أعني أنه لن يغفر لمرحلة بكاملها .. وليس فقط لجهاز رئاسة تعليم البنات وأولئك الذين استثمروه لمزيد من التخلف الاجتماعي بكل ما لا ينفك عنه من عناصر العفن والفساد الإداري والمالي , فهم في كل ذلك مجرد مثال .

كان الفصل الإداري والوظيفي في حقل التعليم خطأ كبيرا منذ الأساس , وهو خطأ من بين أخطاء عدة جاءت في بدايتها في سياق إصلاحي من حيث الظاهر فقط , فلا يطيل الإعاقة مثل المعالجات القاصرة أو الخاطئة التي قد تدفع أو تؤجل الموت لكنها تحول دون تمام العافية !

على أية حال هذا الموضوع ليس لتقليب صفحات الأخطاء , وإنما هو فقط للترحيب الحار بهذه الخطوة , لاسيما وقد جاءت مخالفة لما سيكون خطأ أكبر لو أنه تم , لكنه بحمد الله لم يتم .

لقد كان الإصلاحيون في هذا البلد يخشون أن يعالج خطأ وجود الرئاسة (الرجالية) بخطأ أكبر , وذلك لو تمت الاستجابة للتوجهات المنادية بتحويل الرئاسة إلى جهاز أنثوي بالكامل , وهو ما كان سينشأ عنه جهاز بيروقراطي أنثوي جديد قد يفوق الجهاز الذكوري في (التمصلح) بما يعوق كل محاولة إصلاحية جدية تالية .

لكن الخطوة جاءت صحيحة وفي المسار الصحيح , كما جاءت أسرع وأشجع مما كان يتوقعه كثيرون , ولذا فإنها بحق خطوة جديرة بكل تقدير واحترام .

بقي شيء (نوشوش) به لأولئك الذين سينتضون الآن أقلامهم وألسنتهم من أغمادها ليقعوا في هذا الإجراء تبجيلا وتفخيما وتعظيما , فلهؤلاء نقول : لن يعصمكم من الانحدار إلى مستنقع التطبيل والنفاق والارتزاق سوى الربط المحكم الواعي بين هذه الخطوة الإصلاحية وما ينبغي أن يليها من خطوات .

سابــل