اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اخلاقيات الأسلوب في الحوار

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • اخلاقيات الأسلوب في الحوار

    للحوار أخلاقيات يجب أن نعرفها. قبل أن نخوض في الحوار .. عدو الحوار رقم واحد هو التعصب و يأتي بعده الإنسحاب من المواجهة



    قد لا يرى البعض أهمية لهذا الموضوع و لكن هو دون أدنى شك أساس كل موضوع فمن منا لا يستخدم لغة الحوار يومياً؟؟ الأ الأخرس، و حتى الأخرس يجب أن يتعلم لغة الحوار و لو بالإشارة



    أساس المشاكل هو عدم توفر عنصر أخلاقيات الحوار

    هذه دعوة صادقة للجميع أن يستمتعوا -بتركيز- في قراءة هذا الموضوع المقتبس من موقع بلاغ .. صحيح الموضوع طويل نوعاً ما و لكن فائدته توازي عشرات بل مئات المواضيع





    تتمثل أخلاقية الأسلوب في الحوار ، في :
    أ . الموضوعية في الحوار والتحرّر من المؤثرات الجانبية التي تبعدك عن طريق الوصول إلى بيت الحقيقة . وقد كان النبيّ (ص) يحاور المشركين ليقودهم إلى الإقرار بالحقيقة من خلال تجميده لقناعاته
    فرغم أنّ النبي لديه (كتاب مبين) لكنّه يطالب محاوريه بالابتداء من نقطة الصفر وتناسي الخلفيات الفكرية والعقيدية ، حتى يكون الحوار متحرراً من أي عامل خارجي .
    ولأجل أن نضع ذلك في إطاره الواقعي ، فإنّنا لا يمكن أن ننكر أو نتجاهل خلفياتنا الفكرية ، فالمسلم يحاور وهو يحمل فكر الاسلام في داخله ، والكافر يحاور وهو يحمل آراءه في ذهنه ،
    ولكنّ المراد من تجميد القناعات السير بالحوار خطوة خطوة وذلك باستدراج العقل إلى ساحة الحقيقة دون ضغط وإنّما بإدراك أن هذا الذي يقوله الآخر ذو حجّة بالغة وبرهان ساطع ودلائل مقنعة .
    وقد تكون المؤثرات نفسية تنطلق من الحبّ والبغض والمزاج والتعصب ، ولو تابعت جميع حوارات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة من أهل بيته (عليهم السلام) لرأيت أ نّهم كانوا يحاورون الكافرين والمشركين وأبناء الديانات الأخرى بحبّ ، أي أ نّهم لم يكونوا يكرهونهم ولكنهم يكرهون كفرهم وشركهم ونفاقهم ، فيعملون ـ من خلال الحوار ـ على تخليصهم من هذه الانحرافات .

    إنّ الحوار الذي يدور في جو نفسي رائق أضمن في الوصول إلى النتائج المرضية . ولذلك لا نتردد في القول إنّ (الحوار فن) وليس قدرة كلامية أو ثقافية فقط .
    وإليكم مثلاً آخر :
    فلقد جرت المحاورة التالية بين الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)وبين نصراني أراد الاستهزاء به وبلقبه (الباقر) ، فقال له :
    ـ يا بقر !
    والكلمة جافية جارحة يمكن أن تكون باعثة على الردّ بانتقام ، لكنّ الإمام أجابه بهدوء : أنت تسمّيني (بقراً) وجدّي رسول الله أسماني (الباقر) !
    وأراد النصراني الإمعان في استخفافه بالإمام ، فقال : يا ابن الطبّاخة ! لكنّ الإمام بقي محافظاً على هدوئه واتزانه ، فقال : تلك هي حرفتها !
    ولمّا لم تُجدِ الشتائم السابقة نفعاً ، قال النصراني : يا ابن الزنجية البذيئة !! أي انّه طعنه في سمعته وشرف أمّه ، ولكنّ الإمام لم يخرج عن اتزانه وهدوئه قط ، بل قال له : إن كنت صدقت غفر الله لها ، وإن كنت كذبت غفر الله لك !!

