اعلان

Collapse
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نصيحة للمؤمنين في وجوب العمل بسنة خاتم المرسلين

Collapse
X
 
  • تصنيف
  • الوقت
  • عرض
Clear All
إضافات جديدة

  • نصيحة للمؤمنين في وجوب العمل بسنة خاتم المرسلين

    نصيحة للمؤمنين في وجوب العمل بسنة خاتم المرسلين
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد...
    فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
    إخوة الإيمان لقد انتشرت بين كثير من المسلمين فتنة من أخطر وأعظم الفتن التي تضر الأمة وتغرر بها وبدينها وتشكك فيه، ألا وهي ( عدم وجوب وضرورة الإيمان والعمل بالسنة النبوية الشريفة)،وهذه فتنة تصدا لها علماء الإسلام على مر الأزمان وقالوا كلاما ردوا فيه على ناشريها مروجيها و سأورد شيئا سيرا منه ، عله يكون تذكرة للمؤمنين وكسرا لشوكة المغرضين بإذن الله.
    أبدأ كلامي فأقول : أيها الإخوة ن إن النبي – صلى الله عليه وسلم- هو الإنسان الوحيد الذي ليس له أسرار على الإطلاق ، فقد كانت حياته عليه الصلاة والسلام منقولة إلى الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين بكل تفاصيلها وبمنتهى الدقة ، وحتى ما نعتبره نحن أمورا خاصة وشخصية بالنسبة لنا ، وصحابة رسول الله الكرام رضوان الله عليهم نقلو لنا هذه الصورة الجميلة المشرقة بكل حذافيرها وهم العدول الثقات والحفاظ الأثبات *, وذلك لنتعلم منها كيف نتصرف في كل حال من أحوال حياتنا ، قال أبو حاتم الرازي – رحمه الله – ( لم يكن في أمة من الأمم أمناء يحفظون آثار نبيهم وأنساب سلفهم إلا في هذه الأمة ).
    كما يقول الله جل في علاه :{{ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يمن بالله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا}}.**
    فكيف تكون لنا الأسوة الحسنة به – صلوات ربي وسلامه عليه- دون أن نعرف سنته ونأخذ بها!؟ هذا أولاً.
    أما ثانياً : فكيف نؤمن بالقرآن الكريم ولا نؤمن بالسنة الشريفة ؟ ونغفل أقوال الصحابة – رضي الله عنهم – وأقوال التابعين لهم بإحسان ، كقول ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد – رحمه الله –في مسنده قال :حدثنا إسماعيل عن يونس عن الحسن قال:"سئلت عائشة – رضي الله عنها – عن خلق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالت : كان خلقه القرآن".
    وأخلاقه وتصرفاته – صلى الله عليه وسلم – وصلتنا عن طريق السنة المطهرة .
    كما قال الأوزاعي إمام أهل الشام في عصره – رحمه الله- ( حاجة القرآن إلى السنة أكبر من حاجة السنة إلى القرآن ).
    ومثل ذلك أننا نصلي خمس صلوات في اليوم والليلة ,وصفة هذه الصلوات الخمس وصلت إلينا من السنة المطهرة ، فصفة الصلاة لم ترد في القرآن الكريم ولا حتى في موضع واحد وإنما قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه :""صلوا كما رأيتموني أصلي "".
    ونقل إلينا الصحابة صفة الصلاة بكل الدقة.
    وأصدق من ذلك قوله – عز وجل – {{ فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً }}***
    وقد فسر أهل العلم هذه الآية فقالوا ( أي إلى كتاب الله وإلى رسول الله في حال حياته وإلى سنته في حال مماته)).
    كما أجمع أكثر أهل العلم على أن وجوب الإيمان بسنة النبي – صلى الله عليه وسلم – ورد في القرآن الكريم واضحا صريحا في أثر من (80) موضع ، كما في قوله – عز وجل - :{{وما ينطق عن الهوى<3> إن هو إلا وحي يوحى<4>}} وهو دليل واضح على وجوب الإيمان بالسنة المطهرة ؛ إذ هي وحي من الله عز وجل ولا ينبغي بل ولا يجوز تركها ونكرانها ، وعلى أن الكفر بها كفر ضمني بالقرآن الكريم .
    أما ثالثا : فقد يقول بعض الناس نحن لا ندري كيف وصلت هذه الأحاديث إلينا وإنه من الممكن أن تكون هذه الأحاديث محرفة ، وإن كانت في الصحيحين ومقطوع بصحتها عند أكثر أهل العلم ؛ ولذا نحن لسنا مضطرين للإيمان والأخذ بها .
    فأقول :
    1- إن كنتم لا تثقون بمن ألف الصحيحين وبأكثر علماء الأمة, فبمن ستثقون بعدهم ؟!!!
    2- هذا الكلام ليس حجة لكم بل هو حجة عليكم؛ إذ هو دليل جهل في دينكم لا تعذرون عليه , ولحل هذه المشكلة يجب أن تطلعوا على كتب العلوم الشرعية وخاصة كتب علم مصطلح الحديث ؛وذلك حتى تفهموا وتعرفوا كيف وصلت هذه الأحاديث النبوية إلينا وعلى أي أساس عرف صحيحها من حسنها من ضعيفها من موضوعها.
    3- ثالثا : تؤمنون إذا بالقرآن الكريم وأنتم لم تسمعوه من فم النبي – عليه الصلاة والسلام – شخصياً ؟!!
    وأخيرا ,أدعو المولى عز وجل ألا نكون كالذي ذكره النبي – عليه الصلاة والسلام – في الحديث الذي خرجه أبو داوود وابن ماجة بسند صحيح : عن ابن أبي رافع عن أبيه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : (( لا ألفينَّ أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول :لا ندري، ما وجدنا في كتاب الله تبعنا)).
    وأتمنى أن يكون فيما أوردت نفعا للمسلمين وسببا في عودة الجاهل منهم إلى طريق الحق المبين كتاب الله وسنة رسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، هذا وما كان من في قولي من خير فهو من الله وما مان فيه من زلل فهو من نفسي ومن الشيطان .
    والله من وراء القصد
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    ______________________________________________
    *قال الله تعالى في أصحاب الرسول –عليه الصلاة والسلام-: {{ رضي الله عنهم ورضوا عنه}} وها تعديل لهم, فالطعن فيهم طعن في معدلهم و العياذ بالله.
    **سورة الأحزاب ، الآية <21> .
    ***سورة النساء، الآية <59> .
    _____________________________________________________________________

    للاستزادة :انظر (وجوب العمل بسنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وكفر من أنكرها ) لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - .
    ____________________________
    ________________
    بقلم : أمين مصطفى قصاب باشي القرشي الحموي.


تشغيل...
X