ورغم أن هذه الفرضية طرحها أساساً علماء مشهود لهم بالتفوق.. ورغم أنها نوقشت على صفحات جرائد محترمة - كالنيويورك تايمز - إلا أنها - والحق يقال - لا تملك دليلاً قاطعاً يثبت صحتها!
- ولكن يبقى السؤال: لماذا نميل (نحن الجماهير) لتصديق هذا الادعاء؟
- وهل في تاريخ المخابرات الأمريكية ما يؤيد هذه الفرضية!؟
الجواب على السؤال الأول سنعرفه في نهاية المقال؛ أما السؤال الثاني فالجواب هو (نعم.. يوجد مايؤيد هذه الفرضية)!!
فالمخابرات الأمريكية تمتلك فعلا مختبرات خاصة مهمتها استيلاد الأسلحة الجرثومية. وقد بدأت في تصنيع السلاح البيولوجي عام 1952 وقامت عام 1955 بأول تجربة كبيرة لنشر جراثيم السعال الديكي في فلوريدا. وفي عام 1956 نفذت تجربة سرية تعرف «بالمدينة الكبيرة» الهدف منها نشر الأوبئة في مدينة عصرية عن طريق مرافق الخدمات البلدية. وكان أحد عناصر التجربة دراسة النزول العمودي لجراثيم غير ضارة نشرت في مدينة نيويورك (عام 1956). وفي حزيران 1969 أعادت ال CIA تجربة تسميم «مدينة كبيرة» عبر شبكة المياه وكانت تتخذ من إدارة المؤن والأدوية في واشنطن مركزاً لدراساتها في ذلك الوقت.
وفي الحقيقة واشنطن نفسها لا تنكر أن ترسانة ال CIA تضم جراثيم ومسببات أمراض لا تخضع لقوانين الحرب أو المعاهدات الدولية (كون أسلحة ال CIA ليس لها علاقة بممتلكات الجيش الأمريكي ولا تطبق عليها نفس القوانين). ولكنها في المقابل تنكر حقيقة أن الغرض الرئيسي من هذه «الترسانة» استعمالها في العمليات السرية خارج البلاد.. وقد عانت أمريكا اللاتينية (وفيتنام أثناء الحرب) أكثر من غيرها من التجارب الجرثومية لوكالة المخابرات الأمريكية. وفي نيسان 1987 قدمت مجموعة من العلماء المكسيكيين التابعين لمعهد حماية الثروات الطبيعية سجلا موثقا تتهم فيه الولايات المتحدة بشن حرب جرثومية سرية ضد الدول اللاتينية.. وفي العاشر من أيلول عام 1984 اعترف المعارض الكوبي وقائد منظمته «أوميغا - 7» أنه نشر حمى الضنك في كوبا عام 1981 بواسطة جراثيم سلمتها له وكالة المخابرات الأمريكية(وهي الحمى التي تسببت في وفاة 350 ألف إنسان وإصابة مليون آخرين).. وفي أوائل الثمانينيات طردت باكستان الطبيب الأمريكي دافيد نيلين بعد فضيحة استيلاد جراثيم خطيرة في المركز الطبي الأمريكي في لاهور (الذي أنشئ عام 1962 بحجة دراسة الملاريا تحت إشراف وإدارة نيلين).
للكاتب: فهد الأحمدي - جريدة الرياض
تـعـلـيـق :
يقال ان اول عملية استخدام لإسلحة الدمار الشامل كانت ضد الهنود الحمر
عندما قام الأمريكان بغزو أراضيهم وذلك بنشرهم لمرض الجدري الذي لم يكن معروفا
حينها في القارة الأمريكية عن طريق رمي مخلفات المرضى المصابون بهذا المرض بين الهنود الحمر لإبادتهم.
بدر الرياض
تعليق