اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من عيون الشعر العربي !!!

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • من عيون الشعر العربي !!!

    أعزائي . . .
    سوف أستمر بالإضافة على هذا الموضوع - بإذن الله تعالي - لذا ستقتصر المشاركات هنا على إضافة قصائد من الشعر العربي الفصيح دون كتابة ردود . . . أشكر لكم تعاونكم ، ، ، تقبلوا تحياتي .

    *****************

    ألا ليت شعري ؟؟؟
    في رثاء النفس
    مالك بن الريب التميمي يقول :

    ألا ليتَ شِعـري هـل أبيتـنَّ ليلـةً
    . . . . . . . . . . . . . بجنب الغضَى أُزجي الِقلاصَ النواجيـا
    فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَـه
    . . . . . . . . . . . . . وليت الغضى ماشى الرِّكـاب لياليـا
    لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى
    . . . . . . . . . . . . . مزارٌ ولكـنَّ الغضـى ليـس دانيـا
    ألم ترَنـي بِعـتُ الضلالـةَ بالهـدى
    . . . . . . . . . . . . . وأصبحتُ في جيش ابن عفّانَ غازيـا
    دعاني الهوى من أهل أُودَ وصُحبتـي
    . . . . . . . . . . . . . بذي ( الطِّبَّسَيْـنِ ) فالتفـتُّ ورائيـا
    أجبتُ الهـوى لمّـا دعانـي بزفـرةٍ
    . . . . . . . . . . . . . تقنَّـعـتُ منـهـا أن أُلأمَر دائـيـا
    أقول وقد حالتْ قُـرى الكُـردِ بيننـا
    . . . . . . . . . . . . . جزى اللهُ عمراً خيرَ ماكـان جازيـا
    إنِ اللهُ يُرجعني مـن الغـزو لا أُرى
    . . . . . . . . . . . . . وإن قلَّ مالـي طالِبـاً مـا ورائيـا
    تقول ابنتيْ لمّـا رأت طـولَ رحلتـي
    . . . . . . . . . . . . . سِفـارُكَ هـذا تاركـي لاأبـا ليـا
    لعمريْ لئن غالتْ خراسـانُ هامتـي
    . . . . . . . . . . . . . لقد كنتُ عن بابَـي خراسـان نائيـا
    فإن أنجُ من بابَي خراسـان لا أعـدْ
    . . . . . . . . . . . . . إليهـا وإن منَّيتُمـونـي الأمانـيـا
    فللهِ دّرِّي يــوم أتــركُ طائـعـاً
    . . . . . . . . . . . . . بَنـيّ بأعلـى الرَّقمتَيـنِ ومالـيـا
    ودرُّ الظبَّـاء السانـحـات عشـيـةً
    . . . . . . . . . . . . . يُخَبّـرنَ أنّـي هالـك مَـنْ ورائيـا
    ودرُّ كبـيـريَّ اللـذيـن كلاهـمـا
    . . . . . . . . . . . . . عَلـيَّ شفيـقٌ ناصـح لـو نَهانيـا
    ودرّ الرجـال الشاهـديـن تَفتُُّـكـي
    . . . . . . . . . . . . . بأمـريَ ألاّ يَقْصُـروا مـن وَثاقِيـا
    ودرّ الهوى من حيث يدعو صحابتـي
    . . . . . . . . . . . . . ودّرُّلجـاجـاتـي ودرّ انتِهـائـيـا
    تذكّرتُ مَنْ يبكـي علـيَّ فلـم أجـدْ
    . . . . . . . . . . . . . سوى السيفِ والرمح الرُّدينيِّ باكيـا
    وأشقـرَ محبوكـاً يـجـرُّ عِنـانـه
    . . . . . . . . . . . . . إلى الماء لم يترك له الموتُ ساقيـا
    ولكنْ بأطـرف ( السُّمَيْنَـةِ ) نسـوةٌ
    . . . . . . . . . . . . . عزيـزٌ عليهـنَّ العشيـةَ مـا بيـا
    صريعٌ على أيـدي الرجـال بقفـزة
    . . . . . . . . . . . . . يُسّوُّون لحـدي حيـث حُـمَّ قضائيـا
    ولمّـا تـراءتْ عنـد مَـروٍ منيتـي
    . . . . . . . . . . . . . وخلَّ بها جسمـي، وحانـتْ وفاتيـا
    أقـول لأصحابـي ارفعونـي فـإنّـه
    . . . . . . . . . . . . . يَقَـرُّ بعينـيْ أنْ (سُهَيْـلٌ) بَـدا لِيـا
    فيا صاحبَيْ رحلي دنا الموتُ فانـزِلا
    . . . . . . . . . . . . . برابـيـةٍ إنّــي مقـيـمٌ ليالـيـا
    أقيما علـيَّ اليـوم أو بعـضَ ليلـةٍ
    . . . . . . . . . . . . . ولا تُعجلانـي قـد تَبـيَّـن شانِـيـا
    وقوما إذا ما استـلَّ روحـي فهيِّئـا
    . . . . . . . . . . . . . لِيَ السِّدْرَ والأكفـانَ ثـم أبكيـا ليـا
    وخُطَّا بأطـرافالأسنّـة مضجَعـي
    . . . . . . . . . . . . . ورُدّا علـى عينـيَّ فَضْـلَ رِدائـيـا
    ولا تحسدانـي بــاركَ اللهُ فيكـمـا
    . . . . . . . . . . . . . من الأرض ذات العرض أن تُوسِعا ليا
    خذانـي فجرّانـي ببـردي إليكـمـا
    . . . . . . . . . . . . . فقد كنتُ قبـل اليـوم صَعْبـاً قِياديـا
    وقد كنتُ عطَّافـاً إذا الخيـل أدبَـرتْ
    . . . . . . . . . . . . . سريعاً لدى الهيجا إلى مَـنْ دعانيـا
    وقدكنتُ صبّاراً على القِرْنِ في الوغى
    . . . . . . . . . . . . . وعن شَتْميَ ابنَ العَمِّ وَالجـارِ وانيـا
    فَطَوْراً تَرانـي فـي ظِـلالٍ ونَعْمَـةٍ
    . . . . . . . . . . . . . وطـوْراً ترانـي والعِتـاقُ رِكابـيـا
    وطورا تراني فـي رحـاً مُستديـرةٍ
    . . . . . . . . . . . . . تُخـرِّقُ أطـرافُ الرِّمـاح ثيابـيـا
    وقوماً على بئـر الشبيكـي فأسمِعـا
    . . . . . . . . . . . . . بها الغُرَّ والبيضَ الحِسـان الرَّوانيـا
    بأنّكـمـا خلفتُـمـانـي بـقَـفْـرةٍ
    . . . . . . . . . . . . . تَهِيلُ علـيّ الريـحُ فيهـا السّوافيـا
    ولا تَنْسَيا عهـدي خليلـيَّ بعـد مـا
    . . . . . . . . . . . . . تَقَطَّـعُ أوصالـي وتَبلـى عِظامـيـا
    ولن يَعـدَمَ الوالُـونَ بَثَّـا يُصيبهـم
    . . . . . . . . . . . . . ولن يَعدم الميـراثُ مِنّـي المواليـا
    يقولـون: لا تَبْعَـدْ وهـم يَدْفِنوننـي
    . . . . . . . . . . . . . وأيـنَ مكـانُ البُـعـدِ إلا مَكانـيـا
    غداةَ غدٍ يا لهْفَ نفسـي علـى غـدٍ
    . . . . . . . . . . . . . إذا أدْلجُـوا عنّـي وأصبحـتُ ثاويـا
    وأصبح مالـي مـن طَريـفٍ وتالـدٍ
    . . . . . . . . . . . . . لغيري، وكان المالُ بالأمـس ماليـا
    فيا ليتَ شِعري هـل تغيَّـرتِ الرَّحـا
    . . . . . . . . . . . . . رحا المِثْلِ أو أمستْ بَفَلْوجٍ كما هيـا
    إذا الحـيُّ حَلوهـا جميعـاًوأنزلـوا
    . . . . . . . . . . . . . بهـا بَقـراً حُـمّ العيـون سواجيـا
    رَعَيـنَ وقـد كـادَ الظـلام يُجِنُّهـا
    . . . . . . . . . . . . . يَسُفْـنَ الخُزامـى مَـرةً والأقاحيـا
    وهل أترُكُ العِيسَ العَوالـيَ بالضُّحـى
    . . . . . . . . . . . . . بِرُكبانِهـا تعلـو المِتـان الفيافـيـا
    إذا عُصَبُ الرُكبانِ بيـنَ ( عُنَيْـزَة )
    . . . . . . . . . . . . . و(بَوَلانَ) عاجوا المُبقيـاتِ النَّواجِيـا
    فيا ليتَ شعري هـل بكـتْ أمُّ مالـكٍ
    . . . . . . . . . . . . . كما كنتُ لـو عالَـوا نَعِيَّـكِ باكِيـا
    إذا مُتُّ فاعتـادي القبـورَ وسلِّمـي
    . . . . . . . . . . . . . على الرمسِ أُسقيتِ السحابَ الغَواديا
    تري جَدَثٍ قد جـرّتِ الريـحُ فوقـه
    . . . . . . . . . . . . . تُرابـاً كسَحْـق المَرْنَبانـيَّ هابـيـا
    رَهينـة أحجـارٍ وتُـرْبٍ تَضَمَّـنـتْ
    . . . . . . . . . . . . . قرارتُهـا منّـي العِظـامَ البَوالـيـا
    فيـا صاحبـا إمـا عرضـتَ فبلِغـاً
    . . . . . . . . . . . . . بنـي مـازن والرَّيـب أن لا تلاقيـا
    وعرِّ قَلوصـي فـي الرِّكـاب فإنهـا
    . . . . . . . . . . . . . سَتَفلِـقُ أكبـاداً وتُبـكـي بواكـيـا
    اقلبُ طرفي حـول رحلـي فـلا أرى
    . . . . . . . . . . . . . به من عيـون المُؤنسـاتِ مُراعيـا
    وبالرمل منّـا نسـوة لـو شَهِدْنَنـي
    . . . . . . . . . . . . . بَكيـنَ وفَدَّيـن الطبيـبَ المُـداويـا
    فمنهـنّ أمـي وابنتـايَ وخالـتـي
    . . . . . . . . . . . . . وباكيـةٌأخـرى تَهيـجُ البواكـيـا
    وما كان عهد الرمـل منـي واهلـه
    . . . . . . . . . . . . . ذميمـا ولابالرمـل ودعـت قالـيا





    *****************


    لا تعذليه ؟
    ابن زريق البغدادي يقول :

    لا تعذُلِّيهِ فإنَّ العذلَ يولعهُ
    .................... قد قلتِ حقاً ولكن ليس يسمـعُهُ
    جاوزتِ في لومهِ حداً أضّرَ بهِ
    .................... من حيثُ قدَّرتِ أنَّ الَّومَ ينفـعُهُ
    فاستعملي الرفقَ في تأنيبه بدلاً
    .................... من عذلهِ فهو مضنى القلب موجعُهُ
    قد كان مضطلعاً بالخطب يحملهُ
    .................... فضيقت بخطوب الدّهرِ أضلعُهُ
    يكفيه من لوعت التشتيت أنَّ لهُ
    .................... من النَّـومِ كلَّ يومٍ ما يُروِعُهُ
    ما آب من سفرٍ إلا وأزعجهُ
    .................... رأىٌ إلى سفرٍ بالعزم يَزمَـعُهُ
    كأنما هو في حلٍ ومرتحلٍ
    .................... مـوّكلٌ بفضـاءِ اللهِ يَـذْرَعُهُ
    إن الزمان أراه في الرحيل عنىً
    .................... ولَّوإلى السَّدِ أضحى وهُوَ يَزمَعُهُ
    وما مجاهدةُ الإنسان توصله
    .................... رزقاً ولا دعت الإنّسانِ تَقطَعُهُ
    قد وزع الله بين الخلقِ رزقهموا
    .................... لم يخلق الله من خلقٍ يضيـعُهُ
    لكنهم كلفوا حرصاً فلست ترى
    .................... مسترزقاً وسوى الغايات تقنعهُ
    والحرصُ فيّ الأرزاقِ قد قُسِمت
    .................... بغيٌ ألا إنَّ بغى المرءِ يصرعُهُ
    والدهر يعطي الفتى من حيثُ يمنعهُ
    .................... إرثاً ويمنعهُ من حيثُ يطمـعهُ
    أستودعُ اللهَ في بغداد لي قمراً
    .................... بالكرخِ من فلكِ الأزرارِ مطلعهُ
    ودعته وبودي لو يودعني
    .................... صفو الحياة وأنـي لا أودعهُ
    وكم تشبثت بي يوم الرحيل ضحى
    .................... وأدمعي مستهلاتٌ وأدمــعهُ
    لا أكذب الله ثوب الصبر منخرقاً
    .................... عنّي بفرقته لكـن أرقــعهُ
    إني أوسع عذري في جنايته
    .................... بالبين عنه وجرمي لايوسـعهُ
    رزقت ملكاً فلم أحسن سياسته
    .................... وكل من لا يسوس الملك يخلعهُ
    ومن غدا لابساً ثوب النعيم بلا
    .................... شـكراً فـإنَّ الله يــنزعهُ
    اعتضت من وجه خلي بعد فرقته
    .................... كأساً أُجَرَعُ منها ما أُجرِعُهُ
    كم قائلٍ ليّ ذقت البين قلت له
    .................... الذنب والله ذنبي لست أدفعهُ
    ألا أقمت فكان الرشد أجمعه
    .................... لوأنني يوم بان الرشد أتبعهُ
    إني أقطع أيامي وأنفذها
    .................... بحسرةٍ منه في قلبي تقطعهُ
    بمن إذا هجع النوام بت له
    .................... بلوعة منه ليلي لست أهجعهُ
    لا يطمئن لجنبي مضجعٌ وكذا
    .................... لا يطمئن له مذ بنت مضجعهُ
    ما كنت أحسب الدهر يفجعني
    .................... به ولا أنَّ بي الأيام تفجـعهُ
    حتى جرى البين فيما بيننا بيدٍ
    .................... عسراء تمنعني حظي وتمنعهُ
    قد كنت من ريب دهري جازع فرقاً
    .................... فلم أوق الذي قد كنت أجزعهُ
    بالله يامنزل العيش الذي درست
    .................... آثارهُ وعفت مذ بنت أربـعهُ
    هل الزمان معيداً فيك لذتنا
    .................... أم الليالي التي أمضتهُ ترجعهُ
    في ذمة الله من أصبحت منزله
    .................... وجاد غيثٌ على مغناك يمرعهُ
    من عنده لي عهدٍ لا يضيعه
    .................... كما له عهد صدقٍ لا أضيعهُ
    ومن يُصَّدِع ُقلبي ذكره وإذا
    .................... جرى على قلبه ذكري يصدعهُ
    لأصبرنَّ لدهرٍ لا يمتعني
    .................... بـه ولا بي في حالٍ يمتـعهُ
    علماً بأن اصطباري معقباً فرجاً
    .................... فأضيق الأمر إن فكرت أوسعهُ
    عسى الليالي التي أضّنَتْ بفرقتنا
    .................... جسمي ستجمعني يوماً وتجمعهُ
    وإن تغالُ أحداً منَّا منيتهُ
    .................... فما الذّي بقضاء الله يصنـعهُ



    *****************

    أراكَ عصي الدمع !!!
    الأمير الشاعر أبو فراس الحمداني يقول :

    أراك عصي الدمع شيمتك الصبرُ
    .................... أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ ؟
    بلى أنا مشتاقٌ وعندي لوعةٌ
    .................... ولكن مثلي لا يـذاعُ لـه سـرُ
    إذا الليلُ أضواني بسطتُ يد الهوى
    .................... وأذللتُ دمعاً من خلائقه الكبـرُ
    تكاد تضيء النَّار بين جوانحي
    .................... إذاهي أذكتها الصبابة والفكـرُ
    معللتي بالوصل والموت دونه
    .................... إذا مت ضمأناً فلا نزل القطـرُ
    حفظت وضيعت المودة بيننا
    .................... وأحسن من بعض الوفاء لك الغدرُ
    وما هذه الأيام إلا صحائفٌ
    .................... لأحرفها من كف كاتبهـا بشــرُ
    بنفسي من الغادين في الحي غادةً
    .................... هواي لهـا ذنبٌ وبهجتهـا عـذرُ
    تروغ إلى الوشين فيّ وإنَّ لي
    .................... لأذنـاً بها عن كل واشية وقــرُ
    بدوت وأهلي حاضرون لأنني
    .................... أرى أن داراً لست من أهلها قفـرُ
    وحاربت قومي في هواك وإنهم
    .................... وإياي لو لا حبك المـاءُ والخمـرُ
    فإن يك ما قال الوشاة ولم يكن
    .................... فقد يهدم الإيمان ما شيـد الكفـرُ
    وفيت وفي بعض الوفاء مذلةٌ
    .................... لإنسانة في الحي شيمتهـا الغـدرُ
    وقورٌ وريعان الصبى يستفزها
    .................... فتأرن أحيانـاً كمـا أرن المهـرُ
    تسألني من أنت وهي عليمةٌ
    .................... وهل بفتىً مثلي على حالـه نكـرُ
    فقلت كما شأت وشاء لها الهوى
    .................... قتيـلك قالـت أيهم فهـم كــثرُ
    فقلت لها لو شئت لم تتعنتي
    .................... ولم تسألي عني وعندك بي خبرُ
    فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا
    .................... فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهـرُ
    وماكان للأحزان لولاك مسلكٌ
    .................... إلى القلب لكنَّ الهوى للبلي جسرُ
    وتهلك بين الهزل والجد مهجةٌ
    .................... إذا ما عداها البين عذبها الهجرُ
    فأيقنت أن لا عز بعدي لعاشقٍ
    .................... وأن يدي مما علقت بها صفـرُ
    وقلبت أمري لا أرى لي راحةً
    .................... إذا البين أنساني ألح بي الهجـرُ
    فعدت إلى حكم الزمن وحكمها
    .................... لها الذنب لا تجزى به ولي العذرُ
    كأن أنادي دون ميثاء ظبية
    .................... على شرف ظمياء جللها الذعـرُ
    تجفل حيناً ثم ترنو كأنها
    .................... تنادي طلاً بالودي أعجزه الحُضرُ
    فلا تنكريني يابنت العم إنه
    .................... ليعرف من أنكرته البدو والحَضرُ
    ولا تنكريني إنني ليس منكرٍ
    .................... إذا زلت الأقدام وستنزل النصرُ
    أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى
    .................... ولا فرسي مهرٌ ولا ربه غمرُ
    ولكن إذا حُم القضاء على إمرءٍ
    .................... فليس لـه برٌ يقيـه ولا بحـرُ
    وقال أُ صيحابي الفرارُ أو الردى
    .................... فقلت هما أمران أحلاهمـا مـرُ
    ولكنني أمضي لما لا يعيبني
    .................... وحسبك من أمرين خيرهما الأسرُ
    يقول لي بعت السلامة بالردى
    .................... فقلـت أما والله ما نالني خسـرُ
    وهل يتجافى عني الموت ساعةً
    .................... إذا ما تجافى عني الأسر والضرُ
    هو الموت فأختر ما علا لك ذكره
    .................... فلم يمت الإنسان ما حيي الذكـرُ
    ولا خير في دفع الردى بمذلةٍ
    .................... كما ردها يومـاً بسوءته عمـرو
    سيذكرني قومي إذا جد جدهم
    .................... وفي الليلـة الظلماء يفتقد البـدرُ
    ونحن أناسٌ لا توسط عندنا
    .................... لنا الصدر دون العالمين أو القبرُ
    تهون علينا في المعالي نفوسنا
    .................... ومن خطب الحسناء لم يغلها المهرُ
    أعزُ بني الدنيا وأعلى ذوي العلا
    .................... وأكرم من فـوق الترابِ ولا فخـرُ
    آخر اضافة بواسطة فهد الروقي; 23-04-2006, 06:08 PM. السبب: إضافة
    تكاد تضيء النار بين جوانحي. . . إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

  • #2
    الرد: من عيون الشعر العربي !!!

