قالت صحيفة الشرق القطرية في افتتاحيتها تحت عنوان "المقاومة العراقية.. الحاضر الغائب"، إن الانهيار الأمني الذي يشهده العراق حاليا يضع المراقب أمام تساؤل ملح لا مهرب منه: إلى متى يبقى العراق وشعبه رهنا للادعاءات المختلفة لهذا الطرف أو ذاك من الأطراف التي تدعي السيطرة على الوضع مع تجاهل كامل للاعب الأكبر وهو المقاومة؟!.
وأوضحت الصحيفة أن واشنطن التي اختارت بعملية الغزو العسكري للعراق أن تكون اللاعب الأول على الساحة العراقية قد بدأت التفاوض سرا مع بعض مجموعات من المقاومة العراقية حسب ما نشرت صحف أميركية من قبل، ربما كي تضمن خروجا مشرفا لقواتها من العراق إلى جانب ضمان ترتيب الأوضاع بما لا يلحق الضرر بمصالحها الواسعة هناك.
ورأت أن موجة العنف المتصاعد وتداعياته الخطيرة تفند التصريحات الأميركية التي تؤكد قدرة الجيش الأميركي على التصدي لعمليات المقاومة، كما تؤكد أن حقائق الوضع على الأرض تناقض كل الادعاءات الأميركية، فالعراق أصبح اليوم أكثر من أي وقت مضى على شفا الانهيار الكامل في جميع مرافق الحياة.
ودعت القيادات العراقية إلى أن تسأل نفسها: ما الضرر في الاعتراف بالمقاومة العراقية كلاعب على الساحة بعد أن استطاعت البرهنة على أنها الرقم الصعب في المعادلة العراقية، وأنه يصعب تجاهلها بعد الآن؟.
وخلصت الشرق إلى القول إن "التفاوض مع المقاومة يعني تفاوض مختلف الأطراف التي تدعي الأحقية على الساحة السياسية، كما يعني تفاوض واشنطن قبل غيرها مع هذه المقاومة بعد أن ثبت لها رغم إنكارها وتجاهلها أن المقاومة هي الرقم الذي لا يمكن تجاهله".
تعليق