اعلان

Collapse
No announcement yet.

حزب الله يخوض الحرب ( نيابة عن ايران )

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
new posts

  • حزب الله يخوض الحرب ( نيابة عن ايران )


    جهات عديدة ــ خاصة في العالم العربي ــ صار من أولويات اهتمامها الآن، هو تسليط الضوء على حقيقة الدور الإيراني في المواجهة الدائرة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. حتى صار البعض ينظر إلى الخطوة التي بادر بها الحزب الشيعي، على أنها مغامرة خطرة مدفوعة بأصابع إيرانية، ويرون أن لبنان يشن فيها حرباً بالوكالة عن إيران دون أن تكون له فيها ناقة ولا جمل.


    ولعل ما يشير من دلائل على تحريك إيراني للأمور نحو المواجهة هو ما يستند إليه هؤلاء من دعم عسكري ولوجستي ناله حزب الله من إيران ، فضلاً عن الدعم المعنوي، والمساندة التي تبديها طهران ضد أي هجوم إسرائيلي قد يطال الأراضي السورية.

    وكان الزعيم الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي قد قال : إن حزب الله لن يلقي سلاحه رغم المطالبات من إسرائيل وأمريكا. وقال إن "الرئيس الأمريكي يقول انه يتعين نزع سلاح حزب الله.. من الواضح أنكم (أمريكا) تريدون ذلك، ومن الواضح أن الصهاينة يريدون ذلك أيضا. لكن هذا لن يحدث". مضيفاً أن حزب الله لن يتخلى عن سلاحه .

    وأشاد مرشد الثورة الإيرانية بحزب الله وكفاحه ضد "الورم الخبيث" في المنطقة، مضيفاً : "أن وجود الصهاينة في المنطقة يشكل كيانا شريراً وسرطانياً وورماً خبيثاً".

    وحول هذا السياق، رأى زعيم الحزب الاشتراكي التقدمي وليد جنبلاط : أن لبنان أصبح ساحة للصراع للمحور الإيراني السوري من جانب وإسرائيل من جانب أخر وقال في هذا الشأن .. "نحن في معادلة إقليمية ودولية أكبر من قدرة لبنان". مضيفاً "أخشى أن تدفع بلادي الثمن في النهاية ".واعتبر جنبلاط أن القتال الدائر بين حزب الله وإسرائيل، رسالة إيرانية للمجتمعين في قمة الدول الثماني بسان بطرسبرج .

    ولا يكف جنرالات الاحتلال الإسرائيلي عن الزج باسم إيران داخل أتون المعركة الدائرة، لا سيما وأنّ ما يبديه مقاتلو "حزب الله" في هذه المعركة يفوق ما كانت تتوقعه تل أبيب على أرض الواقع، الأمر الذي وضع جيش الاحتلال في حرج شديد، لا سيما في ظل العجز عن وقف هذه الصواريخ أو حتى حماية مواطنيه، الذين أصبحوا في مرمى الصواريخ اللبنانية، في أي مكان يتواجدون فيه.

    حيث أشار مصدر عسكري للاحتلال الإسرائيلي إلى أنه يتواجد في لبنان حالياً ما لا يقل عن مائة جندي إيراني، شاركوا في قصف البارجة الإسرائيلية قبالة سواحل بيروت. كما تزعم المصادر الإسرائيلية أنّ إيران زودت في الآونة الأخيرة حزب الله بالوقود الصلب المستخدم للصواريخ الإيرانية من طراز "زلزال 2"، التي يصل مداها إلى مائتي كيلومتر.

    وتعليقا على الأحداث، أبرزت صحيفة "صنداي تيليجراف" البريطانية اللوم الذي تلقيه واشنطن وتل أبيب على إيران في تصعيد الأحداث. وتحت عنوان"إيران تلام مع اتساع معركة لبنان"، نقلت الصحيفة الاتهام الأمريكي ــ الإسرائيلي لإيران "بتزويد حزب الله بأسلحة متطورة ليخوض حربا بالوكالة ضد الدولة اليهودية". ومضت تقول : " تدعي الاستخبارات الإسرائيلية أن 100 من الحرس الثوري ساندوا حزب الله في لبنان، وأن أسلحتهم ستمكن الحزب من أن يهاجم وبقوة مدمرة القوات المسلحة الإسرائيلية والمدنيين في عمق قد يصل للعاصمة تل أبيب".

