قدم عبدالله الهرري الحبشي إلى لبنان واغتر به الناس وجهلوا أنه أتى من بلد يبغضه أهلها حتى صاروا يلقبونه بـ "شيخ الفتنة" حسب شهادة بعض أقارب الحبشي وذلك لمساهمته في فتنة (كُــلُـب) في بلاد هرار بإيعاز من أهل اديس أبابا حيث تعاون مع أعداء المسلمين وبالتحديد حاكم (أندراجي) صهر (هيلاسيلاسي) ضد الجمعيات الإسلامية وتسبب في إغلاق مدارس الجمعية الوطنية الإسلامية لتحفيظ القرآن بمدينة هرر سنة 1367هـ 1940، وصدر الحكم على مدير المدرسة (إبراهيم حسن) بالسجن ثلاثا وعشرين سنة مع النفي، وبالفعل تم نفيه إلى مقاطعة (جوري) طريداً سجيناً وحيداً حتى قضى نحيه بعد سنوات قليلة. ثم انتهى الأمر إلى تسليم المشايخ والدعاة إلى هيلاسيلاسي وإذلالهم. ومنهم من فر إلى مصر والسعودية واستقر بها.
وسبب هذا التعاون بين الحبشي وبين السلطة ضد القائمين على مدارس تحفيظ القرآن اتهامه لهم أنهم ينتمون إلى العقيدة الوهابية.
ولا يزال التاريخ يذكر له فتنة (كُـلُـب) التي كان من نتيجتها إغلاق مدارس تحفيظ القرآن ونفي الدعاة والمشايخ وسجنهم، وبسببها أطلق الناس هناك على الحبشي صفة (الفتّـان) أو (شيخ الفتنة).
لقد كان الحبشي يستغل بساطة الناس وحبهم للدينفيملأ قلوبهم غيظاً على خصومه من المشايخ ويزور كلامهم ويسلط العامة والغوغاء عليهم وذلك على النحو الذي يفعله اليوم في لبنان.
ثم هو منذ قدم لبنان لم يزل يعمل على بث الأحقاد ونشر الفتن: تماما كما فعل في بلاده. وما أن خلا له الجو حتى بدأ يعاود الفتنة نفسها:
فنشر عقيدته الفاسدة من شرك وترويج لمذهب الجهمية في تأويل صفات الله وإرجاء وجبر وتصوف وباطنية ورفض وسب للصحابة، فسب معاوية رضي الله عنه ووبخ الذين توقفوا عن القتال بين الفئتين المسلمتين. واتهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعصيان أمر الله تعالى.
وهو رجل شديد الخصومة كما هو معروف عنه، وإذا حشره خصمه في المناقشة فإما أن يظهر انفعالات مصطنعة أمام أتباعه وهي إشارة غير مباشرة لهم بضربه أو طرده، وإما أن ينسحب بهدوء إلى غرفته ويترك خصمه لأتباعه يجادلهم ويجادلونه، وإذا سأل الخصم عن سبب انسحاب الحبشي قالوا له: إن الشيخ متعب ويريد أن يستريح. ولقد حدث هذا لي معه شخصياً (2)ومع بعض الأخوة.
لقد نجح الحبشي مؤخرا في تخريج مجموعات كبيرة من المتبجحين والمتعصبين الذين لا يرون مسلما إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم مع ما تتضمنه من إرجاء في الإيمان وجبر في أفعال الله وجهمية واعتزل في صفات الله.
ومسارعة إلى مسايرة الطواغيت وتحايل على الله في مسائل الفقهيات فيما يسمونه بـ (الحِيـَل الشرعية). وله من طرائف الفتاوى وعجائبها والاحتيال الديني ما يثير الضحك.
ثم بدأ بتسليط لسانه اللاذع على خصومه فكفر الألباني وابن باز ورمى ابن تيمية بالكفر والردة والزندقة وأمر بإحراق كتبه ووصف الإمام الذهبي بأنه خبيث والشيخ السيد سابق بأنه مجوسي ولعن سيد قطب وأثنى هو وأتباعه على عبدالناصر لأنه شنقه،، مع أنه يمتنع عن الإجابة عن حكم الباطنيين والروافض بل على العكس فإنه يتولاهم ويأمر أتباعه بموالاتهم واستخدامهم درعا واقيا وغطاء منيعا ليستمكن هو وأتباعه بهم من ضرب المسلمين والدعاة إلى الله ولو في المساجد، وإذا قيل لهم كيف توالون غير المسلمين وتثنون عليهم؟ قالوا هذا "ذكـاء" وليس موالاة للكفار.
