د. عمار زين العابدين: مدير المكتب الإعلامي بالحزب الإسلامي العراقي
في حوار مع إسلام أون لاين
ما موقف إخواننا في الحزب الإسلامي العراقي بصدد الانتخابات؟
بسم الله الرحمن الرحيم
رأى الحزب العراقي الإسلامي بعد عملية اقتحام مدينة الفلوجة، ولا سيما قد أبدى النصح للحكومة المؤقتة وللآخرين، بأن الحل العسكري خطأ ولن يجدي نفعا ولذلك فإن الحزب الإسلامي رأى أنه لا يمكن إجراء انتخابات حرة ونزيهة في الموعد المذكور وهو قبل 31 يناير. ولذلك طالبنا بتأجيل الانتخابات لمدة لا تقل عن 6 أشهر. على أمل أن يتحسن الوضع الأمني في هذه الفترة.
والحقيقة اجتمع الحزب الإسلامي مع مجموعة من القوى الوطنية العراقي أكثر من اجتماع وذكر الأسباب والشروط التي يعتقد أنها مبرر لتأجيل الانتخابات وكان من ضمنها بالإضافة إلى الوضع الأمني المتدهور أنه ينبغي أن تكون هنالك مصالحة وطنية قبل الانتخابات. وأن الانتخابات يجب أن تكون بإشراف أطراف محايدة. مثل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة الأمم المتحدة، والاتحاد الأوربي. وأن ثمة طعونا في القضايا الإدارية والهيكلية تتعلق بالمفوضية، بعد أن درسنا تركيبة المفوضية وجدنا أنها لا تراعي قضية الطوائف العرقية.
كذلك الإخوة الناخبون أرض المهجر في الدول الأخرى ينبغي أن تشمل جميع الدول، وليس دولا دون أخرى لكي يكون هناك عدالة في الانتخاب.
أيضا كان لدينا مطلب هو إشراك المعتقلين والمحتجزين وإعطائهم حق الانتخاب ولا سيما أن معظمهم أبرياء ولم تثبت التهم عليهم. وهم أقرب إلى الحد الاحترازي منه إلى المحاكمة. وقد ثبت ذلك بعد خروج مئات المعتقلين من السجن في الأشهر الماضية الذين لم تثبت عليهم أي تهم. ولدينا الآن آلاف المعتقلين من ذوي التوجهات الوطنية يصلحون كناخبين ومرشحين. وكموظفين لترويج والدعاية الانتخابات. وإن لم يطلق سراحهم يمنحون حق الانتخاب.
الحقيقة اليوم أصدرنا بيانا بخصوص الانتخابات ذكرنا فيه بعض هذه الشروط وأيضا الشرط الآخر وهو تعليق قانون الطوارئ الذي يحجز الحريات الوطنية ويعوق الانتخابات.
إذا لم تتحقق مطالبنا فإن الحزب إزاء هذا الإصرار يجد نفسه مضطرا لإعادة النظر في موضوع مشاركته في الانتخابات بما يتفق ومشروعه السياسي.
هل هناك توحد في موقف السنة في العراق حيال قضايا الانتخابات؟
الحزب الإسلامي العراقي لكي نكون واضحين حزب إسلامي وطني، يتبنى من اللحظة الأولى هموم الشعب العراقي، وقد ذكرت ذلك في اللقاء السابق.
ولكن في الحقيقة ولكي نكون موضوعيين فإن معظم منتسبي الحزب الإسلامي هم من مدن الشمال العربي، وهناك إخوة كثيرون من الجنوب، ولا ترضى قيادة الحزب بأن تطلق عليها قيادة سنية. فنحن نفرق بين التوصيف وبين الطموح، التوصيف الحالي هو حالة طارئة لا تمثل طموح الحزب الإسلامي لأن هناك تيارات سياسية متصارعة قد تجذب بعض الأشخاص الذين لم يتعرفوا معرفة كاملة عن مشروع الحزب الإسلامي.
ولذلك فليس في نيتنا أن نوجد جبهة سنية أو جبهة بعثية عربية. ولكن من الطبيعي أن يبدأ أي حزب بالامتداد الأفقي نحو من يودونه بسبب معرفتهم بتاريخه وأجندته السياسية ثم يتحرك على الآخرين تعريفا وتفاعلا واهتماما بقضاياهم.؟
كيف تتصورون مستقبل المقاومة العراقية الباسلة إذا ما أجريت الانتخابات في موعدها وأسفرت عن تشكيل حكومة تشبه إلى حد كبير الحكومة الحالية؟ وكيف تنظرون إلى مستقبل السنة في هذه الظروف؟ ولك جزيل الشكر
أولا نحن نفرق بين المقاومة الوطنية الشريفة والتي هي من حق الشعوب، وبين الأعمال العسكرية التخريبية الدخيلة على وطننا وعلى ثقافتنا وديننا، والتي طالت إخواننا العراقيين. وكانت سببا في تشويه سمعة المقاومة، وتشويه سمعة المسلمين بشكل عام.
المقاومة الشرعية لا تتأثر من حيث مشروعها السياسي وتخطيطها من الناحية النوعية بالأحداث التي تمر ببلدنا سواء قبل الانتخابات أو بعدها وإن كانت هناك عقبات في طريقها كالتي ذكرناها.
لأن المقاومة الشرعية تنبع من ضمير الأمة ومن الفهم الصحيح المسند باجتهاد علماء المجتهدين بالشريعة الإسلامية وإن كنا كحزب سياسي تمثل المقاومة السلمية إلا أننا نقر أن من حق كل شعب أن يقاوم بالطريقة التي لا تؤدي إلى مفسدة أعظم منها.
أما بالنسبة لمستقبل أهل السنة؛ فهو مرتهن بمستقبل العراق بشكل عام إذ أن عزهم من عز العراقيين. وفي الوقت التي تنهض به الأمة تدينا ووعيا وثقافة وتسامحا وتقاربا في الآراء فإن النهضة ستشمل الجميع. وسوف تقل الخلافات المذهبية والعرقية فنأمل بإذن الله أن تتلاشى ولا يبقى لها حقيقة تذكر.
كيف يقرأ السنة مواقف الشيعة والأكراد والأقليات في العراق من قضية الانتخابات؟
لا شك أن العراق قي العقود التي مرت وقعت فيه مظالم باتجاه كل العراقيين، لكن بعض الفئات كان حظها من المظلمة أكثر من غيرها، لأسباب يطول شرحها، وكان من قدر إخواننا الأكراد وإخواننا في الجنوب أنهم وقعت عليهم مظالم كبيرة كما وقعت لأشقائنا في الأقطار الأخرى.
