اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى

    وما أريكم إلا ما أرى ..

    يسعى البعض في تصور رؤية يرى فيها أنه على صواب وهذا بلا ريب حقه المشروع -حالما تكون الرؤية موضع نظر وتوقف بحسب الشروط المعهودة في اعتماد ما يقوله صاحب الرؤية-، أما الذي لا يقبله العقل ولا النقل أن يعتبر رؤية خصيمه.. رؤية ليست ذات قيمة، فيعمل هذا المحتكر أو المتناسي لأقل أبجديات الحوار على إضعاف مخالفه بالازدراء أو بالتضخيم لردة فعله على مخالفه وأن يجعل رؤية موطئ الظن بحيث يعتقد أن هذا لا يريد إلا هدم الإسلام وما إلى آخره من الظنون السيئة التي تنبئ عن قلبٍ مريض يحمله صاحب هذه الرؤية.

    فالأول: وهو المزدري هذا منبوذ من قبل أن يخلق الحوار؛ إذ إن هذه الأسلوب مكروهًا لدى البهائم حيث أن البهيمة لا ترضى على نفسها أن تزدرى بالصورة التي تراها هي أنها ازدراء كأن يرعى الأسد مع الغنم أو أن يطير الصقر في سربٍ للغربان فهي مشينة بحقهما؛ لأنهما اكتسبا صفاتًا لا تخول لهما أن يكون أحدهما مع الغنم والأخر مع الغربان.

    وهذا التصرف يغلب عند أهل الحداثة وجهال أهل الخير الذين أودت بهم الحماسة إلى أمد لا يحتمل شرعًا, فأهل الحداثة يمعنون ويوغلون في تصور أشياء غاية في السذاجة من توجيه السهام المسمومة تجاه كل ما هو دين، وهذا أمرٌ عُهِدَ على أكثرهم, ولو عرضت على أحدهم آية تطابق كلام أحد فلاسفتهم لرأيت وجوههم كالحة مكفهرةً, أما إن رأيت حديثًا لنظرية أقرها القرآن الكريم بحيث أنك خادعتهم وأوردت لهم ما أوردته كتب الفلسفة لوجدت قلوبهم ملئا بالبشاشة والسرور مع أنها مذكورة عنده في كتاب الله يسمعها آناء الليل وأطراف النهار لا يرعي لها بالاً وحالهم {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}.

    أما جهال أهل الصلاح فيكون حكمهم حكمًا ليس موزونًا, ويكون ذا صبغةٍ غير تأصيلية سمتها العجلة مما يؤدي إلى التصنيف بين شكٍ وظن كالتبديع وصولاً إلى التكفير مما سيعمل على إسقاط آيات عظيمة وجليلة إلى هوةٍ سحيقة، وليعلم مثل هذه الأصناف أن الدين ليس حكرًا عليهم فلو كان حكر هذا الدين على صنفٍ معين لكان عمل الأحبار والرهبان في توزيع صكوك المغفرة أو العذاب قد توارد إلى مثل أولئك.

    الثاني: وهي قضية الوصاية أو عملية تكميم الأفواه هذه التي حورت؛ بحيث كانت أسلوبًا موجهًا للأطفال فغيّر لأن يكون مع العقلاء فاتبعت هذه العملية مما جعل هناك مسرحًا لقتل الإبداعات وإغلاق باب الاجتهاد والابتكار المشروع وجعل عوائق شائكة تمنع من الرقي بالأمة رقيًا عاليًا يضمن لها حق العودة لسدة الحضارة الغابرة.

    وهذان التوجهان من ردود الفعل المقامة تجاه القضايا المخلوقة لتوحي بأنها أرضٌ مجدبة تفتقر إلى الكثير حتى تكون بمنأى عن القحط المهلك، فما يبدو عليها إلا الضعف والعجز المؤلم والمؤثر على البناء المعرفي والفكري.

    ومعلوم أن هذا الأداء ضعيف وآيلٌ لسقوط والاحتراق, وهو مؤدى للاستخفاف بما يشير الله تبارك وتعالى إليه من حفظ النفس وإعمال العقل وبذل الروح في سبيل تحقيق العدل ونصرة للقضايا الإسلامية والحياتية.

