اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اضواء اسلامية على عقيدة سيد قطب

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • اضواء اسلامية على عقيدة سيد قطب

    أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره
    المقدمة
    إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، منْ يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
    أما بعد؛ فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد e، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
    ثم أما بعد:
    فهذا المقطع جزء من خطبة النبي e، كان يردده في كل خطبه أو جلها؛ كما في حديث جابر رضي الله عنه.
    لقد وصف رسول الله e البدع بأنها شر الأمور، وبأنها ضلالة، وفي راوية في غير هذا الحديث، "وكل ضلالة في النار"، ويكرر هذا في كل خطبه من خطب الجمعة، يصاحب ذلك غضبه الشديد، كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم، ويعلو بذلك صوته.
    كل هذا ولم تكن قد حدثت البدع بعد، بل لم يحدث شيء منها.
    ولقد وقع الكثير والكثير مما حذر منه رسول الله e، ولا سيما في القرون المتأخرة.
    ثم هيأ الله للأمة الإسلامية من يحدد لها دينها، ويرد الكثير ممن أراد الله له الخير إلى حظيرة التوحيد والسنة في الجزيرة العربية وغيرها من بلدان المسلمين، فعمت اليقظة أنحاء العالم الإسلامي، وبدأت الأنظار تتجه إلى الحق والتوحيد، وتتنكر للشرك والبدع، وبدأ شباب الأمة في العالم يبحث عن النور والهدى، ويرفض الخرافات والبدع، ويرفض كل أشكال الباطل والضلال الذي زحف على الأمة من دول الكفر الشرقية والغربية، سواء منها ما يتعلق بالعقائد، أو ما يتعلق بالحاكمية والتشريع، وما يتعلق بالأخلاق والاجتماع والاقتصاد والسياسة.
    ولقد كان في الكتاب العزيز والسنة المطهرة ثم فقه سلف الأمة ومؤلفات من التزم منهج السلف ودعا إليه في كل مجال؛ مثل مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن كثير، ومؤلفات رجال الدعوة السلفية في الجزيرة والهند والشام ومصر، ما يكفي ويشفي ويروي غلة هؤلاء الشباب ويشبع تطلعاتهم.
    ولكن؛ مع الأسف الشديد، تصدى لدعوة الشباب وتوجيههم وتربيتهم كثير وكثير ممن لا يعرف منهج السلف في العقيدة وغيرها، ولا يميز بين السنة والبدعة، وكتبوا الكثير والكثير في شتى الميادين، وكان لما طرحوه وكتبوه للتوجيه دعايات ضخمة ونشاطات قوية، احتوت كثيراً من شباب الأمة، وألقت في روعهم التهوين من شأن البدع والشرك، والتهوين من شأن التوحيد والسنة ومنهج السلف الصالح، فكان لذلك آثاره الخطيرة حتى في نفوس من ينتسب إلى مدرسة السلف والمنهج السلفي؛ إلا من رحم الله.
    واستفحل هذا الأمر واشتد، ورافقه غلو وتقديس للأشخاص مهما غلظت بدعهم وعظمت أخطاؤهم، مما ينذر بشر خطير، وينذر بعودة الأمة إلى الدوامة التي تطلعت وتحفزت للخروج منها.
    فرأيت أن لهؤلاء الشباب الذين لا يشك عاقل أنهم يريدون للإسلام وللأمة الخير والعزة والكرامة حقاً عظيماً وواجباً كبيراً على حملة العلم أن يبينوا لهم الحق، ويفصلوا لهم بين الهدي والضلال والحق والباطل، ويميزوا بين دعاة الحق والهدي وبين غيرهم ممن حذر منهم رسول الله e، حتى يُنزلوا الناس منازلهم.
    فتصديتُ لبيان بعض ما وقفت عليه في كتب سيد قطب من مخالفات خطيرة لما جاء به رسول الله e، وما كان عليه أصحابه وخيار الأمة في العقائد وغيرها، وتفنيد ذلك بالحجة والبرهان ما استطعت إلى ذلك سبيلاً؛ كل ذلك نصحاً للأمة.
    وإني لأرجو الله أن يوفق كل عالم مخلص يشعر بثقل الأمانة التي حملها ويشعر بعظم المسؤولية أمام الله أن ينهضوا بواجب النصح والبيان لهؤلاء الشباب وغيرهم، حتى يقيموهم على المحجة البيضاء التي تركهم عليها رسول الله e، والتي لا يزيغ عنها إلا هالك.
    وأرجو الله أن يوفقهم ليسلكوا مسلك أئمة الإسلام في بيان الحق والتحذير من الشر والبدع وأهلها؛ كالإمام الشافعي، والإمام أحمد، والإمام البخاري، وعبد الله بن أحمد، وابن خزيمة، والآجُرِّي، واللالكائي، وابن بطة، وابن تيمية، وابن القيم، وابن عبد الوهاب، وأمثالهم ممن صدع بالحق ولم تأخذهم في الله لومة لائم.
    الأسباب الموجبة للكتابة في عقيدة سيد قطب وفكره:
    إن على المسلم، وخاصة حملة العلم الشرعي، واجبات عظيمة نحو الأمة الإسلامية والشباب، ويرجع معظمها:
    أولاً: إلى بيان الحق والفصل بينه وبين الباطل وبين الهدي والضلال.
    قال تعالى: ]وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ[([1]).
    وقال تعالى: ]إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[([2]).
    وقال تعالى: ]إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاعِنُونَ إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[([3]).
    وحيث إن سيد قطب قد فسر كتاب الله، وتعرض للعقائد والقضايا التي بينها القرآن للناس ليهتدوا بها فيسعدوا في الدنيا والآخرة، وآمن بها الصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعهم عليها أئمة الهدى من مفسرين ومحدثين وفقهاء، وخالفهم فيها أهل البدع والضلال، وكانت مواقف سيد قطب على سنن هؤلاء المخالفين؛ رأيت أنه يتحتم عليَّ وقد علمت ذلك أن أقوم بواجب البيان الذي حتمه الله علي.
    ثانياً: وقد يلتقي مع الأول: أن الله فرض علينا النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا شك أن مخالفة ما بينّه الله في كتابه من أمر العقائد وبينه رسول الله e في سننه وهديه من أعظم المنكرات، وإغفالها والسكوت عن بيانها بعد العلم بها من أعظم الغش والخيانة للإسلام والمسلمين، ولا سيما إذا رافق هذا الكتمان والسكوت تلبيس وتمويه وإشعار بأن كتابات هذا الرجل كلها نور وهدى، وكأنما كتبت من الجنة، وقد قيل ذلك مع الأسف.
    ثالثاً: الغلو الشديد في سيد قطب وإطراؤه ونسج الهالات الكبيرة حول شخصيته ومؤلفاته مما بهر الناس به وبكتبه، فجعلهم في وضع لا يفكرون فيه ولا يتصورون سيد قطب على حقيقته، ولا يتصورون كتبه على حقيقتها، ولا يدركون ما حوته من أخطاء كبيرة، إذا اكتشفها المؤمن؛ ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وأدرك أن دينه يحتم عليه واجب البيان لما انطوت عليه هذه الكتب من باطل وضلال قد أخفته تلك الدعايات.
