Tweet
وجدت فئة في حركة فتح ضالتها في مصارحة القائد الفلسطيني خالد مشعل شعبه عن أوضاع العباد والبلاد وكشف الأوراق غير المخبوءة التي يشاهدها أبناء شعبنا كل يوم في الشوارع والمؤسسات والمدارس والجامعات والساحات ، واعتبر هؤلاء المعنيون بكلمة مشعل المباشرة والصريحة أن الحريق سيأتيهم لا محالة لأن الغطاء البارد قد كُشف عنهم ولم يعودوا في مأمن من غضب الشعب عليهم.
بين فوز حماس وتشكيل الحكومة دفعت فتح بآلاف أتباعها إلى الكوادر الوظيفية للسلطة وملأت بها جميع الشواغر الوظيفية لتمنع تعيين أحد من خارجها في مؤسسات السلطة، وقبل انعقاد التشريعي المنتخب قاموا بمنح عباس صلاحيات حل المجلس التشريع المنتخب في إجراء ديكتاتوري قبيح.
لم يكتفوا بذلك فعملوا على تفريغ الحكومة من مضمونها وسلب صلاحياتها لمنعها من تطبيق برنامج الإصلاح والتغيير وملاحقة الفاسدين والمفسدين وتحير الإرادة الفلسطينية من التبعية وتحقيق الاستقلال في القرار الوطني الفلسطيني فسلبوا من الحكومة صلاحياتها الأمنية والمسؤولية عن صندوق الاستثمار الفلسطيني واستلبوا الصوت الإعلامي الممثل في تلفزيون فلسطين ووكالة الأنباء الرسمية وأخذوا المعابر وأننشؤوا دكاكين وراء كل وزارة أو مؤسسة تقوم بعملها.
وترك هؤلاء لحماس مهمة إطعام عشرات الآلاف أتباع فتح في هذه المؤسسات الفلسطينية الرسمية عبر ما يسمى بالرواتب و دفعهم للتهجم على الحكومة الفلسطينية وإرباكها بالاحتلالات والاقتحامات والاعتصامات وإطلاق النار وتكسير المكاتب وسرقة الملفات وإخفاء المعلومات وتكثير الموظفين العاطلين وتضخيم ورم التوظيف بالمدراء الوهميين أو غير الأكْفاء.
ثم تركوا لحماس خزائن فارغة وديونا ثقيلة واستدانوا من البنوك والقطاع الخاص أموالا هائلة تجعل من العسير على حماس أن تنظر إليها وتستدين لإعاشة الناس ثم أخذوا من أرباح صندوق الاستثمار الفلسطيني لأعوام مقبلة ومنعوا إسالة أي أصل من أصول هذا الصندوق الذي لا نعرف عن ماليته شيئا وأين تصرف أمواله ؟
فوق ذلك كله شن هؤلاء المرتزقة حربا شعواء على خيار الشعب الفلسطيني وعملوا على تشويه التجربة وإحباطها وتمزيقها وحشد المؤامرات الداخلية والخارجية عليها فشاركوا في مؤامرة تجويع شعبنا وشاركوا في مؤامرة مع الأردن لحصار حماس عبر مسرحية الأسلحة المهربة والتي لا يزالون يعملون على تلوينها لإخراجها ثانية بصورة أفضل من منظرها الخائب السابق ثم ساهموا في التحريض على هذه الحكومة في المنابر العربية والدولية كما حصل في لقاء القمة العربية الأخير وفي الأمم المتحدة كما جرى ذلك في لقاءاتهم السرية والعلنية في الدار البيضاء وعمّان وتل أبيب ولندن وجنيف وواشنطن .
كان لابد من وقفة شجاعة من حماس ومن خالد مشعل تحديدا لمواجهة هؤلاء المتطرفين الحاقدين الذين أعمتهم العصبية السياسية على حساب الوطن والمواطن واجترؤوا على مقامات زعماء الأمة بخسة وحقارة صادرة من جهات فتحاوية رسمية تمثل معظم القطاعات الفتحاوية .
إننا نرجو من خالد مشعل وإخوانه أن يكشف المزيد من الفساد السياسي والمالي والهبوط الأخلاقي لهؤلاء العابثين بالوطن والمواطن والمتنفعين والمرتزقين به فهذا هو السبيل لفضح المجرمين وإيقافهم عند حدهم لأن الفاسد يحمي نفسه بمزيد من الفساد والإفساد والتخريب والغوغائية والنزق، وأما الحرب الأهلية فلا سبيل إليها لأن كل وطني شريف من أي جهة سيمتنع عن أن يكون حطبا في نار يحترق فيها الوطن ، والفاسدون فقط هم من يسعى للفتنة ويؤججها ويتهم الآخرين بها .
منقوول..
