بسم الله الرحمن الرحيم
هل حقا الإسلام هو الحل ؟
بالكاد لا يختلف اثنين على أن الإسلام هو الحل ، حتى وإن كان الاختلاف ظاهريا ، فالمخالف في باطنه يؤمن بأن الإسلام هو الحل ، ولكن ما الذي يجعله يمتنع عن الجهر بهذه الكلمة ، واعتمادها كمبدأ أساسي له يبني عليه مواقفه السياسية وتوجهاته وانتماءاته .
لي أن أقول أن الإسلام تم تشويهه وتعكير صفاءه من قبل مجموعة من المستهترين بهذا الدين ، هؤلاء من أرادوا لهذا الدين أن يصبح أداة تستخدم فقط في وقت من الأوقات كنمط جديد من أنماط الصعود والوصول للمآرب .
الدين الإسلامي كما نعلم هو ليس دين مساجد وعبادات فقط بل أنه دين عمل ، فكل عمل في هذه الدنيا يعتبر في نظر الدين الإسلامي عبادة " وهذا من بديهيات هذا الدين " .
إذا ليس علينا أن نرفع شعار ( الإسلام ) لنعلم الناس والمجتمع الدولي أننا مسلمون ونعمل بمنهج إسلامي ، بل يعرفنا المجتمع الدولي بذلك من أعمالنا التي نعملها على خطى الإسلام وما ينتج عنها من نجاح ، وأستدل بذلك مثلا على بعض الكتائب المقاتلة في فلسطين المحتلة ، بعضها ينتمي لحزب يرفع شعار الماركسية وتجده في إيمانه وقوته أقوى من حزب يرفع شعار الإسلام نفسه ، وكذلك الأمر مع أحزاب فتح المقاتلة فمع أن الحركة علمانية المنهج أصلا إلا أن كوادرها هم من الإسلاميين " بتصرفاتهم " وليس بشعارات يرفعونها ليدخلوا قلوب الناس ، فالعمل خير شاهد على صاحبه .
لي أن أقول أيضا أن الدين الإسلامي شوه بسبب بعض من سموا أنفسهم إسلاميين، ولا يجلبوا لهذا الدين إلا الفضائح وتشويه الصورة وتحريف المبادئ وصاروا بالنسبة لهذا الدين كصديق سوء يضر صاحبه ويدعي صداقته له بإخلاص.
ماذا عسانا أن نقول في مسلم يدعي تطبيق حدود الله وتعاليم الدين الإسلامي ، ومن ثم يقرر أنه يجب أن يؤدي فريضة الجهاد ، فيؤديها في أبناء وطنه ودينه قبل غيرهم ، ونسي أنهم إخوة له في الدين والدم والانتماء ، واتجه نحو التخوين والتكفير كذريعة جيدة ورائجة لتبرير ما يرنو إليه ، فمثل هؤلاء ليسول بباحثين عن إسلام ولا دين ولا آخرة ، بل هم من هواة السلطة والتمرد والسيطرة وإقامة الإمبراطوريات النابليونية .
فأي جهاد مثلا يجاهدونه في مصر ، أو في المملكة " العربية " السعودية أو حتى في الجزائر ، وفي الصومال ، وأي جهاد يجاهدونه بالانتحار في محطة قطارات يرتاده النساء والأطفال وطلبة المدارس ، وأي جهاد يجاهدونه بتفجير مقرات يرتادها عرب ومسلمون ومصالح العرب فيها أكثر من مصالح غيرهم ؟! .
فالجهاد معروف الأحكام والقوانين والمناطق أيضا ، فالطريق إلى فلسطين معروف وسهل المنال حاليا ، والطريق إلى العراق هي طريق مباحة للجميع ومعروفة أيضا للجميع ، فلا أعتقد أن دخول العراق أو فلسطين أصعب من دخول الولايات المتحدة وبريطانيا بل وخطف طائرات وتفجير قطارات فيهما !! .
