الجمعة, أيلول/سبتمبر 22, 2023
وبالوالدين قتلاً وعصياناً !! | قيصر حامد مطاوع
(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).
فجر يوم الجمعة الماضية،

حدث كل ما يناقض هذه الآية الكريمة، ومن أشخاص يدَّعون التدين والحرص على التمسك بتعاليم الدين الإسلامي، حيث صعقنا بعمل إرهابي في مدينة الرياض من قبل الشقيقين التوأمين بإقدامهما على طعن والديهما وشقيقهما، مما نتج عنه مقتل الأم وإصابة الأب وشقيقهما بإصابات خطيرة وفرارهما، إلا أنه تم إلقاء القبض عليهما لاحقاً، وتأكيد الجهات الأمنية اعتناق الجانيين للفكر التكفيري الضال. وإن كان هذا العمل الإرهابي بشعاً لاستهداف الجانيين لوالديهما، اللذين من المفترض برُّهما والإحسان إليهما، وشقيقهما، إلا أن الجريمة جاءت لمسلسل من الأعمال الإرهابية خلال الفترة الماضية، والتي استهدف فيها الإرهابيون أقاربهم وغيرهم. وهؤلاء الإرهابيون لم يسافروا إلى مواطن الفتن، ولكنهم تم تجنيدهم وهم في بيوتهم.
مع تضييق الخناق على تنظيم داعش الإرهابي في المناطق التي يسيطر عليها وحصار أعضاء ذلك التنظيم وتضييق الخناق عليهم، فإن الحملات الدعائية للتنظيم، والدعاة المنظِّرين للفكر التكفيري التابعين له، قد زادت بشكل كبير في مواقع ومنتديات الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية. فالتنظيم يعلم بصعوبة سفر أعضاء جدد للمناطق المسيطر عليها التنظيم بالشكل الكثيف الذي كان عليه في الماضي، ويعلم أيضاً بأنه يخسر العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرته، ولذلك فهو يكثف محاولة تجنيد الشباب وصغار السن وهم في بيوتهم عن طريق الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، ليكونوا تحت إمرته في القيام بأي عمل إرهابي مطلوب منهم في دولهم، وتحديداً السعودية لاستهداف التنظيم لنا على وجه الخصوص، عندما يطلب منهم القيام به.
تنظيم داعش يحارب من أجل البقاء اليوم، ولذلك فهو يكثِّف حملاته في كل اتجاه وبكل ضراوة، خصوصاً في المواقع والمنتديات على الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، كما أسلفت. وما علينا القيام به خلال الفترة القادمة هو القيام بتكثيف الهجوم المضاد من قبلنا لتحصين شبابنا بقدر المستطاع من الفكر التكفيري، وذلك بتكثيف البحث على المواقع والمنتديات التكفيرية على شبكات التواصل الاجتماعي التابعة للتنظيم وحظرها وإلغاء المعرِّفات المشبوهة على شبكات التواصل الاجتماعي، التي تحاول نشر الفكر التكفيري وغسل أدمغة الشباب الصغار لاعتناق هذا الفكر، وملاحقة كل من يروِّج لهذه الأفكار أو التعاطف معها في منتديات الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
إن الفترة القادمة يجب أن تشهد حملة كبيرة من قبلنا ضد المواقع والمعرِّفات المشبوهة، التي تستهدف شبابنا، حتى لا نتركهم لمشايخ التكفير ليستولوا على عقولهم ويجعلوهم يدمرون وطننا.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.