اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التقرير

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • التقرير

    حذره الأصدقاء القدامى والجدد الذين سبقوه في العمل بالمنطقة ألا يذهب للزيارة في رمضان ولا في اليوم الأخير قبل العطلة ولا في اليوم الأول بعد العطلة، ولا السبت، حتى لا يعود ومعه إشعارات بالغياب بدل التقارير، تذكر هذا وهو يمتطي سيارة النقل المزدوج الوحيدة المتوجهة إلى السوق، يعلم ويكاد يجزم أنه لن يجد المعلم، حتى وإن وجده سيكون في السوق، أو مدعوا في خيام السوق لشرب الشاي وأكل السفنج، ولن يجد التلاميذ الذين ينتظرون هذا اليوم الذي لا يأتي إلا مرة في الأسبوع، ومع ذلك تزاحم مع المتسوقين والبهائم، وسلل البيض والدجاج، أثار فضول القرويين بلباسه الذي لا يناسب المكان، هز كتفيه وهو يسائل نفسه:
    - وما ذنبي أنا إذا لم توفر لي النيابة وسيلة النقل، وسيارتها تجوب شوارع المدينة في سائر الأوقات والأيام. وكيف أصل إذا لم أذهب يوم السوق؟ هل أكتري حمارا أو بغلا أو أقطع المسافة على قدمي؟
    سارت السيارة تقطع الطريق المتربة وهي تئن بحمولتها بين الأحجار والأخاديد، قرأ من وراء كتف أحد القرويين بعض الكلمات من صحيفة قديمة من صحف الإثارة والجرائم ، كيف أخفى الجاني معالم الجريمة ليضلل العدالة، لا يدري كيف علقت هذه العبارة بذهنه رغم أنه سمعها مرارا.
    تقيأت السيارة ناسا وحيوانات معفرين بالتراب. أزال ربطة العنق ليتنفس ملء رئتيه بعض الهواء النقي، وهو يخطو خطواته إلى السوق، يلتفت في كل الاتجاهات عله يرى بناية المدرسة. فلما أعياه البحث، قال في نفسه:
    - لعلها تكون بجوار السوق، أليس السوق هو مجمع أهل القرية؟
    سار بين خيام السوق المهترئة، يتفادى الأوتادوالشحاذين، ملأت خياشيمه رائحة السفنج المقلي وبراريد الشاي. تذكر كأس القهوة ومثلث الحرشة الذي تناوله بمحلبة المحطة، رأى شابا يظهر من لباسه أنه غريب عن المنطقة، لا يعلم كيف اختاره من بين رواد السوق ليسأله عن المدرسة، إما أن يكون هو المعلم أو بائع أدوية بالسوق، استبعد الفكرة الأولى، أو هكذا خيل إليه، لأن الوقت وقت العمل، يريد أن يكذب قولة الأصدقاء. سأله عن الطريق المؤدي إلى المدرسة. تلعثم الشاب قبل أن يجيب، نظر إلى ساعته ثم نظر إليه في استغراب قائلا:
    - عليك أن تسير في هذا الاتجاه حوالي عشرين دقيقة، وخلف التلة التي ترى أمامك تنحرف يمينا، وستظهر لك بنايتها.
    شكره، وتابع الطريق يحسب الدقائق العشرين، وينفض الغبار الذي علق بالحذاء الذي لمعه في المحطة صباحا. يمسح العرق الذي اختلط بالتراب فكونا مزيجا بلون الأرض. وخلف التلة انحرف يمينا كما أشار عليه الشاب بالسوق. ولم تظهر له البناية. سأل مجموعة من القرويين مقبلين على السوق على حميرهم عن المدرسة. أجابه أحدهم:
    - لقد تركتها خلفك بجانب السوق من الجهة الأخرى.
    تساءل في نفسه وهو يسير خلف قافلة الحمير:
    - أيهم على صواب، أيكون ذلك الشاب الذي لم يعلم كيف اختاره من بين رواد السوق أم هؤلاء الناس البسطاء؟.
    وقف بالساحة يراقب جماعات التلاميذ يتراكضون من كل الاتجاهات إلى البناية التي نبتت بين المنازل الترابية. دخل القسم ، وفوجىء بالمعلم يشبه شاب السوق الذي لم يعلم كيف اختار أن يسأله عن المدرسة دون سائر رواد السوق. يتلعثم أمامه كما تلعثم شاب السوق. أيكون هو المعلم؟ راجع شريط ال؟أحداث، تذكر الجملة التي قرأها في الصحيفة القديمة التي القروي يتهجى في السيارة، {إخفاء معالم الجريمة ومحاولة تضليل العدالة}. أغلق التقرير وخرج ليسلك أقرب طريق إلى السوق .
    مارس 2001

  • #2
    الرد: التقرير

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    شكرا على تفضلكم بقراءة قصصي وبالتعليق الذي أوردتموه بصددها وأعدكم بإنتاجات أخرى إن كانت أعجبتكم وإن كان يغلب عليها الطابع المحلي، فشخوصي تنطلق من الواقع المعيش.

    تعليق


    • #3
      الرد: التقرير

      اخي الحكماوي
      اخفاء معالم الجريمة انا معك فيها فما من مجرم الا وحاول ان يخفي فعلته
      اما تضليل العدالة هذا في مخيلة الجاني اما العدالة ستتحقق وستعطي كل حق حقه
      والا لما وصل المعلم في النهاية الى البناية رغم كل التضليل والتمويه
      ربما بعد اجهاد اوتعب ولكن وصل الى مبتغاه وعلم من هو الجاني ومن هو العادل
      الف شكر لمشاركتك وقصتك الرائعة
      ورجائي ان تكتب في المرة القادمة بخط اكبر

      تعليق


      • #4
        الرد: التقرير

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعيد مبارك سعبد، وكل عام وأنتم والأمة العربية والإسلامية بكل خير ترفل في حلل الرقي والازدهار
        لقد عملت بنصيحتك وكتبت بخط أكبر.
        وأعدكم بالمزيد من الكتابة وإن كانت المقروءية قليلة فهل أعضاء المنتدى لا يهتمون بقراءة القصة القصيرة، أم أن طول القصة يحول دون قراءتها؟

        تعليق


        • #5
          الرد: التقرير

          اضيف في الأساس بواسطة حكماوي
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعيد مبارك سعبد، وكل عام وأنتم والأمة العربية والإسلامية بكل خير ترفل في حلل الرقي والازدهار
          لقد عملت بنصيحتك وكتبت بخط أكبر.
          وأعدكم بالمزيد من الكتابة وإن كانت المقروءية قليلة فهل أعضاء المنتدى لا يهتمون بقراءة القصة القصيرة، أم أن طول القصة يحول دون قراءتها؟
          اخي حكماوي
          وعيد مبارك عليك ايضا وعلى امة الاسلام اجمع
          ونحن بانتظار قصصك المميزة بالنسبة لي على الاقل
          ونحن هنا نميل الى قراءة القصة القصيرة لعدة اسباب
          واهمها كثرة اقسام المنتدى ومحاولة الاعضاء المرور اليها جميعا والقصة الطويلة تاخذ وقتا في القراءة ولقد حاول بعض الاعضاء كتابة قصص من عدة اجزاء ووجدت ان لااحد يمر عليها او يمرون عليها مرور الكرام دون تعليق او رد يعطي الكاتب حقه
          الف شكر لك ولمراعاتك ومن اجل الكتابة في خط كبير
          لك مني كل التحية والتقدير لكل مشاركاتك

          تعليق

          تشغيل...
          X