فمن أولويات الجهاد صد العدوان عن المسلمين وليس فتح عدوان جديد عليهم ، فلا يكفي العدو الصهيوني والأمريكي علينا ، بل أنهم صاروا علينا هم وأبناء جلدتنا فصرنا بين " فكي كماشة " لا ندري من أين نتلقى الضربات ، من ديمقراطية أمريكية أو من توجهات "تدعى بأنها إسلامية" ، تعبث بمصائر الناس ومقدراتهم ورزقهم الذي بالكاد يحاولون الحصول عليه في ظل تكالب الكثيرين على موارد هذه المنطقة .
عندما كانت فلسطين تأن وتتوجع ، لم نرى الإسلاميين نهضوا وقالوا حي على الجهاد ، بل رأينا البعثيين والشيوعيين والعلمانيين أول من تحركوا ورفعوا البندقية تحت مقولة " الله أكبر " و " شهيد في سبيل الله " ، ولم نرى سوى تحالف فاشل مات وهو في رحمه بين البعثيين وحركة الإخوان المسلمين المشبوهة ، ولم يفعلوا بهذا التحالف شيئا إلا أنهم انسحبوا من ساحة المعركة سويا ربما لتهبيط عزائم المقاتلين كما كان يفعل المنافقون في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم .
أين كان الإسلاميون عندما حصلت المجازر وحرقت القرى والمخيمات ، سمعنا فقط صرخاتهم ودعواتهم بالتبرع عندما احتلت أفغانستان من قبل الاتحاد السوفييتي ، وصاروا يهرولون إلى هناك لأداء فريضة الجهاد ، ولهم نساء في فلسطين يلدن على المعابر ويغتصبن أيضا عليها وفي سجون الإحتلال ، ولهم إخوة في الدم والدين والانتماء يحرقون مع الكلاب في الشوارع .
لماذا لم يظهر الإسلاميين إلا عندما احتاجتهم أمريكا لإخراج الاتحاد السوفييتي من أفغانستان ؟؟!! . هذا إسلامهم هم وليس إسلامنا نحن .
وبعد هذا كله يخرجون علينا بحلة جديدة غير الجهاد في أفغانستان وغير جمع التبرعات لإخوانكم المنكوبين في أفغانستان ، خرجوا علينا بحلة " الإسلام هو الحل " ليكون شعارا ترويجيا كبيرا لهذه الجماعات المستترة بهذا الدين العظيم ، فيقولون الإسلام هو الحل ونرى أحد ثعابينهم في مصر يقبض عليه في مطار القاهرة وهو في رحلة سفر لأمريكا ، فماذا يفعل ذاك المسلم هناك سوى أنه يتلقى التعليمات لشق الصف المصري وتحشيد المظاهرات في الشوارع ليحصل صدام في فئات هذا الشعب ؟!!!!! .
وتارة يرفع هذا الشعار في دعاية انتخابية هابطة أصلا لم ترد لا في دين ولا ملة ، ويستخدم الدين للوصول إلى مقاعد مجلس الشعب وإلى ربطات العنق الفاخرة والسيارات الليموزين ، وتارة أخرى نراهم يقولون الإسلام هو الحل وفي خضم كل هذا نرجع للدين الإسلامي الذي يأمر بالانصياع لولي الأمر ، فنتجه إليهم نجدهم يسيرون دوريات في الشوارع بسيارات أمن من جهات غير معلومة ربما ( إيران ) ، ليقتلوا فتاة ويبرحون خطيبها وأختها الصغيرة ضربا بحجة الإخلال بالآداب العامة !!!! ، وتارة أخرى نراهم يصنعون من الهزيمة نصرا ويهربون من واقع مرير بالشعارات والحديث بالفصحى وتزيينها ببعض المواقف النبوية مثل " شعب أبي طالب " !!! ، وتارة نراهم يستعرضون سلاحهم وما أن انفجر فيهم قاموا وصرخوا هو العدو ، وقال أحدهم من ذوي اللحى الطويلة التي تكاد تصل إلى قدميه وبجانبه محمود الزهار : (" أقسم بالله أنني رأيت الصاروخ يسقط على العربة من طائرة أباتشي ، وهذه هي شريحة الكترونية من الصاروخ ") وفي النهاية تكون الشريحة شريحة جهاز هاتف محمول ، ويروي شهود عيان أن الصواريخ سقطت على الأرض ولم يكن هناك أي طائرة صهيونية ، فهل بعد هذا كذب ، وهل بعد هذا استهتار بالأيمان حيث قسم ( بالله ) ، وتارة أخرى نراهم يقولون أن الإسلام هو الحل ، وبعد أن صدقهم الناس وحسبوا أنهم سيعيشون العصور الإسلامية الحديثة ذو قيادة وفية أمينه ، أوصلوهم لمقاعد التشريعي وربطات العنق والبدل الفاخرة ، فما أن وصلوا ألقوا بالسلاح في مهاوي الردى ، وعجزوا حتى عن تقديم المرتبات إلا لأنفسهم وأبناء حركتهم ولا أدري إن كان هو نوع جديد من " التكفير " .