وعليه فإن ما يحصل اليوم في العراق من ردود أفعال لبعض إخواننا الشيعة والأكراد لا يعدوا أن يكون رد فعل مؤقت يريدون بواسطته أن يحصلوا على ضمانات لكي يعيشوا بسلام، ونحن نرجو أن لا تطول الفترة الزمنية لهذه الردود ونعتقد أن دول الجوار إذا تركت التدخل في الشؤون العراقية فإن موقف إخواننا سيتحسن باتجاهنا بشكل كبير وتتلاشى هذه التصرفات والتصريحات الحادة باتجاه بعضهم البعض.
لقد عاش العراقيون قرونا طويلة بحالة من الاستقرار النسبي كانت فيه الصراعات حين تحدث بين أطياف من الشعب وبين الحكومات، أما الحوادث التي سجلت بين أبناء الشعب تكاد تكون نادرة. ولذلك فإننا لا نتخوف أبدا من مواقف إخواننا العراقيين شريطة أن لا يتدخل الأجنبي في إشعال الفتنة فيما بيننا.
كما أننا نرجو من كافة العرب والمسلمين أن لا يزيدوا الطين بلة عن طريق مشاركاتهم عبر الفضائيات، وهذه كلمة أوجهها إلى كافة إخواني وأخواتي. لأن في العراقيين من الهم ما يكفيهم. وإن أكثر من ثمانين بالمئة من العراقيين حسب دراسة أجريتها يميلون إلى الوحدة الوطنية وإلى تجنب الطرح الطائفي أو التحزب على أساس طائفي.
السلام عليكم، بماذا تفسرون موقف حزبكم المتذبذب في المشاركة في الحكومة التي نصبها الاحتلال الأمريكي. ألم يكن الأجدر بكم أن تنخرطوا في صفوف المجاهدين؟ وهل أنتم واعون بأن صيتكم سيخبو بالانخراط في حكومة مناوئة للاحتلال وداعمة له.
هل الهجوم على الفلوجة، كان كافيا ليريكم سوأة أمريكا وصنيعتها (حكومة علاوي)؟ وكيف ترون مستقبل العراق؟
موقف الحزب الإسلامي لم يكن متذبذبا يوما ما والدليل أننا لا نخطو خطوة إلا بعد الرجوع إلى مجلس الشورى، وهذا أصل شرعي لا يخفى على أحد، أما التغيير النسبي الذي يحدث في التصريحات هذا أمر طبيعي بحسب ما يترجح لنا من المستجدات نحن نؤمن بأن الجهاد مفهوم واسع وهو يشمل أنواعه المعروفة ومن ضمنها الجهاد بالكلمة ومنها كلمة حق أمام سلطان جائر إلى غير ذلك.
وقد قلنا مرارًا بأن المقاومة الإسلامية الوطنية هي أمر مشروع لا اعتراض عليه وأن المشروع السياسي مطلوب لتحصيل ما يمكن تحصيله من مصالح الشعب العراقي ولتعجيل خروج المحتل الذي نعتقد أنه جاء بمشروع استراتيجي في المنطقة لا يتعلق في العراق وحسب وإنما في قلب المنطقة العربية الإسلامية وأن خروجه لن يكون في غضون أيام أو أشهر، ولن تفلح طريقة واحدة في إجلاء المحتل لذلك فينبغي التعاون في كافة الوسائل الوطنية التي تحقق استقلال بلدنا وتجنب بلدان الجوار العربية والإسلامية المآسي والكوارث التي وقعنا فيها.
أما قضية الفلوجة فإننا كنا قد توقعناها وقد ذكرنا ذلك للحكومة المؤقتة وأخبرناهم بأن الحل العسكري لن يكون من صالح أحد ولكننا من الناحية السياسية ليس من الحكمة أن نخرج من أدائنا في الحكومة ما لم يتحقق فعلا على أرض الواقع اجتياح المدينة لكي يكون خروجنا مبررا وله ما يسوغه.
أما أن الفلوجة استبيحت من قبل المحتل فهذه جريمة نكراء قد أنكرناها كما أنكرنا الاعتداء على سمراء والنجف والمدن العراقية الأخرى إلا أننا لا نعفي دول الجوار التي تدخلت وخطفت المدينة من أهلها عن طريق العناصر التي زجت بهم ودعمتهم بالأموال ليدخلوا المدينة في كارثة كان يمكن أن نتجاوزها بإذن الله لو لم يحصل هذا التدخل، فالمسئولية إذن مشتركة (مسئولية ذبح هذه المدينة) ليس فقط من قبل أمريكا وإنما الحكومة المؤقتة ودول الجوار والتي كان لها مآرب سياسية وطموح لكي تشترك بعض الأحزاب التي سببت الكوارث لبلدنا فيما مضى لعلها تفوز بمقاعد في الجمعية الوطنية.
وقد كان هذا الأمر واضحا لأهالي مدينة الفلوجة الشرفاء الذين ذهبوا ضحية هذا القصف ولذلك أن أكثر من 95% من الأهالي غادروها قبل اجتياحها.
ولقد وقع بعض أفراد المقاومة من ذوي النيات الحسنة فريسة لهذه المؤامرة التي ظنوا عندما جاءوا من بلادهم أنهم ينصرون إخوانهم ولم يعلموا أن هذا شركا قد نصب لهم.
ذكرت أن مستقبل العراق مرتبط أولا بوعي الشعب العراقي، وثانيا برجوعه إلى الله وثوابته الدينية وقيمه الإسلامية الأصيلة، ثالثا: لحمته الوطنية وترك اللافتات الطائفية والقومية والعرقية التي لم تجلب لنا خيرا قط. كما نرجو وقد أكدتها مرارا أن لا تتدخل دول الجوار فينا عربيا كانت أو إسلاميا فإننا وحدنا قادرون على حل مشاكلنا وإنما نحتاج منهم الدعاء والدعم لبناء العراق وبناء مستقبله.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لي رؤية حول الموقف في العراق وكنت أريد أن أعرف رأي سيادتكم بها.. بالنسبة لاحتلال العراق ووجوب مقاومة المحتل وأن هذا من جهاد الدفع الذي يجب على كل مسلم قادر وغير مستلزم قيادة موحدة تقود هذا الجهاد.
ورأيي هو:
أنا آسف مش هقدر أقوله حتى لا أحدث بلبلة أكثر من ذلك ولكن من الممكن الرجوع إلى رأي الأستاذ محمد حسنين هيكل في هذا الأمر ورأيي مشابه له وإن كان من وجه شاب يعتصره الألم لهذا الواقع الأليم وعدم مقدرته على تغييره في الوقت الحاضر.
نحن في حالة مكية بحتة في العراق
الحقيقة لا اعتراض على فتاوى العلماء في جهاد الدفع فهي بمجملها معتبره ولا يختلف فيها أحد من المسلمين.
