.. كان قاصداً ذلك المكان الذي إحتضن سنينه وسط ما تبقى له من جسد نحيل ...
وأسرة فقيرة تعانق فقراً دافئاً ... واحتياجاً لا يرحم .. !!
كان عائداً بعد ( عقود) قران مع غُربة عقيمة لم تلد له سوى آهات ابتعاد .. وصيحات افتراق ..
كان عائداً .. ليقتسم مع تلك الاسرة معاناتها بين قرقعة الصفيح وصرخات الجوع ..
***
بعد ما انتهى من رحلته بين تلك الزقاق .. استوطن حزن جديد .. لم يكن قد إعتاد عليه من قبل ..
استقر في عينيه عندما لم ير إمرأة كان قد تركها تصارع مرضها ..
استمر في بحثه وهو يجتاز أكوام صفيح متشابهة تكاد تكون خالية الا من الاشباح ..!!!
وأكواباً جافة .. واطباقاً تكفلت الحاجة بإبقائها فارغة الا من قذارة المعاناة .. !!
***
لم يكن العائد قد استفاق من بحثه .. الا انه توقف على صوت يائسٍ لاقدام اطفال في الخارج ..
راكضين عرايا وراء ذلك اللاشيء الذي اعتادوا ان يركضوا وراءه ..
حينها لم يجد ما يستجير به .. بعد ان جففت ليالي ابتعاده ما تجود به محاجره ..
***
فرجع الى حيث تلك الأيام الحبالى بساعات القهر والصبر ...
فكذلك اختار لنفسه ان يكون عائداً ..!!
تعليق