    رابعاً: إصرار المشرفين على تراثه – وعلى رأسهم محمد قطب – على طبع كتبه والإلحاح على ذلك بحيث يطبع كل كتاب من كتبه المرات العديدة:
    - فهذا "الظلال" الذي جمع فأوعى من ألوان البدع الشيء الكثير قد طبع سبع عشرة مرة([4]).
    - وهذا كتابه "معالم في الطريق" قد طبع خمس عشرة مرة.
    - وهذا كتاب "العدالة الاجتماعية" قد طبع اثنتي عشرة طبعة.
    وهناك طبعات أخرى غير شرعية لهذه الكتب.
    وهكذا سائر كتبه مع ما حوته من باطل وبدع عظيمة، حظيت بما لم تحظ به مؤلفات أئمة الإسلام الكبار؛ كالإمام أحمد، والبخاري، ومسلم، وابن حبان، والدارقطني، وابن تيمية، وابن القيم، والذهبي، وابن عبد الوهاب، وغيرهم من أئمة الإسلام... وما ذلك إلا نتيجة التدليس على الأمة، والدعايات الضخمة لترويج هذه الكتب وأمثالها، وترويج مافيها من عقائد وأفكار.
    خامساً: أقدم نموذجاً لإصرار سيد على ما ضمنه كتبه من أفكار ومبادئ: كتاب "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، هذا الكتاب من أقدم مؤلفاته، وفيه من الضلال ما يرفضه ويستنكره أشد الناس جهلاً في العالم المنتسب إلى السنة، وأشدهم إغراقاً في التصوف، ألا وهو الطعن في أصحاب رسول الله e.
    لقد أصر سيد قطب وأخوه محمد، بل والإخوان المسلمون، على بقاء هذا الطعن واستمراره أكثر من أربعين سنة، على الرغم من تنبيه العقلاء على فظاعة هذا العمل وبشاعته.
    قال الدكتور صلاح الخالدي – أحد المعجبين بسيد قطب ومنهجه ومبادئه – في كتابه "سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد" خلال حديثه عن كتاب "العدالة الاجتماعية":
    "وقد أشرنا إلى أثر الكتاب في مختلف الأوساط الحكومية والشيوعية والإخوانية، وأن سيداً اقترب بكتابه هذا كثيراً من الإخوان المسلمين، إلى أن ربط مصيره بمصيرهم بعد ذلك.
    وقد اتهم محمود شاكر سيد قطب في "العدالة" بإساءته القول في حق الصحابة، وانتقاده للخليفة الراشد عثمان بن عفان.
    وقد طبع الكتاب عدة طبعات في حياة سيد، كانت آخرها الطبعة السادسة التي أصدرتها "دار إحياء الكتب العربية" عام 1964م، وهي طبعة منقحة، حيث حذف منها العبارات التي أخذها عليه محمود شاكر وغيرُه، والمتعلقة بعثمان ومعاوية رضي الله عنهما، وأضاف لها فصل (التصور الإسلامي والثقافة)؛ أحد فصول "معالم في الطريق".
    أي أن سيداً أضاف لكتاب "العدالة الاجتماعية" عام 1964م أفكاره الحركية الإسلامية، ودعوته إلى بعث طلعي، واستئناف الحياة الإسلامية على أساس مبادئ الإسلام.
    وبهذا نعرفُ أنَّ سيداً لم يتخلَّ عن كتابه "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، بل بقيَ يقول بما فيه من مبادئ وأسس وأفكار حتى محنته عام 1965م"([5]).
    فهذا يبين إصرار سيد قطب على الطعن في أصحاب رسول الله e، وإصراره على الاشتراكية الغالية التي قررها في هذا الكتاب، وإصراره على رمي المجتمعات الإسلامية كلها بأنها مجتمعات جاهلية؛ أي: كافرة! ويشاركه في المسؤولية عن هذه الأمور المروِّجون لفكره ومذاهبه، بل يتحملون المسؤولية أكثر منه.
    سادساً: احتجاج أهل البدع والضلال بطعن سيد قطب في عثمان رضي الله عنه وفي أصحاب رسول الله e؛ إذ يرون أن في طعن سيد قطب وأمثاله من أهل الأهواء المنتسبين إلى السنة حجة لهم على جواز الطعن والنيل من الصحابة الكرام.
    فهذا الإباضي الخارجي المحترق أحمد محمد الخليلي مفتي عمان وكبير خوارج هذا العصر الحاقدين على أصحاب رسول الله e يقول في مقابلة أجراها معه لفيف من اللجنة الثقافية حينما زار النادي الثقافي في السلطنة في يوم الاثنين 29 رجب 1404هـ، ونشرتها مجلة جبرين التي يصدرها الطلبة العمانيون في الأردن؛ كتب يقول الخليلي الإباضي المذكور من كلام طويل في هذا المقابلة:
    "ولست هنا بصدد الحكم في تلك الفتنة العمياء، ولا على أحد ممن خاض في تلك الفتنة أو من أصيب بشيء من شررها، وإنما كل ما أريده الآن هو دفع الاتهامات التي توجه إلى الإباضية لأنهم يعادون بعض أصحاب رسول الله وينالون من كرامتهم.
    والذي أريد أن أقوله: أن الإباضية ليسوا وحدهم في هذا الميدان؛ فكثير من الناس تحدثوا عن تلك الفتنة وبينوا ماحدث فيها".
    ونقل شيئاً عن "العقد الفريد"، وعن "البيان والتبيين"، وعن "الإمامة والسياسة" لابن قتيبة زوراً، ثم دلف إلى القول الآتي:
    "وإذا جئنا إلى أعلام الفكر الإسلامي لعصرنا الحاضر؛ نجد كثيراً منهم تناول هذه الفتنة، وتحدثوا عما جرى فيها بكل جراءة، ومن هؤلاء شهيد الإسلام الأستاذ سيد قطب في كتابه "العدالة الاجتماعية في الإسلام".
    ثم قال:
    "فلنسمع معاً بعض ما قاله الأستاذ سيد قطب في (ص 210) من كتابه المذكور:
    وهذا التصور لحقيقة الحكم قد تغيَّر شيئاً ما دون شك على عهد عثمان، وإن بقي في سياج الإسلام. لقد أدركت الخلافة عثمان وهو شيخ كبير، ومن ورائه مروان بن الحكم يصرِّف الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام، كما أن طبيعة عثمان الرخيَّة، وحدبه الشديد على أهله، قد ساهم كلاهما في صدور تصرفات أنكرها الكثيرون من الصحابة من حوله، وكانت لها معقبات كثيرة...".
    ثم نقل عن سيد من (ص 210 – 212) طعناً شديداً على عثمان الخليفة رضي الله عنه، لا يتسع المجال لنقله في هذه المقدمة، لكن فيه شاهداً على أن سيداً قد أصبح حجة لأهل البدع في الطعن والتحامل على أصحاب رسول الله e.
    هذه الأسباب وغيرها دفعتني إلى أن أقوم ببعض الواجب الذي يُطْمِعني في أحسن الجزاء والمثوبة من الله الكريم العظيم، ويُطْمِعُني في أن يستجيب لصوت الحق أناس مخدوعون ببريق الباطل وجعجعته وضجيجه، فأدخل باستجابتهم في قول الرسول e: "من دعا إلى هدى؛ كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة".
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
    كتبه
    ربيع بن هادي عمير المدخلي
    عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية



    ([1]) آل عمران: 187.

    ([2]) البقرة: 174.

    ([3]) البقرة: 159 – 160.

    ([4]) وقد بلغت طبعات الظلال إلى الآن إلى ثلاث وثلاثين طبعة.

    ([5]) "سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد" (ص 540).
    اهل السنة والجماعة
    القرآن الكريم والتفسير
    موقع الإمام محمد ناصر الدين الألباني

    الشيخ ابن باز رحمه الله
    الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
    الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
    موقع الشيخ ربيع بن هادي المدخلي

  • #2
    الرد: اضواء اسلامية على عقيدة سيد قطب

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أرى أن الخطاب الدعوي قد وصل إلى مرحلةٍ يمكن الحكم عليه فيها بالإفلاس.
    ألم يبقى سوى هذا الموضوع؟ الأمة تحارب من داخلها ونحن نغني على وتر قطب والشيعة؟

    ماذا عن العلمانية؟ أين أنتم عن هؤلاء الكلاب؟ العلمانية ينتشرون انتشار النار في الهشيم. أين أنتم عن المساجد الفارغة من المصلين في صلاة الفريضة؟

    نخاف من كتاب "معالم على الطريق"؟ ماذا عن جريدة الشرق الأوسط؟ ماذا عن جريدة الحياة؟ ماذا عن جريدة الوطن؟ ماذا عن السموم التي تبث في المجلات كل يوم؟ ماذا عن المناهج الدراسية التي يريدون تعديلها؟
    إن لم يكن هذا ، فلماذا لا نتكلم عن قضية المرأة؟ لم لا نتكلم عن عمل المرأة؟ لم لا نتكلم عن الانحلال الخلقي الذي يستشري في المجتمع؟

    لماذا لا نتكلم عن ظلم الخادمة؟ لماذا لا نتكلم عن المظالم الواقعة على بني المسلمين من المسلمين؟
    لم لا نتكلم عن الزكاة؟ لم لا نتكلم عن شعوبٍ جائعة وأخرى متخمة وهم جيران؟

    ماذا عن علماء السوء المنافقين للحكام؟ ماذا عمن يصدرون الفتوى تبعاً للقرار الجمهوري أو المراسيم؟ ماذا عن حركات الليبرالية؟ ماذا عن الثقافة الغربية؟ ماذا عن التلفاز والقنوات؟ ماذا عن طرق النهوض بالأمة؟

    كل هذا ، ولا زلنا نتكلم في الرافضة والقطبيين. ولا زلنا نتكلم: فلان سلفي وفلان حنفي. والشيخ فلان عارض فتوى الشيخ فلان. لا زلنا نبحث عن أسبابٍ للجدل والتفرقة بين أهل السنة أنفسهم.

    الأضواء الإسلامية يجب أن تسلط على العلمانيين أولاً وأخيراً. هم العدو فاحذروهم. هم المنافقون. هم سبب الخراب في كل العصور. هم أتباع ابن سبأ. هم أتباع بوش وأعوانه. هو حزب الشيطان.

    أقول هذا لعلكم تهتدون وتعقلون.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تعليق


    • #3
      الرد: اضواء اسلامية على عقيدة سيد قطب

      ما رأيك في عقيدة شارون وبوش يا بطل؟
      ما رأيك في عقيدة الحزب الوطني الحاكم في مصر؟
      ما رأيك في عقيدة فتح العلمانية في فلسطين؟
      لماذا لا نرى أقلامكم وألسنتكم على الذين يذبحون المسلمين في العراق وأفغانستان؟
      أين أنتم من حكام العالم الإسلامي الذين باعوا الدين والدنيا للأمريكان؟
      وما رأيك يا بطل بكلام الشيخ الألباني في سيد قطب رحمه الله؟
      وإليك ما قاله رحمه الله
      فقال السائل: ألا ترى –ياشيخ- مع هذا التأثر وهذه الأمور التي كتبها ، أن يُرد عليه؟
      فقال الألباني- رحمه الله-: نعم يُرد عليه، ولكن بهدوء وليس بحماس..يُرد عليه، وهذا واجب.. ليس الرد على المخطيء محصوراً بشخص أو أشخاص.. كل من أخطأ في توجيه الإسلام بمفاهيم مبتدَعة، وحديثة ولا أصول لها في الكتاب ولا في السنة، ولا في سلفنا الصالح، والأئمة الأربعة المتبَعين؛ فهذا ينبغي أن يُرد عليه..
      لكن هذا لا يعني أن نعاديه.. وأن ننسى أن له شيئاً من الحسنات!!
      يكفي أنه رجل مسلم، ورجل كاتب إسلامي- على حسب مفهومه للإسلام كما قلتُ أولاً-،[غير واضح] وأنه قُتل في سبيل دعوته للإسلام، والذين قتلوه هم أعداء الإسلام..
      أما أنه كان منحرفاً في كثير أو قليل عن الإسلام، فأنا في اعتقادي قبل ما تثور هذه الثورة ضده، أنا الذي قوطعت من جماعة الإخوان المسلمين هنا بزعم أنني كفّرت سيد قطب، وأنا الذي دللت بعض الناس على أنه يقول بوحدة الوجود، في بعض كتاباته في نفس التفسير.. لكن في الوقت نفسه أنا لا أُنكر عليه أنه كان مسلماً، وأنه كان غيوراً على الإسلام ، وعلى الشباب المسلم، وأنه يريد إقامة الإسلام، ودولة الإسلام، لكن الحقيقة:
      أوردها سعد وسعد مشتمل..ما هكذا يا سعد تورد الإبل

