً)،و ماذا فعلت أنت الذي فقهت الواقع??،أضعت أفغانستان و شردت نساءها و أطفالها و سلمتها لقمةً سائغةً للأمريكان.
و ماذا فعل الشيخ ابن باز -رحمه الله- الذي لا يفقه الواقع بزعمك،نشر العقيدة الصحيحة و العلم الشرعي في كل البلاد،و هدى الله به خلقاً كثيراً،قال أحمد بن حنبل -رحمه الله- في كلامه عن العلماء( فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثـر النـاس عليهم)،و رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اتُّهِم بأكثر من هذا فصبر.
و قال أيضاً في نفس الخطاب فضيلة الشيخ : إن إشفاقنا البالغ على حال الأمة والعلماء من أمثالكم هو الذي دفعنا لتذكيركم ، فإننا نربأ بكم وبأمثالكم عن أن يستغلكم النظام الحاكم هذا الاستغلال الفظيع ويرمي بكم في وجه كل داعية ومصلح ، ويسكت بفتاواكم ومواقفكم كل كلمة حق ودعوة صدق)أهـ.
أعوذ بالله من هذا الورع المصطنع الكاذب،أنت تذبح و تقتل و تفجر في المسلمين و تدعي الشفقة عليهم،بسبب فتاواك الطائشة أنت و زمرتك الذين هم على شاكلتك استبيحت كثير من الدماء و أريقت في الجزائر و غيرها،كم من الأطفال يُتِّموا و كم من النساء رُمِّلوا و كم من الآباء و الأمهات فقدوا أبناءهم بسبب فتاواك الطائشة الضالة أنت و أمثالك،يا للعار،هذا هو أثرك السيئ،و انظر إلى أثر العلماء الطيب الحسن و يعلم الله كم من المقاتلين في الجزائر عادوا و تركوا الاغتيالات بسبب فتاوى و نصح و إرشاد العلماء ابن باز و بن العثيمين و الألباني،فقد تصدوا لهذه المسألة و حقنوا الدماء،و نهوا الشباب الطائش عن عاقبة التسرع في التكفير و استباحة دماء المسلمين فرجع منهم الألوف و استجابوا لنصح هؤلاء العلماء الربانيين،و لكنك و أتباعك أضعتم الكثير و ما تزالون تلهثون وراء دماء المسلمين.
و قال بن لادن في نفس الخطاب فضيلة الشيخ : لقد تقدمت بكم السن ، وقد كانت لكم أياد بيضاء في خدمة الإسلام سابقًأ ، فاتقوا الله وابتعدوا عن هؤلاء الطواغيت والظلمة الذين أعلنوا الحرب على الله ورسوله)أهـ.
أهذا هو احترامك يا بن لادن للعلماء،و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول أنزلوا الناس منازلهم)،وقال صلى الله عليه وسلم ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه) ،و قال صلى الله عليه وسلم خيركم من طال عمره و حسن عمله)،فما يضير الشيخ إن تقدمت به السن،هل تظن أن هذا ينقص من قدره،لا و ألف لا،(فما يزيد المؤمن عمره إلا خيراً)،و ما زاد الشيخ بن باز عمره إلا علماً و هداية للناس،و ما زاده إلا صلابةً و صدعاً بالحق،و ما زال داعياً إلى الحق و يعلم الناس دينهم ويفتيهم و ينشر الخير إلى وفاته -رحمه الله و جعل الجنة مثواه-.
فوالله و الله إن من تدعي أنهم طواغيت في حكومة السعودية قد خدموا الدين أكثر منك و نشروه،فكم من المساجد و المراكز الإسلامية في أنحاء العالم بنيت بأموالهم،و ادخل المساجد في أي صقع من أصقاع العالم تجد به مصحفاً مطبوعاً بنفقة حكومة المملكة،و يكفيهم شرفاً خدمة حجاج بيت الله الحرام،و يكفيهم شرفاً نشرهم الكتب النافعة،و يكفيهم شرفاً إغاثتهم للمسلمين في كل مكان،فماذا قدمت أنت?؟.
قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في تحفة المجيب ومن الأمثلة على هذه الفتن الفتنة التي كادت تدبر لليمن من قبل أسامة بن لادن إذا قيل له: نريد مبلغ عشرين ألف ريال سعودي نبني بها مسجدًا في بلد كذا. فيقول: ليس عندنا إمكانيات، سنعطي إن شاء الله بقدر إمكانياتنا. وإذا قيل له: نريد مدفعًا ورشاشًا وغيرهما. فيقول: خذ هذه مائة ألف (أو أكثر) وإن شاء الله سيأتي الباقي.)أهـ.
لماذا تستكبر عن بناء المساجد بيوت الله،ما هذا المسلك الشاذ المنحرف!!،هل المدفع و الرشاش الذي يقتل به الشعب المسلم في اليمن عندك أهم من بناء المساجد دور العبادة،دور الذكر و القرآن،دور العلم و الإيمان،أخزاك الله يا من تسميت بأسامة بن لادن.
قال بن لادن في الحديث الذي أجرته معه قناة الجزيرة و أذيع في 20/09/2001 (وصدرت -للأسف- فتاوى، دولة ودول الخليج ساهمت في الضغط على هؤلاء العلماء لإصدار مثل هذه الفتاوى التي زعموا لهم أنها مؤقتة)أهـ.
