إن المملكة العربية السعودية وهي تدرك مسؤوليتها بعمق، وتدرك مدى القلق السائد في المجتمعات الإسلامية لتتطلع إلى تكريس الفهم الصحيح لما يجب أن تكون عليه مجتمعاتنا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الإنسانية. كما تتطلع إلى دور موازٍ لكل الفعاليات الاقتصادية في المجتمعات الإسلامية; لكي تنهض بمسؤوليتها في بناء أوجه الحياة وتنميتها في أوطانهم، وتوسيع نطاق الاستثمار فيها، وصرف مدّخراتهم في قطاعات أوجه النشاط المختلفة بها، حتى تتحقق التنمية الشاملة في أرجائها، وتتوافر فرص العمل لأبنائها، بحيث يشتركون في الارتقاء بها، وتعزيز قدرتها على التطور والقضاء على كل صور التخلف والفاقة والعوز ليحل محلها أرفع معدلات التنمية، ويسود السلام الاجتماعي كل أرجائها، وفي الوقت نفسه فإننا نتطلع بأمل إلى دور العلماء والمفكرين في توجيه شباب هذه الأمة توجيهًا صادقًا وأمينًا إلى التركيز على العمل والتفرّغ لبناء القدرة الذاتية باستيعاب علوم العصر التي لا تختلف مع العقيدة الإسلامية ومعطيات الحضارة الإنسانية وتضييق الفجوة بين واقعنا الحالي داخل مجتمعاتنا الإسلامية وأكثر المجتمعات تقدمًا. وذلك بانصراف الإنسان إلى العمل من أجل المستقبل، وانشغاله بإعداد نفسه لملاحقة أسباب التطور ومجالاته، والبعد عن التأثيرات الضارة والسموم الخطرة التي تفسد عقل الإنسان وصحته، وتنتهي به إلى حالات من اليأس والقنوط، وتدفع به إلى متاهات الفوضى والقلق والاضطراب.
من كلمة وجهها خادم الحرمين الشريفين
إلى حجاج بيت الله الحرام
( منى في 11/12/1415هـ ـ 11/5/1995م )
من كلمة وجهها خادم الحرمين الشريفين
إلى حجاج بيت الله الحرام
( منى في 11/12/1415هـ ـ 11/5/1995م )