ولم يكد ينجو داعية أو مسلم من ضربهم وإيذائهم، وصار اقتحام المساجد عند أتباعه (فتحا مبينا) وحكم على من يسميهم بالوهابيين بالكفر والردة: ثم ما المانع بعد ذلك من إهراق دمهم والمرتد مهدور الدم!!
ولقد بلغ تهوره أن من المقيمين من أتباعه في السعودية من الدخول إلى مساجد (الوهابيين) ورخص لهم أكل الثوم والبصل قبيل إقامة صلاة الجمعة كي يصيروا معذورين -بل منهيين- عن دخول المساجد.
وقد بدأت حقيقة الحبشي تنكشف في آخر محاضرة له في طرابلس حيث أخذ يحث على الاستغاثة بأئمة أهل البيت وأنه لا حرج على المسلم أن يقول يا علي يا حسين على النحو الذي تفعله الرافضة.
وصارت تسمع له بعض الفتاوى الشاذة. فحكم بجواز سرقة الجيران إذا كانوا نصارى، وبجواز أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة بين الناس. وأجاز أكل الربا وصد عن دفع الزكاة وأجاز لعب القمار والمراهنة (3) وزعم أن الصحابة مقلدون، وزعم أنه لولا أن الله أعان الكافر على الكفر ما استطاع أن الكافر أن يكفر ، وأن من زعم أن الله يتكلم حقيقة:يكفر.
والذي يظهر أن قدوم الحبشي أمر مدبر، فهو رجل فتان ذو سوابق في إثارة الفتن. وقد بلغني من مصادر مقربة منه أن لديه عدة جوازات سفر مما ييسر له معاودة الدخول إلى البلدة التي تمنعه من دخولها.
ولقد أثر في الناس تأثيرا بالغا وعمل (الذين غلبوا على أمرهم) على حماية هذه الفرقة الجديدة وتقوية نفوذها وضرب كل من يتصدى لها. لذلك سرعان ما تكاثر نشاط ونفوذ أتباعه بشكل لا يصدق، فهاهم الآن يمتلكون من أكبر أجهزة الأبحاث ومركز للمخطوطات منها المؤسسة الثقافية للخدمات و مركز الأبحاث والخدمات و جمعية المشاريع الإسلامية للخدمات، يقوم عليها كل من كمال الحوت وعماد الدين حيدر وعبدالله البارودي، وبدأوا يحققون كتب التراث تحقيقا جهميا أشعريا على نسق الكوثري تماماً. ويحيلون إلى اسم غريب لا يعرفه حتى طلبة العلم فيقولون مثلاً: (قال الحافظ العبدري في دليلة) يدلسون على الناس وهو في الحقيقة شيخهم الحبشيينقلون مقاطع من كتابه الدليل القويم ويلصقونها في كتب التراث بما يؤيد مذهبهم.
- ولقد انتشرت مدارسهم في بقاع لبنان وينفقون الأموال الطائلة عليها حتى أصبحت حافلاتهم تملأ المدن وأبنية مدارسهم تفوق سعة المدارس الحكومية، وينشؤون الأطفال أول ما ينشؤونهم على (احذروا المكان والحيز لله) (احذروا رجلا كافرا اسمه ابن تيمية) وغير ذلك.
- وأتباع الحبشي متهورون شديدون على أهل السنة جدا إلى حد أنهم يستقرونهم أينما ذهبوا ويهددونهم بالقتل ليل نهار، ولا يسمحون لأحد حتى أن يحتفظ بعقيدته المخالفة لهم وإنما يعمدون إلى ملاحقته واستجوابه.
- وهم يطرقون بيوت الناس ويلحون عليهم تعلم العقيدة الحبشية ويوزعون عليهم كتب شيخهم بالمجان، ولديهم تفريغ وتخصيص مكافآت للألوف من دعاتهم .
تعليق