وفجأة وبلا مقدمات واضحة، وجدنا أنفسنا نحن السعوديين موسومين جميعا بتلك الصفة، كانت سمعة بلدنا مرتبطة بموقعها الإسلامي الذي كنا ومازلنا وسنظل نفخر به، كما ترتبط سمعة البلد بمخزونه النفطي الكبير الذي نحمد الله عليه الذي بفضله وبما أنعم الله علينا تحولنا من بدواة بدائية إلى حضارة تحسدنا عليه أمم سبقتنا بأجيال عديدة وبقرون من الزمن.
السؤال الملح هو كيف نكذب الآخرين في وصفنا بالإرهاب وبعض أبنائنا يمارسونه في بلدهم وضد أهلهم؟
وسؤال آخر:
كيف نتفادى زيادة تفريخ هذا النوع من الأبناء العاقين؟
المملكة اختارت الزمان والمكان لمؤتمر مكافحة الإرهاب. بهدف تدويل القضية وانها لا تخص المملكة لوحدها وإنما تشترك فيه وتتضرر منه دول عديدة.
الهدف نبيل وواضح بل هو مطلب لكل البشرية. وعلى كل دولة ان تقوم بعمل ما يجب بشكل منفرد في داخلها، وفي الوقت نفسه يجب التكامل والتعاون المطلق بين الدول المتجاورة والدول الصديقة أولاً ومن ثم بقية دول العالم بهدف محاصرة تلك الأنشطة المرسومة والمخطط لها بشكل لا يخلو من دهاء وخبث غير عادي ففيهم مدعي الافتاء وفيهم مهندس التفجير وفيهم خبير الحاسب والانترنت.
وأضاف ان مواجهة الإرهاب ربما تلخص في استراتيجيتين:
استراتيجية قصيرة المدى.. وهو ما تفعله الدول على المستوى السياسي وعلى مستوى الأمن من محاربة فورية وقوية لمواجهتهم والقضاء على قادتهم ومخططيهم.
والاستراتيجية الأخرى بعيدة المدى تكمن في تحصين الجيل القادم ضد غسيل العقول واستغلال جهل الشباب وسذاجتهم لجرهم في شرائك مجرمي ومخططي الإرهاب من خوارج وغيرهم.
ولعل الإعداد والتهيئة المستدامة لتطوير المعلم وايضاح دوره التربوي قبل التعليمي، وحجم الأمانة المناطة به اتجاه النشء الجديد، وانه مسؤول عنها في الدنيا والآخرة متى ما أخل وأهمل دوره.ولعل معلمي المواد الدينية من أوائل المعلمين الذين تتعدى أمانتهم مسؤولية التلقين والتعليم التقليدي.. ولا أعني بذلك أن يتحول المعلم إلى مفت ولكن يجب أن تكون لديه الثقافة العامة والبعد الذهني في عمق التفكير وسعة الأفق وتقبل الرأي الآخر.
فالأمام الشافعي رضي الله عنه يقول «رأيي صواب يحتمل الخطأ.... ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب».
فالبعد عن القطيعة في الأمور المتشابهة والمناطق الرمادية هو مطلب تربوي واضح. لذا، فإن على وزارة التربية والتعليم بقيادتها ومسؤوليها ومشرفيها التربويين ومديري المدارس متابعة التنمية المستدامة للمعلمين وتقويم أدائهم وتطوير مهاراتهم وتعديل أفكارهم غير المعتدلة إن وجدت.
تعليق