    امرؤ القيس

    لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُدَيَّـةِ والجَبَـلْ
    . . . . . . . . . . مَحَلٌ قَدِيمُ العَهدِ طَالَـت بِـهِ الطِّيَـلْ
    عَفَا غَيـرَ مُرتَـادٍ ومَـرَّ كَسَرحَـبٍ
    . . . . . . . . . . ومُنخَفَـضٍ طَـام تَنَكَّـرَ واضمَحَـلْ
    وزَالَت صُرُوفُ الدَهرِ عَنهُ فَأَصبَحَـت
    . . . . . . . . . . عَلَى غَيرِ سُكَّانٍ وَمَنْ سَكَـنَ ارتَحَـلْ
    تَنَطَّـحَ بِالأَطـلالِ مِنـهُ مُـجَلجِـلٌ
    . . . . . . . . . . أَحَمُّ إِذَا احمَومَـت سحَائِبُـهُ انسَجَـلْ
    بِرِيـحٍ وبَـرقٍ لاَحَ بَيـنَ سَحَائِـبٍ
    . . . . . . . . . . ورَعـدٍ إِذَا ما هَـبَّ هَاتِفـهُ هَطَـلْ
    فَأَنبَتَ فِيـهِ مِن غَشَنِـض وغَشنَـضٍ
    . . . . . . . . . . ورَونَـقِ رَنـدٍ والصَّلَنـدَدِ والأَسـلْ
    وفِيهِ القَطَـا والبُـومُ وابـنُ حبَوكَـلِ
    . . . . . . . . . . وطَيـرُ القَطـاطِ والبَلنـدَدُ والحَجَـلْ
    وعُنثُلَـةٌ والـخَـيـثَـوَانُ وبُرسُـلٌ
    . . . . . . . . . . وفَـرخُ فَرِيـق والـرِّفَلّـةَ والـرفَـلْ
    وفِـيـلٌ وأَذيـابٌ وابـنُ خُـوَيـدرٍ
    . . . . . . . . . . وغَنسَلَـةٌ فِيـهَا الخُفَيعَـانُ قَـد نَـزَلْ
    وهَـامٌ وهَمـهَامٌ وطَالِـعُ أَنـجُــدٍ
    . . . . . . . . . . ومُنحَبِـكُ الرَّوقَيـنِ فِي سَيـرِهِ مَيَـلْ
    فَلَـمَّا عَرَفت الـدَّارَ بَعـدَ تَوَهُّمـي
    . . . . . . . . . . تَكَفكَفَ دَمعِي فَوقَ خَـدَّي وانْهمَـلْ
    فَقُلـتُ لَها يا دَارُ سَلمَـى ومَا الَّـذِي
    . . . . . . . . . . تَمَتَّعـتِ لا بُدِّلـتِ يـا دَارُ بِالبـدَلْ
    لَقَد طَالَ مَا أَضحَيـتِ فَقـراً ومَألَفـاً
    . . . . . . . . . . ومُنتظَـراً لِلحَـىِّ مَن حَـلَّ أَو رحَـلْ
    ومَـأوىً لأَبكَـارٍ حِسَـانٍ أَوَانـسٍ
    . . . . . . . . . . ورُبَّ فَتـىً كالليـثِ مُشتَـهَرِ بَطَـلْ
    لَقَد كُنتُ أَسبَـى الغِيدَ أَمـرَدَ نَاشِئـاً
    . . . . . . . . . . ويَسبِينَنـي مِنهُـنَّ بِالـدَّلِّ والـمُقَـلْ
    لَيَـالِـيَ أَسبِـى الغَـانِيَـاتِ بِحُمَّـةٍ
    . . . . . . . . . . مُعَثـكَـلَـةٍ سَـودَاءَ زَيَّنَـهَا رجَـلْ
    كـأَنَّ قَطِيـرَ البَـانِ فِـي عُكنَاتِهَـا
    . . . . . . . . . . عَلَى مُنثَنـىً والمَنكِبيـنِ عَطَـى رَطِـلْ
    تَـعَـلَّـقَ قَلبِـي طَفلَـةً عَـرَبِـيَّـةً
    . . . . . . . . . . تَنَعـمُ فِي الدِّيبَـاجِ والحُلِـيِّ والحُـلَلْ
    لَهَـا مُقلَـةٌ لَـو أَنَّهَـا نَظَـرَت بِهَـا
    . . . . . . . . . . إِلـى رَاهِبٍ قَـد صَـامَ للهِ وابتَهَـلْ
    لأصبَـحَ مَفتُونـاً مُعَـنًّـى بِحُـبِّـهَا
    . . . . . . . . . . كَأَن لَمْ يَصُـمْ للهِ يَومـاً ولَمْ يُصَـلْ
    أَلا رُبَّ يَـومٍ قَـد لَهَـوتُ بِـذلِّهَـا
    . . . . . . . . . . إِذَا مَا أَبُوهَـا لَيلَـةً غَـابَ أَو غَفَـلْ
    فَقَالَـتِ لأَتـرَابٍ لَهَـا قَـد رَمَيتُـهُ
    . . . . . . . . . . فَكَيفَ بِهِ إِنْ مَاتَ أَو كَيـفَ يُحتَبَـلْ
    أَيَخفَى لَنَا إِنْ كَـانَ فِي اللَّيـلِ دَفنُـهُ
    . . . . . . . . . . فَقُلنَ وهَل يَخفَـى الـهِلالُ إِذَا أَفَـلْ
    قَتَلتِ الفَتَى الكِندِيَّ والشَّاعِـرَ الـذي
    . . . . . . . . . . تَدَانَت لَهُ الأَشعَـارُ طُـراً فَيَـا لَعَـلْ
    لِمَه تَقتُلي المَشهُـورَ والفَـارِسَ الـذي
    . . . . . . . . . . يُفَلِّـقُ هَامَـاتِ الرِّجَـالِ بِلا وَجَـلْ
    أَلا يا بَنِي كِنـدَةَ اقتُلـوا بِابنِ عَمِّكـم
    . . . . . . . . . . وإِلاّ فَمَـا أَنـتُـم قَبِيـلٌ ولا خَـوَلْ
    قَتِيلٌ بِـوَادِي الحُـبِّ مِن غَيـرِ قَاتِـلٍ
    . . . . . . . . . . ولا مَيِّـتٍ يُعـزَى هُنَـاكَ ولا زُمَـلْ
    فَتِـلكَ الَّتـي هَـامَ الفُـؤَادُ بِحُبِّـهَا
    . . . . . . . . . . مُهفـهَـفَـةٌ بَيضَـاءُ دُرِّيَّـة القُبَـلْ
    ولي وَلَهـا فِي النَّـاسِ قَـولٌ وسُمعَـةٌ
    . . . . . . . . . . ولـي وَلَهَـا فِي كـلِّ نَاحِيَـةٍ مَثَـلْ
    كـأَنَّ عَلَـى أَسنَانِهـا بَعـدَ هَجعَـةٍ
    . . . . . . . . . . سَفَرجلَ أَو تُفَّاحَ فِي القَنـدِ والعَسَـلْ
    رَدَاحٌ صَمُوتُ الحِجلِ تَمشـى تَبختـراً
    . . . . . . . . . . وصَرَّاخَةُ الحِجلينِ يَصرُخـنَ فِي زَجَـلْ
    غمُوضٌ عَضُوضُ الحِجلِ لَو أَنّهَا مَشَـت
    . . . . . . . . . . بِـهِ عِندَ بَـابَ السَّبسَبِيِّيـنَ لانفَصَـلْ
    فَهِي هِي وهِي ثُـمَّ هِي هِي وهي وَهِي
    . . . . . . . . . . مُنىً لِي مِنَ الدُّنيا مِنَ النَّـاسِ بالجُمَـلْ
    أَلا لا أَلا إِلاَّ لآلاءِ لابِــــــثٍ
    . . . . . . . . . . ولا لا أَلا إِلا لآلاءِ مَــن رَحَـــلْ
    فكَم كَم وكَم كَم ثُمَّ كَم كَم وكَم وَكَم
    . . . . . . . . . . قَطَعـتُ الفَيافِـي والمَهَامِـهَ لَمْ أَمَـلْ
    وكَافٌ وكَفكـافٌ وكَفِّـي بِكَفِّـهَا
    . . . . . . . . . . وكَافٌ كَفُوفُ الوَدقِ مِن كَفِّها انـهَملْ
    فَلَـو لَو ولَو لَـو ثُـمَّ لَو لَو ولَو ولَـو
    . . . . . . . . . . دَنَا دَارُ سَلمَى كُنـتُ أَوَّلَ مَن وَصَـلْ
    وعَن عَن وعَن عَن ثُمَّ عَن عَن وعَن وَعَن
    . . . . . . . . . . أُسَائِلُ عَنها كُـلَّ مَن سَـارَ وارتَحَـلْ
    وفِي وفِي فِـي ثُـمَّ فِي فِي وفِي وفِـي
    . . . . . . . . . . وفِي وجنَتَـي سَلمَى أُقَبِّـلُ لَمْ أَمَـلْ
    وسَل سَل وسَل سَل ثُـمَّ سَل سَل وسَل
    . . . . . . . . . . وسَل دَارَ سَلمى والرَّبُوعَ فَكَـم أَسَـلْ
    وشَنصِل وشَنصِل ثُمَّ شَنصِل عَشَنصَـلٍ
    . . . . . . . . . . عَلى حاجِبَي سَلمَى يَزِيـنُ مَعَ المُقَـلْ
    حِجَـازيَّـة العَينَيـن مَكيَّـةُ الحَشَـا
    . . . . . . . . . . عِرَاقِيَّـةُ الأَطـرَافِ رُومِيَّـةُ الكَفَـلْ
    تِهـامِيَّـةَ الأَبـدانِ عَبسِيَّـةُ اللَمَـى
    . . . . . . . . . . خُـزَاعِيَّـة الأَسنَـانِ دُرِّيَّـة القبَـلْ
    وقُلـتُ لَهـا أَيُّ القَبـائِـل تُنسَبـى
    . . . . . . . . . . لَعَلِّي بَينَ النَّـاسِ فِي الشِّعرِ كَي أُسَـلْ
    فَقالـت أَنَـا كِنـدِيَّـةٌ عَـرَبِـيَّـةٌ
    . . . . . . . . . . فَقُلـتُ لَها حَاشَا وكَلاَّ وهَـل وبَـلْ
    فقَالـت أَنَـا رُومِـيَّـةٌ عَجَـمِـيَّـة
    . . . . . . . . . . فقُلتُ لَهَا ورخِيز بِباخُـوشَ مِن قُـزَلْ
    فَلَـمَّا تَـلاقَينـا وجَـدتُ بَنـانَهـا
    . . . . . . . . . . مُخَضّبَةً تَحْكِـي الشَوَاعِـلَ بِالشُّعَـلْ
    ولاعَبتُها الشِّطرَنـج خَيلـى تَرَادَفَـت
    . . . . . . . . . . ورُخّى عَليـها دارَ بِالشـاهِ بالعَجَـلْ
    فَقَالَـت ومَا هَـذا شَطَـارَة لاعِـبٍ
    . . . . . . . . . . ولكِن قَتلَ الشَّاهِ بالفِيـلِ هُـوَ الأَجَـلْ
    فَنَاصَبتُها مَنصُـوبَ بِالفِيـلِ عَاجِـلا
    . . . . . . . . . . مِنَ اثنَينِ فِي تِسعٍ بِسُـرعٍ فَلَـم أَمَـلْ
    وقَد كَانَ لَعِبِـي كُـلَّ دَسـتٍ بِقُبلَـةٍ
    . . . . . . . . . . أُقَـبِّـلُ ثَغـراً كَالـهِـلالِ إِذَا أَفَـلْ
    فَقَبَّلتُـهَا تِسعـاً وتِسعِيـنَ قُـبـلَـةً
    . . . . . . . . . . ووَاحِدَةً أُخـرَى وكُنـتُ عَلَى عَجَـلْ
    وعَانَقتُهَا حَتَّى تَقَطَّـعَ عِقدُهَـا وحَتَّـى
    . . . . . . . . . . فَصُوصُ الطَّـوقِ مِن جِيدِهَـا انفَصَـلْ
    كأَنَّ فُصُوصَ الطَـوقِ لَمَّـا تَنَاثَـرَت
    . . . . . . . . . . ضِيَاءُ مَصابِيـحٍ تَطَايَـرنَ عَـن شَعَـلْ
    وآخِـرُ قَولِـي مِثـلُ مَـا قَلـتُ أَوَّلاً
    . . . . . . . . . . لِمَـن طَلَـلٌ بَيـنَ الجُدَيَّـةِ والجَبَـلْ
    آخر اضافة بواسطة فهد الروقي; 23-04-2006, 07:55 PM. السبب: تنسيق
    تكاد تضيء النار بين جوانحي. . . إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

    تعليق


    • #3
      الرد: من عيون الشعر العربي !!!

      تذكرت ليلي



      مجنون ليلي
      هو قيس بن الملوح بن مزاحم العامري
      توفي سنة 86 هـ / 687 م
      من شعراء العصر الأموي