المشكلة لدينا أننا نخشى إلى ما يؤدي إلى ما هو أسوء فلو كان البلد مسلما بالمعنى الحقيقي وأهله متحدون والجمهور فيه متفقون على دفع المحتل لكانت المسألة أهون، أما وأننا وقد ورثنا موروثا شائكا ومعقدا من المظالم والأحقاد التي بنتها العقود الماضية فإننا نجد وبدون مبالغة أن ما يقرب من 70% من أبناء الشعب وحتى أولئك الذين يقرون بجهاد الدفع غير مستعدين نفسيا على ذلك لأن منهم من يعتبر من الأولويات تصفية حساباته مع تبعات النظام السابق، وآخرون يعتقدون أن من الأولويات الحصول على الضمانات التي تحول دون اجتياح قراهم ومدنهم وتهجيرهم والاعتداء على حرماتهم.
وهذه للأسف قد حصلت في الماضي وعليه فإنا لا نعتقد أن طرح مشروع جهاد الدفع سيحظى بتأييد شعبي واسع والذي يؤيد نظريتنا أن خدعة الإرهاب والزرقاوي قد انطوت على كثير من أبناء شعبنا وأعمت بصائرهم عن التفريق بين المقاومة المشروعة وبين التخريب وقطع الرؤوس والاختطاف فصارت عندهم حالة واحدة.
ولا أقول إنهم معذورون في ذلك ولكني أعتبرها نتيجة مفسرة لأنها لم تأتي من فراغ إذ إن النظام السابق قد زرع نظرية الشك لدى معظم العراقيين فلم يعودوا يثقون بالمصطلحات التي تحمل معاني القدسية كالجهاد والشهادة ومن ذلك يتوجب علينا أن نحاول إيجاد فرصة للحرية لكي يشعر المواطن العراقي بإنسانيته ويطمئن في بناء شخصيته حينئذ لم يكون جهاد الدفع أمرا شاقا.
قلبنا معكم إخوتنا في العراق.. ونأمل أن تصلوا لأفضل الآراء في موضوع المشاركة.. ولكني أتسائل أليس من الأفضل أن تشاركوا كون تجاربنا في عدة دول أثبتت - إلى حدٍ ما - أن عدم المشاركة لا يغير من واقع الأمر شيء.
أقول هذا وأن أستحضر التحديات والعقبات التي تواجهكم.. .ولكن ربما فوز بعض إخواننا في مقاعد تسمح بالإطلاع عن كثب عن حجم التآمر أو التجاوب في القضية العراقية.. وتدلل كذلك أنكم لستم عقبة في طريق الإصلاح وأنكم لستم سلبيين.. وبكل الأحوال الانسحاب وارد في حالة التأكد من عدم جدوى هذه الانتخابات.. قراءتكم للواقع عندكم توسع آفاقنا في فهم الأمور فهلا بينتم لنا مشكورين رؤيتكم وقراءتكم هذه..
وأطلب من كل مسلم غيور أن يخصكم بالدعاء أعانكم الله ووفقكم ورفع رايتكم
نحن إزاء القضايا الموجودة في بلدنا نعتقد بوجود ثوابت ومتغيرات الأجندة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط معلومة ولن تتغير وهذه من الثوابت أما إخواننا الذين يشاركوننا في بلدنا فنعتقد بأن عندما نشاركهم في العملية السياسية قد نحدث كثير من التغييرات منها على المدى القريب كالمشاركة في كتابة الدستور ، وعقد الاتفاقات وتحديد شكل الحكومة المستقبلية ومنها على المدى البعيد فإننا عندما نظهر في العملية السياسية كطرف إسلامي وسطي معتدل غير طائفي يضحي حقيقة من أجل شعبه ويتبنى هموم المواطنين لأننا عشنا مع شعبنا ونعرف اللغة التي تؤثر فيه حقيقة فإذا اشتركنا في العملية السياسية نعتقد بأننا ولو على المدى البعيد سنؤثر في الأطياف السياسية التي تشاركنا نقلل حدة الغلو لدى بعضها ونعجل البعض الآخر يكون أكثر تعاونا معنا كذلك فإننا سنكسب شعبنا إن شاء الله عندما يرانا في الواقع العملي نشارك في بناء هذا الوطن.
أما إذا تبنينا خطا واحدا وهو جهاد الدفع وتركنا بقية المشاركات فإن شعبنا لن يستطيع أن يحكم على مشروعنا السياسي وعلى أدائنا في الساحة وسيبقى ضحية للتضليل الإعلامي للآخرين الذين قد لا يريدون الخير لأبناء شعبهم.
وإن كنا في نفس الوقت نعتقد بأن هنالك كثير من الأطياف السياسية وإن اختلفت معنا في بعض الجزئيات إلا أن لها دورا وطنيا قد يكون دورنا تكامليا معها ويعطي صورة صادقة وحقيقية للطيف السياسي الإسلامي الوطني.
علمية الانسحاب كما ذكرت لا تتم عندنا إلا بعد الشورى لأننا بنينا برنامجنا السياسي على الأصل الذي أقر عندنا في الشورى وهو المشاركة ولذلك فإن أي انسحاب أيا كانا جزئيا أم كليا لا يتم إلا بعد الرجوع للشورى نحن نعتقد بأن وضع العراق بالغ التعقيد وأن التحدي الذي يواجهه هو ليس المحتل فقط وإنما المشاريع التوسعية لبعض دول الجوار والجهل الذي ابتلي به كثير من العراقيين بعد قمع دام لبضعة عقود وردود الأفعال والعقد النفسية التي لا يمكن معالجتها في يوم أو ليلة وعليه فمن الصعب جدا أن يفتي لنا بعض إخواننا في الدول الأخرى بمجرد أن الرجوع إلى النصوص الشرعية التي كتبت قبل ألف عام أو 500 عام وإن كنا نقر بها ونجل ونحترم العلماء الذين اجتهدوا فيها ولكن يبقى هنالك خصوصيات جديرة بالتأمل والنظر وهذا ما يفعله علماؤنا المجتهدون في الحزب الإسلامي العراقي لأننا أحيانا نتعامل مع فقه الضروريات ونرجح بين المصالح وندفع بأخف الضررين، وهذه في الحقيقة مسألة لا يقدرها إلا أهل البلد.
لماذا لم تنشئ المقاومة العراقية حكومة مؤقتة فى المنفى وتقوم بتنظيم تفسها؟ وشكرا
المقاومة العراقية ليس لديها قيادة موحدة بل إنها نشأت في مواقع متفرقة من منطلق إسلامي وطني وللأسف فإن بعض المزايدين وبشتى أصنافهم قد اخترقوها وعكروا صفوها مما جعل التفريق لدى الناس الناظرين إليها صعبا فكيف نتوقع إنشاء حكومة في المنفى وليس ثمة قيادة واضحة ولا رموز وطنية أو إسلامية هذه واحدة.
كما أن تضاريس العراق السهلية تحول دون تشكيل أي بؤرة لحكومة لأنها تكون مستهدفة بشكل واضح ويسير جدا. وهذا تحليلنا لما نراه على أرض الواقع كما أننا أساسا ليس من توجهاتنا تشكيل مثل هذه البؤر. وإنما من أولوياتنا أن يتكاتف أبناء الشعب لتشكيل حكومة عراقية وطنية موحدة، ومهما كان هذا الحلم بعيدا فإنه يبقى الحل الوحيد والأصلح لبلدنا.