      فقال السائل: هل يُحذَّر من كتبه؟فقال الشيخ الألباني- رحمه الله-: يُحذَّر من كتبه من الذين لا ثقافة إسلامية صحيحة عندهم..

      تعليق


      • #4
        الرد: اضواء اسلامية على عقيدة سيد قطب

        إذا أردت المقطع الأصلي كاملا اضغط على هذا الرابط
        http://www.islamgold.com/view.php?gid=7&rid=136

        تعليق


        • #5
          الرد: اضواء اسلامية على عقيدة سيد قطب


          السائل: أحسن الله إليكم يقول سماحة الشيخ مالفرق بين أحدية الوجود في تفسير الظلال وفكرة وحدة الوجود الضالة ؟
          المفتي : كيف ؟ كيف ؟ مالفرق بين ؟
          السائل : مالفرق بين أحدية الوجود في تفسير الظلال وفكرة وحدة الوجود الضالة ؟
          المفتي : يا إخواني تفسير سيد قطب في ظلال القرآن هو كتاب ليس تفسير لكنه قال تحت ظلال القرآن يعني كأنه يقول للمسلمين هذا القرآن نظام الأمة تعيش في ظلاله و استقوا من آدابه و انهلوا من معينه الصافي وأقبلوا بقلوبكم على القرآن لتجدوا فيه علاج لمشاكلكم و حل قضاياكم وتفريج همومكم إلى آخره .
          والكتاب له أسلوب عال في السياق أسلوب عال ، هذا الأسلوب الذي كتب به السيد كتابه قد يظن بعض الناس بادئ بدء من بعض العبارات أن فيها شركا أو أن فيها قدحا في الأنبياء أو أن وأن .. ، ولو أعاد النظر في العبارة لوجدها أسلوبا أدبيا راقيا عاليا لكن لا يفهم هذا الأسلوب إلا من تمرس في قراءة كتابه ، والكتاب [كلمة غير واضحة] لايخلو من ملاحظات كغيره لا يخلو من ملاحظات و لا يخلو من أخطاء لكن في الجملة أن الكاتب كتبه منطلق غيرة وحمية للإسلام ، والرجل هو صاحب تربية وعلوم ثقافية عامة وماحصل منه من هذا التفسير يعتبر شيئا كثير [الجملةالسابقة غير واضحة] فيؤخذ منه بعض المقاطع النافعة والمواقف الجيدة والأشياء التي أخطأ فيها يعلى [غير واضحة] عذره قلة العلم وأنه ليس من أهل التفسير لكنه صاحب ثقافة عامة وعباراته أحيانا يفهم منها البعض خطأ لأن أسلوبه فوق أسلوب من يقرأه ، فلو أعاد النظر مرارا لم يجد هذه الاحتمالات الموجود وإنما هو أسلوب من الأساليب العالية التي يتقاصر عنه فهم بعض الناس فربما أساء الظن ، والمسلم لا ينبغي [كلمة غير واضحة] على وجود المعايب ، فليأخذ الحق ممن جاء به ، ويعلم أن البشر جميعا محل التقصير والخطأ ، [كلمة غير واضحة] والعصمة لكتاب الله و لقول محمد صلى الله عليه وسلم ، ماسوى الكتاب والسنة فالخطأ محتمل فيه لاسيما من إنسان عاش في مجتمعات لها مالها وسافر للغرب سنين وإلى آخره ، لكن كفانا منه ماوجد في هذا السفر من بعض المقاطع والكلمات النافعة التي لو قرأها الإنسان مرارا لرأى فيها خيرا كثير .