      تَذكَّرْتُ لَيْلَـى والسِّنيـنَ الْخوَالِيـا
      . . . . . . . . . . . . وَأيَّامَ لاَ نَخْشَى على اللَّهْـوِ نَاهِيَـا
      وَيَومٌ كَظِلِّ الرُّمْـحِ قَصَّـرْتُ ظِلَّـهُ
      . . . . . . . . . . . . بِلَيْلَـى فَلَهَّانِـي وَمَا كُنْـتُ لاَهِيَـا
      بِثَمْدِينَ لاَحَتْ نَارُ لَيْلَـى وَصُحْبَتِـي
      . . . . . . . . . . . . بِذاتِ الْغَضَى تُزْجي المَطِيَّ النَّوَاجِيَـا
      فَقَالَ بَصيرُ الْقَوْمِ ألْمَحْـتُ كَوْكَبـاً
      . . . . . . . . . . . . بَدَا فِي سَوَادِ اللَّيْـلِ فَـرْداً يَمَانِيَـا
      فَقُلْتُ لَهُ : بَـلْ نارُ ليْلـى تَوقَّـدتْ
      . . . . . . . . . . . . بِعَلْيَا تَسَامَـى ضَوْؤُهَـا فَبَـدَا لِيَـا
      فَلَيْتَ رِكابَ الْقَوْم لَمْ تَقْطَعِ الْغَضَـى
      . . . . . . . . . . . . وَليْتَ الْغَضَى مَاشَى الرِّكَابَ ليَاليَـا
      فَيَا لَيْلَ كَمْ مِنْ حَاجَـةٍ لِي مُهِمَّـةٍ
      . . . . . . . . . . . . إِذَا جِئْتُكُمْ بِاللَّيْـلِ لَـمْ أدْرِ مَا هِيَـا
      خَلِيلَـيَّ إِنْ لاَ تَبْكِيَـانِـيَ أَلْتمِـسْ
      . . . . . . . . . . . . خَلِيلاً إِذَا أَنْزفْتُ دَمْعِـي بَكَـى لِيَـا
      فَمَا أُشْـرِفُ الأَيْفَـاعَ إِلاَّ صَبَابـةً
      . . . . . . . . . . . . وَلاَ أُنْشِـدُ الأَشْعَـارَ إِلاَّ تَـدَاوِيَـا
      وَقَدْ يَجْمَـعُ اللهُ الشَّتِيتَيـنِ بَعْدَمَـا
      . . . . . . . . . . . . يَظُنَّـانِ كُـلَّ الظَّـنِّ أَنْ لاَ تَلاَقِيَـا
      لَحَـى اللهُ أَقْوَامـاً يَقُولُـونَ إِنَّنَـا
      . . . . . . . . . . . . وَجَدْنَا طَوَالَ الدَّهْرِ لِلحُـبِّ شَافيَـا
      وَعَهْدِي بِلَيْلَـى وَهْيَ ذاتُ مُؤَصَّـدٍ
      . . . . . . . . . . . . تَـرُدُّ عَلَيْنَـا بِالْعَشِـيِّ المَـوَاشيَـا
      فَشَبَّ بنُو لَيْلَـى وَشَبَّ بَنُـو ابْنِهَـا
      . . . . . . . . . . . . وَأعْلاَقُ لَيْلَى فِي فُـؤَادِي كَمَا هِيَـا
      إِذَا مَـا جَلَسْنَـا مَجْلِسـاً نَسْتَلِـذُّهُ
      . . . . . . . . . . . . تَوَاشَوْا بِنَـا حَتَّـى أَمَـلَّ مَكَانيَـا
      سَقَى اللهُ جَارَاتٍ لِلَيْلَـى تَبَاعَـدَتْ
      . . . . . . . . . . . . بِهنَّ النَّوَى حَيْثُ احْتَلَلْـن المطَالِيَـا
      وَلَمْ يُنْسِنِي لَيْلَى افْتِقَـارٌ وَلاَ غِنـىً
      . . . . . . . . . . . . وَلاَ تَوْبَةٌ حَتَّى احْتَضَنْـتُ السَّوَاريَـا
      وَلاَ نِسوةٌ صبَّغْـنَ كَبْـدَاءَ جَلْعَـداً
      . . . . . . . . . . . . لِتُشْبِـهَ لَيْلَـى ثُـمَّ عَرَّضْنَـهَا لِيَـا
      خَلِيلَـيَّ لاَ وَاللهِ لاَ أمْـلِكُ الَّـذي
      . . . . . . . . . . . . قَضَى اللهُ فِي لَيْلَى ولاَ مَا قضَى لِيَـا
      قَضَاها لِغَيْـري وَابْتَلاَنِـي بِحُبِّـها
      . . . . . . . . . . . . فَهَلاَّ بشَـيْءٍ غيْـرِ لَيْلَـى ابْتلاَنِيَـا
      وَخبَّـرْتُمَـانِـي أَنَّ تَيْـمَاءَ مَنْـزِلٌ
      . . . . . . . . . . . . لِلَيْلَى إِذَا مَا الصَّيْفُ ألْقَـى المَرَاسيَـا
      فَهَذِي شُهُورُ الصَّيْفِ عَنَّا قَدِ انْقَضتْ
      . . . . . . . . . . . . فَمَا لِلنَّوَى تَرْمِـي بِلَيْلَـى المَرَاميَـا
      فَلَـوْ أنَّ وَاشٍ بِـالْيَـمَـامَـةِ دَارُهُ
      . . . . . . . . . . . . وَدَارِي بأَعْلَى حَضْرَ مَوْت اهْتَدَى لِيَا
      وَمَاذَا لَهُـمْ لاَ أَحْسَـنَ اللهُ حَالَهُـمْ
      . . . . . . . . . . . . مِنَ الحَظِّ فِي تصْرِيـمِ لَيْلَى حبَالِيَـا
      وَقَدْ كُنْتُ أعْلُو حُبَّ لَيْلَى فلَمْ يَـزَلْ
      . . . . . . . . . . . . بِيَ النَّقْضُ وَالإِبْـرامُ حَتَّـى عَلاَنِيَـا
      فيَا رَبِّ سَوِّ الحُـبَّ بيْنِـي وَبَيْنَـهَا
      . . . . . . . . . . . . يَكُـونُ كَفَافـاً لاَ عَلَـيَّ وَلاَ لِيَـا
      فَمَا طلَعَ النَّجْـمُ الَّذي يُهْـتَدَى بِـهِ
      . . . . . . . . . . . . وَلاَ الصُّبْحُ إلاَّ هيَّجَـا ذِكْرَهـا لِيَـا
      وَلاَ سِرْتُ مِيلاً مِنْ دِمَشْـقَ وَلاَ بَـدَا
      . . . . . . . . . . . . سُهَيْـلٌ لأِهْـلِ الشَّـامِ إلاَّ بَدا لِيَـا
      وَلاَ سُمِّيَـتْ عِنْـدِي لَهَا مِنْ سَمِيَّـةٍ
      . . . . . . . . . . . . مِنَ النَّـاسِ إِلاَّ بَـلَّ دَمْعـي رِدَائِيَـا
      وَلاَ هَبَّتِ الرِّيحُ الجنُـوبُ لأِرْضِـهَا
      . . . . . . . . . . . . مِنَ اللَّيْـل إلاَّ بِـتُّ لِلرِّيـحِ حَانِيَـا
      فَإِنْ تَمْنَعُوا لَيْلَـى وَتَحْمُـوا بِلاَدَهَـا
      . . . . . . . . . . . . عَلَيَّ فَلَـنْ تَحْمُـوا عَلَـيَّ الْقَوَافِيَـا
      فَـأشْهَـدُ عِنْـدَ اللهِ أنِّـي أُحِبُّـهَا
      . . . . . . . . . . . . فَهَذا لَهَا عِنْدِي فَمَـا عِنْدَهَـا لِيَـا
      قَضَى الله بِالْمَعْرُوفِ مِنْـهَا لِغَيْرِنَـا
      . . . . . . . . . . . . وَبِالشَّوْقِ مِنِّي وَالْغَـرَامِ قَضَـى ليَـا
      وإنَّ الَّـذي أمَّلْـتُ يَـا أُمَّ مَـالِكٍ
      . . . . . . . . . . . . أَشَابَ فُوَيْـدِي وَاسْتَـهَامَ فُؤَادِيـا
      أعُـدُّ اللَّيَـالِـي لَيْلَـةً بَعْـدَ لَيْلَـةٍ
      . . . . . . . . . . . . وقَدْ عِشْتُ دَهْـراً لاَ أعُـدَّ اللَّيَالِيَـا
      وأخْـرُجُ مِنْ بَيْنِ الْبُيُـوتِ لَعَلَّنِـي
      . . . . . . . . . . . . أُحَدِّثُ عَنْكِ النَّفْسَ بِاللَّيْـلِ خَالِيـا
      أرَانِي إذَا صَلَّيْـتُ يَمَّمْـتُ نَحْوَهَـا
      . . . . . . . . . . . . بِوَجْهِي وَإِنْ كَانَ المُصَلَّـى وَرَائِيَـا
      وَمَا بِـيَ إشْـرَاكٌ وَلَكِـنَّ حُبَّـهَا
      . . . . . . . . . . . . وَعُظْمَ الجَوَى أَعْيَا الطَّبِيـبَ المُدَاوِيَـا
      أُحِبُّ مِنَ الأَسْمَاءِ مَا وَافـقَ اسْمَـهَا
      . . . . . . . . . . . . أَوْ اشْبَـهَهُ أَوْ كَـانَ مِنْـهُ مُدَانِيَـا
      خَلِيلَيَّ لَيْلَى أكْبَرُ الْحَـاجِ وَالْمُنَـى
      . . . . . . . . . . . . فَمَنْ لِي بِلَيْلَى أوْ فَمَـنْ ذَا لَها بِيَـا
      لَعَـمْري لَقَدْ أبْكَيْتِنِـي يَا حَمَامَـةَ
      . . . . . . . . . . . . الْعقيقِ وَأبْكَيْـتِ الْعُيُـونَ الْبَوَاكِيَـا
      خَلِيلَيَّ مَا أَرْجُو مِنَ الْعَيْـشِ بَعْدَمَـا
      . . . . . . . . . . . . أَرَى حَاجَتِي تُشْرَى وَلاَ تُشْتَرى لِيَـا
      وَتُجْـرِمُ لَيْلَـى ثُـمَّ تَزْعُـمُ أنَّنِـي
      . . . . . . . . . . . . سَلْوْتُ وَلاَ يَخْفى عَلَى النَّاسِ مَا بِيَـا
      فَلَـمْ أَرَ مِثْلَيْنَـا خلِيلَـيْ صَبَـابَـةٍ
      . . . . . . . . . . . . أَشَدَّ عَلَى رَغْـمِ الأَعَـادِي تَصَافِيَـا
      خَلِيلاَنِ لاَ نَرْجُو اللِّقـاءَ وَلاَ نَـرَى
      . . . . . . . . . . . . خَلِيْلَيْـنِ إلاَّ يَـرْجُـوَان تـلاَقِيَـا
      وِإنِّي لأَسْتحْيِيكِ أَنْ تَعـرِضَ المُنَـى
      . . . . . . . . . . . . بِوَصْلِكِ أَوْ أَنْ تَعْرِضِي فِي المُنَى لِيَـا
      يَقُـولُ أُنَـاسٌ عَلَّ مَجْنُـونَ عَامِـرٍ
      . . . . . . . . . . . . يَرُومُ سُلُـوّاً قُلْـتُ أنَّـى لِمَا بِيَـا
      بِيَ الْيَـأْسُ أوْ دَاءُ الهُيَـامِ أصَابَنِـي
      . . . . . . . . . . . . فَإيَّاكَ عنِّـي لاَ يَكُـنْ بِـكَ مَا بِيَـا
      إِذَا مَا اسْتَطَالَ الدَّهْـرُ يَا أُمَّ مَـالِكٍ
      . . . . . . . . . . . . فَشَأْنُ المَنَايَـا الْقَاضِيَـاتِ وَشَانِيَـا
      إِذَا اكْتَحَلَتْ عَيْنِي بِعَيْنِـكِ لَمْ تـزَلْ
      . . . . . . . . . . . . بِخَيْرٍ وَجَلَّـتْ غَمْـرَةً عَنْ فُؤادِيَـا
      فَأنْتِ الَّتِي إِنْ شِئْتِ أشْقَيْتِ عِيشَتِـي
      . . . . . . . . . . . . وَأنْتِ الَّتِي إِنْ شِئْتِ أنْعَمْـتِ بَاليَـا
      وَأنْتِ الَّتِي مَا مِنْ صَدِيقٍ وَلاَ عِـدى
      . . . . . . . . . . . . يَرَى نِضوَ مَا أبْقيْـتِ إلاَّ رَثـى لِيَـا
      أمَضْرُوبَـةٌ لَيْلَـى عَلَـى أَنْ أَزُرَهـا
      . . . . . . . . . . . . وَمُتَّخَـذٌ ذَنْبـاً لَهَـا أَنْ تَـرَانِيَـا
      إِذَا سِرْتُ فِي الأرْضِ الْفَضَاءِ رَأيْتُنِـي
      . . . . . . . . . . . . أُصَانـعُ رَحْلِـي أَنْ يَمِيـلَ حِيَالِيَـا
      يَمِيـناً إِذَا كَانَتْ يَمِيـناً وَإنْ تَكُـنْ
      . . . . . . . . . . . . شِمَالاً يُنَازِعْنِي الـهَوَى عَنْ شِمَالِيَـا
      هِيَ السِّحْـرُ إِلاَّ أَنَّ للسِّحْـرَ رُقْيَـةً
      . . . . . . . . . . . . وَإنِّـيَ لاَ أُلْفِـي لَهَا الدَّهْـرَ رَاقِيَـا
      إِذَا نَحْـنُ أدْلَجْنَـا وأَنْـتِ أمَامَنَـا
      . . . . . . . . . . . . كَفَـى لِمَطَايَانَـا بِذِكْـرَاك هَادِيَـا
      ذَكَتْ نَارُ شَوْقِي فِي فُؤَادِي فَأَصْبَحَتْ
      . . . . . . . . . . . . لَهَا وَهَـجٌ مُسْتَضْـرَمٌ فِـي فُؤَادِيَـا
      أَلاَ أيُّها الرَّكْبُ الْيَمانُـونَ عَرِّجُـوا
      . . . . . . . . . . . . عَلَيْنَـا فَقَدْ أمْسَـى هَوَانَـا يَمَانِيَـا
      أسَائِلكُمْ هَلْ سَـالَ نَعْـمَانُ بَعْدَنَـا
      . . . . . . . . . . . . وَحُبَّ علينا بَطـنُ نَعْـمَانُ وَادِيَـا
      أَلاَ يَا حَمَامَيْ بَطْنِ نَعْـمَانَ هِجْتُـمَا
      . . . . . . . . . . . . عَلَـيَّ الـهَوَى لـمَّا تَغَنَّيْتُـمَا لِيَـا
      وَأبكيْتُمَانِي وَسْطَ صَحْبِي وَلَمْ أكُـنْ
      . . . . . . . . . . . . أُبَالِي دُمُوعَ الْعَيْنِ لَوْ كُنْـتُ خَالِيَـا
      وَيَا أيُّهـا الْقُمْـرِيَّتَـانِ تَجَـاوَبَـا
      . . . . . . . . . . . . بِلَحْنَيْكُـمَا ثُـمَّ اسْجَـعَا عَلِّلاَنِيَـا
      فَإنْ أنْتُـمَا اسْتطْرَبْتُـمَا أَوْ أَرَدْتُمَـا
      . . . . . . . . . . . . لَحَاقاً بأطْـلاَل الْغَضَـى فَاتْبَعَانِيَـا
      أَلاَ لَيْتَ شِعْـرِي مَا لِلَيْلَـى وَمَا لِيَـا
      . . . . . . . . . . . . وَمَا لِلصِّبَا مِنْ بَعْـدِ شَيْـبٍ عَلانِيَـا
      أَلاَ أيُّهَا الْوَاشِـي بِلَيْلَـى أَلاَ تَـرَى
      . . . . . . . . . . . . إلى مَنْ تَشِيهَا أَوْ بِمَنْ جِئْت وَاشِيَـا
      لئِنْ ظَعَنَ الأَحْبَـابُ يَـا أُمَّ مَـالِكٍ
      . . . . . . . . . . . . فَمَا ظَعَنَ الْحُـبُّ الَّذِي فِي فُؤَادِيَـا
      فَيَا ربِّ إِذْ صَيَّـرْتَ لَيْلَى هِيَ المُنَـى
      . . . . . . . . . . . . فَزِنِّـي بِعَيْنَيْـهَا كَمَـا زِنْتَـهَا لِيَـا
      وإلاّ فَبـغِّـضْـهَا إلَـيَّ وَأهْـلَـهَا
      . . . . . . . . . . . . فَإنِّي بلَيْلَـى قَـدْ لَقِيـتُ الدَّوَاهيَـا
      عَلَى مِثْل لَيْلَى يَقْتُـلُ المَـرْءُ نَفْسَـهُ
      . . . . . . . . . . . . وَإن كُنْتُ مِنْ ليْلَى عَلَى الْيَأْسِ طَاوِيَا
      خَلِيلَـيَّ إِنَّ ضَنُّـوا بِلَيْلَـى فقرِّبَـا
      . . . . . . . . . . . . لِيَ النَّعْشَ وَالأَكْفَانَ وَاسْتغْفِـرَا لِيَـا

      * * * * * * *
      * * *
      *
      تكاد تضيء النار بين جوانحي. . . إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

      تعليق


      • #4
        الرد: من عيون الشعر العربي !!!

        كثيراً من النقاد قالوا إن قصيدة أبو القاسم الشابي "صلوات في هيكل الحب" هي أروع قصيدة قيلت في الحب في القرن العشرين ..
        صلوات في هيكل الحب ..

        عذبة أنت كالطفولة كالأحلام كاللحن كالصبح الجديد
        كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد
        يالها من وداعة وجمال وشباب منعم أملود
        يالها من طهارة تبعث التقديس
        في مهجة الشقي العنيد
        يالها من رقة تكاد يرف الورد
        منها في الصخرة الجلمود
        أي شيء تراك ؟ هل أنت فينيس
        تهادت بين الورى من جديد
        لتعيد الشباب والفرح المعسول للعالم التعيس العميد
        أم ملاك الفردوس جاء إلى الأرض ليحيي روح السلام العهيد
        أنت .. ما أنت رسم جميل عبقري من فن هذا الوجود
        فيه ما فيه من غموض وعمق
        وجمال مقدس معبود
        أنت .ما أنت .. أنت فجر من السحر
        تجلى لقلبي المعمود
        فأراه الحياة في مونق الحسن
        وجلى له خفايا الخلود
        أنت روح الربيع تختال في الدنيا فتهتز رائعات الورود
        تهب الحياة سكرى من العطر ويدوي الوجود بالتغريد
        كلما أبصرتك عيناي تمشين
        بخطو موقع كالنشيد
        خفق القلب للحياة ورف الزهر
        في حقل عمري المجرود
        وانتشت روحي الكئيبة بالحب
        وغنت كالبلبل الغريد
        أنت تحيين في فؤادي ما قد
        مات في أمسي السعيد الفقيد
        وتشيدين في خزائب روحي
        ما تلاشى في عهدي المجدود
        من طموح إلى الجمال إلى الفن
        إلى ذلك الفضاء البعيد
        وتبثين رقة الأشواق والأحلام والشدو والهوى في نشيدي
        بعد أن عانقت كآبة أيامي فؤادي وألجمت تغريدي
        أنت أنشودة الأناشيد غناك
        إله الغناء رب القصيد
        فيك شب الشباب وشحه السحر
        وشدو الهوى وعطر الوجود
        وتهادت في أفق روحك أوزان الأغاني ورقة التغريد
        فتمايلت في الوجود كلحن عبقري الخيال حلو النشيد
        خطوات سكرانة بالأناشيد
        وصوت كرجع ناي بعيد
        وقوام يكاد ينطق بالألحان
        في كل وقفة وقعود
        أنت .. أنت الحياة في قدسها السامي وفي سحرها الشجي الفريد
        أنت .. أنت الحياة في رقة الفجر
        في رونق الربيع الوليد
        أنت .. أنت الحياة كل أوان
        في رواء من الشباب جديد
        أنت .. أنت الحياة فيك وفي عينيك
        آيات سحرها الممدود
        أنت دنيا من الأناشيد والأحلام والسحر والخيال المديد
        أنت فوق الخيال والشعر والفن
        وفوق النهى وفوق الحدود
        أنت قدسي ومعبدي وصباحي وربيعي ونشوتي وخلودي
        يا ابنة النور إنني أنا وحدي
        من رأى فيك روعك المعبود
        فدعيني أعيش في ظلك العذب
        وفي قرب حسنك المشهود
        عيشة للجمال والفن والإلهام والطهر والسنى والسجود
        عيشة الناسك البتول يناجي الرب
        في نشوة الذهول الشديد
        وامنحيني السلام والفرح الروحي
        يا ضوء فجري المنشود
        وارحميني فقد تهدمت في كون
        من اليأس والظلام مشيد
        أنقذيني من الأسى فلقد أمسيت
        لا أستطيع حمل وجودي
        في شعب الزمان والموت أمشي
        تحب عبء الحياة جم القيود
        وأماشي الورى وفسي كالقبر
        وقلبي كالعالم المهدود
        ظلمة مالها ختام وهول
        شائع في سكونها الممدود
        وإذا ما استخفى عبث الناس تبسمت في أسى وجمود
        بسمة مرة كأني أستل
        من الشوك دابلات الورود
        وانفخي في مشاعري مرح الدنيا
        وشدي من عزمي المجهود
        وابعثي في دمي الحرارة علي
        أتغنى مع المنى من جديد
        وأبت الوجود أنغام قلب بلبلي مكبل بالحديد
        فالصباح الجميل ينعش بالدفء
        حياة المحطم المكدود
        أنقذيني فقد سئمت ظلامي أنقذيني فقد مللت ركودي

        آه يا زهرتي الجميلة لو تدرين
        ما جد في فؤادي الموحود
        في فؤادي الغريب تخلق أكوان
        من السحر ذات حسن فريد
        وشموس وضاءة ونجوم
        تنثر النور في فضاء مديد
        وربيع كأنه حلم الشاعر
        في سكرة الشباب السعيد
        ورياض لا تعرف الحلك الداجي
        ولا ثورة الخريف العتيد
        وطيور سحرية تتناغى بأناشيد حلوة التغريد
        وقصور كأنها الشفق المخضوب
        أو طلعة الصباح الوليد
        وغيوم رقيقة تتهادى كأباديد من نثار الورود
        وحياة شعرية هي عندي
        صورة من حياة أهل الخلود
        كل هذا يشيده سحر عينيك وإلهام حسنك المعبود
        وحرام عليك أن تهدمي ما
        شاده الحسن في الفؤاد العميد
        وحرام عليك أن تسحقي آمال
        نفس تصبو لعيش رغيد
        منك ترجو سعادة لم تجدها
        في حياة الورى وسحر الوجود
        فالإله العظيم لا يرجم العبد
        إذا كان في جلال السجود


        تحياتي القلبية للجميع
        تكاد تضيء النار بين جوانحي. . . إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

        تعليق


        • #5
          الرد: من عيون الشعر العربي !!!

          الأرملة المرضع ...