البعض يرى أن السنة العراقيين لا مشروع سياسيا لهم مقارنة بشيعة العراق وكرده، فما تعقيبكم؟
مستقبل العراق مع الأمريكان قد تم الإجابة عليه في سؤال سابق.
المعادلة في العراق لمن ينظر إليها من الخارج معادلة مغلوطة. الحقيقة المشرع الأوسع والأكثر ثباتا واستقرارا هو المشروع الوطني ولكن بوجود التدخل كما ذكرت سابقا من قبل دول الجوار فإن المشروع الطائفي يطفوا على السطح إعلاميا.
وأنا أؤكد أن معظم إخواننا الشيعة يميلون إلى المشروع الوطني ولكنهم يحتاجون إلى من يذهبوا بهم لتبني هذا المشروع وكذلك الحال بالنسبة للسنة فإنهم يشاطرون إخوانهم الشيعة بهذا التوجه، أما كما ذكرت فإن من ينظر إلى الساحة من الخارج فإنه يتوهم بأنه ليس هناك مشروع هنالك حقيقة يجب أن أذكرها وإن كنت أكره التسميات الطائفية.
إخواننا في الجنوب لديهم فقه جعفري يوجب عليهم اتباع المرجعية وإن المرجعية تتبنى الآن الخط السلمي هذا حسب اجتهادهم أما أهل السنة فإنهم يتحركون في مساحات أوسع من الاجتهاد وإعمال الرأي قد تربكهم في المراحل الأولى إلا أنها تنضج وعيهم مستقبلا لأنها تعطي حرية في الأداء وإعمال الفكر أكثر ونأمل أن تكون هذه التجارب الآن التي يمر بها إخواننا السنة والشيعة والأكراد على حد سواء تصل بهم إلى المشروع الوطني الذي ذكرته.
ذكرتم سيادتكم أنه تبين لكم أن الحل العسكري خطأ، كيف يكون ذلك وهل الحل السلمي هو الصحيح؟ أرى أنه قد جانبكم الصواب في ذلك. فالتاريخ يقول إنه لن تتحرر دولة محتلة إلا بالجهاد.
ثانيا إذا كان الحل الجهادي خطأ فما موقف المجاهدين الآن أرجو الإيضاح؟ وشكرا
لم أقل أن الحل السكري خطأ ولا أدري من أين أتيت بهذه العبارة ولكني قلت ما فحواه أن الجهاد يجب أن يتنوع ويأخذ كل أشكاله التي يقرها الشرع والاجتهاد وأن الحل العسكري في الظروف التي ذكرتها والخصوصيات يصيبه ما يصيبه ولن يكون حلا سهلا بلا ثمن باهظ يدفع وعلى الذين يتبنونه أن يراجعوا كل حساباتهم كي لا يكون الثمن المدفوع أكثر بكثير من النتيجة التي لا يضمنونها فليس ثمة حل عسكري بلا مشروع سياسي ورؤية شرعية متكاملة وجمهور يؤيد ويبارك ذلك.
وهذه الاعتبارات تجتمع لدى العلماء ولدى أهل الخبرة في السياسة والأمور العامة للبلد.
السلام عليكم لماذا السنة العراقيون يرفضون الانتخابات هل هو الخوف من سيطرة الشيعة على الحكم ولماذا هذه المقاومة الطائشة لا أمل لكم بالنصر فالسنة العرب أقلية بالعراق لماذا لا تنخرطون باللعبة السياسية وتكفون عن إيواء الإرهابيين السلفيين في العراق الذين يذبحون الناس بالسكاكين فإلى أي بشر ينتمون هؤلاء؟
أولا: ليس هنالك نفور من الانتخابات من أي فئة من الفئات العراقية لكن كما ذكرت هنالك واقع أمني مفترض في مناطق معينة وقد ذكرت الأسباب آنفا، الحزب الإسلامي يرى أنه في الوقت الذي يقر في الانتخابات ويشارك فيها فإننا نعلم أنها أولا لن تحل المشكلة الأمنية حلا كاملا ولن تكون سببا في إخراج المحتل لأن المحتل لن يخرج بمجرد الانتخابات. وهذا واضح لدى كل عاقل لكننا نجني منها بعض الفوائد كالمشاركة في العملية السياسية وكتابة الدستور وإبداء رأي الشرع في الاتفاقات التي ستعقد وهي ممارسة عملية لكوادرنا كتدريب أول للانتخابات وهي عملية تفاعل مع الأطياف السياسية الأخرى في بناء العراق.. هذه واحدة.
لا ينبغي أن يربط أهل السنة بالنظام السابق الذي لم يكن ينتمي إلى مذهب. وإنما اتكأ على بعض المغفلين من أبناء مناطق معينة ليضرب بهم مناطق أخرى من العراق. إن النظام السابق عندما أتى إلى السلطة فإنه أعدم أول شخصية إسلامية فنية وهو الشيخ المرحوم عبد العزيز البدري فهذا الخلط يحصل بين أهل السنة كطائفة مسلمة وبين من يندسون بين صفوف الجهلة منهم لكي يعبثوا ويفسدوا علينا مشروعنا.
أما إننا أقلية فبالرغم أننا لا نؤمن بالمحاصة الطائفية ونمقتها لكن الحقيقة أننا لسنا أقلية وفي أقل دراسة فإننا نسبتنا تزيد عن 55% هذه بلا مزايدات وبلا رتوش لدينا وثائق تاريخية صحيحة أن نسبة أهل السنة في العراق حتى مطلع القرن الثامن عشر كانت تربوا على 85% أقول هذا لمن يريد أن يؤجج الاعتبارات الطائفية.
ونحن لا نؤوي الإرهابيين ولا نقر بأي عمل غير شرعي يؤذي إخواننا العراقيين ويخالف الشرع الحنيف ويشوه سمعة الإسلام ولا يجلب مصلحة للبلد وقد قلنا مرارا إننا نستنكر التعرض للشرطة العراقية والجيش العراقي حتى وإن جار بعض أفرادها علينا فإننا نؤثر أن نتحمل ونحاور ونقدم النصح للحكومة على أن يحولها إلى ساحة يسفك فيها الدم العراقي، فلقد صبرنا على ظلم النظام السابق دون أن نستهدف أعوانه فكيف لا نصبر على الشرطة العراقية الجديدة.
وأخيرا القضية كما قلتها إن هنالك مزايدين يريدون أن يخلقوا الفتنة الطائفية وأن يستهدفوا أهل السنة بدعوى الوطنية والشعارات الأخرى وعلى الجميع أن ينتبهوا إلى هذه المؤامرات ويفوتوا الفرصة على من لا يريد بالعراق خيرا.
