Tweet
مستقبل غامض يلف مصير 400 طالب وطالبة من السعوديين في لبنان
الحرب الأخيرة لخبطت أوراقهم
جدة: دانيا الصبان
بين المحبة والقلق والخوف على المستقبل، تختلط مشاعر الطلبة والطالبات السعوديين المنتظمين في المدارس والجامعات اللبنانية. فمنذ أول قذيفة إسرائيلية سقطت على الأراضي اللبنانية خلال حرب الـ 33 يوم الإسرائيلية، كان مئات الطلبة السعوديين الذين عادوا من لبنان لقضاء إجازة نهاية العام الدراسي بين أهلهم وذويهم في المملكة، متسمرين أمام شاشات التلفاز ويراقبون بأعين دامعة كل الأخبار وأدق التفاصيل لمتابعة وطنهم الثاني ومصير زملائهم في المدارس والجامعات.
تقول الطالبة بشرى الهنائي (18 عاما) وهي في السنة الجامعية الأولى «أنا فزعه جدا مما حدث وتعرضت له لبنان، وما يزيدني قلقا هو خوفي من أن لا أستطيع مواصلة دراستي في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB)، أو أن أضطر لاستبدالها بجامعة أخرى فالدراسة على الأبواب ولا يفصل عن بدايتها سوى أيام معدودة».
من جهتها ترى الطالبة موضي الجربوع (16 عاما) وهي طالبة في المرحلة الثانوية بمدرسة الحكمة في بيروت أنها لم تكن تتصور أن الحلم الذي حملته معها الى بيروت من أجل تحقيقيه عملت الحرب الإسرائيلية ليس على تأجيله فحسب، بل وأده أيضا. تقول «الحرب الإسرائيلية لم تلحق الضرر بالشعب البناني الشقيق فقط، بل بنا أيضا نحن الطلاب والطالبات. شعوري الآن هو الغضب مما جرى، لكني متمسكة بالكثير من الآمال التي حملتها معي عندما سجلت في مدرستي الثانوية».
وتضيف موضي الجربوع أنها قلقة فعلا من عدم تمكنها مواصلة الدراسة هذا العام «مدرستي مغلقة الآن، ويسكن فيها عدد من النازحين هربا من الحرب في الجنوب، وكما علمت أنها لن تفتح إلا في شهر نوفمبر القادم».
أما خالد الدغثير (16 عاما) فهو أحد الطلاب الدارسين في بيروت، وهو منخرط في احدى البرامج التعليمية التي تخوله الالتحاق بأحد الجامعات العالمية من دون المرور بالسنة التحضيرية يقول «أسئلة كثيره تدور في ذهني حول المستبقل، فلم يبقي لي سوى سنة واحده للتخرج من الثانوية فشهادتي وأوراقي الرسمية في المدرسة ببيروت، ولا أرغب في استبدالها بأخرى، كما أن أهلي قلقون مما جرى في لبنان، وهم راغبون في تغير مكان دراستي خشية أن يصبني أي مكروه في المستقبل».
وأضاف خالد «أتفهم مشاعرهم ومخاوفهم كأهل وأقارب وأصدقاء، لكنني من جهة أخرى أحببت مدرستي، واعتدت عليها وأجدها تضيف لي ولشخصيتي العلمية والاجتماعية والثقافية الكثير، فلم يكن أمامي غير خيارين أما انتظار مصير مجهول وضياع الأيام والشهور أو اختيار التقديم في أحد المدارس الأجنبية في الرياض التي تناسب برنامجي الدراسي في لبنان. لا أدري الأيام القادمة أحدد فيها مصير مستقبلي الدراسي».
عمر بافقية ( 18 عاما) هو أيضا تخرج في ثانوية الحكمة اللبنانية العام الماضي، وتم قبوله بالجامعة الأميركية ((AUB يقول »أنا حزين جدا لما حدث في لبنان، فبالبرغم من بعدي عن أهلي ووطني لم أشعر مطلقا بالغربة. وأحببت نمط الحياة هناك حيث تعلمت كيف أكون حرا وفي ذات الوقت مسؤولا عن هذه الحرية بالإضافة إلي كيفية تدبير أموري الشخصية الأمرالذي ساعد في صقل شخصيتي، والآن وبعد الدمار الذي حل بالبنان لا أعرف ما هو مصير مستقبلي الدراسي هناك».
كل هذه المخاوف على مصير مستقبل الطلبة والطالبات السعوديين في لبنان طرحت على طاولة النقاش مع السفير السعودي في لبنان الدكتور عبد العزيز خوجة الذي أوضح في حديث هاتفي لـ«الشرق الأوسط» أن على جميع الطلبة الراغبين في متابعة دراستهم خارج لبنان عليهم سرعة التنسيق مع الملحق الثقافي في السفارة السعودية في بيروت، الذي بدوره سوف يجيب على جميع أستفسارتهم والعمل على مساعدتهم في الحصول على أوراقهم وشهاداتهم الرسمية من مقر دراستهم سواء في الجامعات أو المدراس اللبنانية.
وأوضح السفير السعودي أن عدد الطلبة والطالبات السعوديين الذين يدرسون في المدارس والجامعات اللبنانية قبل الحرب الإسرائيلية على لبنان يبلغ عددهم أكثر من 400 طالب وطالبة.
من جانبها أكدت مها الفرار مسؤولة العلاقات العامة والمعلومات بجامعة الأميركية بلبنان >أن الطلبة السعوديين غير الرغبين في إكمال دراستهم في الجامعة الأميركية عليهم فقط التوجة إلي إدارة الجامعة لتسلم أورقهم شهاداتهم الرسمية مشيرة الى أمكانية سحب فصل درسي واحد للطلبة السعوديين المتخوفين من أوضاع البلاد الأمنية. وبينت أن الجامعة تضم نحو 120 طالبا وطالبة مسجلين للعام الدراسي الجديد، والذي سوف يبدأ في موعده المقرر».
المصدر ’’
http://www.asharqalawsat.com/details...47&issue=10147
تعليق