احتكار الدين الإسلامي تحت مسمى غير اسمه في حد ذاته هو أمر خطأ ، فنحن نعرفه باسم الإسلام ، والعالم أجمع يعرفه باسم الإسلام ، ولكن الآن بات للإسلام الكثير من العناوين والأبواب ولا ندري أي باب فيها هو الصحيح ، فتارة يسمى الإسلام باسم " الإخوان المسلمون " ولا ندري بأي حق يتم احتكار اسم الإخوان على هذه الفئة فقط ، فكلنا أبناء هذا الدين وكلنا إخوة فيه ، أم أن من هم خارج هذا الحزب ليسوا بمسلمين ؟!!! . ، وتارة أخرى يسمى باسم "حماس" و تبدأ هذه الحركة رحلتها النضالية بتكفير أبناء فتح والجبهة الشعبية السابقين لساحة الجهاد والنضال لتحرير الوطن ، ونسوا أو تناسوا أنهم جعلوا لهم كيانا مستقلا تعترف به أكثرمن 100 دولة في العالم ، فنراهم يكافئونهم بأن أحلوا دمائهم وقفزوا على بيوتهم ليلا ليقتلونهم .. فلمصلحة من هذا ؟!! .
وتارة نرى فاجعة تسمى تنظيم القاعدة ، تجاهد ضد المسلمين وعندها ملايين من يجوز عليهم الجهاد ، فنرى اليهود الصهاينة احتلوا فلسطين ولا أحد يتحرك إلا لضرب منشآت نفطية سعودية ومناطق سياحية مصرية .. فلمصلحة من هذا ؟!!! .
على حد علمي في الدين الإسلامي الذي مهما علمت فيه فأنا جاهل مقارنة بكبار علماء عصرنا الحالي ، فإن المسلمون من المفترض أن يكونوا صفا واحدا ، ولكننا نرى العكس فنرى الإسلاميين يكفرون من لا ينضم لأحزابهم المشبوهة .. مشبوهة الدعم والمعتقدات ، ونراهم لا يعملون إلا على شق الصف وتفتيت الوحدة وتعزيز الفصائلية والحزبية تحت مسميات كثير حفظتموها أكثر مني ، فلمصلحة من هذا ؟!!! .
في رأيي الشخصي أن فعلا الإسلام هو الحل ، ولكن الإسلام يبدأ من داخل نفس كل منا ، ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم ، فنحن نحتاج لثورة إسلامية... نعم لا أنكر .. ولكن هذه الثورة يجب أن تكون بنفس كل منا ، ولا يستطيع أحد حكم غيره ما لم يحكم نفسه أولا ، وبعد أن يتغلب على نفسه ومطامعها يتجه نحو دعوة الناس بالتي هي أحسن وتعريفهم بتعاليم هذا الدين الذي تحيته هي ( السلام ) ، فنحن نقول السلام عليكم وليس ( الحرب عليكم ) و ( القتل عليكم ) و ( الكفر عليكم ) ، كما يفعل الكثيرين ممن يتسترون تحت مسمى هذا الدين .