المصدر : إسلام أون لاين
في حوار مع إسلام أون لاين
ما موقف إخواننا في الحزب الإسلامي العراقي بصدد الانتخابات؟
بسم الله الرحمن الرحيم
رأى الحزب العراقي الإسلامي بعد عملية اقتحام مدينة الفلوجة، ولا سيما قد أبدى النصح للحكومة المؤقتة وللآخرين، بأن الحل العسكري خطأ ولن يجدي نفعا ولذلك فإن الحزب الإسلامي رأى أنه لا يمكن إجراء انتخابات حرة ونزيهة في الموعد المذكور وهو قبل 31 يناير. ولذلك طالبنا بتأجيل الانتخابات لمدة لا تقل عن 6 أشهر. على أمل أن يتحسن الوضع الأمني في هذه الفترة.
والحقيقة اجتمع الحزب الإسلامي مع مجموعة من القوى الوطنية العراقي أكثر من اجتماع وذكر الأسباب والشروط التي يعتقد أنها مبرر لتأجيل الانتخابات وكان من ضمنها بالإضافة إلى الوضع الأمني المتدهور أنه ينبغي أن تكون هنالك مصالحة وطنية قبل الانتخابات. وأن الانتخابات يجب أن تكون بإشراف أطراف محايدة. مثل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة الأمم المتحدة، والاتحاد الأوربي. وأن ثمة طعونا في القضايا الإدارية والهيكلية تتعلق بالمفوضية، بعد أن درسنا تركيبة المفوضية وجدنا أنها لا تراعي قضية الطوائف العرقية.
كذلك الإخوة الناخبون أرض المهجر في الدول الأخرى ينبغي أن تشمل جميع الدول، وليس دولا دون أخرى لكي يكون هناك عدالة في الانتخاب.
أيضا كان لدينا مطلب هو إشراك المعتقلين والمحتجزين وإعطائهم حق الانتخاب ولا سيما أن معظمهم أبرياء ولم تثبت التهم عليهم. وهم أقرب إلى الحد الاحترازي منه إلى المحاكمة. وقد ثبت ذلك بعد خروج مئات المعتقلين من السجن في الأشهر الماضية الذين لم تثبت عليهم أي تهم. ولدينا الآن آلاف المعتقلين من ذوي التوجهات الوطنية يصلحون كناخبين ومرشحين. وكموظفين لترويج والدعاية الانتخابات. وإن لم يطلق سراحهم يمنحون حق الانتخاب.
الحقيقة اليوم أصدرنا بيانا بخصوص الانتخابات ذكرنا فيه بعض هذه الشروط وأيضا الشرط الآخر وهو تعليق قانون الطوارئ الذي يحجز الحريات الوطنية ويعوق الانتخابات.
إذا لم تتحقق مطالبنا فإن الحزب إزاء هذا الإصرار يجد نفسه مضطرا لإعادة النظر في موضوع مشاركته في الانتخابات بما يتفق ومشروعه السياسي.
هل هناك توحد في موقف السنة في العراق حيال قضايا الانتخابات؟
الحزب الإسلامي العراقي لكي نكون واضحين حزب إسلامي وطني، يتبنى من اللحظة الأولى هموم الشعب العراقي، وقد ذكرت ذلك في اللقاء السابق.
ولكن في الحقيقة ولكي نكون موضوعيين فإن معظم منتسبي الحزب الإسلامي هم من مدن الشمال العربي، وهناك إخوة كثيرون من الجنوب، ولا ترضى قيادة الحزب بأن تطلق عليها قيادة سنية. فنحن نفرق بين التوصيف وبين الطموح، التوصيف الحالي هو حالة طارئة لا تمثل طموح الحزب الإسلامي لأن هناك تيارات سياسية متصارعة قد تجذب بعض الأشخاص الذين لم يتعرفوا معرفة كاملة عن مشروع الحزب الإسلامي.
ولذلك فليس في نيتنا أن نوجد جبهة سنية أو جبهة بعثية عربية. ولكن من الطبيعي أن يبدأ أي حزب بالامتداد الأفقي نحو من يودونه بسبب معرفتهم بتاريخه وأجندته السياسية ثم يتحرك على الآخرين تعريفا وتفاعلا واهتماما بقضاياهم.؟
كيف تتصورون مستقبل المقاومة العراقية الباسلة إذا ما أجريت الانتخابات في موعدها وأسفرت عن تشكيل حكومة تشبه إلى حد كبير الحكومة الحالية؟ وكيف تنظرون إلى مستقبل السنة في هذه الظروف؟ ولك جزيل الشكر
أولا نحن نفرق بين المقاومة الوطنية الشريفة والتي هي من حق الشعوب، وبين الأعمال العسكرية التخريبية الدخيلة على وطننا وعلى ثقافتنا وديننا، والتي طالت إخواننا العراقيين. وكانت سببا في تشويه سمعة المقاومة، وتشويه سمعة المسلمين بشكل عام.
المقاومة الشرعية لا تتأثر من حيث مشروعها السياسي وتخطيطها من الناحية النوعية بالأحداث التي تمر ببلدنا سواء قبل الانتخابات أو بعدها وإن كانت هناك عقبات في طريقها كالتي ذكرناها.
لأن المقاومة الشرعية تنبع من ضمير الأمة ومن الفهم الصحيح المسند باجتهاد علماء المجتهدين بالشريعة الإسلامية وإن كنا كحزب سياسي تمثل المقاومة السلمية إلا أننا نقر أن من حق كل شعب أن يقاوم بالطريقة التي لا تؤدي إلى مفسدة أعظم منها.
أما بالنسبة لمستقبل أهل السنة؛ فهو مرتهن بمستقبل العراق بشكل عام إذ أن عزهم من عز العراقيين. وفي الوقت التي تنهض به الأمة تدينا ووعيا وثقافة وتسامحا وتقاربا في الآراء فإن النهضة ستشمل الجميع. وسوف تقل الخلافات المذهبية والعرقية فنأمل بإذن الله أن تتلاشى ولا يبقى لها حقيقة تذكر.
كيف يقرأ السنة مواقف الشيعة والأكراد والأقليات في العراق من قضية الانتخابات؟
لا شك أن العراق قي العقود التي مرت وقعت فيه مظالم باتجاه كل العراقيين، لكن بعض الفئات كان حظها من المظلمة أكثر من غيرها، لأسباب يطول شرحها، وكان من قدر إخواننا الأكراد وإخواننا في الجنوب أنهم وقعت عليهم مظالم كبيرة كما وقعت لأشقائنا في الأقطار الأخرى.
وعليه فإن ما يحصل اليوم في العراق من ردود أفعال لبعض إخواننا الشيعة والأكراد لا يعدوا أن يكون رد فعل مؤقت يريدون بواسطته أن يحصلوا على ضمانات لكي يعيشوا بسلام، ونحن نرجو أن لا تطول الفترة الزمنية لهذه الردود ونعتقد أن دول الجوار إذا تركت التدخل في الشؤون العراقية فإن موقف إخواننا سيتحسن باتجاهنا بشكل كبير وتتلاشى هذه التصرفات والتصريحات الحادة باتجاه بعضهم البعض.