    روحية الانفتاح والمرونة : افتح قلبك لمحاورك ، وقد قيل إنّك إذا أردت أن تفتح عقله فافتح قلبه أوّلاً ، فالحقد والبغضاء أبواب موصدة وأقفال صدئة لا تفتح عقلاً ولا قلباً ولا أذناً .
    لا تتهمه بشيء .. ولا تحمل كلماته محمل السوء ، ففي الحديث : «ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه» فالقاعدة الاسلامية في التعامل مع الآخرين سواء في الحوار أو في غيره ، هي أن تحمل أقوالهم وأفعالهم على الصحّة ، ولا تلجأ إلى الاحتمالات السيِّئة ، ففي الحديث : «لا تظننّ كلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملا» .


    التركيز على نقاط الاتفاق : الحوارات التي تبدأ بمناقشة نقاط الاختلاف والتوتر ، أو ما يسمّى بالنقاط الحادة والساخنة حوارات كتبت على نفسها الفشل سلفاً ، فلا تسقط الحوار بإثارة مشاعر محاورك في نقاط الاختلاف وإنّما أكّد على نقاط الالتقاء أو ما يسمّى بـ (الأرضية المشتركة) حتى تمهّد الطريق لحوار موضوعي ناجح ، والقرآن الكريم يضع هذه القاعدة الحوارية المهمة في صيغة الآية الكريمة : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألاّ نعبد إلاّ الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أربابا )(7) .


    أدب الحوار :

    وأدب الحوار هو جزء من أخلاقية الحوار ، ويستدعي مراعاة الأمور التالية :


    1 ـ
    استخدام اللغة المهذبة ، فالكلمات التي تندرج تحت عنوان الشتائم والسباب والتشهير والتسقيط ليست كلمات جارحة ونابية فقط وإنّما كلمات هدّامة لا تبقي مجالاً للحوار ولجسوره بل تنسفها نسفاً ، ولذا قال الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )(9) .


    2 ـ
    استخدم اللغة الرقيقة اللينة ، فالكلمات التي بين يديك فيها (حسن) وفيها (أحسن) .. اختر الأحسن ما أمكنك ذلك لأ نّه يعمّق العلاقة النفسية والفكرية مع محاورك ، ولذا فإنّ الله سبحانه وتعالى حنيما طلب من موسى وهارون (عليهما السلام) أن يحاورا الطاغية فرعون ، قال لهما : (اذهبا إلى فرعون إنّه طغى * فقولا له قولاً لينا )(10) أي استعملا في حواركما معه لغة شفافة فيها لطف وليس فيها عنف ، ذلك أنّ الكلمات الجافة والقاسية توصد أبواب الاستجابة وتغلق طريق الحوار ، وذلك قوله تعالى : (ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك )(11) .


    3 ـ
    احترم رأي محاورك ، لأن ذلك يخلق حالة من الانفتاح على الأفكار المطروحة للنقاش ، واعلم أن احترام الرأي غير احترام الشخص ، فقد تحاور إنساناً ضالاًّ وقد تحترم بعض آرائه ، أي أ نّك لا تستخفّ بها فتجعله يسخّف آراءك أيضاً ، لكنّ الاحترام في الحوار هو جزء من أدب الحوار ولا يعني تبنّي واعتناق تلك الأفكار .


    4 ـ
    وهناك توصيات لأدب الحوار ، منها : الالتفات إلى محاورك وعدم إبعاد نظرك عنه وكأ نّك تتجاهله ، وأن لا ترفع يدك كمن يهمّ بضربه ، وأن لا تضرب على فخذك لأن تلك علامة الانفعال والتشنج والتأزم النفسي ، وعدم رفع الصوت عالياً .