ومن الجيد جدا أن يعلم أي ممن قرر أن يعمل لهذا الدين أنه في عام 2006 ويعيش في عصر مغاير تماما لما كانت عليه العصور السابقة ، فلا نحن في " شعب أبي طالب" ولا نقاتل كفار قريش ، وليس معنا رسول كريم ينزل له الوحي من السماء ، بل نحن في عصر تطور وتقدم والمعركة الأساسية فيه هي معركة علم وليست معركة سلاح ، فالسلاح لم يصنع إلا بالعلم .. ولكننا نبحث عمن يفهم هذا الكلام !!! ، الواقعية أن يجاهد المسلمون الآن بطلب العلم لأن أي معركة سيدخلونها بالسلاح في ظل هذا الواقع المتشرذم في فاشلة بنسبة 100% ولن تجلب لنا إلا الخراب كما جلبته قبل ذلك في عدة مرات ، هذه الواقعية.
وليست الواقعية كما فعل بعض المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في جامعة أسيوط في موقف طريف للغاية، نشرته مجلة العربي ، حيث دخل على الحرم الجامعي " بالناقة " ووضح الكحل في عينيه وصار يصيح (: واإسلااااااماااااااه واإسلااااااماااااااه : ) ، وبعد أن انتهى صاحبنا من صيحاته ما لبث أن يصيح مرة أخرى ويقول (: استخدام الحمامات حرااااااام ، اقضوا حاجتكم في الخلاء : ) !!!!!!!!....
فمن موقف مثل هذا الشخص نطمأن فعلا على أنفسنا ، فقد حلت كل المشاكل وأقيم الحلال وحرم الحرام ، ولم يبقى سوى قضية الحمامات لنعرف هل هي بحلال أم حرام !!! .
لله في خلقه شؤون ,,,
هل حقا الإسلام هو الحل ؟
بالكاد لا يختلف اثنين على أن الإسلام هو الحل ، حتى وإن كان الاختلاف ظاهريا ، فالمخالف في باطنه يؤمن بأن الإسلام هو الحل ، ولكن ما الذي يجعله يمتنع عن الجهر بهذه الكلمة ، واعتمادها كمبدأ أساسي له يبني عليه مواقفه السياسية وتوجهاته وانتماءاته .
لي أن أقول أن الإسلام تم تشويهه وتعكير صفاءه من قبل مجموعة من المستهترين بهذا الدين ، هؤلاء من أرادوا لهذا الدين أن يصبح أداة تستخدم فقط في وقت من الأوقات كنمط جديد من أنماط الصعود والوصول للمآرب .
الدين الإسلامي كما نعلم هو ليس دين مساجد وعبادات فقط بل أنه دين عمل ، فكل عمل في هذه الدنيا يعتبر في نظر الدين الإسلامي عبادة " وهذا من بديهيات هذا الدين " .
إذا ليس علينا أن نرفع شعار ( الإسلام ) لنعلم الناس والمجتمع الدولي أننا مسلمون ونعمل بمنهج إسلامي ، بل يعرفنا المجتمع الدولي بذلك من أعمالنا التي نعملها على خطى الإسلام وما ينتج عنها من نجاح ، وأستدل بذلك مثلا على بعض الكتائب المقاتلة في فلسطين المحتلة ، بعضها ينتمي لحزب يرفع شعار الماركسية وتجده في إيمانه وقوته أقوى من حزب يرفع شعار الإسلام نفسه ، وكذلك الأمر مع أحزاب فتح المقاتلة فمع أن الحركة علمانية المنهج أصلا إلا أن كوادرها هم من الإسلاميين " بتصرفاتهم " وليس بشعارات يرفعونها ليدخلوا قلوب الناس ، فالعمل خير شاهد على صاحبه .