    وقال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن دانيال أيعلون : إنّ الصاروخ الذي (أصاب البارجة) هو من طراز سي 802، صيني الصنع وتمّ تزويد إيران به. وأضاف أيعلون، أنّ الصاروخ "ثقيل جداً ومعقّد الصنع، ويتطلب معرفة مسبقة به وراداراً. إنّه صاروخ تتعامل به الدول، وليس المنظمات الإرهابية، على حد قوله. ورأى أن "هذا الصاروخ هو مظهر آخر من مظاهر العلاقات المتينة والاستراتيجية بين حزب الله وإيران، وهي علاقة "تثير الكثير من المخاوف في المستقبل لأنّ إيران بصدد امتلاك قدرات نووية". وأضاف "في المستقبل، من المرجح أن تكون إيران قادرة على تزويد تنظيم القاعدة وحزب الله بأسلحة نووية".

    ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن مصدر عسكري قريب من قيادة الحرس الثوري الإيراني، قوله : إن الحرس الثوري يعتمد في تدريب رجال "حزب الله" على ما بين 150 و250 من خيرة مدربيه، ممن بقوا في لبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية، وإن منهم من تزوجوا من بنات الأسر الشيعية في الجنوب أو أرامل شهداء "حزب الله"، اختاروا ألقابا وأسماء لبنانية.

    كما أوضح المصدر أن من طرق تدريب إيران لعناصر الحزب إقامة دورات تدريب خاصة في إيران، حيث شارك أكثر من ثلاثة آلاف من رجال حزب الله في تلك الدورات حتى الآن. وشملت التدريبات توجيه الضربات الصاروخية، وسلاح المدفعية، وإرشاد طائرات بلا طيار، واستخدام طائرات بلا محرك (الكايت) وفنون القتال البحري، وقيادة الزوارق السريعة والعمليات الحربية التقليدية، وتدريب 50 طياراً. وقد تم ذلك خلال العامين الأخيرين. وأضاف أن الحرس قام بإنشاء 20 قاعدة صاروخية ثابتة في البقاع والشريط الحدودي مع إسرائيل، فضلا عن تزويد حزب الله بقواعد متحركة.


    وبناء على تصريحات المصدر العسكري الإيراني، فإن "حزب الله" يمتلك أربعة أنواع من الصواريخ المتطورة أرض/ أرض.
    1 ـ صاروخ فجر، مداه المؤثر 100 كلم.
    2 ـ صاروخ إيران 130 مداه المؤثر 90 ـ 110 كلم.
    3 ـ صاروخ شاهين مداه المؤثر 150 كلم.
    4 ـ صاروخ (قذيفة صاروخية) 355 مليم مداه المؤثر 150 كلم.


    وقال الجنرال المتقاعد والخبير العسكري اللبناني (ياسين سويد) : إن صاروخ "زلزال" الإيراني هو أقوى سلاح موجود لدى حزب الله والذي يصل مداه إلى تل أبيب فيما بقية الأسلحة لديه كلاسيكية وعادية جدا، مشيراً إلى أن ضرب إسرائيل للجسور في لبنان يهدف إلى منع حزب الله من نقل عتاد وصواريخ من قواعده في البقاع إلى الجنوب.

    ومن جهتها، تؤكد إيران على أن دعمها لحزب الله معنوياً وليس عسكرياً. وتنفي طهران دوماً الاتهامات الإسرائيلية بوجود قوات إيرانية شاركت في الهجمات الصاروخية على البارجة الإسرائيلية، كما نفت أيضاً أن يكون الجنديين الإسرائيليين اللذين أسرهما "حزب الله" نقلا إلى الأراضي الإيرانية.

    وبناء على ذلك، ذهب محللون إلى أن لهيب المعركة الحالية، ما هو إلا خلق لجو من الغبار والضباب كي تمر من خلاله الطائرات الهجومية الإسرائيلية لتقصف المفاعلات الإيرانية. مدللين بما أسموه المواجهة الحتمية بين إيران وإسرائيل ، بحيث يبقى كل من "حزب الله" أو حتى سوريا، مجرد أدوات في هذا الصراع.. "البعض يدعي أن إسرائيل وقعت في شرك نصبته لها طهران، فدخلت إلى غزة وإلى لبنان، ودخلت في مواجهة مع "حزب الله" و"حماس"، لكن الحقيقة هي أن طهران، وربما بعض دول المنطقة، يلهيها الغبار فوق غزة وبيروت، فتركز على الصراع بين إسرائيل و"حماس"، غير مدركة انه وسط هذا الضباب والغبار، قد يحلق سرب من الطائرات، التي لن يعرف أنها أمريكية أم إسرائيلية، لضرب المفاعلات النووية في إيران".