          قصيدة اجتماعية يحاول فيه الشاعر تسليط الضوء على فئة معينة من المجتمع

          وقد أحسن وأجاد في ذلك ... فلقد صور مشهد حقيقة يحيس القارىء أنه عاشه بكل تفاصيله

          الشاعر العراقي .... معروف الرصافي

          والأرملة المرضع

          لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا

          تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا

          أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ

          وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا

          بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا

          وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا

          مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا

          فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا

          المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا

          وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا

          فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا

          وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَـا

          كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَـا

          فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَـا

          وَمَزَّقَ الدَّهْرُ ، وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَا

          حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَـا

          تَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَـا

          كَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَـتْ زُبَانَاهَـا

          حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاً

          كَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا

          تَمْشِي وَتَحْمِلُ بِاليُسْرَى وَلِيدَتَهَا

          حَمْلاً عَلَى الصَّدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَـا

          قَدْ قَمَّطَتْهَا بِأَهْـدَامٍ مُمَزَّقَـةٍ

          في العَيْنِ مَنْشَرُهَا سَمْجٌ وَمَطْوَاهَـا

          مَا أَنْسَ لا أنْسَ أَنِّي كُنْتُ أَسْمَعُهَا

          تَشْكُو إِلَى رَبِّهَا أوْصَابَ دُنْيَاهَـا

          تَقُولُ يَا رَبِّ، لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍ

          هَذِي الرَّضِيعَةَ وَارْحَمْنِي وَإيَاهَـا

          مَا تَصْنَعُ الأُمُّ في تَرْبِيبِ طِفْلَتِهَا

          إِنْ مَسَّهَا الضُّرُّ حَتَّى جَفَّ ثَدْيَاهَـا

          يَا رَبِّ مَا حِيلَتِي فِيهَا وَقَدْ ذَبُلَتْ

          كَزَهْرَةِ الرَّوْضِ فَقْدُ الغَيْثِ أَظْمَاهَـا

          مَا بَالُهَا وَهْيَ طُولَ اللَّيْلِ بَاكِيَةٌ

          وَالأُمُّ سَاهِرَةٌ تَبْكِي لِمَبْكَاهَـا

          يَكَادُ يَنْقَدُّ قَلْبِي حِينَ أَنْظُرُهَـا

          تَبْكِي وَتَفْتَحُ لِي مِنْ جُوعِهَا فَاهَـا

          وَيْلُمِّهَا طِفْلَـةً بَاتَـتْ مُرَوَّعَـةً

          وَبِتُّ مِنْ حَوْلِهَا في اللَّيْلِ أَرْعَاهَـا

          تَبْكِي لِتَشْكُوَ مِنْ دَاءٍ أَلَمَّ بِهَـا

          وَلَسْتُ أَفْهَمُ مِنْهَا كُنْهَ شَكْوَاهَـا

          قَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَجْمَاءِ، أَرْحَمُهَـا

          وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيَّ السُّقْمِ آذَاهَـا

          وَيْحَ ابْنَتِي إِنَّ رَيْبَ الدَّهْرِ رَوَّعَهـا

          بِالفَقْرِ وَاليُتْمِ ، آهَـاً مِنْهُمَا آهَـا

          كَانَتْ مُصِيبَتُهَا بِالفَقْرِ وَاحَـدَةً

          وَمَـوْتُ وَالِدِهَـا بِاليُتْمِ ثَنَّاهَـا

          * * * *

          هَذَا الذي في طَرِيقِي كُنْتُ أَسْمَعُـهُ

          مِنْهَا فَأَثَّرَ في نَفْسِي وَأَشْجَاهَـا

          حَتَّى دَنَوْتُ إلَيْهَـا وَهْيَ مَاشِيَـةٌ

          وَأَدْمُعِي أَوْسَعَتْ في الخَدِّ مَجْرَاهَـا

          وَقُلْتُ : يَا أُخْتُ مَهْلاً إِنَّنِي رَجُلٌ

          أُشَارِكُ النَّاسَ طُرَّاً في بَلاَيَاهَـا

          سَمِعْتُ يَا أُخْتُ شَكْوَى تَهْمِسِينَ بِهَا

          في قَالَةٍ أَوْجَعَتْ قَلْبِي بِفَحْوَاهَـا

          هَلْ تَسْمَحُ الأُخْتُ لِي أَنِّي أُشَاطِرُهَا

          مَا في يَدِي الآنَ أَسْتَرْضِي بِـهِ اللهَ

          ثُمَّ اجْتَذَبْتُ لَهَا مِنْ جَيْبِ مِلْحَفَتِي

          دَرَاهِمَاً كُنْـتُ أَسْتَبْقِي بَقَايَاهَـا

          وَقُلْتُ يَا أُخْتُ أَرْجُو مِنْكِ تَكْرِمَتِي

          بِأَخْذِهَـا دُونَ مَا مَنٍّ تَغَشَّاهَـا

          فَأَرْسَلَتْ نَظْرَةً رَعْشَـاءَ رَاجِفَـةً

          تَرْمِي السِّهَامَ وَقَلْبِي مِنْ رَمَايَاهَـا

          وَأَخْرَجَتْ زَفَرَاتٍ مِنْ جَوَانِحِهَـا

          كَالنَّارِ تَصْعَدُ مِنْ أَعْمَاقِ أَحْشَاهَـا
          وَأَجْهَشَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ بَاكِيَـةٌ

          وَاهَاً لِمِثْلِكَ مِنْ ذِي رِقَّةٍ وَاهَـا
          لَوْ عَمَّ في النَّاسِ حِسٌّ مِثْلُ حِسِّكَ لِي

          مَا تَاهَ في فَلَوَاتِ الفَقْرِ مَنْ تَاهَـا

          أَوْ كَانَ في النَّاسِ إِنْصَافٌ وَمَرْحَمَةٌ

          لَمْ تَشْكُ أَرْمَلَةٌ ضَنْكَاً بِدُنْيَاهَـا

          * * * *

          هَذِي حِكَايَةُ حَالٍ جِئْتُ أَذْكُرُهَا

          وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَى الأَحْرَارَ فَحْوَاهَـا

          أَوْلَى الأَنَامِ بِعَطْفِ النَّاسِ أَرْمَلَـةٌ

          وَأَشْرَفُ النَّاسِ مَنْ بِالمَالِ وَاسَاهَـا


          أرجو أن يكون ذوقي لقى إستحسانكم
          تحياتي القلبية للجميع
          تكاد تضيء النار بين جوانحي. . . إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

          تعليق


          • #6
            الرد: من عيون الشعر العربي !!!

            بانت سعاد

            قصيدة البردة

            قال كعب بن زهير ( رضي الله عنه ) في قصيدته التي قالها حين قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم:







            بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .متيم إثرها لم يفد مكبول
            وما سعاد غداة البين إذ رحلوا
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .إلا أغن غضيض الطرف مكحول
            هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .لا يشتكى قصر منها ولا طول
            تجلو عوارض ذي ظلم إذاابتسمت
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .كـأنه مـنهل بالـروح مـعلول
            شجت بذي شيم من ماء محنية
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .صاف بأبطح أضحى وهو مشمول
            تنفي الرياح القذى عنه وأفرطه
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .من صوب غادية بيض يعاليل
            فيا لها حلة لو أنها صدقت
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .بوعدها أو لو إن النصح مقبول
            لكنها خلة قد سيط من دمها
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .فجع وولع وإخلاف وتبديل
            فما تدوم على حال تكون بها
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .كما تلون في أثوابها الغول
            وما تمسك بالعهد الذي زعمت
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .إلا كما يمسك الماء الغرابيل
            فلا يغرنك ما منت وما وعدت
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .إن الأماني والأحلام تضليل
            كانت مواعيد عرقوب لها مثلا
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .وما مواعيدها إلا الأباطيل
            أرجو وآمل أن تدنو مودتها
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .وما إخال لدينا منك تنويل
            أمست سعاد بأرض لا يبلغها
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .إلا العتاق النجيبات المراسيل
            ولن يبلغها إلا عذافرة
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .لها على الأين إرقال وتبغيل
            من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .عرضتها طامس الأعلام مجهول
            ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .إذا توقدت الحزان والميل
            ضخم مقلدها فعم مقيدها
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .في خلقها عن بنات الفحل تفضيل
            غلباء وجناء علكوم مذكرة
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .في دفها سعة قدامها ميل
            وجلدها من أطوم ما يؤيسه
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .طلح بضاحية المتنين مهزول
            حرف أخوها أبوها من مهجنة
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .وعمها خالها قوداء شمليل
            يمشي القراد عليها ثم يزلقه
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .منها لبان وأقراب زهاليل
            عيرانة قذفت بالنحض عن عرض
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .مرفقها عن بنات الزور مفتول
            كأنما فات عينيها ومذبحها
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .من خطمها ومن اللحيين برطيل
            تمر مثل عسيب النخل ذا خصل
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .في غارز لم تخونه الأحاليل
            قنواء في حرتيها للبصير بها
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .عتق مبين وفي الخدين تسهيل
            تخدي على يسرات وهي لاحقة
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .ذوابل مسهن الأرض تحليل
            سمر العجايات يتركن الحصى زيما
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .لم يقهن رءوس الأكم تنعيل
            كأن أوب ذراعيها وقد عرقت
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .وقد تلفع بالقور العساقيل
            يوما يظل به الحرباء مصطخدا
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .كأن ضاحيه بالشمس مملول
            وقال للقوم حاديهم وقد جعلت
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .ورق الجنادب يركضن الحصا قيلوا
            شد النهار ذراعا عيطل نصف
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .قامت فجاوبها نكد مثاكيل
            نواحة رخوة الضبعين ليس لها
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .لما نعى بكرها الناعون معقول
            تفري اللبان بكفيها ومدرعها
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .مشقق عن تراقيها رعابيل
            تسعى الغواة جنابيها وقولهم
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول
            وقال كل صديق كنت آمله
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .لا ألهينك إني عنك مشغول
            فقلت خلوا سبيلي لا أبا لكم
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .فكل ما قدر الرحمن مفعول
            كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .يوما على آلة حدباء محمول
            نبئت أن رسول الله أوعدني
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .والعفو عند رسول الله مأمول
            مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .قرآن فيها مواعيظ وتفصيل
            لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .أذنب ولو كثرت في الأقاويل
            لقد أقوم مقاما لو يقوم به
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .أرى وأسمع ما لو يسمع الفيل
            لظل يرعد إلا أن يكون له
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .من الرسول بإذن الله تنويل
            حتى وضعت يميني ما أنازعه
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .في كف ذي نقمات قيله القيل
            فلهو أخوف عندي إذ أكلمه
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .وقيل إنك منسوب ومسئول
            من ضيغم بضراء الأرض مخدره
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .في بطن عثر غيل دونه غيل
            يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .لحم من الناس معفور خراديل
            إذا يساور قرنا لا يحل له
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .أن يترك القرن إلا وهو مفلول
            منه تظل سباع الجو نافرة
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .ولا تمشي بواديه الأراجيل
            ولا يزال بواديه أخو ثقة
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .مضرج البز والدرسان مأكول
            إن الرسول لنور يستضاء به
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .مهند من سيوف الله مسلول
            في عصبة من قريش قال قائلهم
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .ببطن مكة لما أسلموا زولوا
            زالوا فما زال أنكاس ولا كشف
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .عند اللقاء ولا ميل معازيل
            شم العرانين أبطال لبوسهم
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .من نسج داود في الهيجا سرابيل
            بيض سوابغ قد شكت لها حلق
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .كأنها حلق القفعاء مجدول
            ليسوا مفاريح إن نالت رماحهم
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .قوما وليسوا مجازيعا إذا نيلوا
            يمشون مشي الجمال الزهر يعصمهم
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .ضرب إذا عرد السود التنابيل
            لا يقع الطعن إلا في نحورهم
            . . . . . . . . . . . . . . . . . . .وما لهم عن حياض الموت تهليل
            تكاد تضيء النار بين جوانحي. . . إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

            تعليق


            • #7
              الرد: من عيون الشعر العربي !!!

              نهج البردة

              رائعة أمير الشعراء ... أحمد شوقي ( رحمه الله )
              ريم على القاع بين البان والعلَم
              . . . . . . . . . . . . .أحَل سفكْكَ دمى فى الأشهر الحُرُم
              لما رَنا حدثتني النفسُ قائلة
              . . . . . . . . . . . . .يا ويح جنبِكَ بالسهم المُصيبِ رُمى
              جحدتُها وكتمتُ السهم فى كبدي
              . . . . . . . . . . . . .جٌرْحُ الأحبة عندي غير ذي ألــم
              يا لائمي فى هواهُ والهوى قدَرٌ
              . . . . . . . . . . . . .لو شفك الوجد لمْ تعذلْ ولم تلــُم
              لقد أنلتك أذْنا غير واعية
              . . . . . . . . . . . . .ورب منتصبٍ والقلبُ فى صَمَـم
              يا ناعس الطرف لا ذُقت الهوى أبدً
              . . . . . . . . . . . . .أسهرت مضناك فى حفظ الهوى, فنم
              يا نفس دنياكٍ تُخفى كل مبكية
              . . . . . . . . . . . . .وإن بدا لكِ منها حُسنُ مُبتســـم
              صلاحُ أمرِك للأخلاق مرِجعُه
              . . . . . . . . . . . . .فقوم النفسَ بالأخلاقِ تستقِــــمِ
              والنفسُ من خيرِها فى خير عافيةٍ
              . . . . . . . . . . . . .والنفس من شرّها فى مَرْتع وخـم
              تطغى إذا مُكنتْ من لذة وهوًى
              . . . . . . . . . . . . .طَغى الجِيادِ إذا عضت على الشُكم
              إذا جَل ذنبى عن الغفران لي أملٌ
              . . . . . . . . . . . . .فى اللهِ يجعلني فى خير معتصــم
              ألقى رجائي إذا عز المُجيرُ على
              . . . . . . . . . . . . .مفرج الكرْب فى الداريْن والغُمَـم
              إذا خفضت جَناحَ الذل أسألٌهٌ
              . . . . . . . . . . . . .عزِ الشفاعِة لم أسألْ سوى أمَـتـم
              وإن تقدم ذوى تقوى بصالحةٍ
              . . . . . . . . . . . . .قدّمتُ بين يديه عَبرةَ النـــدَم
              لزِمتُ باب أمير الأنبياء ومن
              . . . . . . . . . . . . .يُمْسِكْ بمِفتاحِ باب الله يغتنـــمِ
              محمد صفوة الباري ورحمتُه
              . . . . . . . . . . . . .وبغُيَة الله من خلْقٍ ومن نَسَــم
              ونودىَ اقرأ تعالى الله قائلُها
              . . . . . . . . . . . . .لم تتصِلْ قبلَ مَن قيلتْ له بفـم
              هناك أذنَ للرَحمن فامتلأت
              . . . . . . . . . . . . .أسماعُ مكة من قُدسِيةِ النغَــم
              فلا تسلْ عن قريشٍ كيفَ حيْرَتُها
              . . . . . . . . . . . . .وكيف نُفرتها فى السهل والعلـم
              تساءلوا عن عظيمٍ قد ألم بهم
              . . . . . . . . . . . . .رمَى المشايخ والولدَن باللمَــم
              سَرَت بشائِر بالهادي ومولِده
              . . . . . . . . . . . . .فى الشرق والغرب مَسْرَى النور فى الظلم
              تخطفتْ مُهَج الطاغين من عربٍ
              . . . . . . . . . . . . .وطيرت أنفسَ الباغين من عجم
              يُعذبان عباد الله فى شُبهٍ
              . . . . . . . . . . . . .ويَذبَحان كما ضحيتَ بالغَنــــــم
              والخلق يفتِك أقواهم بأضعفِهم
              . . . . . . . . . . . . .كالليثِ بالبٌهْم أو كالحوتِ بالبَلَـم
              أسرَى بك الله ليلاً إذ ملائكهُ
              . . . . . . . . . . . . .والرسلُ فى المسجد الأقصى على قدم
              لما خطرْتَ به التفوا بسيدهم
              . . . . . . . . . . . . .كالشهبِ بالبدر أو كالجند بالعلــــم
              صلى وراءك منهم كل ذي خطرٍ
              . . . . . . . . . . . . .ومن يفُزْ بحبيبِ الله يأتمـــــم
              جُبْتَ السماوات أو ما فوقهنّ بهم
              . . . . . . . . . . . . .على منورة درية اللُجُـــتـــــم
              مشيئة الخالق الباري وصنعتُه
              . . . . . . . . . . . . .وقدرة الله فوق الشك والتُهَــم
              حتى بلغتَ سماءً لا يطارُ لها
              . . . . . . . . . . . . .على جناحِ ولا يسعى على قدم
              وقيل كل نبي عند رُتبته
              . . . . . . . . . . . . .ويا محمدُ هذا العرشُ فاستلـم
              يا رب هبت شعوب من منيتها
              . . . . . . . . . . . . .واستيقظت أمم من رقدة العـدم
              رأى قضاؤك فينا رأى حكمته
              . . . . . . . . . . . . .أكْرم بوجهك من قاضٍ ومنتقــم
              فالطُف لأجل رسول العالمين بنا
              . . . . . . . . . . . . .ولا تزد قومه خسفا ولا تسُـم
              يا رب أحسنت بَدْءَ المسلمين به
              . . . . . . . . . . . . . فتمِم الفضل وامنح حُسن مختتـم
              تكاد تضيء النار بين جوانحي. . . إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

              تعليق


              • #8
                الرد: من عيون الشعر العربي !!!

