وكانت راجت تساؤلات عديدة عشية يوم أمس في دمشق حول غياب شخصيات رئيسة في المعارضة السورية فضلا عن أحزاب يسارية عن قائمة الأسماء والأحزاب الموقعة على إعلان دمشق، فيما أعرب حقوقيون سوريون عن قلقهم من "العودة الطارئة والمفاجئة" للإخوان المسلمين عبر بوابة "إعلان دمشق".
استبعاد رموز طائفية
فاتح جاموس، وهو قيادي في حزب العمل الشيوعي، أكد لـ"العربية.نت" أنه تم استئصال حزبه من حوار إعلان دمشق واصفا منطق هذا الحوار بأنه "استئصالي". ولفت جاموس إلى أن العلاقة ما بين حزب العمل الشيوعي والتجمع الوطني الديمقراطي المعارض، أبرز الموقعين على بيان إعلان دمشق، "له قصته القديمة عندما كانوا يرفضون حضورنا في التجمع وفي أيام كنا نتهم فيها بالعمالة للحكومة والمخابرات الروسية أو كوننا ننتمي للطائفة العلوية مع أن حزبنا ليس طائفيا وتركيبته تضم الناس من جميع الطوائف".
إلا أن فاتح جاموس استبعد فكرة "التعمد بإبعاد شخصيات معارضة علوية عن إعلان دمشق"، وقال: "أعتقد أن ذلك من المستحيل ولكن أعتقد أن ما حصل من غياب لحزب العمل الشيوعي وحضور اسماء عديدة وسط غياب أسماء معارضة علوية يوحي شكلا أن هناك استبعادا لرموز طائفية". وتابع "أن ما حصل يؤكد وجود فارق بين الادعاء الديمقراطي والممارسة الديمقراطية وإذا استمرت الأمور بهذا الشكل ستترك أثرا سيئا على الجميع".
وأشار المعارض فاتح جاموس إلى "مصالح متبادلة بين الأحزاب الكردية والتجمع الوطني الديمقراطي حيث توجد مصلحة للأكراد بالتوصل إلى توافق مع التجمع حول المسألة الكردية وكذلك التجمع يريد التوافق مع الأكراد لأنهم الأكثر جرأة على النظام".
نفي استبعاد العلويين
ووقع بيان "إعلان دمشق" التجمع الوطني الديموقراطي في سوريا الذي يضم خمسة أحزاب غير مرخصة, والتحالف الديموقراطي الكردي في سوريا ولجان أحياء المجتمع المدني والجبهة الديموقراطية الكردية في سوريا وحزب المستقبل (الشيخ نواف البشير), وشخصيات مستقلة.
ما جاء به حزب العمل الشيوعي لقي نفيا شديدا من قبل أبرز الشخصيات الداعية لإعلان دمشق، المحامي حسن عبد العظيم الذي قال لـ"العربية.نت" إن حزب العمل الشيوعي هو "قوة وطنية وليست هناك نية لاستبعاده". وأشار عبد العظيم إلى أن "إعلان دمشق" والانضمام للجنة المتابعة مفتوح أمام الجميع.
وحول استبعاد إعلان دمشق لشخصيات من الطائفة العلوية، أجاب عبد العظيم "ليس هناك نية لاستبعاد إخواننا بالطائفة العلوية ونحن لدينا كل الحرص على دورهم واتصلنا بشخصيات كثيرة منهم اعتذرت عن التوقيع".
وعن سر وجود توقيع السجين رياض سيف على البيان وغياب توقيع سجناء آخرين مثل عارف دليلة، أوضح عبد العظيم "كنت في زيارة لرياض سيف في السجن من اجل مناقشة مسألة تخفيض ربع المدة من الحكم الصادر بسجنه وطرحت الموضوع عليه وأبلغني أنه موافق عليه ولكن لم تكن هناك فرصة لزيارة عارف دليلة ومناقشة الأمر". وتابع "حرصنا على موقف رياض سيف كونه يمثل التيار الليبرالي أما موقف عارف دليلة فهو معروف أنه من التيار الوطني الديمقراطي القريب من أفكار التجمع".
هذا وعلمت "العربية.نت" في وقت لاحق أن حزب العمل الشيوعي يحضّر لإصدار بيان يعلن فيه موافقته على ما جاء به "إعلان دمشق" وانضمامه إلى اللجنة المتابعة لهذا الإعلان، وذلك عقب لقاء جمعه بالمعارض السوري المحامي حسن عبد العظيم في العاصمة السورية دمشق ظهر اليوم الاثنين.
"أجواء تسامحية" من السلطة
من جهة أخرى، ذكر مراقبون سوريون لـ"العربية.نت" أن "السلطات السورية لم تزعج أحدا من الشخصيات التي اجتمعت في المؤتمر من أجل إعلان دمشق كما أنها لم تعتقل أيا منهم ولم تمنع المؤتمر رغم علمها المسبق به إلا أن حضور عناصر الشرطة أخيرا جاء من باب إثبات حضور للسلطة التي تجاهلتها القوى المعارضة ولم تطلب ترخيصا لمؤتمرها".
وأوضح مراقب ومحلل سوري، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربية.نت" أن مجرد انعقاد هذا المؤتمر ونشر هذا الإعلان وبهذه اللغة القاسية من داخل دمشق هو"دليل على هامش حريات موجود وسط أجواء تسامحية من السلطة"، قبل أن يشير هذا المراقب إلى أن جهات في المعارضة السورية تريد إبراز زعامتها واسمها في هذه الظروف بالذات، لافتا إلى أنه تم تجاوز لجنة التنسيق بين قوى المعارضة واللجان الحقوقية لصالح "إعلان دمشق".
وفي حين سارعت جماعة الإخوان المسلمين للتوقيع على إعلان دمشق وكذلك فعل التجمع من أجل سورية في الولايات المتحدة الأمريكية، دعا التجمع الديمقراطي الحر ، الذي ترأسه المحامية رهاب البيطار، في بيان له، أطياف المعارضة الذين وقعوا بيان إعلان دمشق أن "يتقوا الله في بلدهم وشعبهم وان مثل هذه البيانات لا تعبر عن سلامة في النوايا بل جريا وراء طموحات وهمية تصب في المحصلة النهائية في قنوات غير وطنية".
نريد أن نفهم كل هدا الخلاف الداخلي و تسمحون لمعارضة أمريكية بالتوقيع على القرار ..... نتمنى على أحزاب المعرضة في الداخل أن تتوحد فورا و بلا هذه المهازل المضحكة التي لن ينجم عنها إلا بقاء معارضة الداخل ضعيفة جعل معارضة الخارج قوية بحيث أنها تستغل كل خطأ نقع به لتقوي نفسها على حسابنا ............. الحقيقة أن السبب الوحيد لضعف المعارضة السورية هي هذه التصرفات