    فنحن أمام مواجهة بين ملفين سياسيين في المنطقة، أحدهما إسرائيلي والآخر إيراني... إسرائيل تحاول أن تنفذ استراتيجية أيهود اولمرت الخاصة بالانسحاب الأحادي، أو الأحادية الاستراتيجية، كما يسميها الجماعة في إسرائيل، وإيران تحاول أن تكسب وقتا للحصول على القنبلة الذرية.. وفي الانسحاب الاستراتيجي ضرر بمصالح إيران، وفي الحصول على القنبلة تهديد لإسرائيل.

    والبعض رأى أن إيران أصبحت ــ بهذه المستجدات ــ عنصراً فاعلاً في أحداث الشرق الأوسط، بل فاعلاً حقيقياً؛ بإدماء أنف إسرائيل وتكبيل أيدي الأمريكان في هذه الأحداث. بل هناك أمر لا يقل أهمية وربما خطورة، وهو سرقة الأضواء في قيادة العالم الإسلامي لقيادتها الأحداث بشكل "يبدو إيجابياً" في منطقة الشرق الأوسط، قيادةً ــ رآها البعض ــ تغسل عار السكوت الإيراني عن احتلال العراق ومساعدتها في غزو أفغانستان.

    ونقيضاً لهذه الآراء، يذهب (براه ميكائيل) الخبير الفرنسي في قضايا الشرق الأوسط بمعهد الدراسات الدولية والإستراتيجية بباريس، إلى أن "حزب الله" قد اتخذ قراره بالهجوم على المواقع الإسرائيلية، من تلقاء نفسه، حتى وإن تلاقت حسابات الحزب مع أولويات ومصالح السياسة الإيرانية. وأوضح (براه) أن الحزب لم يجد سوى ذلك ليؤكد للداخل اللبناني وللرأي العام العربي على أهمية المقاومة ما بقي الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي العربية، كما أن الحزب قد استاء من النفوذ الأمريكي المتوغل بلبنان منذ خروج القوات السورية.

    وطبقا لهذه الحسابات الذاتية نفذ الحزب عمليته، وهو يدرك أن اللبنانيين ليس بينهم من يدعم إسرائيل ويعلم حجم قوته على الساحة اللبنانية. ويرى (براه) أنه رغم المساندة الدولية لإسرائيل، فإن قواعد اللعبة بين حزب الله وإسرائيل قد تغيرت نظرا لتغيرات الداخل اللبناني وقدرة الحزب على ضرب العمق الإسرائيلي لأول مرة، ومن ثم فستكون للضربات العسكرية الإسرائيلية رد فعل مكلف للدولة العبرية.

    وتدعيما لهذه الوجهة، يرى المحللون أن المعركة الحالية، نابعة من قرار من "حزب الله" ومن داخله كنتيجة إستراتيجية داخلية، قبل أن تكون استجابة لأجندة خارجية، وإن كان ذلك لا ينفي أن تكون أولويات حزب الله في هذه المرحلة متوافقة مع الأولويات السورية والإيرانية، كما أن الدعم اللوجستي والمادي لا يمكن إنكاره في هذه المرحلة وما قبلها، وبدون هذا الدعم لا يمكن أن نتوقع أن يصل حزب الله إلى قوة الردع التي يملكها الآن. ومن ثم يجب عدم التأكيد على استقلالية قرار حزب الله في هذه المرحلة بشكل كلي، أو أنه قد استقل فعلا عن القرار الإيراني.

    وكاعتراف أوروبي باعتبار إيران طرف رئيس في المواجهة بين لبنان وإسرائيل، أشارت وكالة "رويترز" للأنباء إلى أن رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي اتصل هاتفيا برئيس وفد المفاوضات الإيراني في الملف النووي، علي لاريجاني، ليحث طهران على القيام "بدور نشط" في المساعي الدبلوماسية الرامية لحل الأزمة في الشرق الأوسط.

    وقال مصدر في الحكومة الإيطالية : إن لاريجاني لم يقدم إجابة فورية لكنه سيرد "في الأيام القادمة". وأجرى برودي الذي عرض أن يقوم بدور في "تسهيل" المساعي للحد من القصف المتبادل عبر الحدود المكالمة الهاتفية من مدينة (سان بطرسبرج) الروسية حيث قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى.



    منقول
    sigpic
Working...
X