الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:



فإن المسلم لابد أن يكون ساعياً في الخير والهدى والصلاح، عاملاً بذلك على وفق ما شرع الله تعالى ..



قال تعالى: {والصُّلْحُ خَيْرٌ} ، وقال -عزَ وجلَّ- : {فاتَّقُوا اللهَ وأصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}.



وقال تعالى -عزَ وجلَّ- عن شعيب -عليه السَّلام- أنَّه قال: {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}










هل المصلح يستنصر ببلاد الكفر والطاغوت على بلاد الإسلام ومعقل التوحيد وحصن الإسلام الحصين؟





هل المصلح من يلهب عواطف الناس فيدعوهم للمواجهة والتخريب ؟



فقد قال في قناته مخاطباً من يتبعه من السفهاء والغوغاء أن عليهم : "توفير الجهد والمعركة ليوم المظاهرة"!!





ونصح أتباعه بحمل العصي لمقابلة قوات مكافحة الشَغَب!!





وهل المصلح من يتوعد المشايخ والعلماء ويتهددهم بالأذى وهو يتهم غيره بذلك؟!!



وهل المصلح من يدعو لإشاعة الفوضى واختلال الأمن؟!



فقد قالت حركة إفساد الفقيه: "فإنَّ الحركة تجدد تهيئة الشعب لمرحلة الفوضى والعودة إلى التعليمات التي حددتها الحركة والتي ستعيد نشرها قريباً".



وهل المصلح من يسب ولي أمره، ويعلن العصيان عليه؟



والرسول -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يقول : ((من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)) رواه مسلم عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- .



وقال: ((ومن أتاكم وأمركم جميع على رجلٍ واحدٍ، يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه)) رواه مسلم في صحيحه (3/1480) .





وقال رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- : ((إنه ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع، فاضربوه بالسيف كائناً من كان)) رواه مسلم في صحيحه (3/1479) .











قال تعالى عن قارون إذ خاطبه قومه : {ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين}.



وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ {204}وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد {205} وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد}..



قال الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمَهُ اللهُ- في تفسيره : "{والله لا يحب الفساد} وإذا كان لا يحب الفساد فهو يبغض العبد المفسد في الأرض غاية البغض، وإن قال بلسانه قولاً حسناً.



ففي هذه الآية دليل على أن الأقوال التي تصدر من الأشخاص ليست دليلاً على صدق ولا كذب، ولا بر ولا فجور، حتى يوجد العمل المصدق لها المزكي لها، وأنه ينبغي اختبار أحوال الشهود، والمحق والمبطل من الناس بسبر أعمالهم، والنظر لقرائن أحوالهم، وأن لا يغتر بتمويههم وتزكيتهم أنفسهم.



ثم ذكر أن هذا المفسد في الأرض بمعاصي الله إذا أُمر بتقوى الله تكبَّر وأنِفَ و{أخذته العزة بالإثم} فيجمع بين العمل بالمعاصي والتكبر على الناصحين " انتهى كلامه -رحمَهُ اللهُ- .





فهذا هو حال الفقيه ..



يسعى في الأرض فساداً ، وبين الناس خراباً باسم الإصلاح والتصحيح ..



والسعي في الأرض فساداً من صفات اليهود ..



قال الله تعالى: {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}



وكذلك فإن الإفساد من صفات المنافقين :



والله يقول عن المنافقين : {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون}










إن انتهاك حرمات الله ، وتعدي حدوده -عزَ وجلَّ- من عظائم الأمور ، وقبائح الأفعال ..



قال تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}



وقال -عزَ وجلَّ- : {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}





وهو بدعوته للمظاهرات والفوضى قد تعدى حدود الله ، وانتهك حرمات الله جل جلاله..



انظر هنا مقالي : "من يخرج في المظاهرات استجابة للفقيه وأشباهه فقد باع دينه بدنيا غيره"



http://www.otiby.net/makalat/articles.php?id=7





والإلحاد في الحرم من أعظم الفساد والإلحاد ..





يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}





ودعوة سعد الفقيه للمظاهرات والفوضى تشمل الحرمين الشريفين -حرسَهما اللهُ-..





وانتهاك حرمة الأشهر الحرم مما تنزه عنه كثير من الجاهليين فما بال سعد الفقيه يفوقهم جاهلية؟!!



قال -عزَ وجلَّ- ناهياً عن استحلال الأشهر الحرم : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ} الآية





قال تعالى في سورة التوبة وهي سورة الفاضحة، التي فضحت المنافقين، وبينت مكنوات أنفسهم : {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ {36}‏ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}





فما يقوم به سعد الفقيه من دعوة للمظاهرات ، وإعداد لزحف البهائم الكبير، وما يطالب به من إشاعة للفوضى ، وإذكاء للفتنة القبلية ، والعصبية الجاهلية لمن أبين الأمور على:



سفاهة سعد الفقيه ، وتفاهته ، ورقة دينه، وكلاحة وجهه، ودناءة خُلُقِهِ،



وفساد نحلته، وعظيم غروره واغتراره، وسوء رأيه، وضعف فهمه،



وزوغان قلبه، وطيشان فكره، وقبح طويته، وظلام سريرته، وغباء أتباعه.



فاتق الله أيها البليد المعتوه ..



فوالله إنك لفي سخط الله تتقلب ، لأنك تنتهك حرمات الله ، وتتعدى حدوده ..



فتب إلى الله من غيك وضلالك ، وعد إلى رشدك وصوابك إن بقي فيك ذرة خير وهداية ..



أسأل الله أن يرد كيدك في نحرك ، وأن يجعل سعيك في بوار ، وغيَّك في إدبار ..



وأسأله تعالى أن يحفظ على بلاد الحرمين أمنها وأمانها وإيمانها ..



وأسأله تعالى أن يحفظ البلاد السعودية من كيد الفجار ، وشر الأشرار ، وطمع الكفار..



كما أسأله سبحانه وتعالى أن يوفق الأسرة السعودية لما فيه سعدها وسعادتها في الدنيا والآخرة ..



وأن يثبتها على الكتاب والسنة على منهج السلف ..



وأن يربط على قلوب قادتها ، وأن يعينهم على أمر دينهم ودنياهم ..



وإن من بشائر النصر ، وما ينتظره سعد السفيه من الخيبة والكسر، ما نراه ظاهراً عياناً من رباطة جأش قادة البلاد السعودية ، وما أنزل الله عليهم من السكينة والطمأنينة ..



فالحمد لله رب العالمين ، وأسأل الله أن يتم علينا نعمه ، وأن يوفقنا لشكرها ..









ولمزيد من الفائدة انظر :



1- أثر دعوة سعد الفقيه للمظاهرات ، وعلاقته بالفئة الضالة(الخوارج)



http://www.otiby.net/makalat/articles.php?id=22



2- الرد على بعض دعاة الفتن والفساد:



http://www.otiby.net/book/open.php?cat=2&book=3

وهذا رابط المقال في موقعي :

http://www.otiby.net/makalat/articles.php?id=24