لقد عاش العراقيون قرونا طويلة بحالة من الاستقرار النسبي كانت فيه الصراعات حين تحدث بين أطياف من الشعب وبين الحكومات، أما الحوادث التي سجلت بين أبناء الشعب تكاد تكون نادرة. ولذلك فإننا لا نتخوف أبدا من مواقف إخواننا العراقيين شريطة أن لا يتدخل الأجنبي في إشعال الفتنة فيما بيننا.
كما أننا نرجو من كافة العرب والمسلمين أن لا يزيدوا الطين بلة عن طريق مشاركاتهم عبر الفضائيات، وهذه كلمة أوجهها إلى كافة إخواني وأخواتي. لأن في العراقيين من الهم ما يكفيهم. وإن أكثر من ثمانين بالمئة من العراقيين حسب دراسة أجريتها يميلون إلى الوحدة الوطنية وإلى تجنب الطرح الطائفي أو التحزب على أساس طائفي.
السلام عليكم، بماذا تفسرون موقف حزبكم المتذبذب في المشاركة في الحكومة التي نصبها الاحتلال الأمريكي. ألم يكن الأجدر بكم أن تنخرطوا في صفوف المجاهدين؟ وهل أنتم واعون بأن صيتكم سيخبو بالانخراط في حكومة مناوئة للاحتلال وداعمة له.
هل الهجوم على الفلوجة، كان كافيا ليريكم سوأة أمريكا وصنيعتها (حكومة علاوي)؟ وكيف ترون مستقبل العراق؟
موقف الحزب الإسلامي لم يكن متذبذبا يوما ما والدليل أننا لا نخطو خطوة إلا بعد الرجوع إلى مجلس الشورى، وهذا أصل شرعي لا يخفى على أحد، أما التغيير النسبي الذي يحدث في التصريحات هذا أمر طبيعي بحسب ما يترجح لنا من المستجدات نحن نؤمن بأن الجهاد مفهوم واسع وهو يشمل أنواعه المعروفة ومن ضمنها الجهاد بالكلمة ومنها كلمة حق أمام سلطان جائر إلى غير ذلك.
وقد قلنا مرارًا بأن المقاومة الإسلامية الوطنية هي أمر مشروع لا اعتراض عليه وأن المشروع السياسي مطلوب لتحصيل ما يمكن تحصيله من مصالح الشعب العراقي ولتعجيل خروج المحتل الذي نعتقد أنه جاء بمشروع استراتيجي في المنطقة لا يتعلق في العراق وحسب وإنما في قلب المنطقة العربية الإسلامية وأن خروجه لن يكون في غضون أيام أو أشهر، ولن تفلح طريقة واحدة في إجلاء المحتل لذلك فينبغي التعاون في كافة الوسائل الوطنية التي تحقق استقلال بلدنا وتجنب بلدان الجوار العربية والإسلامية المآسي والكوارث التي وقعنا فيها.
أما قضية الفلوجة فإننا كنا قد توقعناها وقد ذكرنا ذلك للحكومة المؤقتة وأخبرناهم بأن الحل العسكري لن يكون من صالح أحد ولكننا من الناحية السياسية ليس من الحكمة أن نخرج من أدائنا في الحكومة ما لم يتحقق فعلا على أرض الواقع اجتياح المدينة لكي يكون خروجنا مبررا وله ما يسوغه.
أما أن الفلوجة استبيحت من قبل المحتل فهذه جريمة نكراء قد أنكرناها كما أنكرنا الاعتداء على سمراء والنجف والمدن العراقية الأخرى إلا أننا لا نعفي دول الجوار التي تدخلت وخطفت المدينة من أهلها عن طريق العناصر التي زجت بهم ودعمتهم بالأموال ليدخلوا المدينة في كارثة كان يمكن أن نتجاوزها بإذن الله لو لم يحصل هذا التدخل، فالمسئولية إذن مشتركة (مسئولية ذبح هذه المدينة) ليس فقط من قبل أمريكا وإنما الحكومة المؤقتة ودول الجوار والتي كان لها مآرب سياسية وطموح لكي تشترك بعض الأحزاب التي سببت الكوارث لبلدنا فيما مضى لعلها تفوز بمقاعد في الجمعية الوطنية.
وقد كان هذا الأمر واضحا لأهالي مدينة الفلوجة الشرفاء الذين ذهبوا ضحية هذا القصف ولذلك أن أكثر من 95% من الأهالي غادروها قبل اجتياحها.
ولقد وقع بعض أفراد المقاومة من ذوي النيات الحسنة فريسة لهذه المؤامرة التي ظنوا عندما جاءوا من بلادهم أنهم ينصرون إخوانهم ولم يعلموا أن هذا شركا قد نصب لهم.
ذكرت أن مستقبل العراق مرتبط أولا بوعي الشعب العراقي، وثانيا برجوعه إلى الله وثوابته الدينية وقيمه الإسلامية الأصيلة، ثالثا: لحمته الوطنية وترك اللافتات الطائفية والقومية والعرقية التي لم تجلب لنا خيرا قط. كما نرجو وقد أكدتها مرارا أن لا تتدخل دول الجوار فينا عربيا كانت أو إسلاميا فإننا وحدنا قادرون على حل مشاكلنا وإنما نحتاج منهم الدعاء والدعم لبناء العراق وبناء مستقبله.
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لي رؤية حول الموقف في العراق وكنت أريد أن أعرف رأي سيادتكم بها.. بالنسبة لاحتلال العراق ووجوب مقاومة المحتل وأن هذا من جهاد الدفع الذي يجب على كل مسلم قادر وغير مستلزم قيادة موحدة تقود هذا الجهاد.
ورأيي هو:
أنا آسف مش هقدر أقوله حتى لا أحدث بلبلة أكثر من ذلك ولكن من الممكن الرجوع إلى رأي الأستاذ محمد حسنين هيكل في هذا الأمر ورأيي مشابه له وإن كان من وجه شاب يعتصره الألم لهذا الواقع الأليم وعدم مقدرته على تغييره في الوقت الحاضر.
نحن في حالة مكية بحتة في العراق
الحقيقة لا اعتراض على فتاوى العلماء في جهاد الدفع فهي بمجملها معتبره ولا يختلف فيها أحد من المسلمين.
