بسم الله الرحمن الرحيم
لقد نجح الاستعمار في دس السم في العسل وخلط الاوراق بين الهوية الاسلاميه والقوميه العربيه,ولم يخرج من بلداننا العربيه الا وهو معتقد أن هدفه الذي كان يصبو اليه بات محققا,وبمساعدة من أبناء جلدتنا ممن يسمون أنفسهم بالقوميين العروبيين.
فلقد انتشر معتنقوا هذا الفكر في أواسط القرن العشرين كالنار في الهشيم في أرجاء العالم الاسلامي,ولكنهم اليوم بفضل الله عز وجل بدأ يخبو صوتهم شيئا فشيئا وسط وعي المسلمين بنواياهم الخبيثه.
ان القومية العربيه والمنادون لها يهدفون بالمقام الأول سلخ المسلمين عن دينهم واظهار أن العرق العربي هو الذي يجب أن نفتخر به وليس اسلامنا.
لقد كان العرب قبل الاسلام عباره عن قبائل ممزقه في جزيرة العرب,يغيرون على بعضهم البعض مشتتون ومتعادون,وفوق ذلك تحيط بهم الامم التي تفوقهم عدة وعددا كالفرس والروم والاقباط بمصر والحبشه.
أشرق نور الاسلام,فنقلهم من هذه الحاله المترديه في الجاهليه الى مرتبة المجد والسؤدد,فأصبحوا مناره لكل الامم ينشرون قيم الدين الاسلامي في شتى البقاع,فنحن العرب لا قيمة لنا دون الاسلام ولا معنى للاسلام دون تطبيق الشريعه الاسلامي ولا تطبيق دون أمر من السلطان فمنه يبدأ الأمر ومنه ينتهي,قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه{نحن قوم أعزنا الله بالاسلام,فان ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله}.
وما أشبه الليله بالبارحه حيث تخلى العرب عن القيم والمبادئ التي جاء بها ديننا الحنيف,وأصبحوا ينادون بالقوميه العربيه,والمجد للعرب ونسوا أو تناسوا أن الاسلام هو من يجب أن نفتخر به فلا قوميه عربيه ولكن اسلام واخوه, يقول الله عز وجل{انما المؤمنون اخوه}.
ففي كل صباح يوم دراسي جديد,كنا نردد...تحيا الأمة العربيه..وكنت اتساءل ماذا عن أمتنا الاسلاميه؟؟ ولم لا نقول تحيا الأمة الاسلاميه؟؟ رغم انني لا أرى أن الأمة ستحيا بكلمة نتشدق بها هنا أو نرفعها هناك,ولكن بالعمل وباتباع نهج سيد المرسلين عليه افضل الصلاة وأتم التسليم,يقول الله عز وجل{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}التوبه
اخوتي ان الأمر جلل والمصاب كبير والأمة في انكسار وتصدع,فلا نصر ونحن نعتز بعروبتنا ونتنكر لاسلامنا الذي هو سبب عزتنا ومجدنا,يقول الله عز وجل{ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}سورة محمد.
الاعتزاز بعروبتنا أمر حسن ان كانت على اعتبار أنها الحصن المنيع للاسلام وأن القرآن أنزل بلسان عربي مبين,وأن العرب هم من عملوا على نشر هذا الدين حتى بلغ الآفاق,أما ان كانت على اعتبار الاعتزاز بالجنس العربي دون اعتبار لما جاء به الاسلام , فهذه هي الجاهلية بعينها,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم{يا أيها الناس ان ربكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر الا بالتقوى,{ان أكرمكم عند الله أتقاكم}}.
فالأمر أشبه اخوتي كمن ركب طائرة جميله تسرع به في الهواء,والراكب أخذ يتأمل جمال الأرض ورونقها من علو فيعجب بنفسه ويعتقد أنه قد ركب مركبا صعبا بقدراته اللامحدود فيأخذ يسخر من الطائرة التي تقله ويقول ماهي الا قطعه من الحديد,فيقفز منها وسرعان ما يلقى مصرعه.
فلذلك علينا ان نربي أبناءنا وأنفسنا أولا على أن الفخر الحقيقي هو فخر الاسلام وننقي أنفسنا من شوائب القوميه العربية التي ما تزيدنا الا فرقة عن باقي اخواننا من المسلمين,فما نفع أن يكون المرء عربيا لكنه بعيد كل البعد عما يرضي الله ورسوله في دينه ودنياه.
تقبلوا فائق احترامي أخوكم/كون
تعليق