جانب من مدينة جيزان
في أحد مطاعم منطقة جازان بالسعودية يعمل اليمنى أبو صادق (50 عاما) بمرتب 300 ريال سعودي بغية تأمين لقمة العيش له ولأولاده في دولة اليمن، غير أن أبا صادق لا يكتفي باطعام عائلته براتبه الزهيد بل يبحث " عن الثواب واحتساب الأجر عند الله سبحانه وتعالى الذي لا يقطع سبل الرزق، حيث أقوم فور انتهاء الزبائن من الأكل بجمع بقايا الطعام وترتيبه من جديد وفصله عن بعضه تحسباً لمشاعر الفقراء الذين يأخذونه بعد أن يأتيهم بشكل يحفظ لهم كرامتهم".
ويذكر أبو صادق لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن الجوازات السعودية بترحيله عدة مرات "أعود في كل مرة لأبحث عن عمل وهذا هو عملي الأخير، ويعطيني صاحب المطعم راتبا لا يتعدى 300 ريال كل شهر".
ورغم كون الراتب قليلاً جداً على حد تعبير أبو صادق إلا أنه يعمل طول النهار تقريباً خوفا من نوم أولاده بلا أكل، كما لا ينسى عادته الجميلة في توزيع بقايا الطعام على الفقراء والمحتاجين وخاصة النساء الأرامل والكبيرات بالسن اللاتي يكثر جلوسهن حول المطعم كل الأوقات بصورة مأساوية تعكس حالة الفقر في مدينة سعودية تفتقر لخدمات مختلفة خاصة في مجال الشؤون الاجتماعية.
ويعلق عبد الله حكمي وهو مرتاد للمطعم، على عمل أبو صادق ويقول انه زرع في قلبه وقلوب الكثيرين حب الخير، وبطريقة غير مباشرة علمهم ألا يطلبوا أكثر من حاجتهم من الأكل ابتعادا عن الإسراف وهو الأمر المذموم في الدين الإسلامي، وأن يعرفوا أن الكثير خلفهم يحتاج بقايا الأكل التي يتركونها وراءهم قبل أن تشغلهم الحياة عن الالتفات لمن هم حولهم من المحتاجين.
تعليق