لي أن أقول أيضا أن الدين الإسلامي شوه بسبب بعض من سموا أنفسهم إسلاميين، ولا يجلبوا لهذا الدين إلا الفضائح وتشويه الصورة وتحريف المبادئ وصاروا بالنسبة لهذا الدين كصديق سوء يضر صاحبه ويدعي صداقته له بإخلاص.
ماذا عسانا أن نقول في مسلم يدعي تطبيق حدود الله وتعاليم الدين الإسلامي ، ومن ثم يقرر أنه يجب أن يؤدي فريضة الجهاد ، فيؤديها في أبناء وطنه ودينه قبل غيرهم ، ونسي أنهم إخوة له في الدين والدم والانتماء ، واتجه نحو التخوين والتكفير كذريعة جيدة ورائجة لتبرير ما يرنو إليه ، فمثل هؤلاء ليسول بباحثين عن إسلام ولا دين ولا آخرة ، بل هم من هواة السلطة والتمرد والسيطرة وإقامة الإمبراطوريات النابليونية .
فأي جهاد مثلا يجاهدونه في مصر ، أو في المملكة " العربية " السعودية أو حتى في الجزائر ، وفي الصومال ، وأي جهاد يجاهدونه بالانتحار في محطة قطارات يرتاده النساء والأطفال وطلبة المدارس ، وأي جهاد يجاهدونه بتفجير مقرات يرتادها عرب ومسلمون ومصالح العرب فيها أكثر من مصالح غيرهم ؟! .
فالجهاد معروف الأحكام والقوانين والمناطق أيضا ، فالطريق إلى فلسطين معروف وسهل المنال حاليا ، والطريق إلى العراق هي طريق مباحة للجميع ومعروفة أيضا للجميع ، فلا أعتقد أن دخول العراق أو فلسطين أصعب من دخول الولايات المتحدة وبريطانيا بل وخطف طائرات وتفجير قطارات فيهما !! .
فمن أولويات الجهاد صد العدوان عن المسلمين وليس فتح عدوان جديد عليهم ، فلا يكفي العدو الصهيوني والأمريكي علينا ، بل أنهم صاروا علينا هم وأبناء جلدتنا فصرنا بين " فكي كماشة " لا ندري من أين نتلقى الضربات ، من ديمقراطية أمريكية أو من توجهات "تدعى بأنها إسلامية" ، تعبث بمصائر الناس ومقدراتهم ورزقهم الذي بالكاد يحاولون الحصول عليه في ظل تكالب الكثيرين على موارد هذه المنطقة .
عندما كانت فلسطين تأن وتتوجع ، لم نرى الإسلاميين نهضوا وقالوا حي على الجهاد ، بل رأينا البعثيين والشيوعيين والعلمانيين أول من تحركوا ورفعوا البندقية تحت مقولة " الله أكبر " و " شهيد في سبيل الله " ، ولم نرى سوى تحالف فاشل مات وهو في رحمه بين البعثيين وحركة الإخوان المسلمين المشبوهة ، ولم يفعلوا بهذا التحالف شيئا إلا أنهم انسحبوا من ساحة المعركة سويا ربما لتهبيط عزائم المقاتلين كما كان يفعل المنافقون في غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم .
أين كان الإسلاميون عندما حصلت المجازر وحرقت القرى والمخيمات ، سمعنا فقط صرخاتهم ودعواتهم بالتبرع عندما احتلت أفغانستان من قبل الاتحاد السوفييتي ، وصاروا يهرولون إلى هناك لأداء فريضة الجهاد ، ولهم نساء في فلسطين يلدن على المعابر ويغتصبن أيضا عليها وفي سجون الإحتلال ، ولهم إخوة في الدم والدين والانتماء يحرقون مع الكلاب في الشوارع .
لماذا لم يظهر الإسلاميين إلا عندما احتاجتهم أمريكا لإخراج الاتحاد السوفييتي من أفغانستان ؟؟!! . هذا إسلامهم هم وليس إسلامنا نحن .
