ولكنها بعد عدة أشهر من بحثها في مواقع الزواج على صفحات الانترنت تمكنت من العثور على زوجها.
تقول هالة "خلال البحث على الانترنت لم أشعر بالقلق من احراج عائلتي بأشياء تافهة أو تحمل محاضرة منهم حول تصرفات قمت بها من عند أو عدم الانتقائية". واليوم مضى عامان على زواجها الميمون من زياد، البريطاني من أصل عراقي.
تقول هالة وهي تمشي بفرح الى جانب زوجها " لم أعد بعدها مضطرة الى تحمل قدوم الخاطبين الذين تجمعني معهم مواصفات مشتركة من الجنسية والدين و"العائلة الطيبة" فقط. ولكن معظمهم لم يتقبلوا فكرة أن تكون المرأة العصرية العاملة والمستقلة".
يعتبر هالة وزياد مثالاً لألاف غيرهم من العرب والمسلمين الشباب الذين كسروا التقاليد المتحكمة بالزواج وقاموا باختيار شريك الحياة المناسب من خلال مواقع الزواج على الانترنت.
هذه المواقع تؤمن ارضية لقاء أمنة للتعارف بين الطرفين التي تبدو صعبة التحقيق في المجتمعات التقليدية، كما أن وجود قاعدة بيانات واسعة تعني أن هناك فرصة أكبر في العثور على الشريك الذي تبحث عنه.
وفقاً لأبحاث جوبيتر، فإن صناعة مواقع الزواج على الانترنت ستنمو بمعدل 9% حول العالم لتحقق 516 مليون دولار أمريكي عام 2005، بعد أن حققت نمواً وصل الى 19 % في العام الماضي.
عالم من الخيارات
نبيل الذي يعمل استاذاً في تكنلوجيا المعلوماتية والمقيم في دبي، بيدو مشغولاً جداً ولا يملك وقتاً للعلاقات الاجتماعية أو العائلية، لذا قام بالدخول الى موقع قران باحثاً عن شريكة حياته المناسبة ووجد هذه الطريقة مجدية أكثر من الاقتراحات التي طرحها والداه عليه.
قال نبيل " في البداية اعتقدت أن الأمر غير اعتيادي، ولكني استسلمت له فقد تبين لي أن أمامي خيارات أكثر بكثير مما قد أجده في حياتي الطبيعية".
يقول سامي غرفال الذي يعمل مديراً لموقع قران بأن الموقع منذ انطلاقته في العام الماضي حقق استخداماً من قبل أكثر من مليون مستخدم مسجل.
وقال " إننا أكثر انتقائية وتعقيداً من جيل آبائنا، فنحن سافرنا اكثر منهم وتواصلنا مع العالم وتأثرنا بالأفكار الخارجية أكثر منهم. لذا ليس من السهل علينا البحث والعثور على شريك الحياة فنحن نحتاج أحياناً الى المساعدة".
قال غرفال بأن هناك العديد من المستخدمين يقيمون في الخليج العربي والسعودية حيث الاختلاط بين العازبين من الرجال والنساء أمر محرم".
واضاف " بعض العائلات المحافظة لا تسمح لبناتهن بمقابلة الغرباء. ولكن في حال تم اللقاء عن طريق الانترنت فلن يكون هناك أي خرق للقوانين الدينية أو الأعراف الثقافية، اضافة الى أنك لا تجلس مع ذلك الشخص لوحدكما في غرفة واحدة.
ما يزال متصفحو الانترنت العرب والمسلمون يشعرون بالارتباك من موضوع البحث عن شريك الحياة عن طريق الانترنت، والكثير ممن نجحوا في ذلك كانوا مترددين في ذكر الطريقة التي التقوا ازواجهم من خلالها.
قالت هالة " لقد أخبرت والديّ بأني قابلت زياد في حفلة ومع ذلك بدا الأمر غير عادي للبعض من أقربائي المحافظين جداً. وكان يتوجب على والدتي أن تقول لهم بأننا التقينا في إحدى المناسبات العائلية".
محيط اجتماعي ضيق
أصبحت مواقع الانترنت شائعة جداً خاصة بين المغتربين العرب والمسلمين في دول الغرب التي يعتبر فيها المحيط الاجتماعي للخاطبين من نفس البيئة ضيق تماماً".
أنشأ استاذ الادارة المقيم في بريطانيا كمران بيغ مؤسسة زواج للمسلمين عام 2003 وذلك لسد الحاجة المتزايدة على ذلك.
مرّ المستخدمون باختبارات ومقابلات مطولة قبل حضور مناسبة تجمع مسلمين ومسلمات من بيئة مشتركة. وكانت النتيجة 65 حالة زواج و37 حالة خطبة.
قال كرمان" في المجتمعات الاسلامية في الخارج، يجد الرجال والنساء صعوبة في ايجاد الشريك المناسب. لذا كان هناك حاجة لوضح حل يسمح للمسلمين ذوي الفكر القويم العثور على الزوج أو الزوجة المناسبين".
ولكن رغم كل هذه الخدمات المقدمة الا أنه كما في طرق الخطبة التقليدية ليس هناك ما يضمن الوصول الى النهاية السعيدة فهناك الكثير من قصص الخداع والأفئدة المحطمة.
قالت هالة" هذه المواقع تفتح سبلاً جديدة ولكن في النهاية كل شيء نصيب".
تعليق