          المحاضرة كاملة من موقع الدعوة الخيرية - كتاب التوحيد-الدرس السادس

          تاريخ المحاضرة
          24-6-1426 هـ
          2-8-2005 م

          تعليق


          • #6
            الرد: اضواء اسلامية على عقيدة سيد قطب

            أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره
            المقدمة
            إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، منْ يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له.
            وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
            أما بعد؛ فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد e، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
            ثم أما بعد:
            فهذا المقطع جزء من خطبة النبي e، كان يردده في كل خطبه أو جلها؛ كما في حديث جابر رضي الله عنه.
            لقد وصف رسول الله e البدع بأنها شر الأمور، وبأنها ضلالة، وفي راوية في غير هذا الحديث، "وكل ضلالة في النار"، ويكرر هذا في كل خطبه من خطب الجمعة، يصاحب ذلك غضبه الشديد، كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم، ويعلو بذلك صوته.
            كل هذا ولم تكن قد حدثت البدع بعد، بل لم يحدث شيء منها.
            ولقد وقع الكثير والكثير مما حذر منه رسول الله e، ولا سيما في القرون المتأخرة.
            ثم هيأ الله للأمة الإسلامية من يحدد لها دينها، ويرد الكثير ممن أراد الله له الخير إلى حظيرة التوحيد والسنة في الجزيرة العربية وغيرها من بلدان المسلمين، فعمت اليقظة أنحاء العالم الإسلامي، وبدأت الأنظار تتجه إلى الحق والتوحيد، وتتنكر للشرك والبدع، وبدأ شباب الأمة في العالم يبحث عن النور والهدى، ويرفض الخرافات والبدع، ويرفض كل أشكال الباطل والضلال الذي زحف على الأمة من دول الكفر الشرقية والغربية، سواء منها ما يتعلق بالعقائد، أو ما يتعلق بالحاكمية والتشريع، وما يتعلق بالأخلاق والاجتماع والاقتصاد والسياسة.
            ولقد كان في الكتاب العزيز والسنة المطهرة ثم فقه سلف الأمة ومؤلفات من التزم منهج السلف ودعا إليه في كل مجال؛ مثل مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، وابن كثير، ومؤلفات رجال الدعوة السلفية في الجزيرة والهند والشام ومصر، ما يكفي ويشفي ويروي غلة هؤلاء الشباب ويشبع تطلعاتهم.
            ولكن؛ مع الأسف الشديد، تصدى لدعوة الشباب وتوجيههم وتربيتهم كثير وكثير ممن لا يعرف منهج السلف في العقيدة وغيرها، ولا يميز بين السنة والبدعة، وكتبوا الكثير والكثير في شتى الميادين، وكان لما طرحوه وكتبوه للتوجيه دعايات ضخمة ونشاطات قوية، احتوت كثيراً من شباب الأمة، وألقت في روعهم التهوين من شأن البدع والشرك، والتهوين من شأن التوحيد والسنة ومنهج السلف الصالح، فكان لذلك آثاره الخطيرة حتى في نفوس من ينتسب إلى مدرسة السلف والمنهج السلفي؛ إلا من رحم الله.
            واستفحل هذا الأمر واشتد، ورافقه غلو وتقديس للأشخاص مهما غلظت بدعهم وعظمت أخطاؤهم، مما ينذر بشر خطير، وينذر بعودة الأمة إلى الدوامة التي تطلعت وتحفزت للخروج منها.
            فرأيت أن لهؤلاء الشباب الذين لا يشك عاقل أنهم يريدون للإسلام وللأمة الخير والعزة والكرامة حقاً عظيماً وواجباً كبيراً على حملة العلم أن يبينوا لهم الحق، ويفصلوا لهم بين الهدي والضلال والحق والباطل، ويميزوا بين دعاة الحق والهدي وبين غيرهم ممن حذر منهم رسول الله e، حتى يُنزلوا الناس منازلهم.
            فتصديتُ لبيان بعض ما وقفت عليه في كتب سيد قطب من مخالفات خطيرة لما جاء به رسول الله e، وما كان عليه أصحابه وخيار الأمة في العقائد وغيرها، وتفنيد ذلك بالحجة والبرهان ما استطعت إلى ذلك سبيلاً؛ كل ذلك نصحاً للأمة.
            وإني لأرجو الله أن يوفق كل عالم مخلص يشعر بثقل الأمانة التي حملها ويشعر بعظم المسؤولية أمام الله أن ينهضوا بواجب النصح والبيان لهؤلاء الشباب وغيرهم، حتى يقيموهم على المحجة البيضاء التي تركهم عليها رسول الله e، والتي لا يزيغ عنها إلا هالك.
            وأرجو الله أن يوفقهم ليسلكوا مسلك أئمة الإسلام في بيان الحق والتحذير من الشر والبدع وأهلها؛ كالإمام الشافعي، والإمام أحمد، والإمام البخاري، وعبد الله بن أحمد، وابن خزيمة، والآجُرِّي، واللالكائي، وابن بطة، وابن تيمية، وابن القيم، وابن عبد الوهاب، وأمثالهم ممن صدع بالحق ولم تأخذهم في الله لومة لائم.
            الأسباب الموجبة للكتابة في عقيدة سيد قطب وفكره:
            إن على المسلم، وخاصة حملة العلم الشرعي، واجبات عظيمة نحو الأمة الإسلامية والشباب، ويرجع معظمها:
            أولاً: إلى بيان الحق والفصل بينه وبين الباطل وبين الهدي والضلال.
            قال تعالى: ]وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ[([1]).
            وقال تعالى: ]إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[([2]).
            وقال تعالى: ]إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاعِنُونَ إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[([3]).
            وحيث إن سيد قطب قد فسر كتاب الله، وتعرض للعقائد والقضايا التي بينها القرآن للناس ليهتدوا بها فيسعدوا في الدنيا والآخرة، وآمن بها الصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعهم عليها أئمة الهدى من مفسرين ومحدثين وفقهاء، وخالفهم فيها أهل البدع والضلال، وكانت مواقف سيد قطب على سنن هؤلاء المخالفين؛ رأيت أنه يتحتم عليَّ وقد علمت ذلك أن أقوم بواجب البيان الذي حتمه الله علي.
            ثانياً: وقد يلتقي مع الأول: أن الله فرض علينا النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا شك أن مخالفة ما بينّه الله في كتابه من أمر العقائد وبينه رسول الله e في سننه وهديه من أعظم المنكرات، وإغفالها والسكوت عن بيانها بعد العلم بها من أعظم الغش والخيانة للإسلام والمسلمين، ولا سيما إذا رافق هذا الكتمان والسكوت تلبيس وتمويه وإشعار بأن كتابات هذا الرجل كلها نور وهدى، وكأنما كتبت من الجنة، وقد قيل ذلك مع الأسف.
