تنازلت دعاوى الزرقاوي عن شعاراتها المدوية مثل محاربة العدو الصهيوني ودحر المعتدي ومحاربة الانتخابات والديمقراطية سليلة العلمانية.
فبعد أن صارت ساحة حربه المآتم والمدارس والمستشفيات، لم يعد سهلا تصديق مزاعمه الكبيرة التي تقلصت للتعبير عن آرائه الشخصية عن مفهوم الإسلام، والتي تضيق بالعالم، وبالكاد تتسع لأصحابه الذين قد ينقلب عليهم حين تتضارب المصالح.
أول برنامج سياسي أعلنه واهتم بتنفيذه حزب طالبان في مرحلة حكمه لأفغانستان، هو منع التلفزيونات، من دون أن يفطن إلى أنه لن يتمكن من تلاوة خطابه السياسي على شعبه، يجمعهم في سقيفة ليصيح فيهم يا قوم. منع الحلاقين وأقفل مدارس البنات وترك أفغانستان تغرق في الجوع والمخدرات والتناحر القبلي.
الخاطفون الذين مشوا على هديه في العراق، اكتشفوا أن الصحافيين الاندونيسيين (امرأة ورجل) اللذين وقعا في الأسر هما مسلمان، فقرروا إطلاقهما في حفل بهيج تصوره الكاميرا، ليبث في ارجاء الفضاء العالمي ليشهد الناس «حسن تأدبهم».
ظهروا في مشهد طريف يضع فيه الخاطف يده على كتف المخطوف الرجل، دلالة على الأخوة والمحبة، فيما كانت ركبتا المخطوف تعجزان عن حمله، وسلم الخاطف أمام الكاميرا للمخطوفين كهدية رمزية ودية، «طاقية» و«حجابا»، الطاقية ليلبسها المخطوف بعد فك أسره تمشيا مع الزي الإسلامي التقليدي، ومنديلا للمرأة المحجبة أصلا، لتضعه كحجاب. هذا هو ما حرص الخاطفون على نقله للتعبير عن مبادئهم. هذا ما يفهمه الخاطفون عن الإسلام، وهم يسيلون دماء الأطفال والنساء والمشايخ على الإسفلت، ويجزون الرقاب في مشهد مصور مرعب على طريقة ذبح الخراف، ويطلقون الرصاص في أفواههم انتحارا، ويحرقون جثث زملائهم، هذا هو مفهومهم للإسلام ويحرصون على نقله للعالم، إسلام شكلي يقتصر على طاقية وحجاب!
تعليق