    إن العمل الذي يقوم به مرتادي هذا الفكر والنهج يجدر بي أن أمحص مرئياته وأن أكتشف دواخله, فإنه لجدير أن يناقش لا لعظمه ولا لأجل فاعلية عمله, بل الأمر يكمن في سبب معين وهي قوة ضلوعه في المجتمعات المسلمة.

    إن هذا النهج يرجعني إلى حادثة ذكرت في القرآن الكريم وهي المحادثة والمقابلة التي تمت بين فرعون وقومه من إتباعهم لرأيه والرضوخ لأمره دونما أن يعي المرء منهم أن لديه جهازٌ قد وهبه الله إياه حتى يؤدي عملاً في غاية الأهمية ألا وهو التفكر والتعقل اللذان يوصلان الفرد إلى مقصد عظيم من مقاصد التوحيد ألا وهو التدبر في آيات الله تبارك وتعالى.

    { قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ}

    وفرعون هو من روج لهذا السلوك فكان سمةً بارزةً في الطغاة والجهال والمنافقين يتقبلون مثل هذا السلوك بقلبٍ مليء بالخيانة والسفه من إبداء ثقافة مثل هذه الثقافة الضحلة, وبما أن الطغاة يعملون على إيجاد مسوغ لعمله أو مبرر له فلا يجدون أمكن إلا من خلال أولئك الرعاع بعد أن يهيئ لهم الإغراء الدنيوي, فالعمل هذا لا يحتاج إلى كثير جهد ولا إلى كثير علم, بل يحتاج إلى قلبٍ لا يعرف طريقًا لإصلاح الذات والمجتمع.

    والطريقة التي تكون سبيلاً لإلغاء مثل هذا المفهوم الذي وجد أيضًا عند بعض الأخيار تعميق مفهوم الحوار في النفوس, ولا طريقة معالجة خير من ذلك فهي السبيل الوحيد لإيجاد محاور عملية معالجة للقضايا المطروحة, وأيضًا تفعيل الجوانب الإيجابية في تلكم القضايا, وإيجاد البدائل في الجوانب السلبية دونما التعرض إلى النزق اللفظي أو العمل على تكميم الأفواه التي كانت سببًا في إهدار الكثير من الطاقات الرائعة والبناءة, وأيضًا يجدر الإشارة إلى الأصل الذي لا محيد عنه وهو العمل على ترسيخ مفهوم التربية الإيمانية بواقعية أبلغ بأن يقبل على الله ويحتسب العبد أعماله خالصة لوجه الكريم.

    ويجدر بي أن أدعم قولي وأشرفه بمنبع الوحي ذلك أن شابًا أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ءأذن لي في الزنا!, فقام الصحابة نحوه ليوبخوه, فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: دعوه. وقال للشاب: أترضاه لأمك؟, فقال: الشاب لا ... الحديث). هذا الحديث يشير بعمق إلى مدى أهمية الحوار وقوة فاعليته في إزالة ما يحل في النفوس من هوى, أو إزالة لمفاهيم خاطئة في تصور أي قضية معروضة.

    والله اسأل التوفيق والسداد, وصلى الله وسلم على نبينا نحمد وعلى آله وصحبه وسلم..

  • #2
    الرد: مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى

    سلم لسانك اختي هتان
    ومن ينكرفوائد الحوار؟ إنه النافذه الأولى لإستطلاع وجهات نظرالآخرين والحكم عليهابعقل ومنطق وحياديه وعدم التعصب للرأي في سبيل الوصول لللإقناع للطرفين وهذه وسيله ناجعه جدا وإن انكرالبعض ذلك بقوة الحجه وماإلى ذلك ولكن ذلك لاينقص من قيمة الحوار حتى لو ان حجتك أقوى فلربماتقنع بها الآخرين الذين لم يكونوا متفهمين لها
    ولنافي رسول الله أسوة حسنه مثلما ذكرت (عليه أفضل الصلاة والسلام)
    تحياتي اختي هتان

    تعليق


    • #3
      الرد: مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى

      هلا وغلا..صقر النوايف
      شكرا لك على مشاركتك في الموضوع..وعلى تواجدك الطيب
      نسيت ان اذكر انني نقلت الموضوع ولم اكتبه
      حياك الله اخوي
      ودمت بخير

      تعليق

      تشغيل...
      X