    وحتى نلخّص أخلاقية الحوار وأدبه ، نقول :


    ـ ادر الحوار بعقل بارد بعيد عن التوتر والإثارة ، وتذكّر أنّ المحاور المتشنج مهزوم حتى ولو كان الحق إلى جانبه.
    ـ ركِّز على الأساسيات ولا تدخل في التفاصيل فتضيع في دهاليزها ، لأنّ الخوض في الجزئيات والثانويات والفرعيات يفقدك جوهر الموضوع ولا يؤدي إلى نتيجة .
    ـ مرّ على الماضي ، ولكن لا تركز عليه فهو ليس مسؤوليتك الآن .. حاور في المسائل الراهنة .
    ـ واصل الحوار .. فالحوار قد لا ينتهي في جلسة واحدة ، وإذا كانت هناك عدّة جلسات حوارية ، ففي الجلسات القادمة ابدأ من حيث انتهيت .
    ـ بهدوئك وأدبك وأخلاقك جرّ محاورك إلى ساحة الأدب والتهذيب والتزام أصول الحوار ، وإذا رفض فلا تدخل في مهاترة .
    ـ لتكن (الحقيقة) غايتك من الحوار ، فما عداها لا يمكن اعتباره حواراً جاداً ونافعاً .
    * المصدر : البلاغ













    ||اللهم لكَ الحمدُ كما ينبغى لجلال وجهكَ وعظيم سُلطانك||

  • #2
    الرد: اخلاقيات الأسلوب في الحوار

    ألف شكر أخوي الغالي بدر على الموضوع الجميل
    إنتقاءاتك أكثر من رائعة دائماً
    تحياتي لك
    سبحانك اللهم وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا أنت .. أستغفرك وأتوب إليك

    تعليق


    • #3
      الرد: اخلاقيات الأسلوب في الحوار

      ألف شكر لك أخ بدر الرياض على الطرح الهادف
      وهذا ما دفعنا لفكرة الدعوة للحوار الثقافي
      التي تميز بها منتدانا

      وهذا أيضاً موضوع كنت وضعته سابقاً عن الاختلاف وإدارته
      أتمنى فعلاً من الجميع الاستفادة
      حتى نرقى بحوارنا العربي والإسلامي
      كيف نختلف؟
      تحياتنا وتقديرنا لك
      آخر اضافة بواسطة شحـادة; 18-06-2005, 07:15 PM.





      تعليق


      • #4
        الرد: اخلاقيات الأسلوب في الحوار

        اشكرك اخي بدر الرياض على هذا الموضوع القيم

        في الواقع اجد ان رد الاساءه بالحسنه مكسب كبير للمساء اليه بالفعل فهو يثبت اخلاقه امام الجميع و يحرج المسيء اليه ...قال الله تعالى ( و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) خاطب احب الناس اليه صلى الله عليه و سلم بذها فكيف بالانسان العادي الغير مؤيد بالوحي؟؟

        ان اي حوار يهدف الى هدفين..اقناع المستمعين و اقناع المحاور لك و بالتأكيد ان التزام الاحترام يرغم غيرك على احترامك فالانسان هو من يبني احترام الناس له..اشكرك اخي

        تعليق


        • #5
          الرد: اخلاقيات الأسلوب في الحوار

          ألف شكر لك أخ بدر الرياض على الطرح الهادف
          وهذا ما دفعنا لفكرة العوة للحوار الثقافي

          التي تميز بها منتدانا
          بنت&&&&&&&&فلسطين

          تعليق


          • #6
            الرد: اخلاقيات الأسلوب في الحوار

            السلام عليكم ورحمة الله:

            انا اتفق مع الذي كتبته اخي ولكن الكثير من اعضاء المنتدى لا يطبق عليهم الكلام هذا فهم متعصبون لحد الحقد والكره والبغض كما وان هناك من المشرفين من يقوم بحذف الاجابات وايقاف الاعضاء لمجرد انهم اثبتو او تناقشو معهم بغير الذي يتفق مع اهوائم.