                ألا هبي بصحنك
                هو عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر التغلبي
                توفي سنة 39 ق.هـ / 584 م
                من شعراء العصر الجاهلي

                أَلاَ هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِيْنَـا
                . . . . . . . . . . وَلاَ تُبْقِي خُمُـوْرَ الأَنْدَرِيْنَـا
                مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيْهَـا
                . . . . . . . . . . إِذَا مَا المَاءَ خَالَطَهَا سَخِيْنَـا
                تَجُوْرُ بِذِي اللَّبَانَةِ عَنْ هَـوَاهُ
                . . . . . . . . . . إِذَا مَا ذَاقَهَـا حَتَّـى يَلِيْنَـا
                تَرَى اللَّحِزَ الشَّحِيْحَ إِذَا أُمِرَّتْ
                . . . . . . . . . . عَلَيْـهِ لِمَـالِهِ فِيْهَـا مُهِيْنَـا
                صَبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ عَمْـرٍو
                . . . . . . . . . . وَكَانَ الكَأْسُ مَجْرَاهَا اليَمِيْنَـا
                وَمَا شَـرُّ الثَّـلاَثَةِ أُمَّ عَمْـرٍو
                . . . . . . . . . . بِصَاحِبِكِ الذِي لاَ تَصْبَحِيْنَـا
                وَكَأْسٍ قَدْ شَـرِبْتُ بِبَعْلَبَـكٍّ
                . . . . . . . . . . وَأُخْرَى فِي دِمَشْقَ وَقَاصرِيْنَـا
                وَإِنَّا سَـوْفَ تُدْرِكُنَا المَنَـايَا
                . . . . . . . . . . مُقَـدَّرَةً لَنَـا وَمُقَـدِّرِيْنَـا
                قِفِـي قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِيْنـَا
                . . . . . . . . . . نُخَبِّـرْكِ اليَقِيْـنَ وَتُخْبِرِيْنَـا
                قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ صَرْماً
                . . . . . . . . . . لِوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ الأَمِيْنَـا
                بِيَـوْمِ كَرِيْهَةٍ ضَرْباً وَطَعْنـاً
                . . . . . . . . . . أَقَـرَّ بِـهِ مَوَالِيْـكِ العُيُوْنَـا
                وَأنَّ غَـداً وَأنَّ اليَـوْمَ رَهْـنٌ
                . . . . . . . . . . وَبَعْـدَ غَـدٍ بِمَا لاَ تَعْلَمِيْنَـا
                تُرِيْكَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى خَـلاَءٍ
                . . . . . . . . . . وَقَدْ أَمِنْتَ عُيُوْنَ الكَاشِحِيْنَـا
                ذِرَاعِـي عَيْطَلٍ أَدَمَـاءَ بِكْـرٍ
                . . . . . . . . . . هِجَـانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأ جَنِيْنَـا
                وثَدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخِصـاً
                . . . . . . . . . . حَصَـاناً مِنْ أُكُفِّ اللاَمِسِيْنَـا
                ومَتْنَى لَدِنَةٍ سَمَقَتْ وطَالَـت
                . . . . . . . . . . رَوَادِفُهَـا تَنـوءُ بِمَا وَلِيْنَـا
                وَمأْكَمَةً يَضِيـقُ البَابُ عَنْهَـا
                . . . . . . . . . . وكَشْحاً قَد جُنِنْتُ بِهِ جُنُونَـا
                وسَارِيَتِـي بَلَنْـطٍ أَو رُخَـامٍ
                . . . . . . . . . . يَرِنُّ خَشَـاشُ حَلِيهِمَا رَنِيْنَـا
                فَمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ سَقبٍ
                . . . . . . . . . . أَضَلَّتْـهُ فَرَجَّعـتِ الحَنِيْنَـا
                ولاَ شَمْطَاءُ لَم يَتْرُك شَقَاهَـا
                . . . . . . . . . . لَهـا مِن تِسْعَـةٍ إلاَّ جَنِيْنَـا
                تَذَكَّرْتُ الصِّبَا وَاشْتَقْتُ لَمَّـا
                . . . . . . . . . . رَأَيْتُ حُمُـوْلَهَا أصُلاً حُدِيْنَـا
                فَأَعْرَضَتِ اليَمَامَةُ وَاشْمَخَـرَّتْ
                . . . . . . . . . . كَأَسْيَـافٍ بِأَيْـدِي مُصْلِتِيْنَـا
                أَبَا هِنْـدٍ فَلاَ تَعْجَـلْ عَلَيْنَـا
                . . . . . . . . . . وَأَنْظِـرْنَا نُخَبِّـرْكَ اليَقِيْنَــا
                بِأَنَّا نُـوْرِدُ الـرَّايَاتِ بِيْضـاً
                . . . . . . . . . . وَنُصْـدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رُوِيْنَـا
                وَأَيَّـامٍ لَنَـا غُـرٍّ طِــوَالٍ
                . . . . . . . . . . عَصَيْنَـا المَلِكَ فِيهَا أَنْ نَدِيْنَـا
                وَسَيِّـدِ مَعْشَـرٍ قَدْ تَوَّجُـوْهُ
                . . . . . . . . . . بِتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِيْنَـا
                تَرَكْـنَ الخَيْلَ عَاكِفَةً عَلَيْـهِ
                . . . . . . . . . . مُقَلَّـدَةً أَعِنَّتَهَـا صُفُـوْنَـا
                وَأَنْزَلْنَا البُيُوْتَ بِذِي طُلُـوْحٍ
                . . . . . . . . . . إِلَى الشَامَاتِ نَنْفِي المُوْعِدِيْنَـا
                وَقَدْ هَرَّتْ كِلاَبُ الحَيِّ مِنَّـا
                . . . . . . . . . . وَشَـذَّبْنَا قَتَـادَةَ مَنْ يَلِيْنَـا
                مَتَى نَنْقُـلْ إِلَى قَوْمٍ رَحَانَـا
                . . . . . . . . . . يَكُوْنُوا فِي اللِّقَاءِ لَهَا طَحِيْنَـا
                يَكُـوْنُ ثِقَالُهَا شَرْقِيَّ نَجْـدٍ
                . . . . . . . . . . وَلُهْـوَتُهَا قُضَـاعَةَ أَجْمَعِيْنَـا
                نَزَلْتُـمْ مَنْزِلَ الأَضْيَافِ مِنَّـا
                . . . . . . . . . . فَأَعْجَلْنَا القِرَى أَنْ تَشْتِمُوْنَـا
                قَرَيْنَاكُـمْ فَعَجَّلْنَـا قِرَاكُـمْ
                . . . . . . . . . . قُبَيْـلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً طَحُوْنَـا
                نَعُـمُّ أُنَاسَنَـا وَنَعِفُّ عَنْهُـمْ
                . . . . . . . . . . وَنَحْمِـلُ عَنْهُـمُ مَا حَمَّلُوْنَـا
                نُطَـاعِنُ مَا تَرَاخَى النَّاسُ عَنَّـا
                . . . . . . . . . . وَنَضْرِبُ بِالسِّيُوْفِ إِذَا غُشِيْنَـا
                بِسُمْـرٍ مِنْ قَنَا الخَطِّـيِّ لُـدْنٍ
                . . . . . . . . . . ذَوَابِـلَ أَوْ بِبِيْـضٍ يَخْتَلِيْنَـا
                كَأَنَّ جَمَـاجِمَ الأَبْطَالِ فِيْهَـا
                . . . . . . . . . . وُسُـوْقٌ بِالأَمَاعِـزِ يَرْتَمِيْنَـا
                نَشُـقُّ بِهَا رُؤُوْسَ القَوْمِ شَقًّـا
                . . . . . . . . . . وَنَخْتَلِـبُ الرِّقَـابَ فَتَخْتَلِيْنَـا
                وَإِنَّ الضِّغْـنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْـدُو
                . . . . . . . . . . عَلَيْـكَ وَيُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِيْنَـا
                وَرِثْنَـا المَجْدَ قَدْ عَلِمَتْ مَعَـدٌّ
                . . . . . . . . . . نُطَـاعِنُ دُوْنَهُ حَـتَّى يَبِيْنَـا
                وَنَحْنُ إِذَا عِمَادُ الحَيِّ خَـرَّتْ
                . . . . . . . . . . عَنِ الأَحْفَاضِ نَمْنَعُ مَنْ يَلِيْنَـا
                نَجُـذُّ رُؤُوْسَهُمْ فِي غَيْرِ بِـرٍّ
                . . . . . . . . . . فَمَـا يَـدْرُوْنَ مَاذَا يَتَّقُوْنَـا
                كَأَنَّ سُيُـوْفَنَا منَّـا ومنْهُــم
                . . . . . . . . . . مَخَـارِيْقٌ بِأَيْـدِي لاَعِبِيْنَـا
                كَـأَنَّ ثِيَابَنَـا مِنَّـا وَمِنْهُـمْ
                . . . . . . . . . . خُضِبْـنَ بِأُرْجُوَانِ أَوْ طُلِيْنَـا
                إِذَا مَا عَيَّ بِالإِسْنَـافِ حَـيٌّ
                . . . . . . . . . . مِنَ الهَـوْلِ المُشَبَّهِ أَنْ يَكُوْنَـا
                نَصَبْنَـا مِثْلَ رَهْوَةِ ذَاتَ حَـدٍّ
                . . . . . . . . . . مُحَافَظَـةً وَكُـنَّا السَّابِقِيْنَـا
                بِشُبَّـانٍ يَرَوْنَ القَـتْلَ مَجْـداً
                . . . . . . . . . . وَشِيْـبٍ فِي الحُرُوْبِ مُجَرَّبِيْنَـا
                حُـدَيَّا النَّـاسِ كُلِّهِمُ جَمِيْعـاً
                . . . . . . . . . . مُقَـارَعَةً بَنِيْـهِمْ عَـنْ بَنِيْنَـا
                فَأَمَّا يَـوْمَ خَشْيَتِنَـا عَلَيْهِـمْ
                . . . . . . . . . . فَتُصْبِـحُ خَيْلُنَـا عُصَباً ثُبِيْنَـا
                وَأَمَّا يَـوْمَ لاَ نَخْشَـى عَلَيْهِـمْ
                . . . . . . . . . . فَنُمْعِــنُ غَـارَةً مُتَلَبِّبِيْنَــا
                بِـرَأْسٍ مِنْ بَنِي جُشْمٍ بِنْ بَكْـرٍ
                . . . . . . . . . . نَـدُقُّ بِهِ السُّـهُوْلَةَ وَالحُزُوْنَـا
                أَلاَ لاَ يَعْلَـمُ الأَقْـوَامُ أَنَّــا
                . . . . . . . . . . تَضَعْضَعْنَـا وَأَنَّـا قَـدْ وَنِيْنَـا
                أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا
                . . . . . . . . . . فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا
                بِاَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرُو بْنَ هِنْـدٍ
                . . . . . . . . . . نَكُـوْنُ لِقَيْلِكُـمْ فِيْهَا قَطِيْنَـا
                بِأَيِّ مَشِيْئَـةٍ عَمْـرَو بْنَ هِنْـدٍ
                . . . . . . . . . . تُطِيْـعُ بِنَا الوُشَـاةَ وَتَزْدَرِيْنَـا
                تَهَـدَّدُنَـا وَتُوْعِـدُنَا رُوَيْـداً
                . . . . . . . . . . مَتَـى كُـنَّا لأُمِّـكَ مَقْتَوِيْنَـا
                فَإِنَّ قَنَاتَنَـا يَا عَمْـرُو أَعْيَـتْ
                . . . . . . . . . . عَلى الأَعْـدَاءِ قَبَلَكَ أَنْ تَلِيْنَـا
                إِذَا عَضَّ الثَّقَافُ بِهَا اشْمَـأَزَّتْ
                . . . . . . . . . . وَوَلَّتْـهُ عَشَـوْزَنَةً زَبُـوْنَـا
                عَشَـوْزَنَةً إِذَا انْقَلَبَتْ أَرَنَّـتْ
                . . . . . . . . . . تَشُـجُّ قَفَا المُثَقِّـفِ وَالجَبِيْنَـا
                فَهَلْ حُدِّثْتَ فِي جُشَمٍ بِنْ بَكْـرٍ
                . . . . . . . . . . بِنَقْـصٍ فِي خُطُـوْبِ الأَوَّلِيْنَـا
                وَرِثْنَـا مَجْدَ عَلْقَمَةَ بِنْ سَيْـفٍ
                . . . . . . . . . . أَبَـاحَ لَنَا حُصُوْنَ المَجْدِ دِيْنَـا
                وَرَثْـتُ مُهَلْهِـلاً وَالخَيْرَ مِنْـهُ
                . . . . . . . . . . زُهَيْـراً نِعْمَ ذُخْـرُ الذَّاخِرِيْنَـا
                وَعَتَّـاباً وَكُلْثُـوْماً جَمِيْعــاً
                . . . . . . . . . . بِهِـمْ نِلْنَـا تُرَاثَ الأَكْرَمِيْنَـا
                وَذَا البُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْـهُ
                . . . . . . . . . . بِهِ نُحْمَى وَنَحْمِي المُلتَجِينَــا
                وَمِنَّـا قَبْلَـهُ السَّاعِي كُلَيْـبٌ
                . . . . . . . . . . فَـأَيُّ المَجْـدِ إِلاَّ قَـدْ وَلِيْنَـا
                مَتَـى نَعْقِـد قَرِيْنَتَنَـا بِحَبْـلٍ
                . . . . . . . . . . تَجُـذَّ الحَبْلَ أَوْ تَقْصِ القَرِيْنَـا
                وَنُوْجَـدُ نَحْنُ أَمْنَعَهُمْ ذِمَـاراً
                . . . . . . . . . . وَأَوْفَاهُـمْ إِذَا عَقَـدُوا يَمِيْنَـا
                وَنَحْنُ غَدَاةَ أَوْقِدَ فِي خَـزَازَى
                . . . . . . . . . . رَفَـدْنَا فَـوْقَ رِفْدِ الرَّافِدِيْنَـا
                وَنَحْنُ الحَابِسُوْنَ بِذِي أَرَاطَـى
                . . . . . . . . . . تَسَـفُّ الجِلَّـةُ الخُوْرُ الدَّرِيْنَـا
                وَنَحْنُ الحَاكِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
                . . . . . . . . . . وَنَحْنُ العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
                وَنَحْنُ التَّارِكُوْنَ لِمَا سَخِطْنَـا
                . . . . . . . . . . وَنَحْنُ الآخِـذُوْنَ لِمَا رَضِيْنَـا
                وَكُنَّـا الأَيْمَنِيْـنَ إِذَا التَقَيْنَـا
                . . . . . . . . . . وَكَـانَ الأَيْسَـرِيْنَ بَنُو أَبَيْنَـا
                فَصَالُـوا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْهِـمْ
                . . . . . . . . . . وَصُلْنَـا صَـوْلَةً فِيْمَنْ يَلِيْنَـا
                فَـآبُوا بِالنِّـهَابِ وَبِالسَّبَايَـا
                . . . . . . . . . . وَأُبْـنَا بِالمُلُـوْكِ مُصَفَّدِيْنَــا
                إِلَيْكُـمْ يَا بَنِي بَكْـرٍ إِلَيْكُـمْ
                . . . . . . . . . . أَلَمَّـا تَعْـرِفُوا مِنَّـا اليَقِيْنَـا
                أَلَمَّـا تَعْلَمُـوا مِنَّا وَمِنْكُـمْ
                . . . . . . . . . . كَتَـائِبَ يَطَّعِـنَّ وَيَرْتَمِيْنَـا
                عَلَيْنَا البَيْضُ وَاليَلَبُ اليَمَانِـي
                . . . . . . . . . . وَأسْيَـافٌ يَقُمْـنَ وَيَنْحَنِيْنَـا
                عَلَيْنَـا كُـلُّ سَابِغَـةٍ دِلاَصٍ
                . . . . . . . . . . تَرَى فَوْقَ النِّطَاقِ لَهَا غُضُوْنَـا
                إِذَا وَضِعَتْ عَنِ الأَبْطَالِ يَوْمـاً
                . . . . . . . . . . رَأَيْـتَ لَهَا جُلُوْدَ القَوْمِ جُوْنَـا
                كَأَنَّ غُضُـوْنَهُنَّ مُتُوْنُ غُـدْرٍ
                . . . . . . . . . . تُصَفِّقُهَـا الرِّيَاحُ إِذَا جَرَيْنَـا
                وَتَحْمِلُنَـا غَدَاةَ الرَّوْعِ جُـرْدٌ
                . . . . . . . . . . عُـرِفْنَ لَنَا نَقَـائِذَ وَافْتُلِيْنَـا
                وَرَدْنَ دَوَارِعاً وَخَرَجْنَ شُعْثـاً
                . . . . . . . . . . كَأَمْثَـالِ الرِّصَائِـعِ قَدْ بَلَيْنَـا
                وَرِثْنَـاهُنَّ عَنْ آبَـاءِ صِـدْقٍ
                . . . . . . . . . . وَنُـوْرِثُهَـا إِذَا مُتْنَـا بَنِيْنَـا
                عَلَـى آثَارِنَا بِيْـضٌ حِسَـانٌ
                . . . . . . . . . . نُحَـاذِرُ أَنْ تُقَسَّمَ أَوْ تَهُوْنَـا
                أَخَـذْنَ عَلَى بُعُوْلَتِهِنَّ عَهْـداً
                . . . . . . . . . . إِذَا لاَقَـوْا كَتَـائِبَ مُعْلِمِيْنَـا
                لَيَسْتَلِبُـنَّ أَفْـرَاسـاً وَبِيْضـاً
                . . . . . . . . . . وَأَسْـرَى فِي الحَدِيْدِ مُقَرَّنِيْنَـا
                تَـرَانَا بَارِزِيْـنَ وَكُلُّ حَـيٍّ
                . . . . . . . . . . قَـدْ اتَّخَـذُوا مَخَافَتَنَا قَرِيْنـاً
                إِذَا مَا رُحْـنَ يَمْشِيْنَ الهُوَيْنَـا
                . . . . . . . . . . كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتُوْنُ الشَّارِبِيْنَـا
                يَقُتْـنَ جِيَـادَنَا وَيَقُلْنَ لَسْتُـمْ
                . . . . . . . . . . بُعُوْلَتَنَـا إِذَا لَـمْ تَمْنَعُـوْنَـا
                ظَعَائِنَ مِنْ بَنِي جُشَمِ بِنْ بِكْـرٍ
                . . . . . . . . . . خَلَطْـنَ بِمِيْسَمٍ حَسَباً وَدِيْنَـا
                وَمَا مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَـرْبٍ
                . . . . . . . . . . تَـرَى مِنْهُ السَّوَاعِدَ كَالقُلِيْنَـا
                كَـأَنَّا وَالسُّـيُوْفُ مُسَلَّـلاَتٌ
                . . . . . . . . . . وَلَـدْنَا النَّـاسَ طُرّاً أَجْمَعِيْنَـا
                يُدَهْدِهنَ الرُّؤُوسِ كَمَا تُدَهْـدَي
                . . . . . . . . . . حَـزَاوِرَةٌ بِأَبطَحِـهَا الكُرِيْنَـا
                وَقَـدْ عَلِمَ القَبَـائِلُ مِنْ مَعَـدٍّ
                . . . . . . . . . . إِذَا قُبَـبٌ بِأَبطَحِـهَا بُنِيْنَــا
                بِأَنَّـا المُطْعِمُـوْنَ إِذَا قَدَرْنَــا
                . . . . . . . . . . وَأَنَّـا المُهْلِكُـوْنَ إِذَا ابْتُلِيْنَــا
                وَأَنَّـا المَانِعُـوْنَ لِمَـا أَرَدْنَـا
                . . . . . . . . . . وَأَنَّـا النَّـازِلُوْنَ بِحَيْثُ شِيْنَـا
                وَأَنَّـا التَـارِكُوْنَ إِذَا سَخِطْنَـا
                . . . . . . . . . . وَأَنَّـا الآخِـذُوْنَ إِذَا رَضِيْنَـا
                وَأَنَّـا العَاصِمُـوْنَ إِذَا أُطِعْنَـا
                . . . . . . . . . . وَأَنَّـا العَازِمُـوْنَ إِذَا عُصِيْنَـا
                وَنَشْرَبُ إِنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْـواً
                . . . . . . . . . . وَيَشْـرَبُ غَيْرُنَا كَدِراً وَطِيْنَـا
                أَلاَ أَبْلِـغْ بَنِي الطَّمَّـاحِ عَنَّـا
                . . . . . . . . . . وَدُعْمِيَّـا فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوْنَـا
                إِذَا مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ خَسْفـاً
                . . . . . . . . . . أَبَيْنَـا أَنْ نُقِـرَّ الـذُّلَّ فِيْنَـا
                مَـلأْنَا البَـرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّـا
                . . . . . . . . . . وَظَهرَ البَحْـرِ نَمْلَـؤُهُ سَفِيْنَـا
                إِذَا بَلَـغَ الفِطَـامَ لَنَا صَبِـيٌّ
                . . . . . . . . . . تَخِـرُّ لَهُ الجَبَـابِرُ سَاجِديْنَـا
                تكاد تضيء النار بين جوانحي. . . إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

                تعليق


                • #9
                  الرد: من عيون الشعر العربي !!!