            ثالثاً: الغلو الشديد في سيد قطب وإطراؤه ونسج الهالات الكبيرة حول شخصيته ومؤلفاته مما بهر الناس به وبكتبه، فجعلهم في وضع لا يفكرون فيه ولا يتصورون سيد قطب على حقيقته، ولا يتصورون كتبه على حقيقتها، ولا يدركون ما حوته من أخطاء كبيرة، إذا اكتشفها المؤمن؛ ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وأدرك أن دينه يحتم عليه واجب البيان لما انطوت عليه هذه الكتب من باطل وضلال قد أخفته تلك الدعايات.
            رابعاً: إصرار المشرفين على تراثه – وعلى رأسهم محمد قطب – على طبع كتبه والإلحاح على ذلك بحيث يطبع كل كتاب من كتبه المرات العديدة:
            - فهذا "الظلال" الذي جمع فأوعى من ألوان البدع الشيء الكثير قد طبع سبع عشرة مرة([4]).
            - وهذا كتابه "معالم في الطريق" قد طبع خمس عشرة مرة.
            - وهذا كتاب "العدالة الاجتماعية" قد طبع اثنتي عشرة طبعة.
            وهناك طبعات أخرى غير شرعية لهذه الكتب.
            وهكذا سائر كتبه مع ما حوته من باطل وبدع عظيمة، حظيت بما لم تحظ به مؤلفات أئمة الإسلام الكبار؛ كالإمام أحمد، والبخاري، ومسلم، وابن حبان، والدارقطني، وابن تيمية، وابن القيم، والذهبي، وابن عبد الوهاب، وغيرهم من أئمة الإسلام... وما ذلك إلا نتيجة التدليس على الأمة، والدعايات الضخمة لترويج هذه الكتب وأمثالها، وترويج مافيها من عقائد وأفكار.
            خامساً: أقدم نموذجاً لإصرار سيد على ما ضمنه كتبه من أفكار ومبادئ: كتاب "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، هذا الكتاب من أقدم مؤلفاته، وفيه من الضلال ما يرفضه ويستنكره أشد الناس جهلاً في العالم المنتسب إلى السنة، وأشدهم إغراقاً في التصوف، ألا وهو الطعن في أصحاب رسول الله e.
            لقد أصر سيد قطب وأخوه محمد، بل والإخوان المسلمون، على بقاء هذا الطعن واستمراره أكثر من أربعين سنة، على الرغم من تنبيه العقلاء على فظاعة هذا العمل وبشاعته.
            قال الدكتور صلاح الخالدي – أحد المعجبين بسيد قطب ومنهجه ومبادئه – في كتابه "سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد" خلال حديثه عن كتاب "العدالة الاجتماعية":
            "وقد أشرنا إلى أثر الكتاب في مختلف الأوساط الحكومية والشيوعية والإخوانية، وأن سيداً اقترب بكتابه هذا كثيراً من الإخوان المسلمين، إلى أن ربط مصيره بمصيرهم بعد ذلك.
            وقد اتهم محمود شاكر سيد قطب في "العدالة" بإساءته القول في حق الصحابة، وانتقاده للخليفة الراشد عثمان بن عفان.
            وقد طبع الكتاب عدة طبعات في حياة سيد، كانت آخرها الطبعة السادسة التي أصدرتها "دار إحياء الكتب العربية" عام 1964م، وهي طبعة منقحة، حيث حذف منها العبارات التي أخذها عليه محمود شاكر وغيرُه، والمتعلقة بعثمان ومعاوية رضي الله عنهما، وأضاف لها فصل (التصور الإسلامي والثقافة)؛ أحد فصول "معالم في الطريق".
            أي أن سيداً أضاف لكتاب "العدالة الاجتماعية" عام 1964م أفكاره الحركية الإسلامية، ودعوته إلى بعث طلعي، واستئناف الحياة الإسلامية على أساس مبادئ الإسلام.
            وبهذا نعرفُ أنَّ سيداً لم يتخلَّ عن كتابه "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، بل بقيَ يقول بما فيه من مبادئ وأسس وأفكار حتى محنته عام 1965م"([5]).
            فهذا يبين إصرار سيد قطب على الطعن في أصحاب رسول الله e، وإصراره على الاشتراكية الغالية التي قررها في هذا الكتاب، وإصراره على رمي المجتمعات الإسلامية كلها بأنها مجتمعات جاهلية؛ أي: كافرة! ويشاركه في المسؤولية عن هذه الأمور المروِّجون لفكره ومذاهبه، بل يتحملون المسؤولية أكثر منه.
            سادساً: احتجاج أهل البدع والضلال بطعن سيد قطب في عثمان رضي الله عنه وفي أصحاب رسول الله e؛ إذ يرون أن في طعن سيد قطب وأمثاله من أهل الأهواء المنتسبين إلى السنة حجة لهم على جواز الطعن والنيل من الصحابة الكرام.
            فهذا الإباضي الخارجي المحترق أحمد محمد الخليلي مفتي عمان وكبير خوارج هذا العصر الحاقدين على أصحاب رسول الله e يقول في مقابلة أجراها معه لفيف من اللجنة الثقافية حينما زار النادي الثقافي في السلطنة في يوم الاثنين 29 رجب 1404هـ، ونشرتها مجلة جبرين التي يصدرها الطلبة العمانيون في الأردن؛ كتب يقول الخليلي الإباضي المذكور من كلام طويل في هذا المقابلة:
            "ولست هنا بصدد الحكم في تلك الفتنة العمياء، ولا على أحد ممن خاض في تلك الفتنة أو من أصيب بشيء من شررها، وإنما كل ما أريده الآن هو دفع الاتهامات التي توجه إلى الإباضية لأنهم يعادون بعض أصحاب رسول الله وينالون من كرامتهم.
            والذي أريد أن أقوله: أن الإباضية ليسوا وحدهم في هذا الميدان؛ فكثير من الناس تحدثوا عن تلك الفتنة وبينوا ماحدث فيها".
            ونقل شيئاً عن "العقد الفريد"، وعن "البيان والتبيين"، وعن "الإمامة والسياسة" لابن قتيبة زوراً، ثم دلف إلى القول الآتي:
            "وإذا جئنا إلى أعلام الفكر الإسلامي لعصرنا الحاضر؛ نجد كثيراً منهم تناول هذه الفتنة، وتحدثوا عما جرى فيها بكل جراءة، ومن هؤلاء شهيد الإسلام الأستاذ سيد قطب في كتابه "العدالة الاجتماعية في الإسلام".
            ثم قال:
            "فلنسمع معاً بعض ما قاله الأستاذ سيد قطب في (ص 210) من كتابه المذكور:
            وهذا التصور لحقيقة الحكم قد تغيَّر شيئاً ما دون شك على عهد عثمان، وإن بقي في سياج الإسلام. لقد أدركت الخلافة عثمان وهو شيخ كبير، ومن ورائه مروان بن الحكم يصرِّف الأمر بكثير من الانحراف عن الإسلام، كما أن طبيعة عثمان الرخيَّة، وحدبه الشديد على أهله، قد ساهم كلاهما في صدور تصرفات أنكرها الكثيرون من الصحابة من حوله، وكانت لها معقبات كثيرة...".
            ثم نقل عن سيد من (ص 210 – 212) طعناً شديداً على عثمان الخليفة رضي الله عنه، لا يتسع المجال لنقله في هذه المقدمة، لكن فيه شاهداً على أن سيداً قد أصبح حجة لأهل البدع في الطعن والتحامل على أصحاب رسول الله e.
            هذه الأسباب وغيرها دفعتني إلى أن أقوم ببعض الواجب الذي يُطْمِعني في أحسن الجزاء والمثوبة من الله الكريم العظيم، ويُطْمِعُني في أن يستجيب لصوت الحق أناس مخدوعون ببريق الباطل وجعجعته وضجيجه، فأدخل باستجابتهم في قول الرسول e: "من دعا إلى هدى؛ كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة".
            وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
            كتبه
            ربيع بن هادي عمير المدخلي
            عضو هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية



            ([1]) آل عمران: 187.

            ([2]) البقرة: 174.

            ([3]) البقرة: 159 – 160.

            ([4]) وقد بلغت طبعات الظلال إلى الآن إلى ثلاث وثلاثين طبعة.

            ([5]) "سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد" (ص 540).
            كل خير فى اتباع من سلف وكل شر فى ابتداع من خلف

            تعليق


            • #8
              الرد: اضواء اسلامية على عقيدة سيد قطب

              سئل فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ - حفظه الله


              ظهر في الآونة الأخيرة من بعض الكتاب العقلانيين يتكلمون زورًا وبهتانًا في مقام الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان
              - رضي الله عنه -، وأنه ليس من جملة الصحابة؛ لأنه أسلم بعد الفتح، فما هو قول سماحتكم، وكيف الرد على شبهتهم ؟ ..



              فأجاب
              :هذا قولٌ باطلٌ، وقائله ضالٌّ مضلّ، مكذِّبٌ للحقِّ، مُنكِرٌ للحق. معاوية بن أبي سفيان أحدُ أصحابِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقول المؤرخون: إنه أسلم عاَم ست، وأخفى إسلامه على أبيه، وقالت له أمه: أخفِ إسلامك لا يقطع عنك أبوك النفقة، ثم عَلِم أبوه بإسلامه فقال: لماذا؟ قال: ما آليتُ نفسي إلا خيرًا، وأنه أعلن إسلامه عامَ الفتح. هو كاتب الوحيِ للنبي- صلى الله عليه وسلم -، وهو - رضي الله عنه - أميرٌ على الشام في أيام الصديق وعمر وعثمان، جمَع له عمر - لما توفي أخوه زيد بن أبي سفيان - بين الشام كله، فأصبح أميرًا على الشام في عهد عمر وفي عهد عثمان، ورضيَه الصحابةُ، ورضِيَه المسلمون إمامًا لهم عامَ الأربعين بعد تنازل الحسنِ بن علي عن الخلافة، وهو أول ملوكِ الإسلام ، وخلافتُه كلُّها خيرٌ وبركة، معروف بالحلم والصفح والعفو، معروفٌ بالأخلاق الطيبة، والسيرة النبيلة، فهو صحابيّ ابن صحابي، وأمه صحابية - رضي الله عنه وأرضاه -، والمسلمون مُجمعون على أنه أولُ ملوك الإسلام، وأنه خليفة مِن خلفاء المسلمين، وأن بيعتَه بيعةُ حق، وأنه أحد أئمة المسلمين وفقهاءِ أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، رضي الله عنه وأرضاه. والله يقول: { لَايَسْتَوِيمِنْكُمْمَنْأَنْفَقَمِنْقَبْلِالْفَتْحِوَقَاتَلَأُولَئِكَأَعْظَمُدَرَجَةًمِنَالَّذِينَأَنْفَقُوامِنْبَعْدُوَقَاتَلُواوَكُلًّاوَعَدَاللَّهُالْحُسْنَى}؛ فلا شك أن المنفقين والمجاهدين أفضل، لكن الله قال: {وَكُلًّاوَعَدَاللَّهُالْحُسْنَى } ..




              يقول أيضا السائل
              : ما رأيُكم - أيضا - في قول القائل: (( وحين يركنُ معاوية وزميله عمرو إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم، لا يملك عليٌّ أن يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل، فلا عجب أن ينجحان ويفشل، وإنه لَفَشل أعظم من كل نجاح)) هل هذا الكلام من جملة سب الصحابة ؟ ..




              الجواب
              :هذا كلامُ باطنيٍّ خبيث، أو يهوديٍّ لَعين، ما يتكلم بهذا مسلم. عمرو بن العاص شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة، ومعاوية من فضلاء الصحابة، وهم رضي الله [ لهم ] الدين ، [ وأهل ] وتقوى وصلاح، لا يشك مسلم فيهم، وما فعلوا شيئا يُعاب عليهم، وكلُّ ما قاله أولئك فمُجرَّد فرية وكذب وتضليل، - وعياذا بالله- عنوانُ نفاق مِمّن قاله ..


              ( ملاحظة : كانت هذه الفتاوى بتأريخ 15 رجب 1426 هـ .. ضمن سلسلة محاضرات التوحيد المقامة بالطائف لعام 1426 هـ )

              " منقول من شبكة سحاب "


              الشيخ الألباني يقول: [الذي يأخذ بأن الشيخ الألباني أثنى على سيد قطب في مكان معين ، من أهل الأهواء] !