            كم هذا المنتدى ظالم ظالم ظالم وانتم الذين يعتبرون انفسكم قمه في الاخلاق الاسلامية الا ان الاسلام بريء من هكذا اشكل وطبعا انا الا اقصد الكل .

            تعليق


            • #7
              الرد: اخلاقيات الأسلوب في الحوار

              اضيف في الأساس بواسطة غاضب
              السلام عليكم ورحمة الله:

              انا اتفق مع الذي كتبته اخي ولكن الكثير من اعضاء المنتدى لا يطبق عليهم الكلام هذا فهم متعصبون لحد الحقد والكره والبغض كما وان هناك من المشرفين من يقوم بحذف الاجابات وايقاف الاعضاء لمجرد انهم اثبتو او تناقشو معهم بغير الذي يتفق مع اهوائم.

              كم هذا المنتدى ظالم ظالم ظالم وانتم الذين يعتبرون انفسكم قمه في الاخلاق الاسلامية الا ان الاسلام بريء من هكذا اشكل وطبعا انا الا اقصد الكل .
              أخي الفاضل:
              نحن إلى تاريخ اليوم ومنذ أن فتحنا دعوة الحوار الثقافي لم نواجه أي مشكلة
              أما من يأتي حاملاً أحقاده وأغراضه الشخصية فهذا فكره مردود عليه
              ويا ليتك كنت متواجد معنا في هذا الحوارات خير من متابعة ما انتقدته منها
              أهلا وسهلا بك وتشريفك لدعوتنا الحوارية يسعدنا ويمتعنا
              حياك الله





              تعليق


              • #8
                الرد: اخلاقيات الأسلوب في الحوار

                مشكور على هذا الموضوع الرائع
                وبارك الله فيك

                تعليق


                • #9
                  الرد: اخلاقيات الأسلوب في الحوار

                  ألف شكر أخوي الغالي بدر على الموضوع الجميل
                  تحياتي لك حبيبي

                  أضغط هنا

                  تعليق


                  • #10
                    الرد: اخلاقيات الأسلوب في الحوار

                    اخي العزيز بدر الرياض
                    تحياتي لك
                    والف شكر لطرح هذا الموضوع المهم
                    ولن اكتب الكثير بل ساقول لك
                    معك بكل ما كتبت قلبا وقالبا
                    واتمنى من الجميع تقبل الموضوع بروح عالية
                    ودرء المشاكل بعيدا
                    اتمنى للجميغ الخير والسعادة
                    وعلى الخير دائما نلتقي
                    مع تحياتي

                    عصام زايد

                    ( ثلاثة هي فرحة الدنيا وبهجتها )

                    ( شمس الضحى وشيماء والقمر )

                    للاطلاع على كل ما هو جديد
                    زوروا مكتبة ساندروز الثقافية

                    تعليق


                    • #11
                      الرد: اخلاقيات الأسلوب في الحوار

                      3 ـ احترم رأي محاورك

                      ركِّز على الأساسيات ولا تدخل في التفاصيل فتضيع في دهاليزها

                      _____________

                      شكرا لك فعلا موضوع أروع من رائع
                      أختك أحلى قدر
                      [flash=http://diablo911***********/ahla%20qadar.swf]WIDTH=409 HEIGHT=209[/flash]

                      : ) يشرفني زيارتكم لـ My Spaces : )