المشكلة لدينا أننا نخشى إلى ما يؤدي إلى ما هو أسوء فلو كان البلد مسلما بالمعنى الحقيقي وأهله متحدون والجمهور فيه متفقون على دفع المحتل لكانت المسألة أهون، أما وأننا وقد ورثنا موروثا شائكا ومعقدا من المظالم والأحقاد التي بنتها العقود الماضية فإننا نجد وبدون مبالغة أن ما يقرب من 70% من أبناء الشعب وحتى أولئك الذين يقرون بجهاد الدفع غير مستعدين نفسيا على ذلك لأن منهم من يعتبر من الأولويات تصفية حساباته مع تبعات النظام السابق، وآخرون يعتقدون أن من الأولويات الحصول على الضمانات التي تحول دون اجتياح قراهم ومدنهم وتهجيرهم والاعتداء على حرماتهم.
وهذه للأسف قد حصلت في الماضي وعليه فإنا لا نعتقد أن طرح مشروع جهاد الدفع سيحظى بتأييد شعبي واسع والذي يؤيد نظريتنا أن خدعة الإرهاب والزرقاوي قد انطوت على كثير من أبناء شعبنا وأعمت بصائرهم عن التفريق بين المقاومة المشروعة وبين التخريب وقطع الرؤوس والاختطاف فصارت عندهم حالة واحدة.
ولا أقول إنهم معذورون في ذلك ولكني أعتبرها نتيجة مفسرة لأنها لم تأتي من فراغ إذ إن النظام السابق قد زرع نظرية الشك لدى معظم العراقيين فلم يعودوا يثقون بالمصطلحات التي تحمل معاني القدسية كالجهاد والشهادة ومن ذلك يتوجب علينا أن نحاول إيجاد فرصة للحرية لكي يشعر المواطن العراقي بإنسانيته ويطمئن في بناء شخصيته حينئذ لم يكون جهاد الدفع أمرا شاقا.
قلبنا معكم إخوتنا في العراق.. ونأمل أن تصلوا لأفضل الآراء في موضوع المشاركة.. ولكني أتسائل أليس من الأفضل أن تشاركوا كون تجاربنا في عدة دول أثبتت - إلى حدٍ ما - أن عدم المشاركة لا يغير من واقع الأمر شيء.
أقول هذا وأن أستحضر التحديات والعقبات التي تواجهكم.. .ولكن ربما فوز بعض إخواننا في مقاعد تسمح بالإطلاع عن كثب عن حجم التآمر أو التجاوب في القضية العراقية.. وتدلل كذلك أنكم لستم عقبة في طريق الإصلاح وأنكم لستم سلبيين.. وبكل الأحوال الانسحاب وارد في حالة التأكد من عدم جدوى هذه الانتخابات.. قراءتكم للواقع عندكم توسع آفاقنا في فهم الأمور فهلا بينتم لنا مشكورين رؤيتكم وقراءتكم هذه..
وأطلب من كل مسلم غيور أن يخصكم بالدعاء أعانكم الله ووفقكم ورفع رايتكم
نحن إزاء القضايا الموجودة في بلدنا نعتقد بوجود ثوابت ومتغيرات الأجندة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط معلومة ولن تتغير وهذه من الثوابت أما إخواننا الذين يشاركوننا في بلدنا فنعتقد بأن عندما نشاركهم في العملية السياسية قد نحدث كثير من التغييرات منها على المدى القريب كالمشاركة في كتابة الدستور ، وعقد الاتفاقات وتحديد شكل الحكومة المستقبلية ومنها على المدى البعيد فإننا عندما نظهر في العملية السياسية كطرف إسلامي وسطي معتدل غير طائفي يضحي حقيقة من أجل شعبه ويتبنى هموم المواطنين لأننا عشنا مع شعبنا ونعرف اللغة التي تؤثر فيه حقيقة فإذا اشتركنا في العملية السياسية نعتقد بأننا ولو على المدى البعيد سنؤثر في الأطياف السياسية التي تشاركنا نقلل حدة الغلو لدى بعضها ونعجل البعض الآخر يكون أكثر تعاونا معنا كذلك فإننا سنكسب شعبنا إن شاء الله عندما يرانا في الواقع العملي نشارك في بناء هذا الوطن.
أما إذا تبنينا خطا واحدا وهو جهاد الدفع وتركنا بقية المشاركات فإن شعبنا لن يستطيع أن يحكم على مشروعنا السياسي وعلى أدائنا في الساحة وسيبقى ضحية للتضليل الإعلامي للآخرين الذين قد لا يريدون الخير لأبناء شعبهم.
وإن كنا في نفس الوقت نعتقد بأن هنالك كثير من الأطياف السياسية وإن اختلفت معنا في بعض الجزئيات إلا أن لها دورا وطنيا قد يكون دورنا تكامليا معها ويعطي صورة صادقة وحقيقية للطيف السياسي الإسلامي الوطني.
علمية الانسحاب كما ذكرت لا تتم عندنا إلا بعد الشورى لأننا بنينا برنامجنا السياسي على الأصل الذي أقر عندنا في الشورى وهو المشاركة ولذلك فإن أي انسحاب أيا كانا جزئيا أم كليا لا يتم إلا بعد الرجوع للشورى نحن نعتقد بأن وضع العراق بالغ التعقيد وأن التحدي الذي يواجهه هو ليس المحتل فقط وإنما المشاريع التوسعية لبعض دول الجوار والجهل الذي ابتلي به كثير من العراقيين بعد قمع دام لبضعة عقود وردود الأفعال والعقد النفسية التي لا يمكن معالجتها في يوم أو ليلة وعليه فمن الصعب جدا أن يفتي لنا بعض إخواننا في الدول الأخرى بمجرد أن الرجوع إلى النصوص الشرعية التي كتبت قبل ألف عام أو 500 عام وإن كنا نقر بها ونجل ونحترم العلماء الذين اجتهدوا فيها ولكن يبقى هنالك خصوصيات جديرة بالتأمل والنظر وهذا ما يفعله علماؤنا المجتهدون في الحزب الإسلامي العراقي لأننا أحيانا نتعامل مع فقه الضروريات ونرجح بين المصالح وندفع بأخف الضررين، وهذه في الحقيقة مسألة لا يقدرها إلا أهل البلد.
لماذا لم تنشئ المقاومة العراقية حكومة مؤقتة فى المنفى وتقوم بتنظيم تفسها؟ وشكرا
المقاومة العراقية ليس لديها قيادة موحدة بل إنها نشأت في مواقع متفرقة من منطلق إسلامي وطني وللأسف فإن بعض المزايدين وبشتى أصنافهم قد اخترقوها وعكروا صفوها مما جعل التفريق لدى الناس الناظرين إليها صعبا فكيف نتوقع إنشاء حكومة في المنفى وليس ثمة قيادة واضحة ولا رموز وطنية أو إسلامية هذه واحدة.
كما أن تضاريس العراق السهلية تحول دون تشكيل أي بؤرة لحكومة لأنها تكون مستهدفة بشكل واضح ويسير جدا. وهذا تحليلنا لما نراه على أرض الواقع كما أننا أساسا ليس من توجهاتنا تشكيل مثل هذه البؤر. وإنما من أولوياتنا أن يتكاتف أبناء الشعب لتشكيل حكومة عراقية وطنية موحدة، ومهما كان هذا الحلم بعيدا فإنه يبقى الحل الوحيد والأصلح لبلدنا.