              الشيخ: أنا قلت يومًا ما بالنسبة لسيد قطب ، تسمع عن الشيخ ...
              السائل: عبد الله عزام ؟
              الشيخ: عبد الله عزام ، تسمع فيه ؟
              السائل: نعم.
              الشيخ: جزاك الله خير ، عبد الله عزام كان هنا من الإخوان المسلمين ، منذ قريب - سبع سنين أو ثمان سنين - الإخوان المسلمون اتخذوا قرارًا بمقاطعة الألباني ؛ مقاطعة دروسه ، ومقاطعة كل من ينتمي إلى دعوته ، علمًا أن عبد الله عزام كان هو الرجل الوحيد من بين الإخوان المسلمين اللي لا يكاد يسمع أن الشيخ الألباني عنده جلسة في دار كذا إلا يكون هو من أول الحضور ، ومعه هيك دفتر صغير وقلم هيك صغير جدًا يكتب فيه خلاصات.
              هذا الرجل - الودود حقًا - لما صدر قرار مقاطعة الألباني ما عاد حضر عند الألباني إطلاقًا.
              لقيته في "مسجد صهيب" ، نحن خارجون من الصلاة ، سلمت عليه بطبيعة الحال ، وسلَّم هو على استحياء لأنه لا يريد أن يخالف القرار !
              قلت له: إيش هذا يا شيخ ، هكذا الإسلام يأمركم ؟
              قال : سحابة صيف عما قريب تنقشع.
              الشيخ: راحت أيام وإيجت أيام ، كان إيجى زارني على البيت ما وجدني [...]
              الخلاصة كان بيتتبع الأخبار وعرف إنه أنا عند (نظام) لما كان بيته تحت في البلد ، طرق الباب ، دخل ، أهلاً وسهلاً.
              قال: أنا جيت على البيت وما وجدتك ، وأنا كما تعلم حريص على الاستفادة من علمك ، من هذا الكلام.
              قلت له: أنا هيك بعرف ، لكن إيش معنى ها المقاطعة هذه ؟
              قال: أنت كفَّرتَ سيد قطب – موضع الشاهد -.
              قلت له: وين كفَّرت ؟
              قال: أنت بتقول إنه هو يقرر عقيدة وحدة الوجود في تفسير:
              أولاً:"سورة الحديد"- أظن -
              وثانياً: بـ "قل هو الله أحد".
              قلت: نعم ! نقل كلام الصوفية ، ولا يمكن أن يفهم منه إلا أنه يقول بوحدة الوجود ، لكن نحن من قاعدتنا - وأنت من أعرف الناس بذلك لأنك بتابع جلساتي - لا نكفر إنسانًا ولو وقع في الكفر إلا بعد إقامة الحجة، فكيف أنتوا تعلنون المقاطعة هذه وأنا موجود بين ظهرانيكم .
              قلت له: انت لمَ ما جيت تبعثوا شخص يتحقق من أنه صحيح أنا بكفر سيد قطب ؟
              كان معه يومئذٍ لما جاء عند (نظام) ، أخونا علي السطري .
              قلت له: سيد قطب هكذا يقول في سورة كذا.
              قام فتح في مكان آخر ، فيه بأن الرجل يؤمن بالله ورسوله والتوحيد … إلى آخره .
              قلنا له: يا أخي ! نحن ما أنكرنا هذا الحق الذي يقوله ، لكننا أنكرنا هذا الباطل الذي قاله.
              ورغم هذه الجلسة فيما بعد راح نشر مقالتين أو ثلاثة بصورة متتابعة في"مجلة المجتمع" في الكويت بعنوان ضخم: (الشيخ الألباني يكفر سيد قطب)، والقصة طويلة جدًا ، لكن الشاهد منها وين ؟
              نحن نقول هيك ونقول هيك ، فاللي بياخذ إنه سيد قطب كفره الألباني ، مثل اللي بياخذ إنه - والله - الشيخ الألباني أثنى على سيد قطب في مكان معين ، فدول أهل أهواء يا أخي ! إنه لا سبيل لنا أن نقف في طريقهم إلا أن ندعـو الله لهـم فقط ((أفأنتَ تُكْرهُ الناس حتى يكونوا مؤمنين ))؟!) اهـ.

              المصدر : (سلسلة الهدى والنور الشريط رقم 785 الدقيقة 11 تقريبًا


              أو (شريط للشيخ بعنوان "مفاهيم يجب أن تصحح" )



              فتوىللعلامة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان

              ـ سئل فضيلة الشيخ العلامة صالح بن محمد اللحيدان : هل يوجد في مجلد ظلال القرآن لسيد قطب شكٌ أو ريب بالنسبة للعقيدة ، وهل تنصح باقتنائه أم لا ؟
              فأجاب الشيخ:"بل هو مليء بما يخالف العقيدة ، فالرجـل ـ رحمه الله نسأل الله أن يرحم جميع أموات المسلمين ـ ليس من أهل العلم. هو من أهل الدراسات المدنية وأهل الأدب. وله كتبه السابقة قبل أن ينخرط في سلك الإخوان المسلمين ، وكان من الأدباء ، له كتاب : (حصاد أدبي) ، و(الأطياف الأربعة) ، وغيره.. و(طفل من القرية) ، وأشياء كثيرة من هذا النوع. ثم شاء الله ـ جل وعلا ـ أن يتحول عما كان عليه. وكان في وقت نشط الناس في الكلام وإن قل العمل ، وكان للكلام أثره فكان ما كان وكتب هذا الكتاب الذي اسمه "في ظلال القرآن". وإن شاء الله له حسنات ، ولكن له أخطأ في العقيدة ، وفي حق الصحابة ؛ أخطاء خطيرة كبيرة. وقد أفضى إلى ما قدم فنسأل الله أن يعفو عنا وعنه.
              وأما كتبه فإنها لا تُعِّلمُ العقيدة ولا تقرر الأحكام ، ولا يعتمد عليها في مثل ذلك ، ولا ينبغي للشادي والناشئ في طريق العلم أن يتخذها من كتب العلم التي يعتمد عليها ، فللعلم كتبه ، وللعلم رجاله. أنصح أن يعتني طالب العلم بالقراءة للمتقدمين : الأئمة الأربعة ، وللتابعين ، وأهل الحق ، وعلماء الإسلام المعروفين بسلامة المعتقد وغزارة العلم والتحقيق وبيان مقاصد الشريعة. وهم ـ ولله الحمد ـ كثيرون ، وكتبهم محفوظة ـ بحمد الله ـ والمرجع في ذلك كله ـ عرض أقوال الناس ـ إنما يكون على كتاب الله وعلى سنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى أقوال السلف(الصحابة) فهم أدرى وأعرف بمفاهيم كلام الله وكلام نبيه، وذلك كله ـ ولله الحمد ـ مدون في كتب العلماء من الصحاح والسنن ، وكتب الآثار ؛ كالمصنفات ونحوها. فلا عذر لطالب العلم بالتقصير ، ولا يصح أن يجعل كتب المتأخرين حاكمة على كتب المتقدمين. نعم.
              * قال السائل : طالب علم يجالس أهل السنة وأهل البدع ،ويقول : كفى الأمة تفريقاً وأنا أجالس الجميع.
              قال الشيخ :"هذا مبتدع ، من لم يفرق بين الحق والباطل ويدعي أن هذا لجمع الكلمة فهذا هو الابتداع ، نسأل الله أن يهديه. نعم.
              ** المرجع(من شريط درس بعد صلاة الفجر في المسجد النبوي يتاريخ23/10/1418)**




              كل خير فى اتباع من سلف وكل شر فى ابتداع من خلف

              تعليق

              تشغيل...
              X