وبعد هذا كله يخرجون علينا بحلة جديدة غير الجهاد في أفغانستان وغير جمع التبرعات لإخوانكم المنكوبين في أفغانستان ، خرجوا علينا بحلة " الإسلام هو الحل " ليكون شعارا ترويجيا كبيرا لهذه الجماعات المستترة بهذا الدين العظيم ، فيقولون الإسلام هو الحل ونرى أحد ثعابينهم في مصر يقبض عليه في مطار القاهرة وهو في رحلة سفر لأمريكا ، فماذا يفعل ذاك المسلم هناك سوى أنه يتلقى التعليمات لشق الصف المصري وتحشيد المظاهرات في الشوارع ليحصل صدام في فئات هذا الشعب ؟!!!!! .
وتارة يرفع هذا الشعار في دعاية انتخابية هابطة أصلا لم ترد لا في دين ولا ملة ، ويستخدم الدين للوصول إلى مقاعد مجلس الشعب وإلى ربطات العنق الفاخرة والسيارات الليموزين ، وتارة أخرى نراهم يقولون الإسلام هو الحل وفي خضم كل هذا نرجع للدين الإسلامي الذي يأمر بالانصياع لولي الأمر ، فنتجه إليهم نجدهم يسيرون دوريات في الشوارع بسيارات أمن من جهات غير معلومة ربما ( إيران ) ، ليقتلوا فتاة ويبرحون خطيبها وأختها الصغيرة ضربا بحجة الإخلال بالآداب العامة !!!! ، وتارة أخرى نراهم يصنعون من الهزيمة نصرا ويهربون من واقع مرير بالشعارات والحديث بالفصحى وتزيينها ببعض المواقف النبوية مثل " شعب أبي طالب " !!! ، وتارة نراهم يستعرضون سلاحهم وما أن انفجر فيهم قاموا وصرخوا هو العدو ، وقال أحدهم من ذوي اللحى الطويلة التي تكاد تصل إلى قدميه وبجانبه محمود الزهار : (" أقسم بالله أنني رأيت الصاروخ يسقط على العربة من طائرة أباتشي ، وهذه هي شريحة الكترونية من الصاروخ ") وفي النهاية تكون الشريحة شريحة جهاز هاتف محمول ، ويروي شهود عيان أن الصواريخ سقطت على الأرض ولم يكن هناك أي طائرة صهيونية ، فهل بعد هذا كذب ، وهل بعد هذا استهتار بالأيمان حيث قسم ( بالله ) ، وتارة أخرى نراهم يقولون أن الإسلام هو الحل ، وبعد أن صدقهم الناس وحسبوا أنهم سيعيشون العصور الإسلامية الحديثة ذو قيادة وفية أمينه ، أوصلوهم لمقاعد التشريعي وربطات العنق والبدل الفاخرة ، فما أن وصلوا ألقوا بالسلاح في مهاوي الردى ، وعجزوا حتى عن تقديم المرتبات إلا لأنفسهم وأبناء حركتهم ولا أدري إن كان هو نوع جديد من " التكفير " .
احتكار الدين الإسلامي تحت مسمى غير اسمه في حد ذاته هو أمر خطأ ، فنحن نعرفه باسم الإسلام ، والعالم أجمع يعرفه باسم الإسلام ، ولكن الآن بات للإسلام الكثير من العناوين والأبواب ولا ندري أي باب فيها هو الصحيح ، فتارة يسمى الإسلام باسم " الإخوان المسلمون " ولا ندري بأي حق يتم احتكار اسم الإخوان على هذه الفئة فقط ، فكلنا أبناء هذا الدين وكلنا إخوة فيه ، أم أن من هم خارج هذا الحزب ليسوا بمسلمين ؟!!! . ، وتارة أخرى يسمى باسم "حماس" و تبدأ هذه الحركة رحلتها النضالية بتكفير أبناء فتح والجبهة الشعبية السابقين لساحة الجهاد والنضال لتحرير الوطن ، ونسوا أو تناسوا أنهم جعلوا لهم كيانا مستقلا تعترف به أكثرمن 100 دولة في العالم ، فنراهم يكافئونهم بأن أحلوا دمائهم وقفزوا على بيوتهم ليلا ليقتلونهم .. فلمصلحة من هذا ؟!! .