                  قصيدة الأطلال
                  للدكتور إبراهيم ناجي ( رحمه الله )




                  يَا فُـؤادِي رَحِـم اللهُ الـهوَى
                  كَانَ صَرحاً من خَيـالٍ فَهَـوى
                  اسقنِي واشـرَبْ عَلـى أَطلالـهِ
                  واروِ عَنِّي طَالَمـا الدَّمـع رَوَى
                  كَيفَ ذَاك الحبّ أَمسَـى خَبـراً
                  .وحَديثـاً من أَحَاديـث الجـوَى
                  وبِساطـا من نَدامَـى حلمهـم
                  تـواروا أبـداً وهـو انطـوى

                  يا رياحا ليـس يهـدا عصفـها
                  نضب الزيتُ ومصباحي انطفـا
                  وأنا أقتـات مـن وهـم عفـا
                  وأفـي العمـر لنـاسٍ ما وفَـى
                  كـم تقلبـت علـى خنجـره
                  لا الهوى مال ولا الجفـنُ غفـا
                  وإذا القلـبُ علـى غفـرانـهِ
                  كلـما غاربـه النصـلُ عفـا

                  يا غراما كان منّـي فِـي دمـي
                  قدراً كالمـوت أو فـي طعمـهِ
                  ما قضينا ساعـة فـي عرسـهِ
                  وقضينـا العمـر فِـي مأتـمه
                  ما انتزاعـي دمعـةً مـن عينـه
                  واغتصابِـي بسمـةً مـن فمـهِ
                  ليت شعـري أيـن منه مهربِـي
                  .أين يَمضـي هـاربٌ من دمـهِ

                  لست أنسـاكِ وقـد أغريتنِـي
                  بفـمٍ عـذب المنـاداة رقيـقْ
                  ويـد تَمتـد نَحـوي كـيـدٍ
                  من خلال الموج مُـدّتْ لغريـقْ
                  آه يـا قبـلـة أقـدامـي إذا
                  شكتِ الأقدامُ أشـواكَ الطريـقْ
                  وبريقـاً يظمـأ السـاري لَـهُ
                  أين فِي عينيك ذيَّـاك البـريـقْ

                  لست أنسـاك وقـد أغريتنِـي
                  بالذرى الشم فأدمنتُ الطمـوحْ
                  أنـت روح فِي سَمائـي وأنـا
                  لك أعلو فكأنِّـي مَحـضُ روحُ
                  يا لَهـا مـن قمـم كنّـا بِهـا
                  نتـلاقَـى وبسـرّينـا نبـوحْ
                  نستشف الغيـبَ من أبراجهـا
                  ونرى الناس ظلالاً فِي السفـوحْ

                  أنتِ حسن فِي ضحـاه لَم يَـزَلْ
                  وأنـا عنـديَ أحـزان الطَفَـل
                  وبقايا الظل من ركـب رحـلْ
                  وخيوطُ النُّـور من نَجـمٍ أفـلْ
                  ألـمـح الدنيـا بعينِـي سئـمْ
                  وأرى حولِـيَ أشبـاحَ الـمللْ
                  راقصات فوق أشـلاء الـهوى
                  معولاتٍ فوق أجـداثِ الأمـلْ

                  ذهـب العمـرُ هبـاءَ فاذهبِـي
                  لَـم يكـن وعـدُك إلا شبحـا
                  صفحةٌ قَد ذَهـب الدَّهـرُ بِهـا
                  أثبـت الحـب عليـها ومَحـا
                  انظري ضحكي ورقصي فرحـا
                  وأنـا أحـمل قلبـاً ذُبِـحَـا
                  ويرانِي النـاسُ روحـاً طائـراً
                  والجوى يطحننِي طحن الرحـى؟

                  كنت تِمثـال خيالِـي فَهـوَى
                  الـمقـاديـر أرادتْ لا يـدِي
                  ويْحها لَم تَـدرِ ماذا حطمـتْ
                  حطمت تاجي وهدّت معبـدي
                  يا حيـاة اليـائـس الـمنفـرد
                  يا يبابـاً مـا بـه مـن أحـدِ
                  يا قفـاراً لافحـاتٍ مـا بِهـا
                  من نَجـي.. يا سكـون الأبـدِ

                  أين من عينِـي حبيـبٌ ساحـرٌ
                  فيـه نبـلٌ وجـلالٌ وحـيـاءْ
                  واثقُ الخطـوةِ يَمشـي ملكـا
                  ظالِمُ الحسن شهـيُّ الكبـريـاءْ
                  عبقُ السّحـرِ كأنفـاسِ الرُّبَـى
                  ساهمُ الطرفِ كأحـلامِ المسـاءْ
                  مشـرقُ الطلعـةِ فِـي منطقـهِ
                  لغـةُ النُّـورِ وتعبيـرُ السَّمـاءْ

                  أين منِّـي مَجلـسٌ أنـت بـهِ
                  فتنـةٌ تَمـت سنـاء وسـنَـى
                  وأنـا حـبٌّ وقـلــبٌ ودمٌ
                  وفـراشٌ حـائـرٌ منـك دنـا
                  ومـن الشَّـوقِ رسـولٌ بيننـا
                  ونـديـمٌ قـدَّم الكـأسَ لنـا
                  وسقـانـا فانتفضنـا لَحظـةً
                  لـغـبـارٍ آدمـي مـسـنـا

                  قَد عَرفنا صَولـةَ الجسـمِ التِـي
                  تَحكم الحيَّ وتطغـى فِي دمـاه
                  وسَمعنـا صرخـةً فِي رعدِهـا
                  سـوط جـلاّدٍ وتعذيـب إلـه
                  أمرْتنـا فعـصـيـنـا أمرهـا
                  وأبينا الـذلَّ أن يغشـى الجبـاه
                  حكم الطاغي فكنا فِي العصـاهْ
                  وطردنا خلـفَ أسـوارِ الحيـاهْ

                  يا لمنفييـن ضـلاًّ فِي الوعـورْ
                  دميا بالشَّوك فيـها والصخـور
                  كُلَّـما تَقسـوا اللَّيالِـي عرفـا
                  روعة الآلامِ فِي المنفـى الطهـورْ
                  طـردا من ذلك الحلـم الكبيـرْ
                  للحظوظِ السُّودِ واللَّيلِ الضَّريـرْ
                  يقبسـان النُّـورَ من روحيْهـما
                  كُلَّما قَد ضنـت الدّنيـا بنـورْ

                  أَنت قَد صَيـرت أمري عجبـا
                  كثرتْ حَولِـيَ أطيـارُ الرُّبَـى
                  فـإذا قلـت لِقلبِـي سـاعـةً
                  قم نغـردْ لسـوى ليلـى أبَـى
                  حجـبْ تأبَـى لعينِـي ماربـا
                  غيـر عيـنـيـك ولا مطلبـا
                  أنـتِ من أسدلَهـا لا تدعـي
                  أننِّي أسدلـت هـذي الحُجُبـا

                  ولكم صاح بِي اليـأسُ انتزعـها
                  فيـرد القدرُ الساخـرُ : دعـها
                  يا لَهـا من خطـة عميـاء لـو
                  أننِّي أبصـر شيئـاً لَـم أطعـها
                  ولِـيَ الـوَيـل إذا لبـيـتُـها
                  ولِـيَ الويـلُ إذا لَـم أتبعـها
                  قد حنت رأسي ولو كل القـوى
                  تشتري عـزة نفسـي لَم أبعـها

                  يـا حبيبـاً زرتُ يومـاً أيكَـهُ
                  طائـر الشَّـوق أغنـي أَلَمـي
                  لك أبطـاء الـدلالِ الـمنعـمِ
                  وتَجنـيْ القـادر الـمُحتكـمِ
                  وحنينِـي لك يَكـويْ أعظمـي
                  والثَّوانِـي جَمـرات فِي دمـي
                  وأنـا مرتقـبٌ فِـي موضعـي
                  . مرهفُ السَّمـعِ لوقـعِ القـدمِ

                  قـدم تَخطـو وقلبِـي مشبـه
                  موجـة تَخطـو إلَى شاطئـها
                  أيهـا الظالِـم بالله إلَـى كَـم
                  أسفح الدَّمـعَ علـى موطئـها
                  رحـمةٌ أنت فهـل من رحـمةٍ
                  لغـريـب الـرُّوح أو ظامئـها
                  يا شفاء الروُّح رُوحي تَشتَكـي
                  ظلـمَ آسيـها إلَـى بـارئـها

                  أعطنِي حُريَّتِـي أطلـق يَـديَّ
                  إنَّنِي أعطيتُ ما استبقيـتُ شـيّ
                  آه من قَيـدك أَدمَـى مِعصَمـي
                  لِـمَ أبقيـهِ ومـا أبقَـى علـيَّ
                  ما احتفاظي بِعهود لَـم تصنـها
                  . . وإلام الأسـر والـدنيـا لـديْ
                  ها أنا جفتْ دموعي فاعفُ عنـها
                  إنَّها قَبـلَك لَـم تبـذلْ لِحـيْ

                  وهبِ الطائر عن عشـك طـارا
                  جفتِ الغـدرانُ والثلـجُ أغـارا
                  هذه الدنيـا قلـوب جَمَـدتْ
                  خبتِ الشعلةُ والجمـرُ تـوارى
                  وإذا مـا قبـس القلـب غـدا
                  من رمادٍ لا تسلْهُ كيـف صـارا
                  لا تسلْ واذكرْ عذاب المصطلـيْ
                  وهو يذكيه فـلا يقبـسُ نـارا
                  لا رعـى اللهُ مسـاءً قـاسيـا
                  قد أرانِيْ كلَّ أحلامـي سـدى
                  وأرانِـيْ قلـبَ مـن أعـبـدُهُ
                  ساخراً من مدمعي سخر العـدا
                  ليت شعري أي أحداث جـرت
                  أنزلت روحَك سجنـاً موصـدا
                  صدئت روحـك فِـي غيهبـها
                  وكذا الأرواح يعلوهـا الصـدا

                  قد رأيتُ الكـونَ قبـراً ضيقـا
                  خيّم اليـأسُ عليـهِ والسكـوتْ
                  ورأت عينِي أكاذيـب الـهوى
                  واهياتٍ كخيـوطِ العنكبـوتْ
                  كنت ترثي لِي وتـدري ألَمـي
                  لو رثى للدمع تِمثـال صمـوتْ
                  عنـد أقدامـك دنيـا تنتهـي
                  وعلـى بابـك آمـالٌ تَمـوتْ

                  كنت تدعونِـي طفـلاً كلـما
                  ثـار حـبِّـي وتنـدتْ مقلـي
                  ولك الحق لقـد عـاش الـهوى
                  فِيَّ طفـلاً ونَمـا لَـم يعقـلِ
                  ورأى الطعـنـة إذ صـوبتـها
                  فمشـت مَجنـونـة للمقتـل
                  رمـت الطفـلَ فأدمـتْ قلبُـه
                  وأصابـتْ كبـريـاءَ الرجـلِ

                  قلت للنفس وقد جزْنا الوصيـدا
                  عجلي لا ينفـعُ الحـزمُ وئيـدا
                  ودعـي الهيكـل شبـتْ نـارُهُ
                  تأكلُ الركَّـعَ فيـهِ والسجـودا
                  يتمنَّـى لِـي وفـائـي عـودةً
                  والهوى المَجروحُ يَأبَى أن نعـودا
                  لِي نَحو اللهـب الذاكـي بـه
                  لفتـة العـود إذا صـار وقـودا

                  لـسـتُ أنـســى أبــداً
                  سـاعـة فِـي الـعـمــرِ
                  تَـحـت ريـحٍ صـفـقـتْ
                  لارتـقـاصِ الـمـطـــرِ
                  نـوّحــتْ لـلـذِكـــرِ
                  وشـكـتْ لـلـقـمـــرِ
                  وإذا مــا طـربـــــتْ
                  عـربـدتْ فِـي الـشـجـرِ
                  هــاك مـا قـد صـبــت
                  الـريـح بـإذن الـشـاعـر
                  وهـي تـغـري الـقـلـب
                  اغـراء النصيـح الفـاجــر

                  أيهـا الـشـاعـر تـغـفـو
                  . . تـذكـرُ العهـدَ وتصـحـو
                  وإذا مـا الـتــأم جــرحٌ
                  جـد بـالـتـذكـارِ جـرحُ
                  فتعـلـمْ كيـف تـنـسـى
                  وتعـلـمْ كيـف تَـمـحـو
                  أو كــل الـحــب فِــي
                  رأيـك غـفـرانٌ وصـفـحٌ

                  هــاك فـانـظـرْ عــددَ
                  الـرمـلِ قلـوبـا ونـسـاءْ
                  فـتـخـيـرْ مـا تـشــاءْ
                  ذهـب الـعـمـرُ هـبــاءْ
                  ضــل فِـي الأرض الــذي
                  ينشـد أبـنـاء الـسـمـاءْ
                  أي روحــانــيـــــة
                  تـعـصـر مـن طيـن ومـاءْ

                  أيهـا الـريـح أجـلْ لكنـما
                  هي حبِّـي وتعلاتِـي ويأسـي
                  هي فِي الغيب لقلبِـي خلقـتْ
                  أشرقتْ لِي قبل أن تشرقَ شَمسي
                  وعلى موعدها أطبقـتُ عينِـي
                  وعلى تذكارها وسدتُ رأسـي

                  جـنّـتِ الـريـحُ ونـادتـه
                  .شـيـاطـيــن الـظــلام
                  أخـتـامـاً كيـف يَحـلـو
                  لك فِـي الـبـدء الـخـتـام

                  يـا جـريْـحـا اسـلــمَ
                  الجـرحَ حَـبِـيـبـا نـكـأهْ
                  هــو لا يـبـكـــي إذا
                  الـنـعـي بِـهـذا نـبــأْه
                  أيـهـا الـجـبــار هــل
                  تـصـرع مـن أجـل امـرأهْ

                  يا لَها من صيحـةٍ مـا بعثـت
                  عنـده غيـر أليـمِ الـذكـرِ
                  أرقـت فِي جنبـه فاستيقظـت
                  كبقـايـا خنجـر منكســرِ
                  لَمـع الـنـهـرُ ونـاداه لـه
                  فمضـى منحــدراً للنهــرِ
                  ناضبُ الـزادِ وما مـن سفـرِ
                  دون زادٍ غيـر هـذا السفــر

                  يا حَبِيبِـي كل شـيء بقضـاءْ
                  مـا بأيـدينـا خُلِقْنـا تعسـاءْ
                  رُبَّمـا تَجمـعُـنـا أقـدارُنـا
                  ذَات يَـومٍ بَعدمـا عَـزَّ اللِّقـاءْ
                  فـإذا أنكـر خـلٌّ خـلَّــه
                  وتَـلاقينـا لِـقـاءَ الغُـربـاءْ
                  ومَضـى كـلٌّ إلَـى غـايتـهِ
                  لا تَقلْ شيئا! وقل لِي الحظ شـاءْ

                  يا مغنِّي الخلـد ضيعـت العمـرْ
                  فِـي أنـاشيـد تغنّـى للبشـرْ
                  ليس فِي الأحيـاءِ من يسمعنـا
                  ما لنـا لسنـا نغنِّـي للحجـرْ
                  للجمـارات التِي ليسـتْ تعـي
                  والرميمات البوالِـي فِي الحفـرْ
                  غنّها سـوف تراهـا انتفضـتْ
                  ترحم الشـاديْ وتبكـي للوتـرْ

                  يـا نـداء كلمـا أرسـلـتُـه
                  رد مقهـوراً وبالحـظِّ ارتطـم
                  وهتافـاً من أغاريـد الـمُنَـى
                  عاد لِـي وهـو نـواحٌ ونـدمْ
                  رب تـمثـالٍ جـمالٍ وسنـا
                  لاح لِي والعيش شجـو وظلـمْ
                  ارتَمَـى اللَّحـنُ عليـهِ جاثيـاً
                  ليس يدري أنـه حسـنٌ أصـمْ

                  هـدأ اللَّيـلُ ولا قلــب لَـهُ
                  أيها الساهـر يـدري حيـرتكْ
                  أيهـا الشاعـر خـذ قيثارتـك
                  غنِّ أشجانك واسكبْ دمعتَـك
                  رب لَحن رَقَـصَ النجـمُ لَـهُ
                  وغزا السحب وبالنجـم فتـكْ
                  غنّهِ حتَّى نَـرَى ستـرَ الدُّجَـى
                  طلـع الفجـرُ عليـه فانْهتـكْ

                  وإذا مـا زهـرات ذعــرت
                  ورأيت الرعـبَ يغشـى قلبـها
                  فترفـقْ واتئـدْ واعـزفْ لَهـا
                  من رقيق اللحنِ وامسحْ رعبَـها
                  رُبَّما نامتْ على مهـدِ الأسَـى
                  وبكـتْ مستصرخـاتٍ ربـها
                  أيهـا الشاعـر كم من زهـرةٍ
                  عوقبتْ لَم تـدرِ يومـاً ذنبَـها
                  تكاد تضيء النار بين جوانحي. . . إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

                  تعليق


                  • #10
                    الرد: من عيون الشعر العربي !!!