البعض يرى أن السنة العراقيين لا مشروع سياسيا لهم مقارنة بشيعة العراق وكرده، فما تعقيبكم؟
مستقبل العراق مع الأمريكان قد تم الإجابة عليه في سؤال سابق.
المعادلة في العراق لمن ينظر إليها من الخارج معادلة مغلوطة. الحقيقة المشرع الأوسع والأكثر ثباتا واستقرارا هو المشروع الوطني ولكن بوجود التدخل كما ذكرت سابقا من قبل دول الجوار فإن المشروع الطائفي يطفوا على السطح إعلاميا.
وأنا أؤكد أن معظم إخواننا الشيعة يميلون إلى المشروع الوطني ولكنهم يحتاجون إلى من يذهبوا بهم لتبني هذا المشروع وكذلك الحال بالنسبة للسنة فإنهم يشاطرون إخوانهم الشيعة بهذا التوجه، أما كما ذكرت فإن من ينظر إلى الساحة من الخارج فإنه يتوهم بأنه ليس هناك مشروع هنالك حقيقة يجب أن أذكرها وإن كنت أكره التسميات الطائفية.
إخواننا في الجنوب لديهم فقه جعفري يوجب عليهم اتباع المرجعية وإن المرجعية تتبنى الآن الخط السلمي هذا حسب اجتهادهم أما أهل السنة فإنهم يتحركون في مساحات أوسع من الاجتهاد وإعمال الرأي قد تربكهم في المراحل الأولى إلا أنها تنضج وعيهم مستقبلا لأنها تعطي حرية في الأداء وإعمال الفكر أكثر ونأمل أن تكون هذه التجارب الآن التي يمر بها إخواننا السنة والشيعة والأكراد على حد سواء تصل بهم إلى المشروع الوطني الذي ذكرته.
ذكرتم سيادتكم أنه تبين لكم أن الحل العسكري خطأ، كيف يكون ذلك وهل الحل السلمي هو الصحيح؟ أرى أنه قد جانبكم الصواب في ذلك. فالتاريخ يقول إنه لن تتحرر دولة محتلة إلا بالجهاد.
ثانيا إذا كان الحل الجهادي خطأ فما موقف المجاهدين الآن أرجو الإيضاح؟ وشكرا
لم أقل أن الحل السكري خطأ ولا أدري من أين أتيت بهذه العبارة ولكني قلت ما فحواه أن الجهاد يجب أن يتنوع ويأخذ كل أشكاله التي يقرها الشرع والاجتهاد وأن الحل العسكري في الظروف التي ذكرتها والخصوصيات يصيبه ما يصيبه ولن يكون حلا سهلا بلا ثمن باهظ يدفع وعلى الذين يتبنونه أن يراجعوا كل حساباتهم كي لا يكون الثمن المدفوع أكثر بكثير من النتيجة التي لا يضمنونها فليس ثمة حل عسكري بلا مشروع سياسي ورؤية شرعية متكاملة وجمهور يؤيد ويبارك ذلك.
وهذه الاعتبارات تجتمع لدى العلماء ولدى أهل الخبرة في السياسة والأمور العامة للبلد.
السلام عليكم لماذا السنة العراقيون يرفضون الانتخابات هل هو الخوف من سيطرة الشيعة على الحكم ولماذا هذه المقاومة الطائشة لا أمل لكم بالنصر فالسنة العرب أقلية بالعراق لماذا لا تنخرطون باللعبة السياسية وتكفون عن إيواء الإرهابيين السلفيين في العراق الذين يذبحون الناس بالسكاكين فإلى أي بشر ينتمون هؤلاء؟
أولا: ليس هنالك نفور من الانتخابات من أي فئة من الفئات العراقية لكن كما ذكرت هنالك واقع أمني مفترض في مناطق معينة وقد ذكرت الأسباب آنفا، الحزب الإسلامي يرى أنه في الوقت الذي يقر في الانتخابات ويشارك فيها فإننا نعلم أنها أولا لن تحل المشكلة الأمنية حلا كاملا ولن تكون سببا في إخراج المحتل لأن المحتل لن يخرج بمجرد الانتخابات. وهذا واضح لدى كل عاقل لكننا نجني منها بعض الفوائد كالمشاركة في العملية السياسية وكتابة الدستور وإبداء رأي الشرع في الاتفاقات التي ستعقد وهي ممارسة عملية لكوادرنا كتدريب أول للانتخابات وهي عملية تفاعل مع الأطياف السياسية الأخرى في بناء العراق.. هذه واحدة.
لا ينبغي أن يربط أهل السنة بالنظام السابق الذي لم يكن ينتمي إلى مذهب. وإنما اتكأ على بعض المغفلين من أبناء مناطق معينة ليضرب بهم مناطق أخرى من العراق. إن النظام السابق عندما أتى إلى السلطة فإنه أعدم أول شخصية إسلامية فنية وهو الشيخ المرحوم عبد العزيز البدري فهذا الخلط يحصل بين أهل السنة كطائفة مسلمة وبين من يندسون بين صفوف الجهلة منهم لكي يعبثوا ويفسدوا علينا مشروعنا.
أما إننا أقلية فبالرغم أننا لا نؤمن بالمحاصة الطائفية ونمقتها لكن الحقيقة أننا لسنا أقلية وفي أقل دراسة فإننا نسبتنا تزيد عن 55% هذه بلا مزايدات وبلا رتوش لدينا وثائق تاريخية صحيحة أن نسبة أهل السنة في العراق حتى مطلع القرن الثامن عشر كانت تربوا على 85% أقول هذا لمن يريد أن يؤجج الاعتبارات الطائفية.
ونحن لا نؤوي الإرهابيين ولا نقر بأي عمل غير شرعي يؤذي إخواننا العراقيين ويخالف الشرع الحنيف ويشوه سمعة الإسلام ولا يجلب مصلحة للبلد وقد قلنا مرارا إننا نستنكر التعرض للشرطة العراقية والجيش العراقي حتى وإن جار بعض أفرادها علينا فإننا نؤثر أن نتحمل ونحاور ونقدم النصح للحكومة على أن يحولها إلى ساحة يسفك فيها الدم العراقي، فلقد صبرنا على ظلم النظام السابق دون أن نستهدف أعوانه فكيف لا نصبر على الشرطة العراقية الجديدة.
وأخيرا القضية كما قلتها إن هنالك مزايدين يريدون أن يخلقوا الفتنة الطائفية وأن يستهدفوا أهل السنة بدعوى الوطنية والشعارات الأخرى وعلى الجميع أن ينتبهوا إلى هذه المؤامرات ويفوتوا الفرصة على من لا يريد بالعراق خيرا.
المصدر : إسلام أون لاين