وتارة نرى فاجعة تسمى تنظيم القاعدة ، تجاهد ضد المسلمين وعندها ملايين من يجوز عليهم الجهاد ، فنرى اليهود الصهاينة احتلوا فلسطين ولا أحد يتحرك إلا لضرب منشآت نفطية سعودية ومناطق سياحية مصرية .. فلمصلحة من هذا ؟!!! .
على حد علمي في الدين الإسلامي الذي مهما علمت فيه فأنا جاهل مقارنة بكبار علماء عصرنا الحالي ، فإن المسلمون من المفترض أن يكونوا صفا واحدا ، ولكننا نرى العكس فنرى الإسلاميين يكفرون من لا ينضم لأحزابهم المشبوهة .. مشبوهة الدعم والمعتقدات ، ونراهم لا يعملون إلا على شق الصف وتفتيت الوحدة وتعزيز الفصائلية والحزبية تحت مسميات كثير حفظتموها أكثر مني ، فلمصلحة من هذا ؟!!! .
في رأيي الشخصي أن فعلا الإسلام هو الحل ، ولكن الإسلام يبدأ من داخل نفس كل منا ، ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم ، فنحن نحتاج لثورة إسلامية... نعم لا أنكر .. ولكن هذه الثورة يجب أن تكون بنفس كل منا ، ولا يستطيع أحد حكم غيره ما لم يحكم نفسه أولا ، وبعد أن يتغلب على نفسه ومطامعها يتجه نحو دعوة الناس بالتي هي أحسن وتعريفهم بتعاليم هذا الدين الذي تحيته هي ( السلام ) ، فنحن نقول السلام عليكم وليس ( الحرب عليكم ) و ( القتل عليكم ) و ( الكفر عليكم ) ، كما يفعل الكثيرين ممن يتسترون تحت مسمى هذا الدين .
ومن الجيد جدا أن يعلم أي ممن قرر أن يعمل لهذا الدين أنه في عام 2006 ويعيش في عصر مغاير تماما لما كانت عليه العصور السابقة ، فلا نحن في " شعب أبي طالب" ولا نقاتل كفار قريش ، وليس معنا رسول كريم ينزل له الوحي من السماء ، بل نحن في عصر تطور وتقدم والمعركة الأساسية فيه هي معركة علم وليست معركة سلاح ، فالسلاح لم يصنع إلا بالعلم .. ولكننا نبحث عمن يفهم هذا الكلام !!! ، الواقعية أن يجاهد المسلمون الآن بطلب العلم لأن أي معركة سيدخلونها بالسلاح في ظل هذا الواقع المتشرذم في فاشلة بنسبة 100% ولن تجلب لنا إلا الخراب كما جلبته قبل ذلك في عدة مرات ، هذه الواقعية.
وليست الواقعية كما فعل بعض المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين في جامعة أسيوط في موقف طريف للغاية، نشرته مجلة العربي ، حيث دخل على الحرم الجامعي " بالناقة " ووضح الكحل في عينيه وصار يصيح (: واإسلااااااماااااااه واإسلااااااماااااااه : ) ، وبعد أن انتهى صاحبنا من صيحاته ما لبث أن يصيح مرة أخرى ويقول (: استخدام الحمامات حرااااااام ، اقضوا حاجتكم في الخلاء : ) !!!!!!!!....
فمن موقف مثل هذا الشخص نطمأن فعلا على أنفسنا ، فقد حلت كل المشاكل وأقيم الحلال وحرم الحرام ، ولم يبقى سوى قضية الحمامات لنعرف هل هي بحلال أم حرام !!! .
لله في خلقه شؤون ,,,
و حسبنا الله ... ونعم الوكيل .
بقلم : حسن خلف
عربي فدائي أسمر
خاص منتديات ساندروز
تعليق