                    رائعة المتنبي
                    هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي
                    ولد سنة 303 هـ / 915 م وتوفي سنة 354 هـ / 966 م
                    من شعراء العصر العباسي
                    وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
                    . . . . . . . . . . . وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ
                    ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
                    . . . . . . . . . . . وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأُمَـمُ
                    إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
                    . . . . . . . . . . . فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ
                    قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
                    . . . . . . . . . . . وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ
                    فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
                    . . . . . . . . . . . وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ
                    فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
                    . . . . . . . . . . . فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ
                    قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
                    . . . . . . . . . . . لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ
                    ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
                    . . . . . . . . . . . أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ
                    أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
                    . . . . . . . . . . . تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ
                    عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
                    . . . . . . . . . . . وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا
                    أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
                    . . . . . . . . . . . تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ
                    يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
                    . . . . . . . . . . . فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ
                    أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
                    . . . . . . . . . . . أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ
                    وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
                    . . . . . . . . . . . إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ
                    سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
                    . . . . . . . . . . . بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ
                    أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
                    . . . . . . . . . . . وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ
                    أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
                    . . . . . . . . . . . وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ
                    وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
                    . . . . . . . . . . . حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ
                    إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
                    . . . . . . . . . . . فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ
                    وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
                    . . . . . . . . . . . أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ
                    رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
                    . . . . . . . . . . . وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ
                    وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
                    . . . . . . . . . . . حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ
                    ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
                    . . . . . . . . . . . وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
                    صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
                    . . . . . . . . . . . حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
                    يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
                    . . . . . . . . . . . وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ
                    مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
                    . . . . . . . . . . . لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ
                    إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
                    . . . . . . . . . . . فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ
                    وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
                    . . . . . . . . . . . إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ
                    كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
                    . . . . . . . . . . . وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ
                    ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
                    . . . . . . . . . . . أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ
                    لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
                    . . . . . . . . . . . يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ
                    أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
                    . . . . . . . . . . . لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ
                    لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا
                    . . . . . . . . . . . لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ
                    إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
                    . . . . . . . . . . . أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ
                    شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
                    . . . . . . . . . . . وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ
                    وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
                    . . . . . . . . . . . شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ
                    بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
                    . . . . . . . . . . . تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ
                    هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
                    . . . . . . . . . . . قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ

                    تكاد تضيء النار بين جوانحي. . . إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

                    تعليق


                    • #11
                      الرد: من عيون الشعر العربي !!!

                      بان الخليط
                      للشاعر جرير
                      هو جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي
                      ولد سنة 28 هـ / 648 م ـ توفي سنة 110 هـ / 728 م
                      من شعراء العصر الأموي

                      بَانَ الخَليـطُ ، وَلَـوْ طُوعْـتُ مابَانَا
                      . . . . . . . . . . وَقَطّعُوا مِنْ حِبَـالِ الوَصْـلِ أقرَانَـا
                      حَـي المَنَـازِلَ إذْ لا نَبْتَغـي بَـدَلاً
                      . . . . . . . . . . بِالـدارِ داراً ، وَلا الجِيـرَانِ جِيرَانَـا
                      قَدْ كنْتُ فِي أثَرِ الأظْعانِ ذا طَـرَبٍ
                      . . . . . . . . . . مُرَوَّعاً مِنْ حِـذَارِ البَيـنِ مِحْزَانَـا
                      يا رُبّ مُكْتَئِبٍ ، لَوْ قَدْ نُعِيـتُ لـه
                      . . . . . . . . . . بَـاكٍ ، وآخَـرَ مَسْـرُورٍ بِمَنْعَانَـا
                      لَوْ تَعْلَمِينَ الذي نَلْقَـى أوَيْـتِ لَنَـا
                      . . . . . . . . . . أوْ تَسْمَعِينَ إلى ذي العرْشِ شكوَانَـا
                      كَصَاحِبِ المَـوْجِ إذْ مالَتْ سَفينَتُـهُ
                      . . . . . . . . . . يَدْعُـو إلـى الله إسْـرَاراً وَإعْلانَـا
                      يا أيّهَا الرّاكِـبُ المُزْجـي مَطيّتَـهُ
                      . . . . . . . . . . بَلـغْ تَحِيّتَنَـا، لُقّيـتَ حُمْـلانَـا
                      بَلّغْ رَسَائِـلَ عَـنّا خَـفّ محْمَلُـهَا
                      . . . . . . . . . . عَلى قَلائِـصَ لَمْ يَحْمِلْـنَ حِيرَانَـا
                      كَيْـمَا نَقُـولُ إذا بَلّغْـتَ حاجَتَنَـا
                      . . . . . . . . . . أنْتَ الأمِيـنُ ، إذا مُستَأمَـنٌ خَانَـا
                      تُهدي السّلامَ لأهلِ الغَوْرِ من مَلَـحٍ
                      . . . . . . . . . . هَيْهَاتَ مِنْ مَلَـحٍ بالغَـوْرِ مُهْدانَـا
                      أحْبِبْ إلـيّ بذاكَ الجِـزْعِ مَنْزِلَـةً
                      . . . . . . . . . . بالطَّلْحِ طَلْحاً وَبالأعطـانِ أعْطَانَـا
                      يا لَيتَ ذا القَلـبَ لاقَى مَنْ يُعَلّلُـهُ
                      . . . . . . . . . . أوْ سَاقِيـاً فَسَقَـاهُ اليَـوْمَ سُلْوَانَـا
                      أوْ لَيْتَـهَا لَـمْ تُعَلقْنَـا عُـلاقَتَـهَا
                      . . . . . . . . . . وَلمْ يكُنْ داخَلَ الحُـبُّ الذي كانَـا
                      هَلا تَحَرّجْـتِ مِمّـا تَفْعَليـنَ بِنَـا
                      . . . . . . . . . . يا أطيَبَ النّاسِ يَوْمَ الدَّجـنِ أرَدَانَـا
                      قالَـتْ : ألِمّ بِنا إنْ كنـتَ مُنْطَلِقـاً
                      . . . . . . . . . . وَلا إخـالُكَ ، بَعدَ اليَـوْمِ ، تَلقانَـا
                      يا طَيْبَ ! هَل من مَتاعٍ تُمْتِعينَ بـه
                      . . . . . . . . . . ضَيفاً لكْم باكراً ، يا طَيبَ ، عَجلانَا
                      ما كُنتُ أوّلَ مَشتَـاقٍ أخَا طَـرَبٍ
                      . . . . . . . . . . هَاجَتْ لَهُ غَـدَوَاتُ البَيـنِ أحْزَانَـا
                      يا أمَّ عَمْـروٍ ! جَـزَاكِ الله مَغْفِـرَةً
                      . . . . . . . . . . رُدّي عَلَيّ فُـؤادي كالّـذي كانَـا
                      ألَستِ أحسَنَ مَنْ يَمشي على قـدَمٍ
                      . . . . . . . . . . يا أمْلَحَ النّـاسِ كُل النّـاسِ إنْسَانَـا
                      يَلْقَى غَرِيـمُكُمُ من غَيـرِ عُسرَتِكمْ
                      . . . . . . . . . . بالبَذْلِ بُخْلاً وَبالإحْسَـانِ حِرْمانَـا
                      لا تَـأمَنَـنّ فإنّـي غيـرُ آمِـنِـهِ
                      . . . . . . . . . . غـدْرَ الخَلِيـلِ إذا ماكـانَ ألْوَانَـا
                      قَدْ خُنتِ مَن لَمْ يكُنْ يخشَى خِيانَتكم
                      . . . . . . . . . . ما كُنتِ أوّلَ مَوْثُـوقِ بِـهِ خَانَـا
                      لَقَدْ كَتَمتُ الـهوَى حتَّى تَهَيّمَنـي
                      . . . . . . . . . . لا أسْتَطِيعُ لِهَـذا الحُـبِّ كِتْمَانَـا
                      كادَ الـهَوَى يَوْمَ سَلْمانِينَ يَقتُلُنـي
                      . . . . . . . . . . وَكَادَ يَقْتُلُنـي يَـوْمـاً بِبَيْـدَانَـا
                      وَكَادَ يَـوْمَ لِـوَى حَـوّاء يَقْتُلُنـي
                      . . . . . . . . . . لوْ كُنتُ من زَفَرَاتِ البَيـنِ قُرْحانَـا
                      لا بَارَكَ الله فيمَـنْ كانَ يَحْسِبُكُـمْ
                      . . . . . . . . . . إلاّ عَلى العَهْـدِ حتَّى كانَ مَا كانَـا
                      من حُبّكُمْ ، فاعلَمي للحبّ منـزِلـةً
                      . . . . . . . . . . نَهْوَى أمِيـرَكُمُ ، لَوْ كَـانَ يَهوَانَـا
                      لا بَارَكَ الله فِي الدّنْيَـا إذا انقَطَعَـتْ
                      . . . . . . . . . . أسْبَـابُ دُنْيَاكِ مِنْ أسبـابِ دُنْيَانَـا
                      يا أُمَّ عُثمانَ إنّ الحُـبّ عَنْ عَـرَضٍ
                      . . . . . . . . . . يُصْبي الحَليمَ وَيُبْكي العَيـنَ أحيانَـا
                      ضَنّتْ بِمَـوْرِدَةٍ كانَتْ لَنَـا شَرَعـاً
                      . . . . . . . . . . تَشفي صَدَى مُستَهامِ القلبِ صَديانَـا
                      كيفَ التّلاقي وَلا بالقَيظِ مَحضَرُكُـم
                      . . . . . . . . . . مِنّا قَرِيـبٌ ، وَلا مَبْـداكِ مَبْدَانَـا ؟
                      نَهوَى ثرَى العِرْقِ إذ لم نَلقَ بَعدَكُـمُ
                      . . . . . . . . . . كالعِرْقِ عِرْقاً وَلا السُّـلاّنِ سُلاّنَـا
                      ما أحْدَثَ الدّهْرُ ممّا تَعلَميـنَ لكُـمْ
                      . . . . . . . . . . للحَبْلِ صُرْمـاً وَلا للعَهْـدِ نِسْيَانَـا
                      أبُدّلَ اللّيـلُ، لا تسـرِي كَوَاكبُـهُ
                      . . . . . . . . . . أمْ طالَ حتَّى حَسِبتُ النّجمَ حَيرَانَـا
                      يا رُبّ عائِذَةٍ بالغَـوْرِ لَوْ شَهـدَتْ
                      . . . . . . . . . . عزّتْ عليها بِدَيْـرِ اللُّـجّ شَكْوَانَـا
                      إنّ العُيُونَ التـي فِي طَرْفِـها حَـوَرٌ
                      . . . . . . . . . . قَتَلْننَـا ، ثـمّ لَمْ يُحْيِيـنَ قَتْـلانَـا
                      يَصرَعـنَ ذا اللُّبّ حتَّى لا حَرَاكَ بـهِ
                      . . . . . . . . . . وَهُـنّ أضْعَـفُ خَلْـقِ الله أرْكَانَـا
                      يا رُبّ غابِطِنَـا ، لَوْ كانَ يطلُبُكُـم
                      . . . . . . . . . . لاقَـى مُباعَـدَةً مِنْكـمْ وَحِرْمَانَـا
                      أرَيْنَهُ المَـوْتَ ، حتَّى لا حَيَـاةَ بِـهِ
                      . . . . . . . . . . قَدْ كُنّ دِنّـكَ قَبـلَ اليَـوْمِ أدْيَانَـا
                      طارَ الفُؤادُ مَعَ الخَوْدِ التـي طَرَقَـتْ
                      . . . . . . . . . . فِي النّوْمِ طَيّبَـةَ الأعطـافِ مِبْدانَـا
                      مَثْلُوجَةَ الريـقِ بَعدَ النّـوْمِ وَاضِعَـةً
                      . . . . . . . . . . عَنْ ذي مَثَانٍ تَمُجّ المِسـكَ وَالبانَـا
                      بِتْنَـا نَرَانَـا كَأنّـا مَالِكُـونَ لَنَـا
                      . . . . . . . . . . يا لَيْتَها صَدّقَـتْ بالحَـقّ رؤيَـانَـا
                      قالَتْ : تَعَزَّ ، فإنّ القوْمَ قد جَعلـوا
                      . . . . . . . . . . دُونَ الزّيَـارَةِ ، أبْوَابـاً وَخُـزّانَـا
                      لَمّا تَبَيّنْـتُ أنْ قَد حِيـلَ دُونَهُـمُ
                      . . . . . . . . . . ظَلّتْ عَساكِرُ مثلُ المَـوْتِ تَغشَانَـا
                      ماذا لَقِيتُ مِنَ الأظعـانِ يَوْمَ قِنـىً
                      . . . . . . . . . . يَتْبَعْـنَ مُغْتَـرِبـاً بِالبَيْـنِ، ظَعّانَـا
                      أتْبَعْتُهُـمْ مُقْلَـةً ، إنسانُهَـا غَـرِقٌ
                      . . . . . . . . . . هَلْ ياتُـرَى تارِكٌ للعَيـنِ إنْسَانَـا ؟
                      كـأنّ أحْداجَهُـمْ تُحـدَى مُقَفّيَـةً
                      . . . . . . . . . . نـخْلٌ بـمَلْهَمَ ، أوْ نَخـلٌ بقُرّانَـا
                      يا أمّ عُثْمَـانَ ! ما تَلْقَـى رَوَاحِلُنَـا
                      . . . . . . . . . . لَوْ قِسْتِ مُصْبَحنا من حيثُ مُمسانَـا
                      تَخْدي بِنا نُجُـبٌ دَمّـى مَناسِمَـها
                      . . . . . . . . . . نَقْـلُ الخَرَابـيّ حِزّانـاً ، فَحِزّانَـا
                      تَرْمي بِأعْيُنِهَا نَجْـداً ، وَقد قطعـتْ
                      . . . . . . . . . . بَينَ السَّلَوْطَـحِ وَالروْحـانِ صُوّانَـا
                      يا حَبّذا جَبَـلُ الرّيّـانِ مِـنْ جَبَـلٍ
                      . . . . . . . . . . وَحَبّذا ساكِـنُ الرّيّـانِ مَـنْ كَانَـا
                      وَحَبّذا نَفَحَـاتٌ مِـنْ يَمَـانِـيـةٍ
                      . . . . . . . . . . تَأتِيـكَ مِنْ قِبَـلِ الرّيَـانِ أحْيَانَـا
                      هَبّتْ شَمالاً فذكْـرَى ما ذكَرْتُكُـمُ
                      . . . . . . . . . . عِنْدَ الصَّفاةِ التـي شَرْقـيَّ حَوْرَانَـا
                      هلْ يرْجِعَنَّ ، وَلَيسَ الدّهـرُ مُرْتجِعـاً
                      . . . . . . . . . . عَيشٌ بـهَا طالَما احْلَوْلَـى وَما لانَا
                      أزْمانَ يَدعُونَني الشّيطـانَ من غـزَلي
                      . . . . . . . . . . وَكُنّ يَهْوَينَنـي إذْ كنْـتُ شَيطانَـا
                      مَنْ ذا الذي ظَلّ يَغْلـي أنْ أزُورَكـمُ
                      . . . . . . . . . . أمْسَى عَلَيْهِ مَلِيـكُ النّـاسِ غَضْبانَـا
                      ما يَدّرِي شُعَـرَاءُ النّـاسِ ، وَيْلَهُـمُ
                      . . . . . . . . . . مِنْ صَوْلَةِ المُخـدِرِ العـادي بخَفّانَـا
                      جَهْلاً تـمَنّى حُدائي من ضَلالَتِهِـمْ
                      . . . . . . . . . . فَقَـدْ حَدَوْتُهُـمُ مَثْنَـى وَوْحْدَانَـا
                      غادَرْتُهُمْ مِن حَسيـرٍ ماتَ فِي قَـرَنٍ
                      . . . . . . . . . . وَآخَرِينَ نَسُـوا التَّهْـدارَ خِصْيَانَـا
                      ما زَالَ حَبْلـيَ فِي أعْنَاقِهِـمْ مَرسـاً
                      . . . . . . . . . . حتَّى اشتَفَيْـتُ وَحتَّى دانَ مَنْ دانَـا
                      مَنْ يَدْعُنـي مِنْهُمُ يَبغـي مُحارَبتـي
                      . . . . . . . . . . فَاسْتَيْقِنَـنَّ أُجِبْـهُ غَيـرَ وَسْنَـانَـا
                      ما عَضّ نابيَ قَـوْماً أوْ أقـولَ لَهُـمْ
                      . . . . . . . . . . إيّاكُـمُ ، ثُـمّ إيّاكُـمْ ، وَإيّـانَـا
                      إنّي امْـرُؤٌ لَمْ أُرِدْ ، فيمَـنْ أُنَاوِئُـهُ
                      . . . . . . . . . . للنّاسِ ظُلْماً ، وَلا للحـرْبِ إدهَانَـا
                      أحْمي حِمَايَ بأعلى المَجْـدِ مَنزِلَتـي
                      . . . . . . . . . . مِن خِندِفٍ وَالذُّرَى من قيسِ عَيْلانَـا
                      قـالَ الخَليفَـةُ ، وَالخِنْزِيـرُ مُنهَـزِمٌ
                      . . . . . . . . . . مَا كنتَ أوّلَ عَبـدٍ مُحْلِـبٍ خَانَـا
                      لاقَى الأخَيْطِـلُ بالجَـوْلانِ فاقِـرَةً
                      . . . . . . . . . . مثلَ اجتِداعِ القَوَافِـي وَبْـرَ هِزّانَـا
                      يا خُزْرَ تَغْلِـبَ ماذا بالُ نِسْوَتِكـمْ
                      . . . . . . . . . . لا يَسْتَفِقْنَ إلـى الدّيْرَيْـنِ تَحْنَانَـا
                      لَن تُدرِكُوا المَجدَ أوْ تَشرُوا عَباءكُـمُ
                      . . . . . . . . . . بالخَزّ أوْ تَجعَلُـوا التَّنُّـومَ ضَمْرَانَـا
                      تكاد تضيء النار بين جوانحي. . . إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

                      تعليق


                      • #12
                        الرد: من عيون الشعر العربي !!!