و هذا اتهام باطل آخر من بالوعة أسامة بن لادن القذرة النتنة لحملة الشرع المطهر وورثة الأنبياء،العلماء الربانيين،فاعلم يا هذا أن العلماء الكبار في هذه البلاد بلاد التوحيد لا تستطيع قوة إجبارهم على أن يقولوا غير الحق -كما نحسبهم-،فكيف بك تفتري عليهم هذه الفرية،قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين،و هذا حال من لا يملك الحجة يرمي بالتهم و يسب و يشتم،فقد استدل العلماء بأدلة صحيحة و أفتوا بما يعلمون من الحق،فإن فرضنا جزافاً أن علماء هذه البلد مضغوطون -و حاشاهم عن هذا-،فكيف لك أن تفسر اتفاق كثير من العلماء المسلمين على صحة ما ذهبوا إليه في هذه الفتوى،و كيف بك إذا علمت أن علماء من كبار علماء السلف قد أفتوا بجواز الاستعانة بالكفار،هل ضغطتهم حكومة المملكة أيضاً??،و الرسول صلى الله عليه وسلم قد قاتل معه كفار و مشركين و تحالف مع قبيلة خزاعة و هي مشركة،فهل ضغطته حكومة المملكة -و حاشاه- أم هو الوحي الرباني???؟،(إن هو إلا وحيٌ يوحى).
قال بن لادن في الحديث الذي أجرته معه قناة الجزيرة و أذيع في 20/09/2001 (لكن لمَّا غاب الجهاد عن الأمة زمناً طويلاً نشأ لدينا جيل من طلبة العلم لم يخوضوا معامع الجهاد، وتأثروا بالغزو الإعلامي الأميركي الذي غزا بلاد المسلمين، فهو دون أن يخوض حرباً عسكرية قد أصيب بهزيمة نفسية)أهـ.
و هكذا تطعن أيضاً في طلبة العلم بعد أن أفرغت سمومك و طعنت في العلماء،فماذا بقي للأمة بعد أن أسقطت علماءها و طلبة العلم،أنت تريد أمة جاهلة لتفتي لها أنت حسب هواك و ليتخذكم الناس رؤوساً جهالاً،و لكن هيهات هيهات لك،و أنى لك هذا،العلماء باقون و الحمد لله وفتاواهم باقية،و ستموت أنت و تموت بدعتك ويبقى علم العلماء و فتاواهم بإذن الله،و هكذا حملة شرسة من أسامة بن لادن يسقط العلماء و يشكك فيهم ليخلو له الجو و يستأثر بقلوب العوام.
في برنامج لقاء خاص مع محفوظ ابن الوالد( أبي حفص الموريتاني) -و هو أحد أعضاء تنظيم القاعدة البارزين- في قناة الجزيرة بتاريخ30/11/2001(ثم إني أقول للذين ذرفوا دموع التماسيح، وخطبوا من على المنابر في الكعبة المشرفة وعلماء الأزهر في أكثر من بلد إسلامي يذرفون دموع التماسيح على الأبرياء في أميركا، أين دموعكم؟)أهـ.
استغفر الله العظيم،من الذي ذرف دموعه في منبر الحرم المكي على الأمريكان?؟،بهتان و كذب و افتراء،هل لأنهم قالوا إن قتل الأطفال و النساء لا يجوز!!،هكذا كل من يخالفكم و يقول الحق ترمونه بالتهم و تكيلون له الشتم و السب يا أصحاب فسطاط الإيمان الذي لا نفاق فيه،و أي نفاق أكبر من الطعن و اللمز في العلماء،ولكن لا غرابة فإذا عُرِف السبب بطل العجب،(إذا كان الغراب دليل قومٍ هداهم إلى جيف الكلاب)،و هكذا هداك زعيمك أسامة بن لادن لنهش لحوم العلماء تأسياً بسنته الذميمة.
في البخاري و مسلم:عن نافع أن عبد الله رضي الله عنه أخبره أن امرأة وجدت في بعض مغازي النبي صلى الله عليه وسلم مقتولة فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان )،فهل ستقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذرف دموعه على المشركين لأنه أنكر قتل نسائهم و أطفالهم،مالكم كيف تحكمون!.
قال عمر محمود أبو عمر المشهور بأبي قتادة الفلسطيني -و هو أحد أذرع تنظيم القاعدة في دول الكفر بلندن- في مقال بعنوان (حول مرجئة العصر) الألباني في باب الإيمان معروف قوله، وقد تبيّن لذي عينين أنّه مع التقائه مع السلف في اللفظ بقوله: ( إنّ الإيمان قول وعمل ) ، لكن في التفسير لهذه الكلمة هو مع أهل الإرجاء، بل وللأمانة العلمية هو على مذهب غلاة المرجئة، فإنّ الألباني يشترط الاستحلال في التكفير في المكفرات الصريحة .
وقد طبق هذا المبدأ على مسألة: ساب الرسول صلى الله عليه وسلّم، حين رفض تكفير الساب حتى يتبين شرط الاستحلال .)أهـ.
و الله لا أجد مثلاً لهؤلاء إلا الخارجي الذي قال للرسول صلى الله عليه وسلم اعدل يا محمد)،هل يعتبر الشيخ الألباني مرجئ لأنه سأل عن حال الشخص الذي سب الدين فقد يكون صغيراً أو معتوهاً أو مُكرهاً أو..أو….،أم تريده أن يتسرع في التكفير كما تفعلون أنتم،وقد فعل مثل هذا من هو خير من الألباني و هو الرسول صلى الله عليه وسلم حينما سجد له معاذ رضي الله عنه فسأله عن سبب سجوده و لم يكفره مثلكم لأول وهلة،فهذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم و ليست من الإرجاء يا خارجي.
و يحسن أن ننقل هنا كلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين حيث قال و الذي يقول أن الشيخ الألباني مرجئ،إما أنه لا يعرف الألباني أو أنه لا يعرف الإرجاء،و الألباني صاحب حديث و صاحب سنة).
تعليق