وفي ظل هذه الأجواء الأمنية المتوترة للغاية, وما رافقها من حملات اعتقال شملت الناشطين في مجال الحقوق المدنية, أفادت مصادر مقربة, وأخرى عربية رفيعة أن النظام السوري لا يزال يسد أذنيه عن جميع النصائح التي تقدم له من قبل الوسطاء العرب والمجربين, سواء كانوا رؤساء أو وزراء مبعوثين من هؤلاء الرؤساء, ويرفض البدء بعمليات التحول والاصلاح والتغيير المطلوبة لاخراجه من حصار العزلة, ولتجنيبه الاحتمالات الخطرة. وتؤكد هذه المصادر انه لم يعد هناك أمل في إبعاد شبح المخاطر عن النظام, وان وضعه برمته أصبح ميؤوساً منه.
ويترافق مع ذلك, على حد قول المصادر, ان الدوائر المحيطة بالنظام, وهي دوائر أصبحت مغلقة, وجد عائلية, قد تكسرت جميعها, بعد التدابير التحجيمية والاقصائية التي اتخذت ضد محمد مخلوف, خال رئيس النظام, وأولاده, وأدت الى تحطيم نفوذهم وسيطرتهم على مرافق الدولة, والى سحب الامتيازات منهم, بما فيها امتياز تسخير الجنود للخدمة في بيوتهم, وشراء حاجياتهم, وتنظيف سياراتهم, والى ما هنالك من مهمات وضيعة مسيئة للعسكرية وللشرف العسكري. وأكدت المصادر في هذا الجانب ان الخلافات الحادة انفجرت في وسط العائلة بعد ان قرر مخلوف وأولاده تصفية أعمالهم وبيع ممتلكاتهم في سورية, والانتقال للعيش والعمل في دبي, وموضع الخلاف نابع من اقتسام أموال مخلوف, التي لا يحق له الاستفراد بها لوحده, ومن ضرورة التحقق من اصوله وممتلكاته خشية قيام نزاع قضائي حولها, كون الكثير منها مترتباً على اغتصاب أصول وممتلكات الغير, وخصوصاً بعض الوكالات التجارية والعقارات التي اغتصبت من أصحابها الأصليين, وبعض الأراضي الشاسعة العائدة لملكية الدولة, ووضع مخلوف يده عليها بقوة نفوذه.
وكان رامي مخلوف, ابن محمد مخلوف, قد وصل الى دبي في الأيام القليلة الماضية وبحوزته 25 مليون دولار, وزعها على حقائب عدة, فأوقف في المطار, وبعد التحقيق معه حول مصادر هذه الأموال سمح له بادخالها, وأفرج عنه, ويرى الآن شديد الظهور في أحد فنادق الإمارة وبرفقته أشقاؤه حافظ, الذي نجا من حادث السير الذي أودى بباسل الأسد, شقيق رئيس النظام السوري, وايهاب وإياد.
على هذا الصعيد المتصل كشفت المصادر عن ان بنك لبنان والمهجر قد حول ملايين الدولارات, بالفاكس, الى فرع مصرفه في دمشق, لحساب غازي كنعان وزير الداخلية السوري ورستم غزالي رئيس جهاز الأمن والاستطلاع السابق الذي كان يعمل في لبنان أيام الاحتلال السوري لهذا البلد, والملفت ان تحويلات البنك لهذه الملايين قد تمت في اليوم الثاني لمقتل الحريري, وقد تلت هذه التحويلات طلبات اخرى من مسؤولين كبار في النظام, ترغب بنقل أموالها الى مصارف في لندن وباريس وسويسرا, لكن هذه المصارف رفضت استقبال هذه الأموال حتى تعرف مصدرها.
تعليق