                        هذه مجموعة قصائد لأبي بكر الصديق ( رضي الله عنه )
                        أَشَاقَتْـكَ أَطْـلاَلٌ
                        أَشَاقَتْـكَ أَطْـلاَلٌ بِوَجْـرَةَ دُرَّسُ . . . كَمَا لاَحَ في الرِّقِّ الكِتَابُ الْمُنَكَّسُ
                        أَضَرَّ بِهَا حَتَّى عَفَـتْ وَتَنَكَّـرَتْ . . . شُهُورٌ وَأَيَّـامٌ مَضَيْـنَ وَأَحْـرُسُ
                        يَكَادُ بِهَا الْبَاغِي الْمُضِـلُّ قَلُوصَـهُ . . . يَضِلُّ فَمَا فيهَـا بِخَلْـقٍ مُعَـرَّسُ
                        مَرَابِطُ أَفْـرَاسٍ وَمَبْـرَكٌ جَامِـلٍ . . . فَأَنَّى تَـرَى هَـذَا وَذَاكَ تَلَمَّـسُ ؟
                        أَلاَ أَبْلِغَـا عَنِّـي قُرَيْشـاً أَلُوكَـةً . . . وَلاَ تَلْبِسَـا فَالْـحَـقُّ لاَ يَتَلَبَّـسُ
                        فَلاَ تَتْرُكُـوا حَقّاً لَكُمْ وَتُضَيِّعُـوا . . . نَفِيساً وَدِيـنُ اللهِ أَغْلَـى وَأَنْفَـسُ
                        فَقَدْ لاَحَ لِلسَّارِي الصَّبَاحُ فَأَبْصَرَتْ . . . عُيُونٌ لَكُمْ كَادَتْ عَنِ الْحَقِّ تُطْمَسُ
                        أَنِيبُـوا إِلى دِيـنِ النَّبِـيِّ مُحَمَّـدٍ . . . فَطَالِبُ دينِ اللَّهِ أَعْلَـى وَأَكْيَـسُ
                        وَلاَ تَتَوَانَـوْا عَنْ طِـلاَبِ نَبِيِّكُـمْ . . . فَمَا يَتَوَانَـى عَنْـهُ إِلاَّ الْمُوَسْـوِسُ
                        وَأَنْضُـوا إِلَيْهِ كُلَّ جَـأْبٍ هَمَلَّـعٍ ُ. . . عَارِضُهُ وَجْناءُ كَالفَحْـلِ عِرْمِـسُ
                        فَلاَ يَخْتَزِلْكُمْ دُونَـهُ ذِكْـرُ مَهْمَـهٍ . . . يَكِلُّ بِهِ الْوَهْمُ الْجُـلاَلُ الْفَجَنَّـسُ
                        أَيُرْضِيكُـمُ رَبٌّ قَلِيـلٌ غَـنَـاؤُهُ . . . عَنِ الْعَابِدِيهِ الدَّهْرُ أَبْكَـمُ أَخْـرَسُ
                        قُطَيْعَةُ صَخْرٍ قَرَّعَ الْفَحْـلُ رَأْسَـهُ . . . وَأَرْبَـعُـهُ حَسّـاً فَـلاَ يَتَنَفَّـسُ
                        مَضَى مِنْ مَضَى مِنْكُمْ بِغَيْرِ بَصِيـرَةٍ . . . نَهَتْهُ وَكَمْ سِيقَتْ إِلى النَّارِ أَنْفُـسُ
                        هَلُمُّوا إِلى نُصْحِ النُّصُوحِ الَّذِي أَتَـى . . . بِحَـقٍّ مُنِيـرٍ وَجْهُـهُ لاَ يُحَبَّـسُ
                        فَمَـا فِيكُـمُ للهِ كُتْـبُ مَحَجَّـةٍ . . . فَيَعْرِفَهَـا حَـبْـرٌ وَلاَ مُتَبَرْنِـسُ
                        فَلاَ اللهُ يَرْضَى إِنْ عَبَدْتُـمْ سَـوَاءَهُ . . . وَلَمْ يَأْتِكُمْ وَحْـيٌ مِنَ اللهِ يُـدْرَسُ
                        فَلاَ الْمُسَوِيُّونَ ارْتَضَـوْهُ لِدِينِكُـمْ . . . وَلاَ الْعِيسَوِيُّونَ الَّذِيـنَ تَشَمَّسُـوا
                        وَلاَ مُوقِدُو النَّـارِ الَّذِيـنَ بِفَـارِسٍ . . . يَرَوْنَ لَكُمْ عُـذْراً إِذَا مَا تَفَرَّسُـوا
                        فَمَا في بَنِي الْدُّنْيَا عَلَى الأَرْضِ خَالِدٌ . . . وَكُلُّهُمْ لاَ بُـدَّ مَيْـتٌ سَيُرْمَسُـوا
                        وَكُلُّهُمْ للهِ فـي الْبَعْـثِ مُنْشَـرٌ . . . مُجَازًى مُوَفّىً حَقَّهُ لَيْـسَ يُبْخَـسُ
                        فَقَوْمٌ إِلى نَارِ الْجَحِيـمِ مَصِيرُهُـمْ . . . بِإِفْلاَسِهِمْ وَالْعَابِدُ الصَّخْـرَ أَفْلَـسُ
                        وَقَوْمٌ بِجَنَّـاتِ الْخُلُـودِ مُقَامُهُـمْ . . . ثِيَابُهُـمْ فِيـهَا حَرِيـرٌ وَسُنْـدُسُ
                        فَيَـا قَـوْمُ هَاتِيَّـا إِلَيْكُـمْ نَـذَارَةٌ . . . فَجِـدُّوا لإِنْـذَارِي وَلاَ تَتَحَبَّسُـوا
                        فَمَنْ يَقْتَبِلْ نُصْحِي يُوَافِ وَوَجْهُـهُ . . . مِنَ الذَّنْبِ في يَوْمِ الْقِيَامَـةِ أَمْلَـسُ
                        وَمَنْ يَأْبَ نُصْحِي يَأْتِهِ المَوْتُ كَارِهاً . . . وَيَلْقَ مَلِيكَ الْمَـوْتِ وَهْوَ مُعَبِّـسُ

                        * * * * * *
                        أَتَذْكُـرُ دَاراً
                        أَتَذْكُـرُ دَاراً بَيْـنَ دَمْـخٍ وَمَنْـوَرَا . . . وَقَـدْ آنَ لِلْمَحـزُونِ أَنْ يَتَـذَكَّـرَا
                        دِيَارٌ لَنَـا كَانَـتْ وَكُنَّـا نَحُلُّـهَا . . . لَدَى الْدَهْرِ سَهْلٌ صَرْفُهُ غَيْرُ أَعْسَـرَا
                        فَحَـالَ قَضَـاءُ اللهِ بَيْنِـي وَبَيْنَـهَا . . . فَمَا أَعْـرِفُ الأَطْـلاَلَ إِلاَّ تَذَكُّـرَا
                        قَضَى اللهُ أَنْ أَوْحَـى إِلَيْنَـا رَسُولَـهُ . . . مُحَمَّـداً الْبَـرَّ الزَّكِـيَّ الْمُطَهَّـرَا
                        فَأَنْقَـذَنَـا مِنْ حَيْـرَةٍ وَضَـلاَلَـةٍ . . . فَفَازَ بِدِيـنِ اللهِ مِنْ كَـانَ مُبْصِـرَا
                        وَكَانَ رَسُـولُ اللهِ يَدْعُوهُـمْ إلـى . . . الْرَشَادِ وَلاَ يَأْلُـو مَسَـاءً وَمَسْفَـرَا
                        فَيَسَّـرَ قَوْمـاً لِلْهُـدَى فَتَقَـدَّمُـوا . . . وَأَهْلَـكَ بِالْعِصْيَـانِ قَوْمـاً وَدَمَّـرَا
                        فَـأَوْرَدَ قَتْلَـى الْمُؤْمِنِيـنَ جِنَانَـهُ . . . وَأَلْبَسَهُمْ مِنْ سُنْدُسِ الْمُلْكِ أَخْضَـرَا
                        تُحَيِّيهِـمُ بِيـضُ الْوَلاَئِـدِ بَيْنَهُـمْ . . . وَيَسْعَرْنَهُمْ مِسْكـاً ذَكِـيّاً وَعَنْبَـرَا
                        وَأَوْرَدَ قَتْلَى الْمُشْرِكِيـنَ لِبُغْضِهِـمْ . . . جَحِيماً وَأَسْقَاهُمْ حَمِيمـاً مُسَعَّـرَا
                        وَلَـمْ يَبْعَـثِ اللهُ الْنَّبِـيَّ مُحَمَّـداً . . . بِإِيـحَـائِـهِ إِلاَّ لِيَسْنَـى وَيَظْهَـرَا
                        فَأَعْلاَهُ إِظْهَـاراً عَلَـى كُلِّ مُشْـرِكٍ . . . وَحَلَّتْ بَلاَيَاهُ بِمَـنْ كَـانَ أَكْفَـرَا
                        وَأَفْلَـحَ مَنْ قـد كَـانَ للهِ طَائِعـاً . . . فَخَفَّ إِلـى أَمْـرِ الإِلَـهِ وَشَمَّـرَا
                        وَآزَرَهُ أَبْـنَـاءُ قَـيْـلَـةَ فَابْتَنَـوْا . . . مِنَ الْمَجْـدِ بُنْيَانـاً أَغَـرَّ مُشَهَّـرَا
                        وَسَمَّاهُـمُ الأَنْصَـارَ أَنْصَـارَ دِينِـهِ . . . وَكَـانَ عَطَـاءُ اللهِ أَعْلَـى وَأَكْبَـرَا
                        وَأَثْنَى عَلَيْهِمْ صَالِحـاً فـي كِتَابِـهِ . . . فَكَانَ الَّذِي أَثْنَـى أَجَـلَّ وَأَكْثَـرَا
                        رَأَى لَهُمْ فَضْـلاً فَأَعْطَاهُـمُ الْمُنَـى . . . وَكَانَ بِمَا أَعْطَـى أَطَـبَّ وَأَبْصَـرَا
                        فَلَمَّا أَبَانَ الْخَيْـرَ فِيهِـمْ أَجَادَهُـمْ . . . وَلَيْسَ مُجَادٌ مِثْلَ مَنْ كَانَ مُحْصَـرَا
                        وَكَمْ بَذَلُـوا للهِ جَهْـدَ نُفُوسِهِـمْ . . . فَصَارُوا بِذَلِكَ الْبَذْلِ مِنْ سَادَةِ الْوَرَى
                        فَهُمْ خِيرَةُ الْرَّحْمَنِ مِنْ كُلِّ مُشْـرِكٍ . . . وَكُلِّ يَهُـودِيٍّ وَمَـنْ قَـدْ تَنَصَّـرَا
                        وَآوَوْا رَسُولَ اللهِ إِذْ حَـلَّ دَارَهُـمْ . . . بِلاَ ضَجَرٍ خُلْقـاً سَجِيـحاً مُيَسَّـرَا
                        وَلَمْ يَمْنَحُـوا الأَعْـدَاءَ إِلاَّ مُقَوَّمـاً . . . أَصَـمَّ رُدَيْنِيَّـاً وَعَضْبـاً مُـذَكَّـرَا
                        أُبَـاةٌ يَفُـوزُ مَـنْ تَقَـدَّمَ مِنْهُـمُ . . . وَسَوْفَ يَنَالُ الْفَـوزَ مَنْ قَدْ تَأَخَّـرَا
                        هُمُ ابْتَدَرُوا فـي يَوْمِ بَدْرٍ عَدُوَّهُـمْ . . . بِكُلِّ امْرِىءٍ في الْرَّوْعِ لَيْسَ بِأَوْجَـرَا
                        عَلَى كُلِّ غَـوْجٍ أَخْـدَرِيٍّ مُعَـاوِدٍ . . . يُرَى الْمَاءُ عَنْ أَعْطَافِهِ قَـدْ تَحَـدَّرَا
                        كَـأَنَّ عَلَى كَتِفَيْـهِ وَاللَّيْـلُ مُظْلِـمٌ . . . إِذَا زَبَنَتْهُ الْحَرْبُ في الْـرَّوْعِ قَسْـورَا
                        يَطَـأَنَ الْقَنَـا وَالْدَّارِعِيـنَ كَأَنَّمَـا . . . يَطَـأَنَ قَوَارِيـرَ الْعِـرَاقِ مُكَسَّـرَا
                        فَكَانَتْ رِجَالُ الْمُشْرِكِيـنَ وَخَيْلُهُـمْ . . . يَرَوْنَ بِهِنَّ الْمَـوْتَ أَسْـوَدَ أَحْمَـرَا
                        إِلَى أَنْ أَعَـزَّ اللهُ مَنْ كَـانَ بِالْهُـدَى . . . مُقِرّاً وَرَدَّى الْـذُلَّ مَنْ كَانَ أَنْكَـرَا
                        وَأَوْطَـا نَبِـيَّ اللهِ أَطْـرَافَ مَكَّـةٍ . . . وَأَدْخَلَـهُ الْبَيْـتَ الْعَتِيـقَ الْمُسَتَّـرَا
                        فَطَهَّـرَ مِنْ أَرْجَـاسِ مَكَّـةَ بُقْعَـةً . . . حَقِيـقٌ لَهَـا أُكْرُومَـةً أَنْ تُعَطَّـرَا
                        بِأَيْدِي رِجَالٍ لاَ يـُرَامُ لَهُـمْ حِمـىً . . . إِذَا لَبِسُوا فَـوْقَ الْـدُّرُوعِ السَّنَـوَّرَا
                        فَمَا زَالَتْ الأَصْنَـامُ تَحْبَـطُ كُلَّـمَا . . . أَشَـارَ إِلَـى مِنْـهَا وَثِيـقٍ تَفَطَّـرَا
                        فَأَرْبَـحَ أَقْـوَامـاً بِأَنْفَـعِ سَعْيِهِـمْ . . . وَضَـرَّ أُنَاسـاً آخَرِيـنَ وَأَخْسَـرَا
                        وَوَفَّى النَّبِـيَّ اللهُ مَا كَـانَ أَوْعَـدَا . . . مِنَ النَّصْرِ وَالْفَتْـحِ الْمُبِيـنِ لِيَغْفِـرَا
                        فَحَجَّ إِلَيْهِ النَّـاسُ مِنْ كُـلِّ جَانِـبٍ . . . بِأَحْسَنِ دِيـنِ اللهِ خُلْقـاً وَمَنْظَـرَا
                        كَمَا شَاءَهُ الرَّبُّ الْعَظِيـمُ وَمَا يُـرِدْ . . . يَكُنْ، لَمْ يَخَفْ رَجُـوهُ أَنْ يَتَعَـذَّرَا
                        قَضَـى اللهُ لِلإِسْـلاَمِ عِـزّاً وَرِفْعَـةً . . . وَكَـانَ قَضَـاءُ اللهِ حَتْـماً مُقَـدَّرَا

                        * * * * * *
                        أَمْسَتْ هُمُومٌ ثِقَـالٌ
                        أَمْسَتْ هُمُومٌ ثِقَـالٌ قَـدْ تَأَوَّبُنِـي . . . مِثْلُ الصُّخُورِ عِظَامٌ هَدَّتِ الْجَسَـدَا
                        يَا لَيْتَنِي حَيْثُ نُبِّئْـتُ الغَـدَاةَ بِـهِ . . . قَالُوا : الرَّسُولُ قَدَ امْسَى مَيِّتاً فَقِـدَا
                        لَيْتَ القِيَامَةَ قَامَتْ عِنْـدَ مَهْلِكِـهِ . . . كَيْلاَ نَرَى بَعْـدَهُ مَـالاً وَلاَ وَلَـدَا
                        وَلَسْتُ آسَى عَلَى شَيْءٍ فُجِعْتُ بِـهِ . . . بَعْدَ الرَّسُولِ إِذَ امْسَى مَيِّتـاً فُقِـدَا
                        كَمْ لِي بِبُعدِكَ مِنْ هَـمٍّ يُنَصِّبُنِـي . . . إِذَا تَذَكَّـرْتُ أَنِّـي لاَ أَرَاكَ ابَـدَا
                        كَانَ الْمُصَفَّى مِنَ الآفاتِ قَدْ عَلِمُوا . . . وَفِي الْعَفَافِ فَلاَ تَعْدِلْ بِـهِ أَحَـدَا
                        نَفْسِي فِدَاؤُكَ مِنْ مَيْتٍ وَمِنْ بَـدَنٍ . . . مَا أَطْيَبَ الذِّكْرَ وَالأَخْلاَقَ والْجَسَدَا
                        * * * * * *
                        تَعُدُّونَ قَتْـلاً
                        تَعُدُّونَ قَتْـلاً في الحَـرِامِ عَظِيمَـةً . . . وَأَعْظَمُ مِنْهُ لَوْ يَرَى الرُّشْدَ رَاشِـدُ
                        صُدُودُكُـمُ عَمَّا يَقُـولُ مُحَمَّـدٌ . . . وَكُفْـرٌ بِـهِ وَاللهُ رَبِّـيَ شَاهِـدُ
                        وَإِخْرَاجُكُمْ مِنْ مَسْجِـدِ اللهِ أَهْلَـهُ . . . لِئَـلاَّ يُرَى للهِ في البَيْـتِ سَاجِـدُ
                        فَإِنَّـا وَإِنْ عَيَّـرْتُمُـونَـا بِقَتْلِـهِ . . . وَأَرْجَفَ بِالإِسْـلاَمِ بَاغٍ وَحَاسِـدُ
                        سَقَيْنَا مِنَ ابْنِ الحَضْرَمـيِّ رِمَاحَنَـا . . . بِنَخْلَـةَ لَمَّا أَوْقَدَ الحَـرْبَ وَاقِـدُ
                        دَماً ، وَابْنُ عَبْدِ اللهِ عُثْمـانُ بَيْنَنَـا . . . يُنَازِعُـهُ غُـلٌّ مِنَ القِـدِّ عَـارِدُ
                        * * * * * *
                        عَجِبْـتُ لِمَا أَسْرَى
                        عَجِبْـتُ لِمَا أَسْرَى الإِلَـهُ بِعَبْـدِهِ . . . مِنَ الْبَيْتِ لَيْلاً نَحْوَ بَيْـتٍ مُقَـدَّسِ
                        كِـلاَ طَلَقَيْـهِ كان مَنَّ ببَعْضِـهَا . . . ذَهَابـاً وَإِقْبَـالاً وَمَا مِنْ مُعَـرَّسِ
                        فَآمَنْـتُ إِيـمَاناً بِرَبِّـي وَبَيَّنَـتْ . . . لَنَا كُتُبٌ مِنْ عِنْـدِهِ لَـمْ تُلَبَّـسِ
                        مُبَيِّنَـةٌ فِيـهَا شِفَـاءٌ وَرَحْـمَـةٌ . . . وَمَوْعِظَـةٌ لِلسَّائِـلِ الْمُتَجَسِّـسِ
                        نَرَى الْوَحْيَ فِيهَا مُسْتَبِينـاً وَخُطَّـةً . . . مِنَ الْوَحْيِ تَمْحُو كُلَّ أَمْرٍ مُعَمَّـسِ
                        إِلهٌ عَظِيمُ الْقَـدْرِ أَوْحَـى كِتَابَـهُ . . . إِلى مُصْطَفىً ذِي عِفَّـةٍ لَمْ يُدَنَّـسِ
                        كَرِيمُ الْمَسَاعِي مِنْ ذُؤَابَـةِ هَاشِـمٍ . . . تَمَكَّنَ مِنْهَا في نَـوَاصٍ وَمَعْطِـسِ
                        إِذَا عُدَّتِ الأَنْسِابُ أَوْ قِسْنَ بِالْحَصَا . . . فَمَغْرِسُهُ مِنْ هَاشِمٍ خَيْـرُ مَغْـرِسِ
                        فَلاَ تُوعِـدُوهُ وَاقْبَلُـوا مَا أَتَاكُـمُ . . . بِهِ مِنْ رِسَالاَتِ مَتَى تُوحَ تُـدْرَسِ
                        وَإِلاَّ فَإِنِّـي خَـائِـفٌ أَنْ يُعَذَّبُـوا . . . وَيُضْرَبْ عَلَى أَبْصَارِهِمْ ثُمَّ تُطْمَسِ
                        وَتَلْقَوْا كَمَا لاَقَتْ قُـرُونٌ كَثِيـرَةٌ . . . مضت قَبْلَكُمْ مِنْ صَاعِقَاتٍ وَأَنْحُسِ
                        تكاد تضيء النار بين جوانحي. . . إذا هي أذكتها الصبابة والفكر

                        تعليق

                        تشغيل...
                        X