                      تعليق


                      • #12
                        الرد: اخلاقيات الأسلوب في الحوار

                        كل الشكر لك اخ بدر الرياض
                        تسلم ايديك على الموضوع القيم

                        تعليق


                        • #13
                          الرد: اخلاقيات الأسلوب في الحوار


                          كثيراً ما نسمع الشكوى والتساؤل؛ فكثير من الناس يتساءل ويقول إني أريد أن أشارك في الحوار ، وأريد أن أساهم ، لكنني لا أملك القدرة ولا الإمكانات ، والكثير من الناس يطرح هذا السؤال جادًّا وهو يشعر أن الحوار يتطلب قدرات لا يملكها .
                          فتتطلب أولاً : رصيداً من العلم - قد لا يملكه – باعتبار تخصصه أو باعتبار ضعف حصيلته ، أو قلة اهتمامه ، ،أو لأي اعتبار آخر.
                          وقد يشعر أن الحوار يحتاج منه إلى أن يكون كاتباً أو خطيباً أو رجلاً مؤثراً … إلخ ، فهو قد يشعر أن هذا الحوار يتطلب قدرات وإمكانات لا يطيقها هو ولا يملكها ، وحينئذٍ يتساءل بجد : ما الدور الذي أقوم به ؟
                          إن كل إنسان في المجتمع وأيًّا كانت قدراته ، أيًّا كانت مكانته يستطيع أن يفتح حواراً مع الناس الذين حوله ومع أقرانه ؛ فالطالب مثلاً يستطيع أن يناقش أحد زملائه ، ويحادثه حديثاً وديًّا ، ليس بالضرورة أن تكون نصيحة موجهة
                          هذه بعض الأمور التي تؤيد أن تكون قضية الحوار والجدل مبدأً وأسلوباً .
                          من وسائل الإقناع:

