Tweet
التجسس على الحوالات المصرفية
قرأت هذا الموضوع..أرجو ان ينال اعجاب المهتمين..
مع كل التحايا
قرأت هذا الموضوع..أرجو ان ينال اعجاب المهتمين..
مع كل التحايا
لم يعد هناك احترام لخصوصيات الناس واسرارهم، فالحرب على الارهاب اصبحت الحجة الجاهزة التي تسمح لبعض الحكومات بأن تتجاوز حدودها. وتخترق الحواجز المتعارف عليها.
بعد فضيحة التجسس على الاتصالات الهاتفية بين اميركا والعالم الخارجي، التي كشفت عنها صحيفة نيويورك تايمز، تأتي فضيحة جديدة تكشف عنها نفس الصحيفة، وهي التجسس على الحوالات المصرفية التي تتم بواسطة البنوك عن طريق نظام «سويفت».
سويفت هذه عبارة عن جمعية للاتصالات المالية بين البنوك، مركزها في بلجيكا، ويتعامل معها آلاف البنوك في عشرات الدول، ويتم بواسطتها تحويل مئات الملايين يوميا من بنك الى آخر في لحظة، بمعنى ان حوالة تصدر من بنك اردني الى مستفيد في الفلبين، تصل حساب المستفيد قبل ان يغادر المحول كاونتر البنك في عمان.
سويفت ليست الوحيدة في الميدان، فهناك غيرها مثل وسيترن يونيون، ولكنها الوسيط الذي تواطأ مع المخابرات الاميركية على خيانة امانة التعامل، والسماح باعتراض بعض الحوالات، خاصة اذا كان اسم المحول او المستفيد عربيا، فالعربي مشبوه بالارهاب حتى تثبت براءته.
السلطات الاميركية ضغطت على الصحيفة كي لا تنشر الخبر بحجة انه يعرض الامن الوطني الاميركي للخطر، ولكن الصحيفة المستقلة لم توافق على كتمان خبر هام من حق الناس ان يعرفوه، فالمصلحة العامة لا تخدم بالتستر على الجرائم بل بكشفها.
الحرب على الارهاب تتحول تدريجيا الى حرب على الحريات المدنية وغزو الخصوصية الفردية، فهناك من يتنصت على المكالمات الهاتفية، ومن يقرأ الرسائل الالكترونية، واخيرا من يراجع الحوالات المصرفية، ومن يدري فقد تكون هناك ممارسات اسوأ وافظع لم يكشف النقاب عنها بعد.
هذه التجاوزات تعتبر امورا عادية ومتعارفا عليها في البلدان المتخلفة، لكن المشكلة انها انتقلت الان الى الدول الديمقراطية ذات الدساتير والقوانين التي تكرس حقوق الانسان وحرياته.
فاكوياما، صاحب نظرية نهاية التاريخ، ظن ان التاريخ سيتوقف بعد ان وصلت البشرية الى النظام النهائي الامثل وهو الليبرالية، ولم يخطر بباله ان التاريخ لم يتوقف فقط بل بدأ يتراجع على ايدي دعاة الديمقراطية وحقوق الانسان، لمجرد انهم يملكون التكنولوجيا التي تمكنهم من اختراق الاسوار والاطلاع على الاسرار
تعليق