                          قد يتساءل البعض كيف أقنع الناس ؟ وقد تواجهني عقبات كثيرة فكيف أتخطاها؟ هذا يحتاج إلى حديث آخر لكن يمكن أن نشير إلى بعض القضايا المهمة فيما يتسع له الوقت وهي قضايا نحتاج إليها في الحوار والجدل حتى يكون الحوار الذي نريده:
                          من وسائل الإقناع أولاً : يجب أن لا تُلجئ صاحبك للاعتراف بالخطأ ، فحينما تتحاور مع شخص فلا تضطره إلى ذلك لأن هذا صعب جدًّا على النفس، ولعلك تستعيد من الذاكرة مواقف الجدل فأحياناً يكون الجدل في قضية تافهة ويظهر الحق لكن يكاد المخطئ ويأبى أن يعترف فقدّر مشاعر الناس فلست في مجلس قضاء تريد أن تدين خصمك لكنك ببساطة تريد أن تثير القضية، وهذا سيتحقق بدون اعترافه بالخطأ .
                          الأمر الثاني : أعطه فرصة للتراجع فعندما يحضر شخص ويطرح رأياً فأتناقش معه، فمن الممكن أن أقول له أنا أعرف أن هناك نقصاً في معلوماتك، ولو كنت تعرف هذه المعلومات لوافقتني فهذا الأسلوب يجعل مَنْ أمامك يتراجع ، أو أقول له أنت انتبهت لجانب من الموضوع وهناك جانب آخر، فأعطه فرصة للتراجع ، فالمحاور الذكي هو الذي يعطي فرصة مقنعة ومعقولة للتراجع .
                          الأمر الثالث : الانطلاق من نقطة الاتفاق ، فعند جدالك مع أي شخص يجب أن تنطلق معه من نقطة تتفقون عليها
                          من يطعن في واقع المتدينين ويضرب على ذلك أمثلة من واقعهم يمكنك أن توافق على المقدمة لكن تتحفظ على النتيجة، فتقول ربما أن فئة منهم تقوم بما تقول لكن ليس بالضرورة أن هذا حال جميعهم؛ فلا تصر على نقاط الخلاف فتخسر كل القضية .
                          مثال آخر : كثير من الشباب غير المتدينين حينما تناقشه يقول : أنا جربت المتدينين وهم غير جادين وغير صادقين ولا أريد أن أكون مثلهم ،فلو أصررت على بطلان كلامه قد تخسر الحوار أو يبقى الحوار معه حول هذه النقطة التي أثارها، بينما الهدف الذي أريده أنا هدف آخر فأقول : افترض أن كلامك صحيح، لكن هل الواقع الذي أنت عليه صحيح أم لا ؟ هل يرضي الله أم لا ؟ وإذا قصر المتدينون ووقعوا في أخطاء فهل هذا عذر لك في أن تقع في أخطاء من نوع آخر ؟
                          الأمر الرابع: حسن اختيار الألفاظ عندما أقول لإنسان : أنت جاهل في هذا الموضوع ، فهذه كلمة مرفوضة ، لكن من الممكن أن تصاغ بأسلوب أليق مثل أن تقول له : إن معلوماتك ناقصة حول هذا الموضوع . أو تقول له : هناك أشياء استجدت ، : أنا أعرف أشياءً باعتبار واقع عملي قد تخفى عليك، بدلاً من أن تقول له : أنت تتكلم بواقع تجهله.
                          الأمر الخامس : أعطه فرصةً للتفكير ، أعطه تساؤلات ودعه يفكر فيها ولينتهي الحوار هنا ، لكنه سيبقى يفكر فيها لأن جو الحوار والجدل جو مشحون وصعب ، فصعب أن يقتنع بخطئه وأن يستسلم ، لكن إذا بقي يفكر لوحده وبَعُدَ عن جو الحوار فيمكن أن يقوده ذلك إلى خطوة ونتيجة عملية .
                          الأمر السادس : الهدوء في الحوار وعدم التعالي ، لا تجعل نفسك معلماً للناس وتصور لهم أنك تعلم ما لا يعلمون ، ولو أنك تواضعت لأكبروك في أعينهم ، ولو تعودت على ذلك لكنت صاحب حجة تغنيك عن رفع صوتك وتعاليك .
                          الأمر السابع : تجنب الأحكام الجاهزة ، ربما تحكم على شخص بقولك : أنت فيك كذا وكذا ، ويجب عليك كذا وكذا ، وإن أصدرت أحكاماً فيجب أن تكون موضوعية وغير قاسية فالناس لم يُنصبوك قاضياً .
                          الأمر الثامن : يمكن أن تستبدل الأمر باقتراح : شخص يذكر أنه قدم محاولة شعرية ، وأعطاها لك باعتبارها أول محاولة ، وشعرت بعدم قدرته على الشعر فلا تجرحه بل قل : كلماتك فيها من المعاني والمشاعر والأسلوب الجيد لكن لو اتجهت للكتابة النثرية لتوقعت أنك ستنجح أكثر .
                          الأمر التاسع : حسن الاستماع والإنصات للآخرين فنحن نجادل لا يجوز أن نفترض فيمن يجادلنا أن يستمع ، وأن يتلقى ، وإذا رفض نتهمه بأنه يرد الحق وأنه مستكبر وصاحب هوى ولا يجدي معه الحوار …إلخ
                          لقد قال يوسف : ) أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار … ( ؟! وقال عز وجل: ) هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ( . الإنسان الواثق من نفسه ومما عنده وهو على حق يتواضع ويجادل، 0ويتنزل مع الناس، ويستمع إليهم ويؤيد أقوالهم، ويطلب منهم المزيد كي يشعر محاورك أنك تحترم ما عنده .
                          إذا كنت تريد إقناع الناس ففكر كثيراً في أسلوب الحوار والجدل ، أما إذا كنت تشعر أن الحوار والجدل هو أسلوب للتعالي وإثبات الذات فإنك قد دخلت في دائرة المجادلة بأسلوب غير الأسلوب الشرعي اللائق ، ودخلت دائرة المراء والجدل المذموم الباطل ، وهذا أسلوب لا يصلح لمثلك .
                          هذه قضايا أردت أن أختم بها الحديث لأني أشعر أنها قضايا مهمة ، وإذا اقتنعنا بضرورة الجدل والحوار فيجب علينا أن نتعلم فن الأسلوب والحوار.


                          وعلى الخير دائما نلتقي
                          مع تحياتي

                          عصام زايد

                          ( ثلاثة هي فرحة الدنيا وبهجتها )

                          ( شمس الضحى وشيماء والقمر )

                          للاطلاع على كل ما هو جديد
                          زوروا مكتبة ساندروز الثقافية

                          تعليق


                          • #14
                            الرد: اخلاقيات الأسلوب في الحوار

                            أقدم الشكر والتقدير لكل من شارك في إثراء هذا الحوار

                            من الاخوان والاخوات الأعضاء والمشرفين الكرام على

                            حد سواء.. وللجميع مودتي

                            بدر الرياض
                            ||اللهم لكَ الحمدُ كما ينبغى لجلال وجهكَ وعظيم سُلطانك||

                            تعليق


                            • #15
                              الرد: اخلاقيات الأسلوب في الحوار

                              أف شكر لك بدر الرياض لطرحك هذا الموضوع الهام
                              والشكر أيضا للجميع
                              تحياتي


                              ربي خلقني وأبدع في تكويني ....... وزادني شرفا وجعلني فلسطيني

                              تعليق


                              • #16
                                الرد: اخلاقيات الأسلوب في الحوار

                                السلام عليكم.........
                                نحن فعلا نفتقر لادبيات الحوار وتغلبنا دائما العصبيه والتشنج لمجرد ان هناك مخالف لرأي ما
                                وفي الواقع الحوار فن ...يحتاج لمهارة عده....ولصفات وميزات.... ومن اهمها اللباقة .... وهي ان تقول اكره الاشياء واقساها بارق العبارات واحلاها ..... رباطة الجأش وهدوء....ولا يغيب عن بالنا سرعةالبديهة.... النفوذ وقوة الشخصية.... قوة الذاكرة.... الامانة والصدق .....ضبط النفس التواضع ..... العدل والاستقامة .... دماثة الخلق ...
                                ولكن اخوتي الكرام .... كيف نلوم دون ان نسيء ؟ وكيف تنتقد دون ان تحرج ؟ وكيف تقتنع دون ان ترضخ ؟.......هذه اشياء علينا ان نتعلمها قبل ان نخوض اي حوار...........
                                تحياتي........
                                أخي إن في القدس أختًا لنا
                                أعد لها الذابـحـــون المدى

                                أخي قم إلى قبلة المسلمين
                                لنحمي الكنيسة والمسجدا

                                تعليق


                                • #17
                                  الرد: اخلاقيات الأسلوب في الحوار

                                  فلقد جرت المحاورة التالية بين الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام)وبين نصراني أراد الاستهزاء به وبلقبه (الباقر) ، فقال له :
                                  ـ يا بقر !

                                  والكلمة جافية جارحة يمكن أن تكون باعثة على الردّ بانتقام ، لكنّ الإمام أجابه بهدوء : أنت تسمّيني (بقراً) وجدّي رسول الله أسماني (الباقر) !
                                  وأراد النصراني الإمعان في استخفافه بالإمام ، فقال : يا ابن الطبّاخة ! لكنّ الإمام بقي محافظاً على هدوئه واتزانه ، فقال : تلك هي حرفتها !
                                  ولمّا لم تُجدِ الشتائم السابقة نفعاً ، قال النصراني : يا ابن الزنجية البذيئة !! أي انّه طعنه في سمعته وشرف أمّه ، ولكنّ الإمام لم يخرج عن اتزانه وهدوئه قط ، بل قال له : إن كنت صدقت غفر الله لها ، وإن كنت كذبت غفر الله لك !!


                                  مرحبا اخ بدر الرياض
                                  رغم جمال الموضوع
                                  إلا ان الذي اراه ان المثال غير مناسب البته... فلا فرق بين المتحاورين ولو استعمل احدهم التقيه
                                  فكلنا يعرف اخلاقه
                                  وشكرا لك


                                  تعليق

                                  تشغيل...
                                  X